موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال استقباله الآلاف من أبناء الشعب الإيراني:

سوء الإدارة سبب أساسي للغلاء وانخفاض قيمة العملة الوطنية وليس الحظر

 

تحدث قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الإثنين: 2018/08/13) خلال استقباله الآلاف من أبناء الشعب الإيراني من مختلف المحافظات، عن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، والمؤامرات الاميركية واقتراح التفاوض، وضرورة الوحدة بين الشعب والمسؤولين، وأضاف سماحته: ان المشكلات الاقتصادية وطرق حلها واضحة، ولا يوجد اي طريق مسدود في البلاد، وان على المسؤولين في السلطات الثلاث بذل الجهود المشتركة والاستفادة من آراء الخبراء، لحل المشكلات ورفع الضغوط عن كاهل الشعب.

وفيما يتعلق بالتفاوض مع اميركا، قال سماحته: لا نتفاوض مع نظام مخادع ومتغطرس لدلائل منطقية وتجارب سابقة واضرار كثيرة، وفي ظل الوحدة والوفاق بين الشعب والمسؤولين، فاننا سنتخطى هذه المرحلة بنجاح.

وتطرق قائد الثورة الاسلامية المعظم في كلمته الى المشكلات الاقتصادية والمعيشية في البلاد وموجة الغلاء الاخيرة التي تعاني من ضغوطها فئات من الشعب، وأضاف: ان معظم الخبراء الاقتصاديين والعديد من المسؤولين متفقون على ان اساس جميع هذه المشاكل ليس الحظر وانما ناتج عن قضايا داخلية وكيفية الادارة والبرامج التنفيذية.

وتابع قائلا: ان لا اقول ان الحظر ليس له تأثير ولكن معظم المشكلات الاقتصادية الاخيرة مرتبطة بالاداء، ولو كان اداء المسؤولين افضل واكثر تدبيرا وقوة وفي التوقيت المناسب، لما كان للحظر تأثير كبير، وبالامكان مواجهته.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى التقلبات الاخيرة في سوق العملات الاجنبية والذهب وانخفاض قيمة العملة الوطنية، قائلا: في قضايا العملات الاجنبية والمسكوكات الذهبية يقال ان مبلغ 18 مليار دولار من احتياطي البلاد والتي تم تهيئتها بصعوبة، تم تخصيصها لأشخاص بسبب سوء التدبير والبعض اساء استخدامها، وهذه القضايا هي قضايا ادارية ولا صلة لها بالحظر.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها السلطة القضائية تندرج في اطار التصدي لمرتكبي المخالفات الكبيرة التي مهدت الارضية لارتفاع سعر صرف العملات الاجنبية والمسكوكات الذهبية وانخفاض قيمة العملة الوطنية.

واشار سماحته الى تربص الاعداء لاستغلال هذه الاخطاء وعدم الكفاءة، مضيفا: لاسباب عدة فاننا نواجه اعداء خبثاء واشرار كثر يستغلون المشكلات الناجمة عن اخطاء بعض الاشخاص، للايحاء بعدم كفاءة النظام ووصول البلاد الى طريق مسدود لبث اليأس في نفوس الشعب.

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم أنه لا يوجد اي طريق مسدود في البلاد لان المشكلات الراهنة معروفة وطرق حلها معروفة ايضا، وبحاجة فقط الى ان يشمر المسؤولون عن سواعدهم.

ولفت سماحته الى ان مجموعة من الخبراء الاقتصاديين قدموا مقترحات الى رئيس الجمهورية عرضوا فيها آليات لحل المشاكل الاقتصادية الهيكلية الراهنة.

واكد ان معظم هذه الحلول أعلن عنها بالفعل في شعارات العام والسياسات العامة، مضيفا: واستنادا الى ذلك فانه توجد حلول للمشكلات الاقتصادية في البلاد، وليس كما يروج له الاعداء واذنابهم في الداخل وفي وسائل الاعلام بان البلاد وصلت الى طريق مسدود ولا يوجد سبيل سوى اللجوء الى ذلك الشيطان او الشيطان الاكبر.

واعتبر سماحته السيولة النقدية الكبيرة، احدى المشكلات الاقتصادية في البلاد والناجمة عن السياسات الخاطئة، وأضاف: كما وجهت كلامي الى المسؤولين في عيد الفطر، يجب توجيه هذه السيولة النقدية باتجاه الانتاج وقطاعات الصناعة والزراعة والاسكان، واذا تم ذلك فان السيولة النقدية الحالية ستتحول من تهديد الى فرصة.

