موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله عوائل شهداء حادثة السابع من تير و حشداً من عوائل شهداء محافظة طهران:

إن الذين يغطّون وجه أميركا المتوحش عبر التجميل الاعلامي، إنما يرتكبون الخيانة بحق الشعب والبلاد/ البلاد اليوم بحاجة الى عزم راسخ ومعرفة العدو والاستعداد لمواجهته/ مرتکبو جریمة تفجیر مقر الحزب الجمهوري ینشطون بحریة في اوروبا وامیرکا.

استقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي عصر يوم السبت 27/06/2015 م عوائل شهداء حادث التفجير الارهابي لمقر الحزب الجمهوري بطهران في 28 حزيران/يونيو عام 1981، و حشداً من عوائل شهداء محافظة طهران ممن قدّمَ أكثر من شهيد ، و اعتبر أن البلاد و الشعب الإيراني مدينان للشهداء و لعوائل الشهداء، و أشار إلى النداء الزاخر بالتفاؤل و الكاشف للحقائق و المفعم بالابتهاج المعنوي و العزيمة الراسخة للشهداء في كل حقبة من الحقب، مؤكداً: البلد اليوم بحاجة إلى العزيمة الراسخة و معرفة العدو و الاستعداد لمواجهته في مجال الحرب الناعمة سواء على الصعد الثقافية أو السياسية أو الحياة الاجتماعية، و الذين يحاولون التغطية بمساحيق التجميل على الوجه المتغول للعدو الخبيث يعارضون مصالح الشعب. 
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من مكتسبات الثورة الإسلامية إعادة إنتاج المعارف الإسلامية الأساسية و تحقيقها عياناً في المجتمع مضيفاً: من هذه المعارف الأساسية منظومة المعارف المتعلقة بالشهادة و التي تحققت في مجتمعنا بحيث خاض الشهداء غمار الساحة بتحفز و حيوية، و كانت مساعيهم الصادقة مصحوبة بالثواب الإلهي الكبير المتمثل بالشهادة، فساروا من دون أي حزن أو خوف إلى ملاقاة ربهم، و انعكست الآثار المعنوية لحالات الشهادة و التضحية هذه على المجتمع. 
و اعتبر سماحة آية الله الخامنئي أن خلق الشعور بالعزة لدى عوائل الشهداء و إيجاد حالات الابتهاج و الحيوية المعنوية و العزيمة الراسخة بين أبناء الشعب من جملة خيرات و بركات الشهداء في المجتمع، و أشار إلى حادثة السابع من تير سنة 1360 هـ ش [28 حزيران 1981 م] قائلاً: حدث كبير مثل السابع من تير الذي استشهد فيه آية الله السيد محمد بهشتي و عدد من الوزراء و نواب مجلس الشورى الإسلامي و الناشطين السياسيين و الثوريين، كان يجب أن يؤدي في الظروف الطبيعية إلى انكسار الثورة الإسلامية و فشلها، و لكن ببركة دماء هؤلاء الشهداء حدث العكس تماماً مما كان متصوراً، فاتحد الشعب بعد ذلك الحدث و سارت الثورة الإسلامية في طريقها الحقيقي الصحيح. 
و أكد سماحته على أن من البركات الأخرى لدماء شهداء السابع من تير فضح وجه منفذي هذه الجريمة، و أضاف قائلاً: بعد حادثة السابع من تير انفضح للجماهير و الشباب الوجه الحقيقي للمنفذين المباشرين لهذه الجريمة الكبرى الذين حاولوا لسنين طويلة طرح أنفسهم بشكل آخر، و التحق نفس هؤلاء الإرهابيين بعد مدة بصدام و اتحدوا معه لمواجهة شعب إيران و كذلك شعب العراق. 
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية فضح الوجه الحقيقي للأيدي الداخلية و الخارجية التي تقف وراء حادثة السابع من تير، و كذلك بعض من التزموا الصمت المصحوب بالرضا، اعتبره من جملة الآثار الإيجابية لدماء شهداء هذا الحادث مردفاً: بعد حادثة السابع من تير، استفاد الإمام الخميني الجليل (رحمه الله) من هذه الحادثة الاستفادة المناسبة و أنقذ الثورة الإسلامية التي كادت تنحرف عن مسارها الأصلي، و عرض أمام أنظار الشعب الدرب الأصيل للثورة. 
و أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى الابتهاج المعنوي للمجتمع بعد حادثة السابع من تير مضيفاً: كشف هذا الحدث للأعداء قدرة الثورة و رسوخها في أعماق المجتمع، و تنبهوا إلى أن التعامل بعنف غير مجد مع الثورة الإسلامية. 
و عدّ سماحته فضح الوجه الواقعي للقوى الاستكبارية المتشدقة بحقوق الإنسان من جملة ثمار الدماء الزاكية لشهداء السابع من تير، ملفتاً: نفس الذين ارتكبوا جريمة السابع من تير ينشطون الآن بحرية في أوربا و أمريكا و يلتقون بالمسؤولين في تلك البلدان، بل و تقام لهم اجتماعات خطابات و محاضرات بموضوع حقوق الإنسان!
