موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله الآلاف من أهالي مدينة قم:

أميركا لن ترتكب أي حماقة لو أزال المسؤولون نقاط الضعف

أشاد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال لقائه صباح اليوم (الثلاثاء:2018/01/09) الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي المدينة ضد النظام الملكي البائد في 19 دي (9 كانون الثاني/ يناير عام 1978)، بالتحرك العظيم والحماسي والمنسجم وفي الوقت المناسب للشعب الإيراني في الأيام الأخيرة، وتحدّث سماحته بالتفصيل عن الأبعاد والمستويات المختلفة لمؤامرة الأعداء من أجل إستغلال المطاليب المحقة للشعب، وفي كلمة هامة خاطب سماحته الأميركيين ومسؤولي البلاد والشعب مؤكداً: إن صمود الشعب والمعركة بين "الشعب وأعداء الشعب" و"إيران وأعداء إيران" و"الإسلام وأعداء الإسلام" سوف تستمر كما في العقود الأربعة الماضية، ولكن أحقاد العدو يجب أن لا تجعل المسؤولين يغفلون عن نقاط الضعف ومشاكل الشعب ولا سيما الطبقات الضعيفة.

وفي بداية كلمته حيّا سماحته إنتفاضة التاسع من كانون الثاني عام 1978 لأهالي قم الشجعان والمفعمين بالدوافع والأمل وفي الصراط المستقيم للثورة وقال: لقد شارك أهالي قم هذا العام كما في الأعوام السابقة في مسيرات الثلاثين من كانون الأول ولكن حينما وقعت الأحداث الأخيرة فإنهم خلقوا تلك الحركة العظيمة بعد أربعة أيام يعني في الثالث من كانون الثاني.

وأكد سماحته بأن كلمة الشعب الإيراني وخاصة الشباب على مدى الأربعين عاماً الماضية، كانت "الصمود بوجه البلطجة وعدم الإنصياع للقوى العالمية" وأضاف: الشعب الإيراني يتابع أهدافه السامية بنفس المنطق ولكن بحماس ودوافع وتجربة أكثر مما مضى والشباب الثوري في البلاد أكثر عدداً من بداية الثورة.

ووصف سماحته أحداث الأيام الأخيرة أنها دليلا واضحا على هذه الروح التي يتمتع بها الشعب الإيراني وقال: منذ الثلاثين من كانون الأول وحينما إنطلقت مشاهد الألعاب النارية والأعمال الشيطانية، بدأ الشعب الإيراني حركته في جميع أنحاء البلاد، ولكن عندما رأوا أن مرتزقة العدو لا يرتدعون،إاستمرت التظاهرات تباعاً في الأيام التالية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: إن هذه التتظاهرات ليست أحداث عادية وهذه الحركة العظيمة والمنسجمة والشعبية وبمثل هذا النظام والبصيرة والحماس ضد مؤامرات العدو هي فريدة من نوعها في جميع أنحاء العالم>

وقال سماحة آية الله الخامنئي في وصفه للحركة المستمرة للشعب:هذه معركة "الشعب مقابل أعداء الشعب" ومعركة " إيران ضد أعداء إيران " ومعركة "الإسلام ضد أعداء الإسلام" ستستمر من الآن فصاعدا .

وأكد سماحته: بالطبع ان هذه المعركة والصمود والمقاومة لم تصرف أذهان الشعب عن الجوانب الاخرى للحياة مثل التقدم العلمي وتوفير الامن والسلام.

واعتبر سماحة آية الله خامنئي أن "الثورة الإسلامية" هي السبب وراء كل الأعمال العدائية والمؤامرات ضد الشعب الإيراني مؤكداً: أن كل التحركات غير المجدية للعدو خلال الأربعين عاماً الماضية، هي في الواقع هجوم مضاد ضد الثورة، لأن الثورة اقتلعت جذور التواجد السياسي للعدو .

