موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

الإمام الخامنئي يشارك في قوافل «السائرين إلى النور» في بقعة شهداء شرق الكارون بخوزستان

حضر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 26/03/2014 م في حشود الآلآف من المشاركين في قوافل «السائرين إلى النور» بالمنطقة العامة لعمليات كسر حصار آبادان في شرق الكارون بمحافظة خوزستان، و ألقى كلمة اعتبر فيها قوافل «السائرين إلى النور» فرصة مغتنمة و أكد ثانية على ضرورة إحياء ذكرى الجهاد و التضحيات في مختلف المناطق الحربية خلال فترة الدفاع المقدس، و تكريم ذكريات المقاتلين و الشخصيات ذات الدور في الحرب، قائلاً: الدرس الأكبر لملحمة الدفاع المقدس هو أنها أثبتت أن الشعب يستطيع في ظل اتحاده و إيمانه و حسن ظنه بالله تعالى و اعتقاده بصدق الوعود الإلهية، اجتياز كل المنعطفات و المعابر الصعبة، و الوقوف بوجه الأعداء و فرض التراجع و الهزيمة عليهم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تواجد شرائح الشعب المختلفة في مناطق العمليات العسكرية خلال فترة الدفاع المقدس خلال أيام عطلة النوروز، و كذلك على امتداد أيام السنة خطوة محمودة و صحيحة و عقلانية، مضيفاً: كل مناطق الدفاع المقدس بما في ذلك خوزستان كانت ساحات للتضحيات و الجهاد و الفداء.
و ذكّر آية الله العظمى السيد الخامنئي بأمر الإمام الخميني (رض) بكسر حصار آبادان و التخطيط و البرمجة لعمليات ثامن الأئمة (ع) في شهر مهر من سنة 1360 هـ ش [ تشرين الأول 1981 م ] في منطقة مارد بشرق الكارون، منوّهاً: انتصار جنود الإسلام في هذه العملية كان بداية لسلسلة من العمليات اللاحقة مثل: طريق القدس، و الفتح المبين، و إلى بيت المقدس، و التي كان بوسعها إنهاء الحرب المفروضة في نفس تلك الأعوام.
و أضاف سماحته يقول: جبهة أعداء النظام الإسلامي، و هي الحكومات الأوربية و الحكومة الأمريكية، منحت الإمكانيات و المعدات الجديدة و المتطورة لنظام صدام البعثي، و شجّعته على مواصلة الحرب، و هذا ما أدى إلى أن تستمر الحرب المفروضة مدة ثمانية أعوام.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى هدف جبهة الاستكبار بعدم خروج الشعب الإيراني مرفوع الرأس من هذه الحرب و إظهار النظام الإسلامي على أنه ضعيف في مواجهة العدو البعثي الذي يدعمونه دعماً كاملاً، و أضاف مؤكداً: لكن الله تعالى أظهر يد قدرته و حطم بقبضة السنن الإلهية الفولاذية أفواه أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و مرّغ أنوفهم بالتراب.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: حيث أن النظام الإسلامي يعتمد على إيمان أبناء الشعب و عواطفهم، فقد أثبت طوال ثمانية أعوام من الدفاع المقدس أنه قادر على الدفاع عن نفسه أمام كل القوى المادية في العالم، و بمستطاعه كذلك أن يفرض على الطرف المقابل إظهار العجز.
و اعتبر الإمام الخامنئي أن من أهداف أعداء النظام الإسلامي من ثمانية أعوام من الحرب المفروضة الإيحاء بعدم إمكانية الصمود مقابل القوى المادية في العالم، و أردف قائلاً: الشعب يندحر عندما يصدّق أنه لا يستطيع فعل شيء، لكن شعب إيران في ملحمة الدفاع المقدس أثبت للعالم عكس ذلك.
و تابع قائد الثورة الإسلامية يقول: العامل الأساسي في شموخ شعب و عزته بين الشعوب و كذلك على مدى التاريخ هو الجهاد و السعي الدؤوب في شتى الميادين العلمية و الاقتصادية و التعاون الاجتماعي، و الأهم من كل ذلك في مضمار الاستعداد للتضحية بالأرواح.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: الدرس الأكبر في الثورة الإسلامية للشعب الإيراني هو أنها أثبتت أن طريق الوصول للمطامح السامية يتمثل بالجهاد و التضحية بالنفس و الصمود و عدم التراجع عن المبادئ و المطامح.
و عدّ سماحته فترة الدفاع المقدس و حرب الأعوام الثمانية الزاخرة بالأحداث نموذجاً بارزاً لصمود الشعب الإيراني و شباب البلاد على مبادئهم و مطامحهم و مواجهتهم لجبهة الكفر و الاستكبار، مردفاً: يجب دوماً إحياء ذكرى فترة الدفاع المقدس.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية: أصحاب النوايا السيئة للشعب الإيراني و بعض التابعين لهم يريدون لتضحيات فترة الدفاع المقدس و شخصياتها ذات الدور أن تُنسى، و هم على هذا الأساس يسعون لتخطئة تضحيات الدفاع المقدس و التوجّهات و المسار الذي اختطه الإمام الخميني (رض) ذلك الحكيم و عبد الله الذي منّ عليه خالقه بالبصيرة.
و لفت الإمام السيد علي الخامنئي يقول: كل لحظة من لحظات أحداث الدفاع المقدس مما لا يمكن لشعب إيران نسيانه، و لها تأثيرات كبيرة في مسار حركة هذا الشعب نحو المطامح و المُثُل.
و قدّر سماحته في نهاية كلمته شرائح الشعب المختلفة التي تشارك بالحضور في مناطق العمليات العسكرية لملحمة الدفاع المقدس على شكل قوافل «السائرين إلى النور»، و أبدى أمله قائلاً: ليكن زاد هذه الأسفار المعنوية اكتساب التجارب و تحصيل البصيرة و الأنوار الإلهية.
في بداية حضور عند المنطقة العامة لعمليات كسر حصار آبادان، زار قائد الثورة الإسلامية مزار تسعة من الشهداء المجهولين الأبرار، و أهدى لأرواحهم الطاهرة ثواب سورة الفاتحة سائلاً الله تعالى لهم علوّ الدرجات.
700 /