ولفت قائد الثورة الاسلامية المعظم الى انه اكد دوما على ضرورة دعم الحكومات، وانه دعم ايضا هذه الحكومة الحالية. واضاف سماحته: ان كل من يدعي ان البلاد وصلت الى طريق مسدود فاما ان يكون جاهلا او كلامه ينطوي على خيانة.

وتطرق قائد الثورة الإسلامية المعظم في جانب آخر من حديثه الى ضرورة مكافحة الفساد الاقتصادي، وأضاف: ان الرسالة الاخيرة لرئيس السلطة لقضائية تعد خطوة هامة وايجابية لمواجهة الفساد والمفسدين.

واشار سماحته الى الرسالة التي بعثها قبل 17 عاما الى رؤساء السلطات الثلاث لمواجهة الفساد وأضاف: ان الفساد افعى لها سبعة رؤوس يجب مواجهته بشكل كامل وجاد، وفي هذه الأثناء، عندما يتم التصدي للفاسد والمفسد، فان الصراخ سيرتفع من اماكن مختلفة بالتأكيد.

واضاف قائد الثورة الاسلامية المعظم: ان اعلان هذا الموضوع من اجل ان يعرف الجميع ان النظام عازم على التصدي للمفسدين بشكل حازم وبدون أي محاباة.

وأشار سماحته الى انه بالرغم من وجود حالات فساد في البلاد الا انه يوجد العديد من المدراء المخلصين والمؤمنين، وان الحديث عن انتشار الفساد فيه ظلم لهؤلاء الافراد وظلم للنظام الاسلامي.

واكد سماحته انه في النظام الاسلامي حتى العدد القليل من الفاسدين يعتبر عدد كبير ويجب التصدي لهم بحزم، وقال: من الخطأ الافراط والتفريط، فالبعض يتحدث ويكتب بشكل متهور، لا يمكن تعميم الفساد الموجود في بعض الاجهزة او لدى بعض الافراد على كل البلاد.

واكد سماحته على الدور الرقابي لاجهزة الامن والسلطة القضائية ومجلس الشورى الاسلامي في مكافحة الفاسد كما يتعين على ابناء الشعب الشعور بالمسؤولية بهذا الخصوص، مشددا على ضرورة قيام السلطتين التنفيذية والقضائية باغلاق طرق الفساد.

كما نصح سماحته أبناء الشعب الايراني بتوخي اليقظة والعمل ببصيرة ووعي في مواجهة تحركات الاعداء، وأضاف: ان الشعب الايراني امتلك دوما البصيرة في مواجهة العدو، وان على الجميع ان يدرك ان العدو بصدد سوء استغلال مكامن الضعف واستخدامها ضد الشعب نفسه.

كما اكد قائد الثورة الاسلامية المعظم ان على وسائل الاعلام ومن بينها الاذاعة والتلفزيون والصحف ومواقع الانترنت ان تعمل على عدم بث اليأس في المجتمع، وأضاف: لا توجد مشكلة في توجيه الانتقادات، لكن يجب عدم بث اليأس في نفوس الشعب، فاحيانا يتحدث احدهم في برنامج اذاعي او تلفزيوني كأنما جميع الابواب مغلقة لكن الامر ليس بهذا الشكل.

واكد سماحة آية الله الخامنئي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كما تخطت مراحل صعبة لحد الآن، فستعبر ايضا هذه المرحلة بشكل أسهل من المراحل السابقة. واضاف سماحته: انني اقول كلمتين للشعب؛ لن تكون هنالك حرب ولن نتفاوض، هذا هو خلاصة الكلام الذي ينبغي ان يعرفه الشعب الايراني كله.

وأشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى ان المسؤولين الاميركيين اصبحوا خلال الاشهر الاخيرة اكثر وقاحة وصلافة وأضاف: انهم (المسؤولون الاميركيون السابقون) لم يكونوا يراعون الادب السياسي والدبلوماسي في كلامهم ايضا الا ان المسؤوليين الحاليين للنظام الاميركي يتحدثون مع العالم بوقاحة وبلا حياء وأدب وكأن الحياء مسلوب منهم تماما.