وقال سماحته:هذه المرة أيضا سيقف الشعب الإيراني صامداً كالسد الوطني الحصين وبكامل قوته ليقول لأميركا وبريطانيا والقابعين في لندن أنكم لم تنجحو ولن تنجحو بعد ذلك.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى إنفاق مليارات الدولارات وإلى السنوات من بناء الشبكات وتربية المرتزقة من قبل أعداء الشعب الإيراني لخلق المشاكل داخل البلاد وأضاف: المسؤولون الأميركيون الحاليون والواضح سذاجتهم في المسائل السياسية، فضحوا أنفسهم هذه المرة، واعترفوا ببناء الشبكات وتربية المرتزقة ودفعت نفقات هذا المخطط عن طريق نهب الحكومات العميلة في الخليج الفارسي لعلهم يتمكنوا من إعادة تدوير القمامة الهاربة من إيران وإعادتها إلى الساحة مرة أخرى.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى قيام الأعداء في السنوات الأخيرة بإطلاق الآلاف من شبكات الفضاء الإفتراضي والقنوات التلفزيونية، وخلق فرق الإغتيال والتفجير وزجهم إلى داخل الحدود، والقصف الواسع للشعب بالأكاذيب والقذف والشائعات، مؤكداً: كل هذه الجهود تمت ربما لكي يتمكنوا من تغيير عقلية هذا الشعب وأفكاره ولا سيما الشباب، لكن نتائجه كانت الشهيد العزيز حججي وسائر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن الثورة.

وأضاف سماحته: إن الأعداء ومن أجل التسلل إلى بعض المؤسسات، قاموا بإغراء بعض الأفراد، كما دخلوا بشكل مباشر إلى ساحة المواجهة حيث شهد الجميع تدخل المسؤولين الأمريكيين خلال الأيام القليلة الماضية، لكنهم رغم كل ذلك لم ينجحوا وفشلوا.

وأعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم عن امتنانه الصادق للشعب الإيراني وقال: أشكر هذه الشعب ليس لمرة واحدة، بل آلاف المرات، فإن الشعب الإيراني هو حقاً شعباً رشيداً وناضجاً وذو بصيرة ثاقبة ومخلصاً وحكيماً وعارفاً بالأوقات المناسبة ويعرف متى يتحرك .

وأكد سماحة آية الله الخامنئي: إن الأعداء يتلقون هذه الرسائل وعلى الرغم من أنهم لا يعترفون بها في دعاياتهم ويصورون مئات من مثيري الشغب بالآلاف، وحركة الشعب المليونية كمجموعة صغيرة، لكن أرباب السياسة يدركون هذه الحركة ورسائلها.

وأضاف سماحته: إن الشعب الإيراني وبهذه الحركة العظيمة فقد قام بوظيفته وزرع الرعب في قلوب صناع قرار العدو، وبلغ الققم ببصيرته ودوافعه.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى التحليلات المتنوعة التي صدرت في الأيام الماضية من قبل الأفراد والأحزاب في الصحف وعلى شبكات الفضاء الإفتراضي وقال: كان لكل هذه التحليلات نقطة مشتركة صحيحة، وهي أنه كان ينبغي أن يكون هناك تمييز بين المطاليب الصادقة والمشروعة للشعب، والتحركات الوحشية والمدمرة لمجموعة معينة، ويجب متابعة مطاليب ورغبات الشعب.

واكد سماحة آية الله الخامنئي: إن عددا من الاشخاص الذين لا يزالون محرومين من حقهم ويجمعون في مكان ما للاحتجاج، هو موضوع واحد، لكن أن يستغل البعض هذا التجمع لتدنيس القرآن والاسلام ويهينون العلم الايراني ويحرقون المساجد، فتلك قضية اخرى.

وقال سماحته: ان المطالب والاحتجاجات الشعبية طبيعية وكانت على الدوام وجارية حاليا، حيث ان بعض الناس يبدون التذمر من بعض المؤسسات المالية او الاجهزة بسبب مشاكلها، وتصل انباء عن تحشد في مدينة ما امام مؤسسة او مبنى المحافظة او مجلس الشورى، اذ كانت هذه الامور موجودة ولا يعارضها احد وينبغي الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها بقدر الاستطاعة.

واضاف سماحته: ان الجميع يتحملون المسؤولية ولا أقول يجب "عليهم المتابعة" فأنا مسؤول ايضا وعلى الجميع متابعة مطالبة الشعب فهذه الامور لاصلة لها بمن يحرق علم البلاد او استغلال جماعة لتحشد الناس واطلاق شعارات مناهضة للقرآن الكريم والاسلام ونظام الجمهورية الاسلامية.

