موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم في لقائه الودي والصريح مع الطلبة:

12 توصية مهمة لقائد الثورة حول مسؤوليات التنظيمات الطلابية

أكثر من ألف طالب جامعي بالإضافة إلى ممثلي التنظيمات الطلابية المختلفة، إلتقوا عصر يوم السبت (2016/07/02) مع قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي في لقاء ودي وصريح إستمر لأكثر من خمس ساعات تحدثوا فيه عن هواجسهم الطلابية والثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية لشريحة الشباب، وإستمعوا بصورة مباشرة لوجهات نظر سماحة قائد الثورة حول "القضايا الطلابية والجامعية، الواجبات المهمة للجامعيين في مسيرة مقاومة الشعب ومختلف المواضيع والقضايا الراهنة".

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم في بداية كلمته على أن اللقاءات الرمضانية مع الطلبة هي حقاً حلوة وضرورية، وقال: الأمور المختلفة ووجهات النظر المتباينة التي طرحت في هذا اللقاء، كانت حلوة وجيدة ودليل على رقي المستوى الفكري ومطاليب شريحة الطلبة الجامعيين، ويبين أن الدوافع الثورية والفكر الواضح والإستدلال الرصين، قد نمى وانتشر بشكل لافت ومضطرد بين الطلبة بمرور الزمن.

وأوصى سماحته الطلبة بالأستئناس أكثر بالقرآن الكريم والأدعية وقال: المطالبة الأساسية التي أطالب بها طلاب الجامعات هي تعزيز الإيمان، لأنه هو السبيل الوحيد الذي يستطيع المرء من خلاله مواصلة الجهاد والنضال في خضم المشاكل والمعضلات.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الاوضاع الخاصة والحساسة للبلاد في الوقت الراهن وشبهها بحرب الاحزاب في زمن النبي (ص) واضاف: ان كل عبدة الدنيا وطغاة العالم يصطفون اليوم امام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويهاجمونها من كل النواحي.

واضاف سماحته: ان ضِعاف الايمان ولربما لهم توجهات في دواخلهم نحو العدو، لا يظهر منهم سوى الإفصاح عن يأسهم وإحباطهم واستصغار أنفسهم، أما المؤمنون فيزدادون عزما واستقامة مهما اشتدت الظروف.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: لو أردنا الصمود امام جبهة الاستكبار وترسيخ العزة والكرامة للجمهورية الاسلامية فاننا بحاجة الى صون وتقوية التقوى والسلوكيات الشخصية والعامة.

واستند سماحته الى بعض آيات القرآن الكريم حول انحطاط الاجيال اللاحقة للامم ذات الايمان قائلا: ان "تضييع الصلاة" و"اتباع الشهوات" عاملان اساسيان للانحطاط واضعاف الصمود والكفاح.

وأوضح سماحته: إن سبب تكرار توصيتي للمسؤولين لمنع إقامة المخيمات الطلابية المختلطة، هي لهذه الأسباب لأن عدم مراعات الحدود الشرعية يؤدي إلى تضعيف الإيمان الباطني.

وبعد تبيينه لدور الايمان في الصمود، اشار سماحته الى كفاح الشعب الايراني المصيري والذي لا بد منه ضد جبهة الاستكبار وقال: ان البداية لهذا الكفاح كانت حينما قرر الشعب الايراني ان يكون مستقلا ومتقدما وهو الامر الذي لا يتلاءِم مع مصالح قوى الهيمنة العالمية.

ووصف سماحته كلام بعض الافراد الذي يقولون بان الجمهورية الاسلامية تبحث عن الذريعة لاختلاق المواجهة مع القوى الكبرى بانه كلام سطحي وغير مدروس واضاف: ان هذا الكفاح ليس بحاجة الى ذريعة لانه سيظل قائما ما دام الشعب الايراني صامدا على اساس الإباء والماضي الثوري والاسلام، ويمكن تصور طريقين فقط لنهايته، إما ان تصل الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تلك القدرات اللازمة بحيث لا يجرؤ العدو على التعرض لها، وإما ان تفقد الجمهورية الاسلامية هويتها ويبقى منها ظاهرا بلا روح فقط.

