موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

الإمام الخامنئي يصدر حكماً للدورة الجديدة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية

على أعتاب الدورة الجديدة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية أصدر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية حكماً أكد فيه على الإدارة الاستراتيجية للتحديات في المجال الثقافي بـ «الاستخدام الأمثل و الكفوء و المتعاضد لكل الفرص و الإمكانيات»، و «إحباط التهديدات و الآفات بنظرة حكيمة و معقولة»، و «المواجهة الواعية لمعارضات المهاجمين و العدوانيين»، باعتبارها الواجب الأصلي للمجلس الأعلى للثورة الثقافية.
كما حدّد سماحته سبع أولويات عمل للمجلس الأعلى للثورة الثقافية منها متابعة القرارات السابقة و تنفيذها السريع، و التعامل الفاعل و الإبداعي مع جبهات أنصار الثقافة الثورية و الإسلامية و معارضيها، و المتابعة الجادة لتقدم و سرعة الحركة العلمية و التقنية، و التحول و التجديد في النظام التعليمي و العلمي للبلاد، و خصوصاً التحول في العلوم الإنسانية. هذا و أضاف سماحته في هذا الحكم ثلاثة أعضاء جدد لتركيبة الأعضاء السابقين في المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
فيما يلي الترجمة العربية لنص حكم قائد الثورة الإسلامية:
بسم الله الرحمن الرحيم
فلسفة وجود المجلس الأعلى للثورة الثقافية هي فهم الماهية الثقافية للثورة الإسلامية و تبيينها و تثبيتها و تكريسها، و إعادة التشكيل الدائمة للجبهة الثقافية للثورة الإسلامية، و رصد حالات التقدم الثقافي في البلاد بما يتناسب و الإمكانيات و القدرات الهائلة لإيران الإسلامية الثورية.
الإدارة الاستراتيجية للتحديات في هذا المجال بـ «الاستفادة الأمثل و الكاملة و الكفوءة و المتعاضدة من كل الفرص و الإمكانيات»، و كذلك «إحباط التهديدات و الآفات بنظرة حكيمة و معقولة»، و «المواجهة الواعية لمعارضات المهاجمين و العدوانيين»، من جملة الواجبات الرئيسية لهذا المجلس. إن مجالات أساسية و مفتاحية من قبيل: إنتاج العلم، و أسلوب الحياة، و التعليم و البحث العلمي، و الثقافة العامة، و الهندسة الثقافية، تمثل مفاصل مهمة أوكل تنظيمها في الجمهورية الإسلامية إلى المجلس الأعلى للثورة الثقافية.
إن التزام المجلس الأعلى للثورة الثقافية باسمه و عنوانه شرط لنجاحه في مهمّاته الخطيرة الملقاة على عاتقه.
بالنظر لانتهاء دورة أخرى من مسؤولية المجلس الأعلى للثورة الثقافية، و على أعتاب دورة جديدة، يتم تنصيب الأعضاء الحقوقيين و الحقيقيين لهذا المجلس كما في الدورة الماضية مع إضافة مساعد رئيس الجمهورية لشؤون البرمجة و الإشراف الاستراتيجي، و مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة و العائلة، و رئيس مكتب الإعلام الإسلامي، إلى الأعضاء الحقوقيين للمجلس لدورة أخرى تستمر ثلاث سنوات.
أرى من الضروري تقديم الشكر و التقدير للجهود و المساعي الدؤوبة و المثمرة لرئيس و أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية المحترمين و أمينه العام المحترم و أمانته العامة خلال هذه الدورة، و أعلن عن النقاط التالية كأولويات عمل للمجلس في دورته الجديدة:
1 - على الرغم من الجهود الجيدة للمجلس في متابعة الأولويات التي تم تبليغها في الأعوام الماضية، فإن الأولوية الأصلية للمجلس اليوم هي تحقيق القرارات و تنفيذها السريع و متابعتها إلى حين حصول النتيجة الكاملة.
