موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم يؤكد خلال إستقباله قادة ومسؤولي حرس الثورة الإسلامية:

عدم الثقة بـأمريكا ناتج عن التعقل المنبثق عن الفكر والتجربة

اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي لدى استقباله صباح اليوم (الاحد:2016/09/18) المشاركين في الملتقى العام لقادة الحرس الثوري، اعتبر الحرس الثوري "حصن الثورة الحصين" و"الدعامة البارزه للدفاع عن الامن الداخلي والخارجي والهوية البارزة والمتميزة واللازمة لتقدم البلاد والتحرك نحو تحقيق المبادئ".

واشار سماحته الى بعض الانحرافات لمواجهة الاجزاء الرئيسية للقوى الناعمة والمعنوية للنظام الاسلامي للعمل على تحريفها، وقال: ان واحدة من الاجزاء المهمة للقوة الناعمة للجمهورية الاسلامية تتجسد في عدم الثقة اطلاقا بالقوى السلطوية وعلى رأسها اميركا وينبغي العمل على تكريس عدم الثقة هذه يوما بعد يوم. 

وفي مستهل كلمته اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم قرار الامام الراحل "قدس سره" بتشكيل القوى الثلاث للحرس الثوري بانه يكشف عن النظرة الثاقبة وبعيدة الافق والقلب النير لهذه الشخصية الالهية الكبيرة، وحول اهمية وقيمة ومكانة حرس الثورة الاسلامية قال سماحته: ان الكلمة المعروفة للامام الراحل القاضية بأنه "لولا الحرس الثوري لما بقيت الجمهورية الاسلامية" تدل على ان الحرس الثوري يمثل الشجرة الطيبة التي يرشح من هويتها الايمان والحركة الثورية والجهاد وان الحفاظ على البلاد والثورة ايضا رهن بديمومة هذه العناصر المهمة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم تحقيق مبادئ الثورة الاسلامية المتمثلة بـ"بناء الحضارة الاسلامية الحديثة" والدفاع عن النظام الاسلامي في مواجهة المؤامرات رهن بـ"الحركة الثورية والجهادية" وقال: اليوم وبعد مضي 37 عاما على انتصار الثورة الاسلامية ولاسيما عقب مرحلة الدفاع المقدّس تتجلى حقيقة كلام هذا الانسان العظيم والمجرب والمتوكل على الله حول الحرس الثوري اكثر فاكثر وينبغي علينا القول ان "الحرس الثوري هو حصن الثورة الحصين".

وشدد سماحته على ان الدفاع عن الامن داخل وخارج الحدود يعد من الواجبات الاساسية للحرس الثوري وقال: ان الحرس الثوري والى جانب مهمته في الحفاظ على الامن وقضايا الدفاع بالبلاد يلعب دورا مؤثرا في مجالات اخرى مثل حركة البناء والاعمار وتقديم الخدمات الى المحرومين فضلا عن القضايا الثقافية والفنية وتوليد الفكر الثوري وينبغي ان تتواصل هذه الخطوات وان يجري اطلاع الجماهير عليها.

ووصف قائد الثورة المعظم الاجراءات الدفاعية والعمرانية والثقافية للحرس الثوري بانها جلية ومتميزة وضمن تاكيده على ان مثل هذا التقييم لخطوات الحرس الثوري هو تقييم واقعي وغير منحاز وقال: حتى اعداء النظام والثورة لديهم هذه التقييم حول الحرس الثوري.

واكد سماحة القائد العام للقوات المسلحة أن الحفاظ على هوية الحرس الثوري خطوة مهمة تستلزم اليقظة ومعرفة التحديات بشكل دائم وقال: ان الحفاظ على هوية الحرس الثوري لا يعنى عدم مواكبة الزمن بل يستدعى ان يتماشى تقدم الحرس الثوري مع تقدم العدو وتغيير وسائله وان يواصل تقدمه على الصعيد العلمي والتقني وعلى صعيد الابتكارات.

ووصف سماحته "الأمن" بانه قضية مهمة للغاية ومنطلق لتقدم المجتمع ماديا ومعنويا وقال: ان من مهام الحرس الثوري ضمان الامن الداخلي والخارجي، فلو غاب الامن في الخارج ولم نتمكن من الوقوف بوجه العدو في خارج الحدود فان ذلك سيقود الى زعزعة الامن الداخلي ايضا.