واكد قائد الثورة الإسلامية بان الشعب الايراني اختار الطريق الاول لانهاء هذا الكفاح الا وهو "الوصول الى الاقتدار الكامل"، وقال: لربما تقتضي سياسات اميركا اليوم ان تقسم المسؤولين في ايران الى مسؤولين جيدين وآخرين سيئين ولكن لو اقتضت حاجة الاميركيين فانهم سيصفون حتى اولئك المسؤولين الجيدين حسب تصورهم بأنهم سيئون.

وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن أساس وهوية النظام الاسلامي هو ما يستهدفه اعداء الشعب الايراني وقال: ما نقصده من النظام الاسلامي هو مجموعة هيكلية النظام ومبادئه واهدافه مثل العدالة والتطور العلمي والاخلاق وسيادة الشعب والالتزام بالقوانين والمبادئ والأصول.

واكد سماحته على وجود مشاكل كبيرة تعترض مسير هذا الكفاح، ويمكن التغلب عليها بالصمود والتدبير، وقال: في هذا الكفاح وكذلك في طريق حل المشاكل، فإن الطلبة يتمتعون بمكانة ودور خاص بإعتبارهم عصارة قدرات الشعب.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية "مطالبة الطلبة" في غاية الأهمية مؤكداً: إن إزالة المشاكل العامة في البلاد تقع على عاتق كبار المسؤولين، لكن مطالبة الطلبة إذا ما إقترنت بالدراسة والمعلومات الدقيقة والصائبة، فإنها دون شك ستمهد لزيادة سعي المسؤولين لحل المشاكل.

وأشار سماحته في هذا اللقاء لبعض مطالب الطلبة ومنها العقود النفطية الجديدة، وقال: طالما لم تجر التعدیلات اللازمة على هذه العقود لما یضمن مصالح البلاد، فلایمكن توقیعها ابداً.

وأشار قائد الثورة الإسلامية لموارد أخرى من إنتقادات الطلبة بخصوص القرارات الجارية التي تتخذها الأجهزة الحكومية في البلد، وأضاف: بيد أن القائد وفق القانون والمنطق لا يستطع التدخل في اتخاذ القرارات الجزئية والتنفيذية، وفي حال وقوع المسؤولين التنفيذيين في خطأ، ينبغي على مجلس الشورى الإسلامي إستخدام آلياته الرقابية كالإستدعاء أو أن يحول رئيس الجمهورية دون تنفيذ ذالك القرار الخاطئ.

وأضاف سماحته في هذا الخصوص: ولكن إذا شعر القائد بأن مبادرة ما ولو كانت جزئية، ستؤدي إلى انحراف النظام، يجب عليه التصدي والحيلولة دون وقوعها.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى المشاكل التي تعترض مسيرة الكفاح والصمود في حركة البلاد، وأضاف: في هذا المجال هنالك بعض القضايا ومن بينها تقوية الإقتصاد ورفع القدرات الدفاعية التي تعتبر من المواضيع والقضايا العامة للبلاد وإن تحقيقها وإزالة مشاكلها هي من واجب المسؤولين.

وأكد سماحته: بعض المشاكل ترتبط بالأمور الداخلية للبلاد وينبغي على التنظيمات الطلابية النهوض لمساعدة المسؤولين في تقديم الحلول  لها.

وأعتبر سماحة آية الله الخامنئي الإبتعاد التام عن الإحباط والكسل، من رموز حل المشكلات وخاطب سماحته التنظيمات الطلابية بالقول: إذا صمدتم وحولتم المطاليب إلى خطاب عام بحشد أذهان الشعب، فإن المسؤولين سيجبرون أيضاً على العمل بمطاليبكم.

كما أشار قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من كلمته إلى كلام أحد الطلبة حول التبعات السلبية لبيان كلام يتعارض مع كلام القائد، وأضاف: قلنا مرات عديدة بأن الكلام المعارض للقائد ليس جرماً ولا يواجه معارضة.

وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته معتبراً الطلبة الجامعيين في البلاد فرصة كبيرة وثروة عظيمة ومن نقاط قوة النظام، وأكد سماحته على ضرورة إهتمام المسؤولين بشكل خاص بهذه الشريحة في برامجهم، وقال: مقارنة بالطلبة في بداية الثورة، فإن الطلبة في المرحلة الراهنة في مراتب أعلى من الناحية النوعية والكمية ويتمتعون بأفكار ثورية وإسلامية أعمق.

