موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه قادة وكوادر القوة الجوية والدفاع الجوي:

إن مسيرات ذكرى انتصار الثورة ستكون أكثر عظمة من الأعوام السابقة

 

استقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الجمعة:2019/2/9) جمعاً من قادة ومنتسبي القوات الجوية والدفاع الجوي لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الأربعين للبيعة التاريخية التي قدّمها الطيارون للإمام الخميني الراحل (رض) في 8 فبراير/ شباط عام 1979 قبل إنتصار الثورة الإسلامية.

واعتبر سماحته البیعة المذهلة من قبل كوادر القوة الجویة للامام الخمیني (رض) في 8 شباط عام 1979 تجسیدا للشجاعة والثقة بالله وعدم الخشیة من العدو والعمل بالمسؤولیة وأكد قائلا: ان مسیرات یوم 22 بهمن (11 شباط) العام الجاري ستكون بعون الله في ظل هذه العناصر الصانعة للتاریخ، قاصمة للعدو بالمعنى الحقیقى للكلمة وستقام بصورة اكثر روعة في ظل یقظة الشعب ومشاركة جمیع الفئات والتوجهات.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي مسیرات الاحتفال بذكرى انتصار الثورة الاسلامیة بانها من القضایا المذهلة وأضاف: إن الاحتفالات السنویة للثورات في دول العالم تقتصر على إستعراض للقوات المسلحة أمام عدد محدود من الافراد، في حین یأتی الشعب الایراني في ایران الشامخة الى الشوارع في كل انحاء البلاد منذ 40 عاما ویؤكدون على الاستمرار في طریق الثورة وهو ما یعتبر من المعاجز المذهلة للثورة والتي یجب ان تستمر بكل قوة.

واعتبر سماحته المشاركة الواسعة في مسیرات ذكرى انتصار الثورة بأنها "قاصمة للعدو ومرعبة له" و"مؤشرا لتواجد الشعب في الساحة" و"مظهراً للعزم والوحدة الوطنیة" وأضاف: هنالك اختلاف في التوجهات في اوساط المجتمع، ولكن حینما تكون قضیة الثورة والنظام و22 بهمن مطروحة فإن جمیع الاختلافات تذوب ویأتي الجمیع الى الساحة جنباً الى جنب.

وفي جانب آخر من حدیثه قال قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان حیاة النظام الامیركي مرتبطة على الدوام ولیس الیوم، فقط بالتطاول على الآخرین لتحقیق مصالحه.

واعتبر سماحته النظام الامیركي بأنه تجسید لـ "الشر والعنف وإفتعال الازمات وإثارة الحروب" واضاف: ان مسؤولي النظام الامیركي وضمن اساءتهم للشعب الایراني یقولون لماذا تطلقون شعار "الموت لامیركا"، إننا ومن أجل إطلاع المسؤولین الامیركیین نؤكد بأننا لا نعني الشعب الامیركي، وأن "الموت لامیركا" یعني "الموت لحكام امیركا" وهو یتمثل في الوقت الحاضر بـ "الموت لترامب وبولتون وبومبیو" واضاف: ما دام النظام الامیركي یتحرك على أساس القیام بأعمال "الشر والتدخل والخبث والدناءة"، فان شعار "الموت لامیركا" لن یسقط من أفواه الشعب الایراني المقتدر.

وفي جانب آخر من حدیثه أشار سماحته الى مقترحات الاوروبیین وأضاف: إننی أوصي المسؤولین بعدم الثقة بهؤلاء، وبطبیعة الحال لا أقول بأن لا یكون لهم تواصل معهم، بل أن تكون الرؤیة على أساس عدم الثقة. وأضاف سماحته: قبل أعوام وحین إجراء المفاوضات النوویة كنت أقول مراراً في الجلسات الخاصة مع المسؤولین وفي الجلسات العامة بأنني لا أثق بالامیركیین، وعلیكم أنتم أیضا عدم الثقة بكلامهم وابتسامتهم وتوقیعم. والآن فإن النتیجة هي أن المسؤولین الذین كانوا یتفاوضون مع الأميركيين في تلك الأیام یقولون هم أنفسهم بأن امیركا غیر جدیرة بالثقة. لقد كان علیهم أن یدركوا هذا الأمر من البدایة ویتحركوا على هذا الأساس.

واشار سماحته الی قمع المتظاهرین في فرنسا من قبل القوات الامنیة وأضاف: في شوارع باریس یقمعون المتظاهرین ویصیبونهم بالعمى (جراء الرصاص المطاطي ومقذوفات اخرى) وحینها یطالبوننا بكل صلافة باحترام حقوق الانسان. ینبغی القول لهم هل تعرفون انتم حقوق الانسان حقا ؟ إنهم لم یعرفوا حقوق الانسان لا الیوم ولا بالامس ولا في تاریخهم.