و أكد سماحته على أن مثل هذا التعامل دليل على ذروة النفاق و الازدواجية و الخبث لدى أدعياء حقوق الإنسان، مضيفاً: في بلادنا سبعة عشر ألف شهيد راحوا ضحية الاغتيالات و الإرهاب، و معظمهم من الناس العاديين مثل كسبة السوق و المزارعين و الموظفين و أساتذة الجامعات و حتى النساء و الأطفال، لكن منفذي كل تلك الاغتيالات يتواجدون بكل حرية في البلدان التي تزعم مناصرة حقوق الإنسان. 
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن من الآثار المباركة الأخرى لدماء الشهداء بث روح الصمود و القوة في المجتمع و تعزيز معنويات الشعب، و أشار إلى التشييع الأخير لجثامين 270 شهيداً عثر عليها مؤخراً، في طهران، و الحماس و الهياج الذي بعثه هذا التشييع مردفاً: هذا الحدث العظيم و الحراك و الجهوزية و الشوق و العشق و النزعة المبدئية النابعة منه هي على الضد تماماً من البرود و اليأس و الركود. 
و تابع قائد الثورة الإسلامية المعظم حديثه بإبداء أسفه للضعف و قلة النشاطات في تعريف الشهداء و الترويج لهم، بما في ذلك عدم التعريف بالحقائق الكبيرة لشهداء السابع من تير باعتبارهم مظهر عظمة الشعب الإيراني و استقامته و صبره، ملفتاً: الشباب في التيار الثقافي المتدين و الثوري و الشعبي و التلقائي يجب عليهم تصوير هذه الشخصيات الممتازة بطريقة فنية و باستخدام الأدوات الحديثة في الفن. 
و ألمح آية الله الخامنئي إلى الحق الكبير الذي لا يوصف للشهداء و عوائل الشهداء على الشعب الإيراني مضيفاً: عوائل الشهداء تنقل روحيتها و معنوياتها و عزيمتها العالية إلى المجتمع، و هذه المعنويات و العزيمة الراسخة هي ما يحتاجه بلدنا اليوم. 
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية معرفة العدو من الاحتياجات الأساسية في الوقت الراهن، و حذر من بعض المحاولات لتجميل الوجه الإجرامي للعدو في الإعلام، مشيراً إلى نماذج من الأعمال الإرهابية لأمريكا و عملائها ضد شعب إيران. 
و ذكّر قائد الثورة الإسلامية بأحداث «السابع من تير سنة 1360 هـ ش» و «القصف الكيمياوي لمدينة سردشت في السابع من تير سنة 1366 هـ ش» و «اغتيال الشهيد صدوقي في الحادي عشر من تير سنة 1361 هـ ش» باعتبارها نماذج من الممارسات الإرهابية لأمريكا أو عملائها، مردفاً: يعتقد البعض أنه ينبغي تسمية أيام شهر تير هذه باسم «أسبوع حقوق الإنسان الأمريكية». 
و شدّد آية الله الخامنئي مجدداً على ضرورة معرفة العدو ملفتاً: على الشعب بمعرفته العميقة لعداء العدو أن يتجهز و يستعد لمواجهته في ميادين الحرب الناعمة بما في ذلك الساحات الثقافية و السياسية و الاجتماعية. 
و انتقد سماحته بعض الأفراد الذين يحاولون تبرير الوجه العنيف و المرعب و المتغول لأمريكا موضحاً: الذين يريدون التغطية على العداء الخبيث لأمريكا و بعض أتباعها بمساحيق التجميل الإعلامية يعملون في الواقع على خيانة الشعب و البلد. 
و في الختام اعتبر قائد الثورة الإسلامية الشعب الإيراني بحاجة إلى نداء الشهداء الباعث على التفاؤل و كشف الحقائق و المفعم بالبهجة قائلاً: الشعب الإيراني مدين للشهداء و عوائل الشهداء و الذين ينكرون هذا الواقع أجانب على مصالح الشعب، و هم في الواقع أجانب رغم حملهم للبطاقة الهوية الإيرانية. 
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين شهيدي محلاتي ممثل الولي الفقيه و رئيس مؤسسة الشهداء و المضحين فحيى ذكرى شهداء السابع من تير قائلاً: على الرغم من إرادة أعداء الإسلام و الثورة فإن ذكرى شهداء السابع من تير حية دائماً في البلاد. 
و أضاف مساعد رئيس الجمهورية و رئيس مؤسسة الشهداء و المضحين: لقد أثبت تاريخ الثورة الإسلامية أن حادثة السابع من تير و الأحداث المشابهة لها و اغتيال آلاف الشهداء من خيرة أنصار الثورة لم يتسبب في أي ضعف، بل و كان عامل استقامة و مقاومة و صمود و صلابة مطردة لدى شعب إيران. 

700 /