ونوه سماحته الى الجريمتين الاخيرتين للسعودية في اليمن، أي قصف المستشفى والهجوم على حافلة تقل اطفالا يمنيين ابرياء عزل وقتل العشرات منهم واضاف: ان ضمير العالم اهتز ازاء هذه الجرائم وان الحكومات ابدت اسفها ولو على سبيل المجاملة الا ان الاميركيين وبدلا من ادانة هذه الفظائع تحدثوا بلا حياء عن علاقاتهم الاستراتيجية مع السعوديين واُثير التساؤل التالي وهو هل ان المسؤولين الاميركيين بشر حقا ؟.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم فصل نحو الفين من الاطفال عن امهاتهم وحبسهم في اقفاص بذريعة كونهم مهاجرين، جريمة اخرى لا سابق لها واضاف، ان النقطة التي تدعو للتامل هي ان الاميركيين يقومون بهذه الممارسات امام انظار العالم من دون اي خجل وحياء.

واشار سماحته الى التصريحات غير المهذبة للمسؤولين الاميركيين حول الحظر والحرب والتفاوض وقال: انني اؤكد بانه سوف لن تحصل حرب ولن نتفاوض.

وتابع سماحة آية الله الخامنئي: انهم بطبيعة الحال لا يطرحون قضية الحرب صراحة الا انهم بصدد ايجاد "شبح الحرب" بالاشارة والايحاء وتضخيم ذلك لاخافة الشعب الايراني او الخائفين.

واكد سماحته في هذا المجال: ان حربا لن تحدث لاننا وكما في السابق لن نكون البادئين باي حرب وان الاميركيين لا يشرعون بالهجوم ايضا لانهم يعلمون مائة بالمائة بان ذلك سيضرهم لان الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني سيردان بضربة اكبر على اي معتد.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الهجوم الفاشل والمخزي للاميركيين في صحراء طبس عام 1980 واضاف: من الممكن انهم لا يفهمون الكثير من الامور ولكن المحتمل انهم يفهمون قدر ما يمكنهم تصور وادراك نتيجة العدوان على ايران.

واشار الى موضوع التفاوض الذي تطرحه اميركا وقال: انهم يعملون بطبيعة الحال في هذا الموضوع على اساس لعبة واسلوب سياسي بال ولا قيمة له، فاحدهم يقول بلا شروط فيما يقول اخر بشروط مسبقة.

وأضاف سماحته: انه وعلى النقيض مما يتصور البعض في الداخل فان طلب الاميركيين للتفاوض ليس موضوعا جديدا وقد تكرر الامر مرارا خلال الاعوام الاربعين الماضية الا انها لقيت ردا سلبيا من ايران حتى ريغان الرئيس الاميركي في حينه والذي كان اكثر اقتدارا من الحاليين، كان قد بعث مكفارلين، في القضية المعروفة باسمه، سرا الى طهران للتفاوض لكنه عاد ادراجه بعد 24 ساعة بلا نتيجة.

وفي تبيينه لاستدلالات ايران بشان رفض التفاوض مع اميركا، قال سماحته: ان لهم صيغة خاصة للتفاوض ينبغي ادراكها ومن ثم الرد على هذا التساؤل وهو هل هنالك انسان عاقل يتفاوض بمثل هذه الشروط ؟.

واضاف سماحته: ان الاميركيين يسعون في كل مفاوضات برصيد قدراتهم السياسية والدعائية والمالية لافشال اي مقاومة امام تحقيق اهدافهم.

وحول صيغة التفاوض باسلوب الاميركيين قال: انهم اولا يحددون الاهداف الرئيسية لكنهم بالطبع لا يعلنون عنها كلها الا انهم يتابعونها جميعها على مدى المفاوضات بالمساومة وضرب العهود عرض الحائط، والنقطة الثانية هي ان الاميركيين لا يتراجعون خطوة واحدة عن اهدافهم الرئيسية.

واضاف سماحته: ان الاميركيين خلال المفاوضات يعدون فقط بكلمات مطمئنة ظاهريا الا انهم يريدون تنازلات ملموسة من الطرف الاخر ولا يقبلون بالوعود.

وقال سماحته: ان هذه هي الحقيقة التي اختبرناها خلال مفاوضات الاتفاق النووي مثلما اتبع الاميركيون الاسلوب ذاته مع كوريا الشمالية.

واضاف انه لو امتنع الطرف الاخر عن تقديم تنازلات في اي مرحلة من المفاوضات فان الاميركيين يمارسون الضجيج الاعلامي بحيث يشعر ذلك الطرف بالعجز والانفعال.

واشار سماحته الى اخر نقطة لصيغة التفاوض مع الاميركيين واضاف: انهم وبعد المفاوضات ينكثون العهود بسهلة ولا يعملون بها.