ورأی قائد الثورة الإسلامية المعظم أن الامر الضروري لاحباط مفعول التهدیدات العسکریة یتمثل في الاقتدار المتزاید للقوات المسلحة وقال: ان بعض التصریحات اطلقت خلال السنوات الماضیة احیانا من قبل بعض المسؤولین من ان زوال التهدیدات العسکریة والحرب تم علی اثر اتخاذ الاجراء الفلاني، بید ان هذا الکلام غیر صحیح، لان العامل الوحید لازالة التهدید العسکري تمثل وسیتثمل في 'الاقتدار الدفاعي والعسکري' و 'بث الرعب والخوف لدی العدو'.

واشار سماحته الى بعض التصريحات التي تذهب الى ان تقدم بعض الدول كان رهنا بالتخلي عن مؤسساتها العسكرية وقال: ان من الصعوبة بمكان التصديق بان هذه التصريحان صدرت من قبل من نسبت اليهم ولكن ان صح صدور هذا الكلام عنهم فانهم مخطئون.

وقال سماحته ان الدول التي يقال انها تخلت عن مؤسستها العسكرية، لم يكن باختيار منهم بل فرض عليهم ذلك بعد ان خرجوا مهزومين من الحرب العالمية.

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم ان اي انسان عاقل لا يتخلى عن قدراته الدفاعية ومن هنا ينبغي العمل على تعزيز القدرات الردعية للبلاد يوما بعد يوم.

واعتبر سماحته، "الايمان" بانه العنصر الاساس لارساء دعائم القدرة الردعية للبلاد وقال: ان معنى الحرب غير المتكافئة يكمن في ان الطرف المقابل ورغم امتلاكه الوسائل والمعدات الحديثة يفتقر الى عنصر الايمان.

وتابع سماحته: ان الانموذج البارز للحرب غير المتكافئة تجلى في العراق عندما تمكن الحشد الشعبي بايمانه العالي وبرغم افتقاره للاجهزة العسكرية المتطورة من تحرير مناطق عجز الجيش الاميركي وحلفاؤه عن السيطرة عليها طيلة فترة تواجدهم في العراق.

وتطرق سماحته ايضا الى موضوع "تحريف اجزاء القدرة الناعمة للنظام الاسلامي" وقال: الى جانب التصريحات الخاطئة حول القدرة الردعية للبلاد تجري بعض المغالطات والتشويه لمفاهيم الثورة ما يعد خطرها اكبر من التصريحات الخاطئة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الغاء مفهوم "الاستقلال" ومساواته مع العزلة بانه واحد من هذه التشويهات وقال" ان الهدف الرئيس من الغاء الاستقلال هو السير على النهج الذي ترسمه القوى السلطوية وللاسف ان البعض من حيث يعلم او لا يعلم يقوم بتكرار هذه القضية.

واعتبر سماحته "الاستقلال والثقافة والمعتقدات" بانها اساس هوية اي شعب وقال متسائلا: لاي سبب يجب ان نتنازل عن هويتنا الحقيقية وان نسير على النهج الخاطئ والشائن للغربيين؟.

وقال سماحته ان قضية "المثلية" تعد من القضايا التي تتعارض مع المصلحة ومع خلق الانسان واضاف: ان الدعاية العالمية تثير الاجواء بشكل تجعل الذي ينكر المثلية يشعر بالعزلة ومن هذا المنطلق يبادر بعض الساسة الغربيين ومن اجل كسب اصوات الجمهور الى تأييد مثل هذه الافكار الخاطئة.

وتابع سماحته: ان نتيجة غياب الاستقلال الذي يؤكد عليه الغربيون هو الانزلاق الى مثل هذا الوضع، والان هل علينا التخلي عن الفكر الالهي والاسلام النير واتباع مثل هذا الفكر المخزي؟.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى تحريف اخر لاجزاء القدرة الناعمة للنظام الاسلامي والمتمثل بـ"مساواة المثالية مع اللاعقلانية" وقال: ان المثالية والمبدئية هي عين العقلانية لان الشعب الذي يفقد مبادءه سيكون على غرار وضع المجتمعات الغربية الخاوية من الداخل.

