موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه قادة وكوادر القوة الجوية:

تعرّفوا على الشعب؛ الشعب یشكو اليوم من وجود الفساد والتمییز

إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم الخميس (2018/02/08) جمعاً من قادة وكوادر القوة الجوية ومقر الدفاع الجوي لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك في ذكرى البيعة التاريخية لحشد من كوادر القوة الجوية لمفجر الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني (رض) يوم 8 شباط / فبراير، أي قبل 3 أيام من إنتصار الثورة في 11 شباط عام 1979.

وفي بداية كلمته إعتبر سماحته أنّ الأيام الإلهية والمناسبات المهمة في الثورة الإسلامية تبعث على ثبات وصلابة النّظام وشدد سماحته: بحول الله وقوته ستكون مسيرات الثاني والعشرين من بهمن (١١ شباط) هذا العام أكثر إبهاراً من السنوات السابقة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم حركة الثامن من شباط 1979 وسائر المناسبات الهامة للثورة الإسلامية أنها تفوق كونها ذكرى تبعث على الفخر وقال: كل أيام الله هذه، سواء مناسبات فترة الثورة الإسلامية أو المناسبات الهامة خلال الـ39 عاماً الماضية، تمهد الأرضية لزيادة رصيد الثورة وتبعث على تقوية وتعزيز ركائز الثورة الإسلامية.

وأعتبر سماحته الثورة الإسلامية أنها حقيقة ساطعة وحية مؤكداً أن أسس الثورة الإسلامية هي أكثر قوة وصلابة مما كانت عليه في أيامها الأولى وأضاف: ان ثوريي اليوم هم اكثر ثباتا ووعيا وبصيرة من ثوريي الايام الاولى للثورة وبناء عليه فان الثورة حققت تقدما وتكاملا.

واعتبر سماحته التغيير والتحول والنمو من صفات الثورة الإسلامية كسائر الموجودات الحية، وأضاف: ان الثورة الان على اعتاب دخولها عامها الاربعين قد بقيت راسخة في مبادئها واسسها ولقد ظهرت ثمار جديدة وحديثة من هذه الشجرة العملاقة والمتجذرة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم ان هدف الاعداء الاساس في مواجهة الثورة الاسلامية هو الحيلولة دون ظهور ثمار جديدة واستمرار وثبات الثورة وأضاف: ان المقصود من الاعداء هم الذين سقطت الحكومة العميلة لهم في هذه المنطقة الحساسة بانتصار الثورة الاسلامية، وعلى رأسهم الإدارة الاميركية.

وأشار سماحته الى الاساليب المتنوعة والواسعة للاعداء لمواجهة الثورة الاسلامية ومنها إستخدامهم لأشباه المفكرين والمنظرين المزيّفين والصحفيين والكتّاب المأجورين والمهرجين وجميع إمكانيات الأجواء الافتراضية للتأثير على الشعب، إلا أنه وفي بعض المناسبات مثل 22 بهمن (11شباط) أو المسيرات التي جرت في 2009 تنديدا بالفتنة التي تلت الانتخابات الرئاسية والمسيرات التي جرت أخيراً للتنديد بأعمال الشغب والفوضى، تأتي الجماهير الغفيرة والهادرة كالسيل الى الشوارع حيث تطلق شعاراً واحداً وتقلب جميع حسابات الاعداء.

واوضح سماحة آية الله الخامنئي بأن محاولات أعداء الشعب الايراني تتجاوز الاجراءات في الأجواء الافتراضية واضاف: انهم يستخدمون الحظر ايضا لخلق مشاكل اقتصادية إلا أن هذا الشعب وفي ظل حبه للثورة الاسلامية يأتي الى الشوارع بحشوده الواسعة ما يؤدي للمزيد من صلابة وترسيخ الثورة.

وفي جانب آخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية هذا العام مثالا لحب وتمسك الشعب بالثورة واضاف: هذا العام وبسبب تبجحات بعض المسؤولين الاميركيين وغيرهم، يشعر الشعب ان العدو مترصد لتنفيذ عدائه ولهذا السبب فان مشاركة الشعب ستكون في مسيرات 22 بهمن (11 شباط) لهذا العام أكثر حماسة بحول الله وقوته وسيأتي الجميع.

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بأن سياسات النظام المبدئية نابعة من الثورة الاسلامية ومنها "الاستقلال الاقتصادي والثقافي والسياسي والامني" و"الحرية" و"التقدم المادي والمعنوي الشامل" حيث تحققت منجزات جيدة في بعض المجالات خاصة في العلم والتكنولوجيا.

واعتبر سماحته "العدالة الاجتماعية" من السياسات المبدئية الاخرى للنظام واضاف: ان الهدف من العدالة الاجتماعية هو إزالة الفوارق الطبقية وهنالك بطبيعة الحال قصور وتخلف وإن ما ينبغي ان يتم لم ينجز لغاية الآن ولكن على الجميع أن يعلم بأننا لم نتنازل عن سياساتنا المبدئية وسنتابعها بجدية.

واعتبر سماحته أحد سبل تحقق العدالة الاجتماعية هو مكافحة الظلم والفساد وأضاف: ان مكافحة الظلم والفساد أمر صعب جداً، مؤكداً بان التصدي للظلم والفساد بين المسؤولين الحكوميين يجب ان يكون اكثر قوة وجدية من الحالات الاخرى ويتوجب على جميع المسؤولين والمدراء في البلاد التنبه الى هذه النقطة.

