موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم لدى استقباله الآلاف من أبناء مدينة قم المقدسة:

المسؤولية الأهم للمسؤولين والشعب هي تقوية عناصر الإقتدار الوطني

 

اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم الأحد (2017/01/08) الآلاف من أبناء مدينة قم المقدسة، "الايمان والمعرفة الدينية" و"القدرة العلمية" و"الاقتصاد المقاوم" و"حفظ العزة الوطنية"؛ بانها تشكل العناصر الاربعة لاقتدار البلاد والشعب الايراني واكد المسؤولية المهمة الملقاة على عاتق المسؤولين وكبار المدراء في البلاد والجامعيين والحوزويين والمثقفين والناشطين السياسيين والثقافيين لتعزيز عناصر الاقتدار هذه واضاف سماحته:ان الدرس الاهم لانتفاضة (9 يناير) لأبناء مدينة قم المقدسة هو معرفة العدو وأسلوب وإتجاه العداء واتخاذ الاجراء تجاهه في الوقت المناسب وبدقة.

وخلال هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة الذكرى الـ39 للإنتفاضة التاريخية لأبناء مدينة قم في التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 1978، اعتبرسماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم، الميزة الاهم لهذه الانتفاضة هي "حاجة اللحظة" و"اتخاذ الاجراء في الوقت المناسب من جانب اهالي قم" واضاف: لهذا السبب فقد تركت انتفاضة اهالي قم تأثيرها ووفرت الارضية للتحركات التي تلتها وبالتالي انتصار الثورة الاسلامية.

وأشار سماحة آبة الله الخامنئي إلى أن لكل فريضة وقتها المخصص وأن وقت الفضيلة "أول الوقت" هو الأفضل لأدائها واضاف: التأخير في أداء الفريضة أو أدائها بعد فوات وقتها، ستكون أشبه بعمل التوابين بعد نهضة عاشوراء حيث جاءت متأخرة وعديمة الفائدة.  

وأعتبر سماحته الثورة الإسلامية "النهضة الكبرى للشعب الإيراني" من أجل التحرر من "التبعية"و "التخلف" واضاف: دون شك فإن هذه النهضة ستواجه معارضة المنتفعين من تبعية وتخلف الشعب الإيراني.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى بعض الاراء القائلة بـ"اختلاق الاعداء في الثورة الاسلامية" واضاف: ان الثورة الاسلامية والشعب الايراني لا يسعيان ابدا لاختلاق العدو بل ان قوى الغطرسة التي كانت قد استحلت ايران وتم طردها (من البلاد بعد انتصار الثورة) وتكمن مصالحها في تبعية البلاد وتخلفها، تعتبر اليوم "العدو الدموي للشعب الايراني".

واكد سماحة أیة الله الخامنئي بآن الشرط الآساس لازالة هذا العداء هو "تيئيس الاعداء" واضاف: ان العداوات للنظام الاسلامي والشعب الايراني قائمة وبالمقابل فان اهم مسؤولية هي "معرفة العدو واهدافه والصمود امامه".

وطرح سماحته السؤال التالي وهو انه "من هو العدو؟" واضاف: ان الاعداء الاساسيين لايران المستقلة والماضية الى الامام قدما هي "آميركا وبريطانيا وقوى المال الدولية والصهاينة."

واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: طبعاً هنالك اضافة الى الاعداء الخارجيين "أعداء الداخل" وهم عبارة عن "مظاهر اللامبالاة والياس والخمول والتقاعس والسياسات الخاطئة والسلوكيات السيئة والاختلافات وقصر النظر".

وأكد سماحته: إذا تكاسلنا ولم نتصرف في الوقت المناسب، وأخطأنا في تعيين العدو واتخذنا من الأخ عدواً بدلاً من "الشيطان الأكبر الحقيقي"، حينها سوف نتلقى الضربة.