وأضاف سماحته: الكثير من الطلبة الثوريين والمندفعين في بداية الثورة، هم الآن في عداد الباحثين وعلماء البلاد، لذلك لا يوجد أدنى تعارض بين الصفة الثورية والمثابرة في الدراسة.

وأوصى قائد الثورة الإسلامية الطلبة بالدراسة الجيدة إلى جانب تقوية الإيمان والروح المعنوية، وقال: ينبغي على الطالب أيضاً أن يتحلى بالبصيرة وأن ينظر بعين ثاقبة لمحيطه الجامعي ولقضايا وأحداث البلاد والمنطقة والعالم.

وأكد سماحته في هذا الخصوص: إذا لم تتوفر النظرة الثاقبة والبصيرة، فمن الممكن أن يخطأ الطالب في حساباته لمعرفة الصديق والعدو أو في تحليل القضايا الإقليمية والدولية.  

وأوصى سماحته طلاب الجامعات بصورة عامة أن "يتعاملوا مع التيار الإعلامي المعادي بسوء ظن"، وقال: أطلق الأعداء وسائل الإعلام الواسعة والمعقدة لمناهضة النظام الإسلامي بكلفة باهظة، وهدفها الأساسي التغطية على نقاط قوة الجمهورية الإسلامية وتضخيم بعض النقاط السلبية لزرع اليأس والإحباط لدى الشعب والشباب.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم عدم تبيان المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرات يوم القدس العالمي في وسائل الاعلام الاجنبية مثالا لسلوك الإعلام المعادي، مؤكداً: ان مسيرات يوم القدس التي جرت يوم الجمعة في طقس حار جدا وفي حالة الصوم تعتبر ظاهرة مميزة ومنقطعة النظير الا انها لا تعكس كما ينبغي في وسائل الاعلام الاجنبية، في حين لو كانت هنالك نقطة سلبية فانهم يعملون على تضخيمها مئات اضعافها.

وعدَّ سماحته مسؤولية الطلبة أعضاء التنظيمات الطلابية أبعد وأوسع من سائر الطلبة، وأشار تعقيدات وتداخل الأوضاع السياسية الراهنة، وأضاف: في العقد الأول من الثورة وفترة الدفاع المقدس كان واجب مواجهة العدو واضحاً ويمكن إدراكه من قبل عموم الشعب، ولكن اليوم فإن تداخل القضايا الثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية والأمنية المختلفة، قد أوجد أوضاعاً معقدة جداً وفرض واجبات جسيمة للغاية، ما يستوجب التحلي بنظرة فاحصة و "دقة العقل والتدبير" لمواجهة هذه الظروف.

وبعد أن بيين قائد الثورة الإسلامية تعقيدات وتعدد أوجه المناخ الراهن في البلاد، طرح سماحته خلالها 12 توصية مهمة حول مسؤوليات التنظيمات الطلابية.

و كانت توصيته الأولى للطلبة الجامعيين الناشطين هي التواجد و المساهمة الفكرية في قضايا البلاد الأصلية و التواجد الجسماني و المادي في مواقع اللزوم.

وأكد سماحته على أهمية إعلان مواقف التنظيمات الطلابية الجامعية حول القضايا الأساسية، مردفاً: إذا أعلنت هذه المواقف القوية و الأصيلة بنحو جيد وجليّ، فإن أصدقاء الثورة سوف يزدادون قوة و أعداء البلاد بمن فيهم أمريكا سيفهمون أنهم يجب أن لا يخدعوا أنفسهم بتقارير محرّفة و غير الواقعية حول الشباب الإيراني.

وعدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي الاتفاق النووي، و العلاقات مع أمريكا، و الاقتصاد المقاوم، و مستقبل البلاد، من جملة القضايا المهمة التي ينبغي على تنظيمات الطلبة الجامعيين باعتبارهم ضباط الحرب الناعمة اتخاذ و إعلان مواقف ثورية قوية و منطقية بشأنها.