وطرح سماحته السؤال الاساسي التالي وهو انه لاي سبب ينبغي الجلوس وراء طاولة التفاوض مع هكذا نظام متغطرس ومتلوّن ؟.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي الاتفاق النووي مثالا واضحا لنتيجة التفاوض مع اميركا و"بطبيعة الحال لم يتم التزام بعض الخطوط الحمر فيها ايضا". واوضح بانه في ضوء صيغة الاميركيين في التفاوض فان اي دولة في العالم تتفاوض معهم ستواجه مشاكل الا ان تكون توجهاتها موحدة مع واشنطن وبالطبع فان الحكومة الاميركية الحالية تمارس الغطرسة حتى ضد الاوروبيين.

وفي عبارة اجمالية قال سماحته: اننا يمكننا الدخول في لعبة التفاوض الخطيرة مع اميركا حينما نصل الى الاقتدار المنشود من النواحي السياسية والاقتصادية والثقاقية وان لا تتمكن ضغوطه وممارساته العبثية من التاثير علينا الا ان التفاوض الان يضر بنا بالتاكيد وهو امر محظور، ونحن نؤكد على هذه النقطة ايضا.

واوضح بانه من باب فرض المستحيل حتى لو وافقا على خوض المفاوضات مع الاميركيين فاننا بالتاكيد لن نتفاوض مع الحكومة الحالية ابدا.

واعتبر سماحته ان التفاوض مع النظام الاميركي المتغطرس لا يعد وسيلة لرفع او خفض العداء معها بل يعد منح اداة لاميركا يمكنها بواسطتها ممارسة عدائها ومتابعة اهدافها بصورة اكبر وافضل.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم تركيز الشيطان الاكبر على الحرب الاقتصادية بانه ناجم عن الياس من الحرب العسكرية والسياسية والامنية وحتى الحرب الثقاقية واضاف: ان ظهور قوى ثورية وشبابية ببركة الثورة الاسلامية وفشل الاحداث والاضطرابات السياسية التي وقعت في العام 2009 مؤشر الى يأس واحباط الاعداء في هذا المجال.

واكد سماحة آية الله الخامنئي بان اميركا ستهزم في الحرب الاقتصادية ايضا بتوفيق من الله ويقظة المسؤولين والشعب.

وفي جانب آخر من حديثه أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى احابيل وخدع الاعداء في التحدث مع الشعب الايراني واضاف: ان متخلفا عقليا يقول للشعب الايراني بان حكومتكم تنفق اموالكم في سوريا في حين ان رئيسه اقر بان اميركا انفقت 7 تريليونات دولار في المنطقة الا انهم لم يحققوا شيئا من وراء ذلك.

واضاف سماحته: لقد دعمنا البلدين الصديقين سوريا والعراق امام تهديدات اميركا والسعوديين وان هذه المساعدات هي في الواقع نوع من التعاطي بين الحكومات الصديقة.

واعتبر خلق الشكوك في اذهان الراي العام تجاه مواقف البلاد بانه من الاهداف المحددة لاعداء الشعب الايراني واضاف: انهم يريدون عبر الحرب الاقتصادية خلق الاستياء لدى الشعب لربما يتحول ذلك حسب تصورهم الى فوضى واضطرابات امنية.

واشار سماحته الى الاخبار والمعلومات الواردة من كواليس ممارسات الاميركيين والصهاينة والسعوديين واضاف: لقد مارسوا نشاطا لعدة اعوام من اجل اثارة الاضطرابات في البلاد خلال العام الماضي الا ان الشعب جاء الى الساحة بيقظة جديرة بالاشادة واجهض ما كانوا قد خططوا له عدة اعوام.

كما لفت سماحته الى الاحداث الاخيرة التي جاءت محدودة رغم الارصدة المالية والسياسية الباهظة التي انفقها الاعداء لاثارة الاضطرابات في البلاد.

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بان العدو مثلما كان لغاية الان ضعيفا وعاجزا ومهزوما فانه سيكون كذلك في المستقبل ايضا شريطة ان نكون يقظين جميعا وان نعمل بمسؤوليتنا بعيدا عن الياس والاحباط.

واضاف سماحة آية الله الخامنئي: ان الذين يقولون بانه على الحكومة ان تتنحى جانبا انما يؤدون الدور في مخطط العدو، فالحكومة يجب ان تبقى وتؤدي مسؤوليتها بقوة في حل المشاكل.

وفي ختام كلمته أشار سماحته إلى حديث الإمام الخميني (رض) حول أن يد القدرة الإلهية هي فوق رؤوس الشعب الإيراني والنظام الإسلامي وأضاف: ونحن أيضاً نرى يد القدرة الإلهية، وقدرة الله متجلية ومتبلورة في قدرة الشعب وإيمانه.

 

 

700 /