واضاف سماحته: إننا كدولة مقتدرة وقویة، لنا الآن وستكون لنا مستقبلا ایضا علاقات مع العالم أجمع ما عدا بعض الاستثناءات، ولكن علینا ان نعرف مع من نتحدث وان لا ننسى اجراءات الفرنسیین والبریطانیین وآخرین في مختلف المراحل.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى قضية انحياز الجيش إلى الشعب خلال أحداث الثورة الإسلامية معتبراً هذا الأمر نعمة عظيمة وأن دور القوات الجوية كان بارزاً للغاية في هذه القضية وأضاف: لقد كان للقوات الجوية دور بارز في انتصار الثورة الإسلامية والمراحل التي تلته، فكانت مبايعة حشدٍ من قوات الجيش الجوية للإمام الراحل (رض) أول دورٍ للقوات الجوية وكانت "رزقاً لا يُحتسب" كما هو حال الثورة نفسها.

وأضاف سماحته: إن ٨ شباط عام ١٩٧٩ كان مظهراً للسيطرة على النفس، واستشعار المسؤولية واستشعار القوة لأن الشباب في تلك الحادثة لم يخشوا الطاغوت وجاؤوا بشجاعة للقاء بالإمام الخميني بعد التغلب على خوفهم وانعقاد أملهم بالله عزّوجل، ونحن اليوم أيضاً نحتاج إلى هذه الصفات.

واستذكر قائد الثورة الإسلامية المعظم محطات هامة في تاريخ القوات الجوية قائلاً: دور القوات الجوية في أحداث ١٠ شباط عام ١٩٧٩، وفضح الانقلاب في مقر الشهيد "نوجه" في مدينة همدان بواسطة ضابط شاب في القوات الجوية، وتأسيس القوات الجوية للجهاد الكفائي، وأولى ردود الفعل المدمرة في الأيام الأولى للحرب المفروضة التي جاءت من قبل مقاتلات القوات الجوية وقصف مقرات عسكرية عديدة للنظام البعثي والدور الذي لعبته هذه القوات طوال فترة الحرب المفروضة، وبدء تصنيع الطائرات الحربية ودعم المدافعين عن المقدسات، شكّلت جانباً من الخطوات البارزة التي قامت بها القوات الجوية وهي تُسجّل ضمن تاريخ وهوية هذه القوات.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ضرورة توحید الصفوف خلال المسیرات الشعبیة في11 شباط / فبرایر بمناسبة الذكرى الاربعین لانتصار الثورة الاسلامیة.

واعتبر سماحته الشعب الایراني بأنه كمتسلق الجبال الذي قطع خلال الاعوام الاربعین الماضیة جزءاً مهماً من الطریق والمضائق والمنعطفات الخطیرة، ولكن علیه ان یقطع بقیة الطریق ویصل الى القمة لبلوغ اهدافه واجهاض التهدیدات والمؤامرات.

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى التزام الشعب الايراني بـ "الاستقلال والعزة والشموخ المنبثق عن الثورة الاسلامية" وأضاف: أنا على علم بمشاكل الشعب لكني أنظر بتفاؤل للبلاد لأنني أشاهد ان الشعب وقف كالابطال أمام العدو ويعلم ماهو المسار الذي يجب أن يتبعه.

ودعا سماحته جميع المسؤولين وأبناء الشعب الى العمل وبذل الجهود الحثيثة، وأضاف: على الجميع ان يؤدي وظيفته لتوجيه حركة ايران السريعة نحو أهدافه، لأن الابتعاد عن طريق الله والاستسلام للاعداء من شأنه إهانة الشعب، وعندها يصبح مصير ايران كمصيرها في عهد النظام البهلوي او مصير بعض الدول كالسعودية اذ ان امريكا مهيمنة على مصيرهم ومصالحهم ومصادرهم.

وشدد سماحته قائلاً: لدى الناس عتاب، وهم منزعجون ولديهم توقعات معينة لكن أية قضية لم تودي ولن تؤدي إلى أن يتخلى الناس عن الدعم الشامل لكافة مبادئ وأهداف الإمام الخميني (رض) والثورة الإسلامية والنظام.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم أن عمل العدو والعناصر المندسة یتمثل اساسا في إثارة الخوف وتیئیس الشعب، وأضاف سماحته: استنادا الى العدید من الآیات القرآنیة والاحداث المعبّرة في صدر الاسلام، فإن منطق الاسلام هو ان لا تخشوا العدو بل إخشوا الانحراف عن الصراط المستقیم، ولو عملتم بصورة صحیحة ستنتصرون بعون الباری تعالى.

وقبيل كلمة سماحة القائد العام للقوات المسلحة، تحدث في هذا اللقاء العميد نصير زادة قائد القوات الجوية للجيش رافعاً تقريراً عن إنجازات وقدرات القوة الجوية في المجالات المتعددة، وأعلن عن الإستعداد الكامل لكوادر القوة الجوية الغيارى ومقر الدفاع الجوي، للدفاع عن عزّة وحدود إيران الإسلامية.

 

700 /