واكد سماحته: ان المبادئ هي التي تحفز الشعوب على التقدم والتحرك، فكلما كانت المبادئ ارفع واكثر نورانية كانت الحركة اكثر صوابية.

ولفت سماحته الى تحريف آخر لاجزاء القدرة الناعمة للنظام الاسلامي، وقال: ان احد عناصر القدرة الناعمة للجمهورية الاسلامية الايرانية هي "عدم الثقة اطلاقا بالقوى السلطوية في العالم" والتي تتجلى اليوم في اميركا.

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على ضرورة تكريس عدم الثقة اطلاقا باميركا، وقال: للاسف ان البعض لا يبدي استعداده لقبول عدم الثقة باميركا رغم انه يقول ان اميركا عدوة ولكن لا تجد الشعور الواقعي لعدم الثقة باميركا في وجودهم.

واوضح سماحته: عندما يشعر الانسان بالعداء وعدم الثقة الحقيقية بالطرف الاخر، فانه لن يثق بتعهداته وتصريحاته ابدا عندما يجلس معه على طاولة الحوار.

واعتبر سماحته عدم الثقة ابدا باميركا بانه نتيجة عقلانية للفكر والتجربة، وقال: لقد رأينا قضية عداء اميركا طيلة السنين بعد انتصار الثورة وفي القضايا الاخيرة التي شهدتها المفاوضات النووية وفي غيرها من القضايا الاخرى.

وتطرق سماحته الى انموذج تاريخي وقال: في قضية الثورة الدستورية في ايران عندما تم الوثوق بالانجليز والتوجه الى سفارتهم، تلقينا ضربة قاصمة اعادت البلاد الى الوراء 75 سنة.

وخاطب قائد الثورة بعض دول المنطقة بالقول: ان لم تتحلوا باليقظة وانطلت عليكم احابيل اميركا وانخدعتم بابتساماتهم، فانكم قد تواجهون نفس المصير وتتراجعون الى الوراء 50 او حتى 100 سنة.

واكد سماحته: لو فتحنا الطريق اليوم للحوار مع الاميركان ووساوسهم في مختلف المجالات فان ذلك سيمهد الارضية لتغلغلهم سرا وعلانية فضلا عن اننا لن نتمكن من تحقيق التقدم للبلاد ابدا وسنبقى رهن التخلف.

واكد سماحة آية الله الخامنئي ضرورة ان يتحلى المسؤولون باليقظة والحذر حيال محاولات تغلغل العدو، وقال: ان الاميركيين يصرون على الحوار معهم حول قضايا منطقة غرب آسيا ولاسيما سوريا والعراق ولبنان واليمن، فما هي الاهداف الحقيقية وراء دعواتهم للجلوس عند طاولة الحوار معهم؟ فهم ليس لديهم هدف سوى الحؤول دون تواجد الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة باعتبارها العامل الاساس لاخفاقات اميركا.

واشار سماحته الى حيل الاميركان ومكرهم في الحوار وعدائهم الصارخ والذي تجلى في المفاوضات النووية وقال: ان العقلانية تقضي بان لا نثق اطلاقا بمن يعلنون عداءهم لنا.

واشار سماحته الی بعض التصریحات التي تتحدث عن اجراء مفاوضات مع امریکا فیما یخص قضایا المنطقة مؤکداً: ان المفاوضات مع امریکا لا تجدي نفعا فحسب بل تنطوي علی ضرر ایضا، وهذا الموضوع ابلغ لکبار المسؤولین مرفقا بالاستدلال، ولم یکن لدیهم جوابا في رفضه.

وشدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ان التفاوض لن يحد من العداء بل سيفتح الطريق أمام التغلغل، واشار سماحته الى الامن المستتب في البلاد وقال: ان العدو يبذل قصارى جهده لزعزعة الامن في البلاد ومن هنا يتعين على جميع المؤسسات العسكرية والاجهزة التابعة لها ان يصونوا هذا الامن باعتباره مكسبا مهما في عالمنا المعاصر الذي يفتقر للامن.

ولفت سماحته الى انه الى جانب اهمية أمن البيئة المعيشية فان الامن الثقافي والفكري يحظى باهمية بالغة جدا مؤكدا: يجب ان يمارس الحرس الثوري دوره الخلاق في جميع هذه المجالات.