2 - بالنظر للاصطفافات الجدية بين أنصار الثقافة الثورية و الإسلامية و معارضوها العنودين المتحفزين، يجب على المجلس الأعلى للثورة الثقافية التعامل بشكل فاعل و إبداعي مع هذه الاصطفافات الثقافية الواضحة، و بث الأمل و الثقة و التشجيع في قلوب محبّي الثقافة الدينية و الثورية في داخل البلاد و خارجها، و فرض القلق و اليأس على المعارضين.
3 - بالنظر لحالات النماء الملحوظة و التدفق الكبير للأنشطة الثقافية على مستوى الشعب، و خصوصاً بين الشباب المتدين الثوري، على الأجهزة الثقافية للنظام و على رأسها المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن ترى لنفسها دور الحلقات المكملة و الميسّرة و الملهمة للأنشطة الشعبية التلقائية و الشاملة على الصعيد الثقافي، و رفع الموانع و العقبات عن طريقها.
4 - رفع المستوى الكمّي و النوعي لاستهلاك و إنتاج البضائع الثقافية غير ممكن من دون سياسات صحيحة و خطوات متتابعة و مستمرة و استخدام لكل الإمكانيات الوطنية في هذا المضمار. إعادة هندسة بنية النشاطات و الإدارة الثقافية على أساس هذا المنحى من لوازم النجاح في هذا المعركة الثقافية التاريخية. على المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن يستطيع إعادة تشكيل و تنظيم كل الإمكانيات الرقائقية و الصلائدية و الطاقات الإنسانية في المجال الثقافي بما يتناسب و الظروف المذكورة، و جعلها متكاملة متعاضدة.
5 - المتابعة الجادة للتقدم و السرعة في المسيرة العلمية و التقنية للبلاد من الأولويات الأساسية في البلاد، و التي للمجلس الأعلى للثورة الثقافية دوره البارز فيها. بالمصادقة على الخارطة العلمية الشاملة للبلاد و تبليغها، اكتسب مضمار العلم و التقنية في البلاد خارطة طريقه و الحمد لله، و تشكلت لجنة توجيه الخارطة العلمية الشاملة للبلاد، و انطلقت الحركة في هذا المسار و كانت لها لحد الآن آثار و مكتسبات جيدة، و من الضروري متابعة هذه الحركة بمزيد من الجدّ و الاهتمام، خصوصاً من قبل المسؤولين في السلطات الثلاث، و خصوصاً في الحكومة المحترمة. سرعة النمو العلمي للبلاد يجب أن لا تقل حتى بمقدار قليل بأية ذريعة من الذرائع، بل ينبغي أن تزداد يوماً بعد آخر، و على المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن يمارس دوره في الإشراف عليها و رصدها و توجيهها بنحو جدّي و فعّال.
6 - الهندسة الثقافية و موضوع التحول و التجديد في النظام التعليمي و العلمي للبلاد، سواء في التعليم العالي أو التربية و التعليم، و كذلك التحول في العلوم الإنسانية، و الذي جرى التأكيد عليه في الدورات السابقة، لم تصل إلى نتائجها المنشودة. و تأجيل هذه الأمور سيسبب خسارة كبيرة للثورة الإسلامية، لذلك ينبغي النظر لهذه الأمور بمزيد من الجدّ، و أن تصل لنتائجها عبر إعادة نظر و برمجة جديدة في غضون فترة زمنية معقولة و ممكنة.
7 - من المهم جداً تشكيل اجتماعات المجلس الأعلى للثورة الثقافية بشكل منظم و في المواعيد المقررة، و كذلك الحضور الفاعل و البناء و البحثي للأعضاء، و خصوصاً رؤساء السلطات المحترمين في الاجتماعات و النقاشات، و تخصيص وقت و همّة كافيين لذلك من قبل كل الأعضاء، و خصوصاً الأعضاء الحقيقيين.
أسأل الله تعالى التوفيق لكل السادة.
السيد علي الخامنئي
26/07/1393
700 /