وتابع سماحته: ان هناك مثلث للاعداء نشط خلال هذه الاحداث ولم يبدأ نشاطاته امس او اليوم وانما حاك مخططاته وفقا لما حصلنا عليه من دلائل معلوماتية والتي برز بعضها في تصريحاتهم وبعضها الآخر بلغتنا عن طرق استخبارية، وقال: ان هذا المثلث يتمثل احد اضلاعه بالمخططات الاميركية والصهيونية التي وضعت منذ اشهر حيث يتم البدء في المدن الصغيرة والتقدم باتجاه العاصمة والضلع الثاني لهذا المثلث يتمثل بالاموال الطائلة التي تمنحها الانظمة المحاذية للخليج الفارسي، حيث ان هذه الممارسات تتطلب نفقات باهضة والتي لايتقبلها الاميركيون والضلع الثالث لهذا المثلث يتمثل بزمرة المنافقين الارهابية.

واضاف سماحته: منذ اشهر كان الاعداء يعدون هذا المخطط وقد اقرت وسائل اعلام المنافقين، خلال هذه الايام، بصلاتهم مع الاميركيين حيث ان هذه الزمرة تقبلت بتقديم خدماتها في تنفيذ هذا المخطط وعقد لقاءات مع هذا الشخص او ذاك وابراز اشخاص ما في الداخل والبحث عنهم وتقديم الدعم لهم لتوجيه دعوات للناس.

واضاف: يقول الرئيس الاميركي ان حكومة ايران تهاب بطش اميركا، "فلو كنا نهابكم كيف استطعنا طردكم من ايران في عقد السبعينات، وها نحن قد طردناكم من المنطقة برمتها في العقد الجاري".

واضاف: ان اميركا تشعر بالسخط للغاية، ليس مني، بل منكم ومن شعب ايران وحكومتها ايضا، وهي ساخطة على الثورة الاسلامية بسبب هزيمتها النكراء امام هذه الثورة العظيمة.

وقال سماحته: ان المسؤولين الاميركيين لجأوا الى التصريحات الجوفاء، حيث يقول رئيسهم ان حكومة ايران تخشى من شعبها. لا ليس كذلك، ان حكومتنا منبثقة عن شعبها وتعمل من اجله، وقد تسلمت زمام الامور بتفويض منه وتعتمد عليه فلماذا انت خائف من الشعب الايراني؟ ولو لم يكن هذا الشعب، فلم تكن هناك حكومة.

واكد انه على المسؤولين الاميركيين ان يفهموا اولا ان اطلاقتهم اخطأت الهدف وربما سيكررون تجربتهم لكن عليهم ان يفهموا ان ممارساتهم ستؤول الى الفشل ايضا كما ان عليهم ان يفهموا ان الاضرار التي لحقت بنا خلال هذه الايام لن تمر دون عقاب. وقال سماحته: ذاك السيد الذي يتربع على رأس السلطة هناك حتى ولو كان شخصاً غير متزنٍ ظاهرياً، ولكن ليعلم أنَّ مسرحياته المجنونة هذه لن تبقى دون رد.

واضاف: ان الشعب الايراني حينما رأى ان العملاء لا يتوقفون عن اعمال الشغب، خرج في تظاهرات شملت جميع المدن الصغيرة والكبيرة في مختلف ارجاء البلاد خلال ايام متتالية.

وأكد سماحة آية الله الخامنئي: نادى البعض بأن روحي فداء لإيران من جهة، ومن جهة أخرى أحرقوا العلم الإيراني! لم يستطع عديمو العقل أن يدركوا أن هذين الأمرين لا ينسجمان، وتساءل سماحته عن هؤلاء المدعين أنّه كم مرة الى الآن وقفوا في مواجهة الأعداء؟. قد وقف في مقابل الأعداء هذا الشاب الثوري. من هم الثلاثمئة ألف شهيد من شهداء الدفاع المقدس؟ لقد كانوا هؤلاء الفتية المؤمنين والثوريين الذين دافعوا عن بلدهم؟ أنتم وفي أي مناسبة ضحيتم في سبيل إيران لكي تقولوا روحي فداء لإيران.

قائد الثورة الإسلامية المعظم أكد أيضاً: ان الذين يعقدون اجتماعات مع الاميركيين سواء كانوا في الخارج او البعض في الداخل وللاسف عليهم ان يفهموا ان هذا النظام يقف بصلابة وسيتغلب على جميع العقبات بفضل الله تعالى.

 

700 /