موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

الإمام الخامنئي يستقبل مسؤولي الدولة و سفراء البلدان الإسلامية بمناسبة عيد الفطر

استقبل سماحة قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الثلاثاء الأول من شوال (الموافق للتاسع و العشرين من تموز 2014 م) المئات من مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية و مختلف شرائح الشعب و سفراء البلدان الإسلامية و القائمین بأعمالها في إيران، و ذلك بمناسبة عيد الفطر السعيد، و دعا كل المسلمين لنصرة المظلومين في فلسطين مؤكداً: ليضع العالم الإسلامي خلافاته جانباً و ليستخدم كل قدراته لتأمين احتياجات الشعب في غزة، و يواجه الجرائم المخزية للصهاينة، و يعلن براءته و نفوره من حماتهم و خصوصاً أمريكا و بريطانيا.
و بارك سماحته عيد الفطر السعيد معتبراً هذا العيد عيد الأمة الواحدة، و أضاف قائلاً: للأسف و بخلاف التعاليم و المعارف الإسلامية، تعاني الأمة الإسلامية في الوقت الراهن من التفرقة بسبب الدوافع السياسية و السلطوية.
و دعا آية الله العظمى السيد الخامنئي مسؤولي البلدان الإسلامية لتخطي مثل هذه الدوافع و تكوين الأمة الواحدة المقتدرة القوية مؤكداً: إذا لم تستطع حالات طلب السلطة و التبعية و الفساد تجزئة العالم الإسلامي، فلن تستطيع أية قوة استكبارية أن تتجرّأ على الاعتداء و التطاول على البلدان الإسلامية أو ابتزاز الحكومات الإسلامية.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية وقاحة الصهاينة في المذابح التي يرتكبونها في غزة من نتائج تفرق العالم الإسلامي منوّهاً: الرقابة الخفية في الغرب لا تسمح للشعوب الغربية بالاطلاع على عمق الأحداث في غزة، لكن هذه الجرائم من الفجاعة و الوحشية بحيث أدى إعلان حتى جانب منها في وسائل الإعلام الغربية إلى هزّ الشعوب غير المسلمة و إخراجهم إلى الشوارع في مظاهرات.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بقاء أهالي غزة لوحدهم بلا ملاذ، مردفاً: رسالتنا الواضحة للحكومات الإسلامية هي أن تعالوا ننهض لمساعدة المظلوم و نثبت أن العالم الإسلامي لا يهدأ مقابل الظلم و الجور.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: من أجل تحقيق هذا الهدف يجب أن تقلع كل الحكومات الإسلامية عن الاختلافات السياسية و غير السياسية، و نهبّ جميعاً و سوية لمعونة المظلومين الذين يتقلبون بين مخالب و أنياب الذئب الصهيوني السفاح.
و في هذا النطاق اعتبر سماحته أن وضع واجبين أساسيين ضمن جدول أعمال العالم الإسلامي من الأمور الضرورية: الأول توفير الإمكانيات الحياتية لأهالي غزة و الثاني رد الفعل القوي و المناسب مقابل الكيان الصهيوني السفاح و حماته.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى حاجة أهالي غزة المقاومين الممتحنين الماسة للطعام و الماء و الدواء و الإمكانيات الطبية و إعادة بناء البيوت، مردفاً: هذا الشعب يحتاج أيضاً إلى السلاح من أجل الدفاع عن نفسه.
و خاطب قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي الحكومات الإسلامية مرة أخرى قائلاً: تعالوا نتعاضد و نتكاتف و نعمل بواجباتنا الدينية و الإنسانية من أجل إيصال المساعدات لأهالي غزة و التغلب على الموانع التي يوجدها الصهاينة في هذا الطريق.
و عدّ سماحته مجابهة و معارضة منفذي الظلم التاريخي ضد غزة الواجب الثاني الذي يقع على عاتق العالم الإسلامي مضيفاً: المجرمون الصهاينة و حماتهم يختلقون المبررات و الأعذار بدون أي حياء للمذابح المذهلة و تقتيل الأطفال الكريه في غزة، و هذه هي ذروة الخبث و انعدام الخجل عندهم.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الدعم العلني للمستكبرين بما في ذلك أمريكا و بريطانيا و التأييد التلويحي أو العلني للأوساط الدولية بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للفجائع التي يرتكبها الصهاينة، اعتبرها مشاركة و معاضدة لجرائم هذا الكيان السفاح.
و أضاف سماحته قائلاً: من واجب الشعوب المسلمة و الحكومات الإسلامية أن يعلنوا البراءة و النفور من مؤيدي و حماة المجرمين الحاكمين في تل أبيب، و أن يتصدوا لهم اقتصادياً و سياسياً إذا أمكن.
و أثنى قائد الثورة الإسلامية على العزيمة الراسخة لشعب إيران في دعمه الصريح لأهالي غزة و صموده مقابل العدوان و الخبث مردفاً: في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وصل صوت دعم المظلوم المدوّي من إيران إلى أسماع العالم، و فضلاً عن مثل هذه الأنواع من الدعم سيقدم شعب إيران أي خدمة أخرى يستطيعها و بكل ثبات و قوة.
في بداية هذا اللقاء تحدث حجة الإسلام و المسلمين الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية فبارك عيد الفطر السعيد، و اعتبره عيد الفطرة الإنسانية و أرقى أعياد المسلمين.
و أشار رئيس الجمهورية الإسلامية إلى أحداث غزة مؤكداً: الصيام لا يتناسب مع الرذائل الأخلاقية أو الصمت حيال طلاب الحروب و المجرمين.
و أوضح الشيخ حسن روحاني أن المنطقة و العالم الإسلامي يعاني من غدتين فاسدتين، مضيفاً: لقد انفتحت الغدة الصهيونية الفاسدة هذه الأيام و راحت تضرج أرض الزيتون بالدماء و تحيلها إلى أرض القطع المبضّعة لأجساد الأطفال المظلومين.
و أشار رئيس الجمهورية الإسلامية إلى أن الغدة الثانية أيضاً تمارس القتل و ذبح المسلمين باسم الإسلام و الدين و الخلافة و الإمارة، ملفتاً: كل التحليلات تشير إلى أن جذور كلا الغدتين واحدة.
و اعتبر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحداث غزة جريمة ضد الإنسانية مؤكداً: كل المحافل و المنظمات الدولية التي تتشدق بالإنسانية يجب أن تعد المحاكم الدولية لمحاكمة المجرمين الذين تتجلى ماهية خبثهم للعالم أكثر فأكثر باستمرار.
و أضاف الشيخ روحاني: من أجل حل هذه المعضلات لا سبيل أمامنا سوى وحدة العالم الإسلامي و طرح الإسلام الرحماني و الابتعاد عن الجمود و التحجر.
و أكد حسن روحاني على أن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المستوى العالمي هي السلام و العدالة، و على مستوى العالم الإسلامي الأخوة و الاتحاد و تكوين الأمة الإسلامية الواحدة، منوهاً: الذين يحلمون بإضعاف الإسلام و المسلمين سوف يموتون قبل أن تتحقق لهم هذه الأحلام.
و أكد رئيس الجمهورية في ختام كلمته: تبذل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل جهودها و بكل قدراتها و إمكانياتها من أجل تحقيق الاستقرار و الأمن و الحيلولة دون المذابح و التقتيل، و توفير سلام عادل في المنطقة، و العالم الإسلامي سوف ينتصر بمعونة الله و بفضل الصحوة و اليقظة و الوحدة.
700 /