وأوضح سماحته أن المعلومات الدقيقة و الصحيحة و الأدلة المنطقية و المبادرة في الوقت المناسب من لوازم اتخاذ المواقف من قبل التنظيمات الطلابية، قائلاً: هذه المواقف يجب أن تنشر بنحو جيد في النشرات و الإصدارات الطلابية الجامعية، مضافاً إلى أنه يمكن بوسائل أخرى منها إلقاء ممثلي التنظيمات الطلابية كلمات قبل خطب صلوات الجمعة في المدن الكبيرة، إيصال هذه المواقف إلى أسماع المجتمع.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن التجمع و المشاركة المادية الجسمانية للطلبة الجامعيين ضرورية هي الأخرى في بعض الأحيان، و لكن بأساليب صحيحة و قانونية.

وأكد سماحته على معارضته الدائمية لإفشاء الفوضى في أي تجمّع أو جلسة، مضيفاً: هذه العملية مضرّة، أو هي عديمة الفائدة على الأقل، و ينبغي إيصال الرأي إلى أسماع الطلبة الجامعيين بتشكيل تجمعات و جلسات مقابل التجمعات المخالفة، لأن الطالب الجامعي يسعى لفهم الحقيقة.

وفي نفس هذا السياق دعا قائد الثورة الإسلامية المسؤولين في وزارتي التعليم العالي و الصحة و مسؤولي الجامعات إلى مساعدة التنظيمات الطلابية، ملفتاً: بالطبع كل التنظيمات الطلابية متساوية في تمتعها بالحقوق العامة، و لكن من الطبيعي و المنطقي أن يدافع المسؤولون الجامعيون عن التنظيمات الثورية و المتدينة و يدعموها، و يوفروا الأرضية لمشاركتها الأكثر فاعلية.

وكان التبيين و إقناع القلوب التوصية الثانية التي أوصى بها قائد الثورة الإسلامية التنظيمات الطلابية الجامعية.

وأكد سماحته قائلاً: الإقناع و جذب القلوب مبدأ مهم في الفكر الإسلامي، و على التنظيمات الطلابية الجامعية بما لها من أدلة رصينة واضحة تبيين مواقفها للطلبة الجامعيين و الشعب.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي موضوعات من قبيل الاقتصاد المقاوم، و التقدم العلمي، و أسلوب الحياة، و العلاقة مع أمريكا، من جملة الأمور التي تحتاج إلى إعلان الجماعات الطلابية الناشطة في الجامعات عن مواقفها بشأنها.

ونبّه قائد الثورة الإسلامية بخصوص العلاقات مع أمريكا قائلاً: لتتأمل التنظيمات الطلابية الجامعية في بعض مواقف القيادة من قبيل «رفض العلاقة مع أمريكا و رفض التفاوض مع هذا البلد باستثناء حالات خاصة و معينة»، و لتبيّنها و تشرحها للمتلقين من الطلبة الجامعيين و غيرهم بفهم واضح للأدلة الرصينة المطروحة، و بأساليب متينة و استدلالية.

واعتبر سماحته استمرار مواقف التنظيمات الثورية للطلبة الجامعيين و التعبير عنها بشكل صريح و واضح و استدلالي، حالة مؤثرة و ضرورية في صياغة المطالبات العامة و حركة البلاد على المسار الصحيح.

وكانت التوصية الثالثة التي قدمها قائد الثورة الإسلامية للتنظيمات الطلابية الجامعية رفع مستوى الوعي السياسي و الديني.

كما عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي توسيع نطاق المتلقين من الطلبة الجامعيين من الوظائف الأخرى للتنظيمات و الجماعات الطلابية، مضيفاً: الأخلاق و الصبر و الحلم و تحمّل سماع كلام المخالف و التمكّن من الأفكار المعروضة، من الاحتياجات الأولية للعمل بهذه الوظيفة.

وكانت توصية القائد الخامسة للطلاب الجامعيين هي الدفاع الصريح و بدون تقية عن النظام الإسلامي.

وقال سماحته: يركّز العدو على النواقص و حالات القصور ليظهر الثورة قليلة الأهمية و القيمة، و يتجاهل حالات التقدم و النجاح، و من اللازم على التنظيمات الثورية قلب هذه اللامعادلة.

وأضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: الصمود مقابل 37 سنة من العداء التام لجبهة هائلة من القوى المادية هو أهم نجاح للنظام الإسلامي الشريف المجيد، خصوصاً في ظروف يسبب فيها أدنى غضب من هذه القوى المادية إلى خضوع و استسلام الحكومة الملكية الفلانية الكثيرة التبجّح.