واكد سماحته بان وجود اعداء خارجيين هو حقيقة دامغة وليس شعارا، وقال: حينما ينصح وزير الخارجية الاميركي جون كيري "دمث الخلق" ظاهريا، في رسالته الوداعية، الحكومة الاميركية القادمة بالقول"مارسموا اقصى ما يمكن من الصرامة تجاه ايران وحافظوا على اجراءات الحظر ضدها، لأنه بالتعامل الصارم مع ايران يمكن انتزاع التنازلات منها"، أليس هذا عدوا؟  نعم، انه عدو، لكنه عدو مبتسم، ولا فرق في سلوك هذا العدو المبتسم مع ذلك العدو الذي يعتبر ايران "محور الشر".

وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: أن يُقال أن "العدو" هو مجرد شعار أو "اختلاق للأعداء" فهذا كلام عار عن الصحة، وإذا فتحنا أعيننا فإننا سوف نرى الأعداء.

وحول عداء "البريطانيين" قال سماحته: ان بريطانيا، الاستعمار العجوز المتهالك، قد جاءت مرة اخرى الى الخليج الفارسي وتعتزم توفير مصالحها عبر استغلال دول المنطقة ولهذا السبب فانها تدعي بان ايران تشكل تهديدا في الوقت الذي  تُعتبر هي نفسها "تهديداحقيقياً".

واوضح سماحته: كما أن المحافل البريطانية تخطط لدول المنطقة وايران، وان احد اهدافها هو "تقسيم العراق وسوريا واليمن وليبيا" ولها نفس النية تجاه ايران لكنها لا تتحدث به جهارا نظرا لخوفها الشديد من الرأي العام الايراني.

واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان البريطانيين يخططون حسب زعمهم لفرض القيود والحظر لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي وكذلك تدريب وتسليح الافراد المحليين في المنطقة ومنها ايران لاطلاقهم لمواجهة النظام الاسلامي والشعب الايراني.

وبعد ذكره نماذج عينية من اجراءات بريطانيا العدائية ضد ايران تساءل سماحته قائلا: ألا تعتبر هذه عدوا؟ هل يمكن العثور على عدو أخبت من هذا العدو؟ لذا من الضروري معرفة العدو وأساليب عدائه.

وأكد سماحته بأن على جميع أبناء الشعب سواء المسؤولين والشباب والعمالوالجامعيين معرفة العدو وأهدافه، وأضاف: الهدف الرئيسي للعدو هو الشعب الإيراني والنظام الإسلامي وإذا أظهروا العداء بعض الأحيان مع بعض الأشخاص أو بعض الأجهزة والمؤسسات، فذلك بسبب تصدي أولئك الأشخاص وتلك المؤسسات لهم، والعدو يريد إزالة هؤلاء الأشخاص والمؤسسات عن طريقه.   

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم بأن المسؤولية الأهم للجامعيين والحوزويين والناشطين السياسيين والثقافيين في مثل هذه الظروف هي "رفع مستوى اقتدار البلاد والتحصين عبر تقوية عناصر الاقتدار الوطني" وأضاف: من أهم عناصر الإقتدار وحركة البلاد "الإيمان الديني الذي يتمتع به الشعب خاصة الشباب"، لأنه خلال المئة وأربعين عاماً المنصرمة، كان "الإيمان الديني" هو العنصر الأساسي لكل حركة صانعة للتيار والمؤثرة في البلاد.

واشار سماحته للدور الفريد لـ"الإيمان الديني" خلال "نهضة الخامس عشر من خرداد (5/6/1963) " و"إنتصار الثورة الإسلامية" و "فترة الدفاع المقّدس" والقضايا الأخرى في الأعوام الأخيرة وأضاف: تبذل اليوم جهود واسعة من اجل تضعيف أو القضاء على الإيمان الديني لدى الشعب وخاصة الشباب، ولكن يجب المحافظة على عنصر الإقتدار هذا وتقويته.   