ثم تابع سماحة القائد العام للقوات المسلحة كلمته ببيان بعض التوصيات لحراس الثورة الإسلامية، واعتبر أن "الايمان والروح الثورية والجهادية" هي محور جميع قدرات الحرس الثوري وقال: لا ينبغي اضعاف الروح الثورية بالتعلق بالدنيا والخوض في سباق البذخ والاسراف.

واوصى سماحته بضرورة "ربط الاجيال الصاعدة للحرس الثوري بمفاهيم الثورة" وايلاء الاهمية لقضية "التعليم والتأهيل".

ووصف سماحته "التعبئة الشعبية" بانها "طاقة وطنية"، معربا عن ارتياحه للنشاطات الجمة لهذه المنظمة الشعبية مؤكدا ضرورة تكريس نشاطاتها.

واشار سماحته الى "الدور المثالي للشعب الايراني في التطورات العالمية" وقال: لو استطاع المسؤولون والشعب تحقيق الاقتصاد المقاوم بمعناه الحقيقي وتخليص البلاد من الهيمنة المالية والنقدية للعدو وكسر قيمة وهيمنة الدولار على الحياة الاقتصادية فانهم سينقذون سائر البلدان أيضاً وسيتحولون الى نبراس لها.

وعزا قائد الثورة الإسلامية المعظم غضب الاعداء على الشعب الايراني الى هذه الخصوصية الملهمة للجمهورية الاسلامية وقال: ان حركة الشعب الايراني ورغم الضغوط الكبيرة والحظر والتهديدات تزداد شفافية وشجاعة وان شجرة الثورة الطاهرة والمباركة تترسخ اكثر فاكثر يوما بعد يوم.

واشار سماحته الى مساعي الاجهزة الدعائية التي تخضع لهيمنة الصهيونية للتغطية على هذه الحقائق الوضاءة وعلى الترحيب الشعبي بالمسؤولين الايرانيين خلال زياراتهم الخارجية ما هو الا دليل آخر على تحول الشعب الايراني الى اسوة يحتذى بها وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مازالت في اول الطريق لنيل الاهداف والمبادئ السامية ولكن هذا القدر من الحركة والتمسك بالاستقلال والصمود والعزم الراسخ قد نفذ في قلوب الشعوب.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على ضرورة مواصلة هذا الطريق النير باقتدار وجهوزية مادية ومعنوية متزايدة وقال: ان القرآن علمنا ان نطلب العون من الله وان نصمد بوجه الاعداء.

واعتبر سماحته أن النصر على الأعداء مرهون بالدوافع الخيرة والإيمان والعزم الراسخ والعقلانية والتدبير، وأضاف: حتى لو حاصرونا فسوف ننتصر عليهم ونمرغ أنوفهم بالتراب.

وأعرب سماحته عن تفاؤله بالمستقبل وأنّ الله تعالى سيوفق الشعب الإيراني بحيث سيصبح الغد أفضل من اليوم.

وقبل كلمة سماحته ألقى ممثل قائد الثورة في الحرس الثوري، سماحة الشيخ سعيدي كلمة اشار فيها الى ان قوات حرس الثورة الإسلامية سخرت جميع قابلياتها لتنفيذ مهامها والحفاظ على راية الثورة الإسلامية مرفوعة لكون هذه الثورة ستبني حضارة عظيمة.

بدوره عرض قائد قوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري تقريراً عن نشاطات الحرس الثوري والمهمة التي تتكفل بها قوات حرس الثورة في الحفاظ على مكاسب الثورة الإسلامية وتوسيع قدراتها في العالم الإسلامي ومد يد العون لتحقيق أهداف الثورة الإسلامية والتصدي لكافة مظاهر حياة الإسراف والبذخ والفساد والتمييز الطبقي والعمالة.

وأوضح ان البنية الأساسية لتنمية قابلية الردع لدى حرس الثورة تكمن في العمل على تحقيق الرقي المعنوي والحفاظ على الروح الثورية في مختلف المجالات.

وأكد اللواء جعفري على تصدي الحرس الثوري لكافة المحاولات الأميركية الخبيثة للتغلغل في إيران والاطاحة بنظامها الإسلامي، مؤكدا أن الحرس الثوري سيجتث جذور تلك الشجرة الخبيثة التي تسعى إلى تمرير السياسة الأميركية في بلدنا.

 

700 /