واعتبر سماحته الكمية و الكيفية المبهجة للطلبة الجامعيين دليلاً على حيوية الثورة الإسلامية و مواهبها و طاقاتها الذاتية، مردفاً: طبعاً المراد من الدفاع عن النظام ليست الدفاع عن القيادة، بل الدفاع عن مجموعة القيم المتناسجة التي تستمر الثورة الإسلامية في رشدها و نموها و حيويتها بالتوكّؤ عليها.

وكان «استمرار و تنمية المخيمات الجهادية في القرى و المناطق الفقيرة» التوصية السادسة التي عرضها قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء.

واستطرد قائلاً: المخيمات الجهادية تمثل بناءً للذات و خدمة و تعرفاً على أجواء البلاد الواقعية.

وأشار سماحة آية الله العظمى إلى تنبيهاته المستمرة للحكومة الحالية و كل الحكومات السابقة بشأن خدمة القرى و الأرياف موضحاً: تحقيق هذه القضية له طرق واضحة منها إيجاد صناعات صغيرة و تبديلية، و طبعاً العمل بهذه التوصية الدائمية يحتاج إلى همّة.

وكانت التوصيتان السابعة و الثامنة لقائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء بالطلبة الجامعيين «الاهتمام بأسلوب الحياة الإيراني الإسلامي في الفكر و العمل» و «تقوية الخطابات الرئيسة للثورة بما في ذلك العدالة و الاقتصاد العلمي المحور و المقاوم، و التقدم الإسلامي الإيراني، و السرعة العلمية».

وأكد سماحته في هذا الصدد: إنني لا أوافق التنمية الغربية بحال من الأحوال، لأن أسسها خاطئة، و لهذا طرحنا خطاب التقدم الإسلامي الإيراني.

وقال قائد الثورة الإسلامية حول الاقتصاد المقاوم: بناء على التقارير الواصلة ثمة أعمال جيدة تنجز شريطة أن تستمر.

ودعا آية الله العظمى الإمام الخامنئي في توصيته التاسعة الجماعات الطلابية في الجامعات إلى «تشكيل جبهة واحدة مناهضة لأمريكا و الصهيونية على مستوى الطلبة الجامعيين في العالم الإسلامي.

واستطرد قائلاً: يمكن بوسائل الاتصال المتطورة و الفضاء الافتراضي تأسيس مجاميع عامة للطلبة الجامعيين المسلمين من منطلق معارضتهم لسياسات أمريكا و الكيان الصهيوني، ليخلق ملايين الشباب من الطلبة الجامعيين المسلمين عند اللزوم و من خلال مواقفهم، تحركاً عظيماً في العالم الإسلامي.

أما التوصية العاشرة التي أوصى بها سماحة آية الله الخامنئي الطلبة الجامعيين الإيرانيين في لقائه بهم فهي تحاشي اتهام الأفراد بعدم الثورية.

ونبّه سماحته الطلبة الجامعيين بالقول: للثورية مراتب و معايير محددة و يجب عدم اتهام الذين تختلف وجهات نظرهم عنكم، لكن تلك المعايير تنطبق عليهم، بعدم الثورية.

وكانت التوصية الحادية عشرة لقائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء «التعاضد و التكامل بين التنظيمات الثورية في الجامعات عن طريق اعتماد القواسم المشتركة».

وشدد سماحته قائلاً: ينبغي أن لا تؤدي الاختلافات إلى نزاعات، و لتعمل التنظيمات الطلابية الثورية بحيث تشيع في الأجواء الجامعية حالات التسامح و تحمّل المخالف.

وكانت التوصية الأخيرة التي قدمها آية الله العظمى السيد الخامنئي للمجاميع الطلابية الجامعية «النظرة الاستراتيجية للثورة و التفكير في المستقبل».

فقال سماحته لطلاب الجامعات: رؤساء الجمهورية في العقود القادمة و نواب مجلس الشورى و مسؤولو البلاد المستقبليون سينتخبون من بينكم أيها الأعزاء، لذلك ارسموا بنظرة متفائلة و حيوية تماماً الصورة المثالية لمستقبل البلاد بعد عشرين و ثلاثين سنة، و نظموا حركتكم اليوم على أساس ذلك الأفق الساطع.

وأشار قائد الثورة الإسلامية في الجانب الأخير من حديثه إلى نقاط حول الوضع الداخلي للبلاد.