وأعتبر سماحته أن الشرط في تأثير الإيمان الديني أن يترافق مع "المعرفة الدينية" وأضاف: المعرفة الدينية تعني حضور الدين في المجتمع، السياسة، الإقتصاد وإدارة البلاد وبتعبير آخر نفس ما قاله المرحوم السيد المدرّس: «ديانتنا عين سياستنا وسياستنا عين ديانتنا».

وأشار سماحته للبرامج والخطط التي تضعها هيئات التخطيط الأمريكية والبريطانية لمواجهة "الدين السياسي" و "فصل الدين عن السياسة" قال سماحته: "إنهم يسعون لجعل الدين حبيس المسجد والبيوت وداخل الأفراد" ولكن لا "الدين يترافق بالعمل في المجالات الاقتصادية والسياسية وعدم الانصياع لإملاءات الأعداء".

وأكد سماحته: العدو يهاب من ذلك الدين الذي يمتلك دولة، وسلطة، وسياسة، وجيشاً، واقتصاداً، ونظاماً مالياً، وتشكيلات إدارية متنوعة، لذلك فإن المعرفة الدينية الصحيحة هي عدم إنفصال الدين عن الحياة والسياسة.

واعتبر سماحته "القدرة العلمية" عنصر الإقتدار الثاني في البلاد وأضاف: على الرغم من الممارسات الخبيثة التي يقوم بها بعض العناصر العميلة لزرع بذور اليأس لدى الشباب وترحيلهم عن البلاد، لكن شبابنا المؤمنين والثوريين ثابتون ويواصلون حركتهم العلمية وقد تجلى أحد الأمثلة على ذلك خلال لقاء النخبة التعبويون والحائزون على الميداليات العلمية في جامعة شريف الصناعية قبل بضعة أيام.  

وأكد سماحة آية الله الخامنئي: أحد سبل تقوية مقاومة البلاد، مواصلة الحركة العلمية، التي لا ينبغي أن تتوقف ولا أن تتباطأ سرعتها.

وأكد سماحته بأن "الإقتصاد المقاوم" يمثل العنصر الثالث لإقتدار البلاد وأضاف: يجب أن لا يعاني الشعب من مشاكل إقتصادية متنوعة كالبطالة والجمود ويكتفي المسؤولون بالكلام فقط لأن الهدف الرئيسي من فرض الحظر، إيجاد المشاكل الإقتصادية والضغط على الشعب وفصلهم عن النظام وحتى في رفعهم للحظر يتصرفون بطريقة لكي تبقى فيها المشاكل.   

وأضاف سماحته: الوسيلة المضادة لمخطط العدو هذا، هو "الإقتصاد المقاوم" الذي ذكرناه مرات عديدة.

وأكد سماحته في هذا المجال: إن البلد الذي يتمتع باقتصاد قوي، ستصبح عملته ذات قيمة، ويكون لمسؤوليه ولشعبه كرامتهم واعتبارهم.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أهمية "التخلص من الاعتماد على عائدات النفط" لأجل تحصين الاقتصاد وذلك لأن قيمة النفط أشبه ما تكون بأداة في أيدي الآخرين لممارسة الضغوط على الدول.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن العنصر الرابع للإقتدار الوطني يتمثل في"صيانة العزة الوطنية" وأضاف: العزة الوطنية تعني صيانة عزة البلاد والشعب في المفاوضات الدولية والمراودات الدبلوماسية وعدم الرضوخ لمنطق القوة والتعسّف.  

وفي معرض تلخيصه لهذا الجانب من كلمته، أوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم: إذا ما عرفنا عناصر الإقتدار الوطني هذه وقمنا بتقويتها وامتلكنا الوعي بإهداف واساليب العدو، سنتمكن من المقاومة والبرمجة والتخطيط قبال مخططات العدو. وفي حال جهلنا لهذه العناصر وفقداننا للبصيرة، ربما سنساعد العدو أيضاً ونستهدف الصديق ونضرب مواقعنا بدلاً من العدو.  