واعتبر سماحته ان الميزة الكبرى للثورة الاسلامية هي طابعها "الشعبي والديني" مؤكدا ضرورة معرفة الشعب والعمل على خدمته واضاف، ان الشعب يتحمل الكثير من المشاكل الا انه لا يتحمل الفساد والتمييز لذا يتوجب على مسؤولي السلطات الثلاث العمل على مكافحة الفساد بصورة جدية.

وفي جانب آخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم"الوقوف بوجه الظلم والفساد على الصعيد الدولي وفضحه"من السياسات المبدئية وقال: ان الحكومة الاميركية اليوم هي الاكثر ظلما وقساوة بين الانظمة في العالم وهي حتى اسوأ من الدواعش المتوحشين. وأشار سماحته إلى ان الاميركيين هم من أسسوا داعش وأن الرئيس الاميركي الحالي نوّه الى ذلك في حملته الانتخابية، وقال سماحته: ان الاميركيين فضلا عن تأسيسهم داعش قد قدّموا الدعم له وربما توّلت مؤسسات وحشية اميركية مثل "بلاك ووتر" مهمة تدريبهم على بعض الاساليب العنيفة والمتوحشة، الا ان الحكومة الاميركية ورغم كل هذه القساوة تزعم في إعلامها الدولي دعم حقوق الانسان والمظلومين وحقوق الحيوانات حيث ينبغي فضحهم عبر تبيين هذه الحقائق.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي، الظلم المستمر منذ 70 عاما بحق الشعب الفلسطيني وكذلك دعم المجازر المرتكبة ضد الشعب اليمني والظلم الممارس بحقهم، من الأمثلة البارزة للظلم من قبل الاميركيين واضاف: ان البنية التحتية لليمن وشعبه المظلوم يتعرضون يومياً للقصف من قبل حلفاء اميركا وبأسلحة اميركية إلا ان الحكومة الاميركية لا تبدي أدنى إحتجاج واهتمام بذلك الا انها وفي منتهى الصلافة تزعم، بعرضها حطام حديد، ارسال الصواريخ من قبل ايران بلا دليل.

وتساءل قائد الثورة، انه وفي ظل الحصار المفروض على الشعب اليمني، كيف يمكن ارسال الصواريخ اليه ؟.

واكد سماحة آية الله الخامنئي قائلا: بطبيعة الحال فانه بناء على تعاليم الاسلام الصريحة يجب الوقوف بوجه الظالم ومساعدة المظلوم.

واشار سماحته الى مثال لدور وصمود الجمهورية الاسلامية الايرانية في قضايا المنطقة قائلا: في قضية المقاومة في منطقة غرب آسيا، كان الاميركيون قد قرروا إجتثاث المقاومة لكننا صمدنا وقلنا بأننا لا نسمح بذلك. لقد ثبت اليوم للعالم كله بأن اميركا أرادت ولم تستطع ونحن أردنا واستطعنا.

وأكّد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أهمية دور الشعب في الثّورة وأضاف: هذه الثّورة ثورة شعبية ويجب أن يكون للناس الأولوية في كافة الخطط والبرامج. يتم تكرار اسم الناس بشكل مستمر، جيّدٌ تأكيد المسؤولين خلال تصريحاتهم على كلمة "الشعب" لكن فليعرفوا الناس. هؤلاء الناس هم الذين يسطّرون ملحمة الثاني والعشرين من بهمن. فلتسمعوا ما يقوله هؤلاء النّاس إذا ما أردتم فهم كلامهم. هؤلاء النّاس هم الذين ينسحبون بمجرد شعورهم بوجود عدد من المخرّبين في الساحة مع أنه لديهم اعتراضات وشكاوى ومن ثم ينزلون إلى الساحات في التاسع من دي ويطلقون شعاراتهم.

وأضاف سماحته: على المسؤولين أن يعرفوا هؤلاء الناس وأن يعملوا من أجلهم، وهذا لا يتنافى مع العمل لله، لأن الله هو الذي أمرنا بأن نعمل للناس وأن نكون خدّاماً لهم. ما يقوله الناس هو اشتكاء من الفساد والتمييز. لقد تحمّل النّاس العديد من المشاكل ومن الطبيعي أن لا يرضوا بالفساد ويشتكوا من التمييز. يجب على مسؤولي القوى الإجرائية والقضائية والدستورية متابعة هذه الشكاوى بشكل جدّي.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الماضي اللامع للقوة الجوية في جهاد الاكتفاء الذاتي وتصنيع المعدات واضاف: ان الشيء الوحيد الذي تمتلكه بعض الدول هو المال الا انها لا حظ لها من الدين والاخلاق والعقل والقدرة والمهارة لكنكم انتم الشباب قادرون بمواهبكم وطاقاتكم الفكرية والابداعية على تصنيع المعدات وتحديث القوة الجوية واعلموا بأن النصر حليفكم.

قبيل كلمة سماحته تحدّث في هذا القاء العميد شاهصفي قائد القوة الجوية في الجيش موضحاً بأن تشكيل وحدة جهاد الإكتفاء الذاتي في القوة الجوية تعتبر من التدابير الإستراتيجية والهامة لسماحة آية الله الخامنئي في عام 1980، وقال: القوة الجوية كان لها حضوراً فاعلاً لمساعدة المتضررين بزلزال محافظة كرمانشاه، وكذلك في دعم المسلمين المظلومين وجبهة المقاومة، ومستعدون لتنفيذ عهدنا بإزالة بقعة العار المتمثلة بالكيان الصهيوني والتيارات التكفيرية من المنطقة.

700 /