وانتقد سماحته أسلوب بعض الأفراد الذين يزعمون دعم النظام الإسلامي و الإمام الخميني و الثورة، لكنهم لا يفصحون عن موقفهم من الفتنة، مؤكداً: مواقفي حول فتنة سنة 88 صريحة تماماً، و أنا أشدد على هذا الموضوع، و الملاك هو عدم دعم الذين كانوا زعماء الفتنة أو عملوا على استغلالها، و لم يتبرّأوا لحد الآن.

وأكد قائد الثورة الإسلامية على أن تقسيمات مثل المبدئيين و الإصلاحيين أو الإصلاحيين الحداثيين و الأصوليين التقليديين، ليست مهمة أبداً، و أضاف: القضية المهمة هي المحتوى.

كما ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ما يطرح من كلام حول ضرورة العقلانية في البلاد، قائلاً: تطرح هذه الأيام الكثير من الآراء حول العقلانية و ضرورة الحوار بين عقلاء التيارات السياسية، و أصل موضوع العقلانية حسن جداً و مما يباركه الإسلام و القرآن، و الإمام الخميني (رحمه الله) أيضاً كان من كبار العقلاء في العالم.

واعتبر سماحته الثورة الإسلامية ثورة عقلائية مضيفاً: على أساس العقلانية يجب القول إن الذين يعتقدون بأنه ينبغي اللجوء إلى الغرب من أجل تقدم البلاد، قد خسروا عقولهم، لأن العقل يقول يجب الاستفادة من التجارب.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى التجارب المريرة جداً لشعب إيران مع الغرب، بما في ذلك فرض الدكتاتورية و الاستبداد البهلوي، و إسقاط الحكومة الوطنية، و تأسيس جهاز السافاك القمعي الفظيع، مردفاً: بعد انتصار الثورة الإسلامية أيضاً كان أول الحظر، و الخيانات، و التجسس، و الهجمات الإعلامية الواسعة، و دعم الجماعات المعادية للثورة، و فرض حرب الأعوام الثمانية، و الدعم الشامل لصدام، و إسقاط الطائرة المدنية، وصولاً إلى نكث العهود و اختلاق العراقيل في برجام (الاتفاق النووي)، كلها من فعل الغربيين و خصوصاً أمريكا.

وألمح سماحته إلى الأداء السيئ جداً للفرنسيين و الأمريكيين في قضية برجام، مضيفاً: لقد ثبت في قضية برجام (الاتفاق النووي) أن الأمريكيين سواء في الكونغرس أو الحكومة لا زالوا يعادون الشعب الإيراني.

وأكد قائد الثورة الإسلامية: تحكم العقلانية بأن يجري التصدي لمثل هذا العدو بعقل و تدبير و أن لا ننخدع به و لا ندخل في ما يرسمه من ساحات.

وأشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ادعاء الأمريكيين برغبتهم في التفاوض و التنسيق مع إيران في خصوص قضايا المنطقة، بما في ذلك سورية، قائلاً: إننا لا نريد مثل هذا التنسيق لأن هدفه الرئيس إنهاء تواجد إيران في المنطقة.

وأكد سماحته على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب بعدم تواجد أمريكا و تدخلها في المنطقة، مضيفاً: مواقف النظام الإسلامي هذه في خصوص المنطقة تندرج داخل الإطار العقلاني.

وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني من منطلق واجبي الديني و الشرعي و الأخلاقي، طالما بقيت روح في جسمي، سوف أبقى صامداً، و أنا أثق بالشعب، كما أنني على يقين من نتيجة الصمود، ألا و هي النصر.

ولفت سماحته يقول: بين نخبة البلاد و خصوصاً من الجامعيين و طلبة الجامعات هناك الكثير جداً من العناصر المؤمنة و المعتقدة بالصمود، و هذه الحقيقة تمنح العزيمة لقلب أيّ فرد قليل العزيمة.

في بداية هذا اللقاء تحدث ثمانية من ممثلي التنظيمات الطلابية في الجامعات لأكثر من ساعتين حول آراء و هموم الأوساط الطلابية. و في ختام اللقاء أدى الحاضرون صلاتي المغرب و العشاء بإمامة قائد الثورة الإسلامية و تناولوا معه طعام الإفطار.

 

700 /