موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ضرورات التشريع الجيد في كلمة قائد الثورة الإسلامية في لقائه نواب الشعب:

ينبغي حل المشاكل الاقتصادية وخاصة الركود والبطالة

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، خلال استقباله اليوم (الاحد: 2016/06/05) رئيس ونواب الدورة العاشرة لمجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) الجديد، على ضرورة الحفاظ على اقتدار وهيبة ومكانة مجلس الشورى الاسلامي واشار الى ضرورات التشريع الجيد ولفت الى اولويات عمل المجلس في مجالات الاقتصاد المقاوم والثقافة والسياسات الداخلية والاقليمية والدولية، وقال سماحته: على مجلس الشورى الاسلامي بث روح الاستقرار في البلاد وان يكون "ثورياً" ويعمل بصورة ثورية في عملية التشريع ويبدي رد الفعل لمواقف اميركا العدائية والمغرضة ويقف بوجه سياسات الاستكبار.

وفي مستهل كلمته هنأ قائد الثورة الإسلامية المعظم النواب الجدد لانتخابهم لمجلس الشورى الاسلامي ووصف مكانة المجلس بأنها رفيعة وسامية، وقال: ان مسؤولية التشريع في المجلس مهمة جداً وهي في الواقع بمثابة مد السكة لحركة الحكومة.

واكد سماحته بأن مسؤولية الرقابة من قبل المجلس لا تتعارض مع مسألة التعاون مع الحكومة واضاف: ان هذا التعاون لا يعني تنازل المجلس عن حقه وينبغي على النواب في ظل استخدام صلاحياتهم القانونية مثل الدراسة والتقصي ومتابعة التنفيذ الصحيح للقانون.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى أداء اليمين من قبل نواب المجلس لصيانة أسس الإسلام ومكتسبات الثورة وأضاف: يجب أن يكون المجلس على رأس الأمور حقاً، والحفاظ على مكانة وهيبة المجلس تقع على عاتق النواب.

واعتبر سماحته إحدى الضمانات، الحفاظ على المكانة السامية لمجلس الشورى الاسلامي هي مراقبة المجلس لأداء المجلس نفسه، واشار سماحته الى مسألة التشريع الجيد وضروراته واضاف: ان القانون يجب ان يكون "جيداً ونوعياً" و"متقناً" و"شاملاً" و"واضحاً" و"لا يتعارض مع القوانين الاخرى" و"مناهضاً للفساد" و"متطابقاً مع السياسات العليا" و"مستلهماً من آراء الخبراء في الحكومة وخارجها"، وان "يتضمن المصالح الوطنية بدل المحلية".

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى الخطة التنموية السادسة التي ستناقش في المجلس الجديد قائلا: ان ظروف البلاد ظروف خاصة لذا ينبغي دراسة وتصديق الخطة بدقة ومن دون أي محاباة وتقاعس.

واشار سماحته إلى حضور عدد ملحوظ من النواب الجدد في الدورة العاشرة للمجلس واضاف: أنا أعتبر هذه الموضوع فرصة، لأن حضور النواب الجدد المتحمسين والمندفعين إلى جانب بعض النواب أصحاب التجربة، يمهد لمجلس مفعم بالنشاط والإندفاع، سيستفيد من تجارب النواب أصحاب الخبرة والتجربة.

وحول اولويات مجلس الشورى الاسلامي اكد على الاقتصاد كقضية اساسية واضاف، ان نواب المجلس مؤثرون جدا في تفعيل الاقتصاد المقاوم لانهم بامكانهم جعل اجراءات الحكومة الاقتصادية ماضية في مسار الاقتصاد المقاوم وان يطالبوا الحكومة بهذا الامر.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى محاولات العدو لاستخدام اداة الاقتصاد لضرب النظام الاسلامي واضاف: رغم بعض الاعمال الساذجة وبعض المواقف والتصريحات الانفعالية التي شجعت العدو على استخدام اداة الحظر، ولكن ينبغي حل المشاكل الاقتصادية خاصة الركود وتوفير فرص العمل ولا فائدة من وراء الكلام فقط.

واعتبر سماحته حل موضوع الركود والعمل من خلال إزدهار الإنتاج الداخلي، من الأولويات الرئيسية والمهمة للغاية في الجانب الإقتصادي، وأوضح سماحته: إن خجل النظام من بطالة شاب من الشباب، أكبر من خجل الشاب العاطل نفسه بين عائلته، لذا يجب إتخاذ إجراءات جادة لحل هذه المشكلة.   

