موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم يرُد على رسالة رئيس الجمهورية بشأن المفاوضات النووية:

قائد الثورة الإسلامية يثني على الجهود المضنية والدؤوبة لرئيس الجمهورية والفريق النووي المفاوض/ يجب توخي الدقة في نص الإتفاق ولتسر الأمور وفق النهج القانوني الملحوظ/ ينبغي سد کافة الأبواب أمام احتمال خرق الطرف المقابل للاتفاق حال المصادقة علیه.

أعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى الخامنئي، فی جوابه على رسالة حجة الإسلام والمسلمين حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران بخصوص المفاوضات النووية، عن شكره للجهود الكبيرة لرئيس الجمهورية وثمّن الجهود المضنية والدؤوبة للفريق النووي المفاوض، معتبراً التوصل إلى نتيجة لهذه المفاوضات، خطوة هامة، وأشار سماحته إلى عدم إمكانية الثقة ببعض الحكومات الست في الطرف المقابل للمفاوضات، مؤكداً: من الضروري ملاحظة النص المعد بدقة و وضعه في المسار القانوني المقرر، و في حال المصادقة عليه، يجب مراقبة حالات نقض العهود لدى الطرف المقابل، و سد الطريق أمامها.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم عن أمله بأن یحافظ الشعب الایراني العزیز علی وحدته ورصانته لیمکن تحقیق المصالح الوطنیة في أجواء هادئة وحکیمة.

وفي ما يلي نص رسالة رئيس الجمهورية ورد قائد الثورة الإسلامية المعظم:

بسم الله الرحمن الرحیم
حضرة قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي مُدَّ ظله العالي
بعد السلام و التحيات الوافرة
أشكر الله العزيز المانّ بالعزة على توفیقه لأن أعلن لشعب إيران الشامخ و قائد الثورة الإسلامية المبجل النهاية الناجحة و العزيزة للمفاوضات النووية. هذا التوفيق الإلهي الذي هو ثمرة المشاركة و الاستقامة الكاملة لشعب إيران الكبير و هداية قائد الثورة الحكيم، حقق ببركة الملحمة السياسية للشعب و انتخاب منحى التعامل البناء مع العالم، و بعد ثلاثة و عشرين شهراً من السعي المستمر في المجالات الاقتصادية و السياسة الخارجية، حقق النصر لإيران الإسلامية في تكريس حقوقها النووية، و وفر الظروف لرفع الحظر الظالم، و التحرك المتسارع للبلاد في طريق التنمية و التقدم، و تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم.
لقد حصلت هذه المكتسبات عندما تنبهت القوى الكبرى إلى أن سلاح الحظر لا هو قادر على تدمير الأرصدة الاجتماعية و لا هو قادر على منع تقدم إيران في المجال النووي. سرّ نجاحنا في هذا الميدان هو الاتحاد و الإجماع الداخلي و السعي و التحرك في ضوء إرشادات قائد الثورة المبجل. لقد أثبتت هذه التجربة مرة أخرى أهمية الدور الفذ للقيادة باعتبارها محور وحدة المجتمع في هداية البلاد في الظروف العاصفة. إن هذا الانتصار مدين أكثر ما هو مدین لتضحيات الشعب الإيراني الشريف، و خصوصاً شهداء الصناعة النووية المظلومين، و الذي سيذوق بعد سنين من الاستقامة و الصبر ثمار مجاهداته الحلوة.
في حين كان أعداء البلاد يسعون عن طريق تمرير مشروع التخويف من إيران، إلى عزل البلاد و الإضرار بها على الساحة العالمية، لم نفرض الهزيمة على مشروع التخويف من إيران و حسب، بل رفعنا في هذه العملية من المكانة الدولية للبلاد إلى درجة أن المجتمع العالمي يسعى الآن مشتاقاً إلى التحاور و التعاون مع إيران في المجالات المختلفة. لقد أثبت هذا الاتفاق أننا قادرون إلى جانب الحفاظ على عزة البلاد و مراعاة الخطوط الحمراء للنظام الإسلامي، على الدخول في حوار مع القوى العالمية، و على أن نفرض بفضل ثقتنا بالنفس القائمة على أحقية مواقفنا و قدراتنا الدبلوماسية، على القوى العالمية قبول مواقفنا المنطقية. هذا المكسب المنقطع النظير في تاريخ العلاقات الدولية و الذي ينحّي جانباً و بفعل المفاوضات كل قرارات مجلس الأمن التهدیدیة، و يفتح الطريق أمام التعاون الدولي - حتى في المجال النووي - ينطوي على درس كبير لمنطقتنا، و هو أن حلّ المشكلات السياسية للمنطقة لا يحصل بالاعتداء و المذابح و الإرهاب، بل بالمفاوضات و المشاركة الحقيقية للشعب.
أرى لزاماً عليّ تقديم الشكر لحضرتکم علی توجیهاتکم الواعية و دعمكم المستمر الصريح، و أن أتقدم بالشكر للفريق المفاوض الذي استطاع بصلابته و كفاءته و بجهود لا تعرف التعب مراعاة كل السياسات المبلغة له و الخطوط الحمراء المعينة من قبل النظام الإسلامي، و استعراض شموخ الشعب الإيراني الصبور و المضحّي في خنادق المفاوضات.
لا شك في أننا لأجل إحراز المراحل اللاحقة لهذه الخطوة و تنفيذ الأطوار المختلفة لهذا الاتفاق إلى حين الوصول لكل مطاليب الشعب و رفع كل أنواع الحظر الظالم، بحاجة إلى الوحدة و الانسجام الداخلي و الصمود و المقاومة و العمل الواعي تحت زعامة حضرتكم. لا ريب لدينا في أنه بالوعي الوطني و التعاطف و وحدة الكلمة بين الشعب و الحكومة، سوف تشمل العناية و النصرة الإلهية كما هي دائماً هذا النظام المقدس، و سوف توصِل هذا الشعب النجيب الصبور لأهدافه السامية.
من الله التوفيق و عليه التكلان
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حسن روحاني
2015/07/14

وفي ما يلي نص جواب قائد الثورة الإسلامية المعظم:

بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة السيد رئيس الجمهورية
  بعد السلام و التحية و الشكر على الجهود الكبيرة لحضرتك، أولاً أرى لزاماً أن أتقدم بالشكر و التقدير الصميمي للجهود الدؤوبة الضخمة للوفد المفاوض النووي، و أسأل لهم الأجر الإلهي، ثم إن انتهاء هذه المفاوضات خطوة مهمة، مع ذلك يجب أن يلاحظ النص المعد بدقة و يوضع في المسار القانوني المقرر، و في حال المصادقة عليه يجب مراقبة حالات نقض العهود المحتملة من الطرف المقابل و سد الطريق أمامها. تعلمون جيداً أن بعض الحكومات الست في الطرف المقابل لا يمكن الثقة بها بأيّ حال من الأحوال.
الذي أتوقعه من الشعب العزيز أن يبقى محافظاً على وحدته و رصانته ليمكن التوصل للمصالح الوطنية في أجواء هادئة عقلانية.
و السلام عليكم و رحمة الله
السيد علي الخامنئي
2015/07/15

700 /