واشار سماحته لجهود العدو للقضاء على عوامل الإقتدار الوطني، وقال: القضاء على "الإيمان، الحياء والعفاف، والقضاء على الالتزام بالمباني الدينية، وزعزعة العقيدة الراسخة بحاكمية الدين، والمساس بالعزة الوطنية، وإيقاف المسيرة العلمية" و"إضعاف الأجهزة والمراكز التي تجسّد اقتدار البلد والشعب" من برامج العدو التي يجب التصدي لها.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم "التهجم على الحرس الثوري، قوات التعبئة ومجلس صيانة الدستور" أنه في إطار خطط الأعداء لإضعاف أجهزة ومؤسسات الدولة والتي تشكل مظهر قوتها وقدرتها« وآضاف: إنني لا أعير أهمية لهذه السجالات الأخيرة التي نشبت بين رؤساء سلطتين، فإنها لا تعتبر من الأمور الهامة، وستنتهي بحول الله وقوته، وليست بالشيء الذي يُذكر، وإنما العدو يريد تهويلها.

وأكد سماحته: أنا دائماً دافعت وسأدافع عن الحكومات، مجلس الشورى الإسلامي والسلطة القضائية ولكن يجب النظر إلى ماذا يسعى العدو والحؤول دون وصوله إلى هذه الأهداف.

وأضاف سماحته: أهم أهداف البلاد اليوم هي امتلاك "جهاز أمني قوي"، "جيش شعبي قوي"، "حركة شعبية عظيمة تحت مسمى التعبئة"، "علماء الدين العارفون لزمانهم والمتواجدون في الميدان"، "سلطة قضائية قوية وكاملة" و"حكومة شجاعة وصاحبة خطط دقيقة"، وذلك لأنه من خلال تحقيق هذه الأهداف فإن حركة الشعب الإيراني سوف تكون حركة ناجحة، وينبغي العمل على حفظ ما هو موجود من هذه الأهداف والعمل على تأمين الغير موجود منها.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى حالات النمو والنشاطات العلمية والثقافية الكثيرة والشاملة للشباب المؤمن والثوري في البلاد، وقال: إن أفضل الحائزين على الميداليات العلمية في البلاد اليوم هم الشباب التعبوي والنخبوي والأذكياء وكذلك الأساتذة ممن يحملون فكراً ومحفزاً وعزماً ثورياً في مجالات العلم والثقافة أو الفن أو السياسة. وواجننا نحن المسؤلون دعم هؤلاء الشباب الذين يحملون دوافع وهمم عالية، بكل ما أوتينا من قوة ومقدرة.

وأشار سماحته إلى معرفة العدو الخاطئة للشعب الإيراني، واعتبر"فتنة 2009" نموذجاً لأخطاء حسابات العدو وأضاف: في عام 2009 أجّج العدو نيران الفتنة وأوصل الأمور حسب مزاعمه إلى حدّ خطير وحساس ودقيق للغاية، وفجأة اندلعت مسيرة التاسع من دي(30/12/2009) والتي كانت من جنس حركة التاسع عشر من دي1356(9/1/1978)، وأبهرت الجميع.

وجدد قائد الثورة الإسلامية المعظم تأكيده على مسؤولية جميع الشرائح النشيطة في البلد في "حفظ وتقوية عوامل الإقتدار الوطني" واكد سماحته: حتى الذين لا يحملون التزاماً وانشداداً للدين والشريعة ولكنهم يحبون إيران ولم يكونوا من الخائنين ومن الأعداء الذين يتقمّصون لباس الأصدقاء، عليهم أن يعلموا أن "الهجوم على الإيمان الإسلامي لدى الشباب"، "خيانة لإيران والبلد".

وفي ختام كلمته، اعتبر سماحته الدرس الذي نستلهمه اليوم من حادثة التاسع عشر من دي، هو "معرفة العدو، والاطلاع على أساليب وتوجهات عمله، ومواجهته في الوقت المناسب وبكل الوسائل المتاحة"، وأضاف: لو عملنا بهذا الدرس، فإن أعداءنا العالميين الألدّاء لا يستطيعون ارتكاب أية حماقة في مواجة الشعب الإيراني.

 

700 /