كما واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم ضرورة مكافحة تهريب السلع، من أولويات عمل المجلس في الجانب الإقتصادي، وقال: التهريب أشبه بطعن النظام في الظهر، والتصدي له ليس بالأمر السهل ولكن يجب على الحكومة مكافحة هذه الظاهرة البغيضة وان يؤدي المجلس دور الداعم للحكومة بهذا الصدد. كما اعتبر سماحته موضوع الثقافة احدى اولويات عمل مجلس الشورى وقال: ان مسالة الاقتصاد ذات اولوية عاجلة وراهنة للبلاد الا ان الثقافة هي الاهم من الاقتصاد على الأمد البعيد.

واضاف سماحته: في موضوع الثقافة هنالك حالة من التسيّب وعدم الإهتمام بين الأجهزة الثقافية، وهنالك بعض التقصير في إنتاج السلع الثقافية المفيدة ومنع إنتاج السلع الثقافية المضرة.

وأوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم: في بعض الحالات فإن التأكيدات التي تتم لتجنب إستخدام السلع المضرة غير الثقافية كبعض المواد الغذائية، أكثر من التحذير حول السلع الثقافية المضرة، في حين أن الآثار السيئة لهذه السلع على الناس، أكثر خطراً وإنتشاراً.

وأضاف سماحته: في بعض الحالات لا يتم إتخاذ أي إجراءات  ومواقف ضد إنتاج أو دخول السلع الثقافية المضرة، لوجود الخوف من الإتهام بمنع الحركة الحرة للمعلومات.

واشار الى الاجراءات الصارمة التي تجري في اوروبا واميركا لمراقبة المعلومات، وقال: في الوقت الذي نخشى من إتهاماتهم التي لا أساس لها بخصوص منع تبادل المعلومات، فإن ما تقوم به ايران من اجراءات بهذا الصدد لا يعادل عشر ما يقومون به في اوروبا واميركا.

واكد سماحته على ضرورة ان يكون مجلس الشورى الاسلامي "ثورياً في ادائه، وأن يحافظ على ثوريته ويعمل بشكل ثوري" ووصف سماحته مجلس الشورى الإسلامي بأنه مؤسسة ثورية نابعة من صلب الثورة، وخاطب النواب مؤكداً:  أعملوا بثورية في التشريع وفي أداء المسؤولية وفي التصريحات والمواقف.

كما اكد اهمية المواقف العامة للمجلس تجاه القضايا الرئيسية واشاد بالسجل الجيد للمجلس التاسع السابق في هذا المجال واضاف: على المجلس اتخاذ مواقف حازمة وشفافة في مواجهة التيارات السياسية المناهضة للثورة الاسلامية.

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى السلوك العدائي تماماً للحكومة والكونغرس الاميركي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: ينبغي الدخول الى الساحة للتصدي لوقاحات الاعداء وغلق افواههم بردود حازمة، لان العدو  يبني في الساحة السياسية على أساس ردود الافعال وسوف لن يتنازل وسيرفع مستوى مطالبه لو شعر بأن الطرف الآخر يتصرف بإنفعال ويمكن ان يتراجع.

واشار سماحته في هذا الصدد الى قضية المفاوضات النووية واضاف: ان الاميركيين سواء الحكومة او الكونغرس او المرشحين لرئاسة الجمهورية، يهددون ويطرحون مطالب مبالغ بها على الدوام، وإن مواقفهم وتهديداتهم الآن هي كما كانت عليه قبل الاتفاق النووي، ولا ينبغي التزام الصمت أمام هذه الوقاحات.

واستعرض قائد الثورة الإسلامية المعظم مخططات العدو الرامية لإيجاد التصدعات في الداخل الايراني، واضاف: ان العدو يسعى لتفعيل الصدوع القومية والعقيدية والفئوية وتحويلها الى زلازل، لذا ينبغي على نواب المجلس العمل لاجهاض هذا المخطط.

واضاف آية الله الخامنئي، ان النائب في المجلس يمكنه وفقا لرؤيته السياسية ان يدلي برأيه وان يبدي  بالموافقة او المعارضة لموضوع ما وجهة نظره او انتقاده ولكن لا ينبغي بأي حال من الاحوال ان يحدث كما حدث في مراحل سابقة من إثارة للخلاف والنزاع الكلامي والشجار والتوتر.

واعتبر سماحته ان حدوث مثل هذه الامور في المجلس من شأنه ان ينسحب الى المجتمع ويؤدي إلى بروز التوتر والتداعيات النفسية السلبية واضاف: ان الهدوء يجب ان يسود المجلس ومن المؤكد ان مثل هذا الهدوء سينتقل الى المجتمع ايضا.

واشار سماحته الى مخططات العدو على مستوى المنطقة واضاف: ان للعدو مخططات محددة لمنطقة غرب آسيا المهمة والحساسة ويسعى لاحباط سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تقف حائلاً دون تحقيق مخططاته تلك.

كما لفت سماحته الى بعض خصائص منطقة غرب آسيا واضاف: ان "تواجد الاسلام والمسلمين" و"مصادر النفط الهائلة والممرات المائية" و"الكيان الصهيوني" امور جعلت المنطقة مهمة جداً بالنسبة للعدو وان مخططهم لهذه المنطقة هو ما ذكروه قبل عدة اعوام بعنوان "الشرق الاوسط الجديد" و"الشرق الاوسط الكبير".

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى فشل مخططات اميركا في المنطقة ومن ضمنها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، لصمود الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف: ينبغي الوقوف امام هذه السياسات السلطوية وإماطة اللثام عن وجه الاستكبار.

وحذر سماحته من اتخاذ المواقف والسلوكيات التي يحبذها العدو وقال: اكشفوا عن حقائق الاستكبار ونظام الهيمنة في مواقفكم وخطاباتكم وكونوا على حذر كي لا يصب كلامكم وعملكم في مصلحة اميركا والكيان الصهيوني.

ونوه قائد الثورة الاسلامية المعظم الى ان للعدو مخططات على المستويات الدولية والاقليمية والداخلية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهي متمثلة بتوجيه الاتهامات لايران على الصعيد الدولي وازالة العقبات التي تقف امام مخططاته على الصعيد الاقليمي وتفعيل الصدوع على الصعيد الداخلي، واضاف: لذلك ينبغي على جميع السلطات والمسؤولين خاصة نواب مجلس الشورى الاسلامي اليقظة والحذر تجاه هذه المخططات.

كما أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى قرب حلول شهر رمضان المبارك، شهر الضيافة الإلهية، معتبراً هذا الشهر فرصة للدعاء و بناء الذات والعمل الصالح، وأضاف قائلاً: فرصة نيابة مجلس الشورى الإسلامي التي توفرت لكم أيها الأعزاء هي أيضاً فرصة مؤقتة و عابرة، و يجب أن تعرفوا قدرها، و أن تطلبوا العون من الله على أداء واجباتكم القانونية. 

قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي فحيّى ذكرى الإمام الخميني الراحل، و أشار إلى برامج مجلس الشورى الإسلامي في دورته العاشرة وأولوياته، قائلاً: نتحمل مسؤولية ثقيلة في الدفاع عن حصن الثورة، و التوفر على النظرة الثورية و العمل بها هو ما يمكنه دفع الظروف المتوترة في المنطقة نحو الاستقرار و الهدوء، و تكريس أمن إيران. 
و أضاف يقول: الثورية هي مركز الثقل في مجلس الشورى الإسلامي، و سوف يتابع مجلس الشورى العاشر رصد أحداث المنطقة بمزيد من الاهتمام. 

وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن ما تفتعله أمريكا من مشكلات بعد الاتفاق النووي يدل على أن الاستكبار لا زال يتقصد توجيه ضربات لمصالح الشعب الإيراني، مؤكداً: يرى نواب الشعب من واجبهم أن يجعلوا مجلس الشورى درعاً للدفاع عن حقوق الشعب مقابل الأجانب. 
و شدد السيد لاريجاني على تعاون السلطات الثلاث و الشعب و الحكومة في الظروف الحالية، و أوضح أنه لتجاوز الركود يجب قطع خطوات أسرع و أدق، مضيفاً: يعتبر مجلس الشورى الإسلامي تحقيق الاقتصاد المقاوم و الازدهار الاقتصادي محوره، و يجعل هذه القضية على رأس أولوياته في كل لجانه، و سوف يتابع المشاريع و اللوائح اللازمة، و الإشراف على تحقق الاقتصاد المقاوم.

 

 

 

700 /