موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله الآلاف من أهالي اذربيجان الشرقية:

الأرستقراطية وتجاهل المستضعفين؛ رجعية وتحركات معادية للثورة

 

 

إعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم خلال لقائه الحماسي صباح اليوم (الأحد:2018/02/18) الآلاف من أهالي مدينة تبريز المؤمنين الثوريين، الفهم العميق والثوري للشعب في التمييز بين "الثورة والنظام" و"أداء الاجهزة المختلفة" من الأسباب الرئيسية للتواجد المميز للشعب في مسيرات 22 بهمن (11 شباط/فبراير) هذا العام، حيث تحدث سماحته في هذا اللقاء بكلام هام تناول فيه أربعة محاور هي "الثورة وأدائها الرئيسي" و" باثولوجيا الثورة" و"أولويات المرحلة الراهنة" و"مستقبل الثورة".

 

وفي بداية هذا اللقاء الذي جرى بمناسبة ذكرى انتفاضة أهالي محافظة آذربيجان الشرقية في 18 شباط /فبراير عام 1978، في عهد نظام الشاه البائد، أشار سماحته إلى تزامن هذه الأيام مع ذكرى إستشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، مؤكداً أن المكانة الرفيعة للصديقة الطاهرة بإعتبارها سيدة نساء أهل الجنة يحظى بقبول جميع المسلمين من الشيعة والسنة وأضاف: الدرس الذي تقدّمه سيدة نساء العالمين لجميع المسلمين، هو درس الشجاعة والفداء والمعرفة.

واعتبر سماحته انتفاضة أهالي تبريز في 18 فبراير عام 1978 حدثا مصيريا وتاريخياً، قائلا: لو لم تحدث تلك الانتفاضة لتم نسيان حادثة 9 يناير في مدينة قم ومسيرة البلاد التاريخية، لذلك فإن اهالي تبريز من خلال انتفاضتهم وفهمهم الصحيح تمكنوا من القيام بحركة عظيمة انتهت بـ11 فبراير وانتصار الثورة الاسلامية.

ووصف قائد الثورة الاسلامية المعظم مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، بانها كانت استثنائية واشبه بالمعجزة، معتبرا روعة المسيرات بانها تثبت تمسك الشعب بالثورة الاسلامية والنظام، واضاف: ان مسيرات 22 بهمن (11 شباط) التي جرت في انحاء البلاد كانت في الحقيقة مسيرات استثنائية، اذ انها وبعد مضي 39 عاما على انتصار الثورة تعد اشبه بالمعجزة.

واضاف سماحته: ليس هنالك مثيل لهذا الامر في اي مكان من العالم، اي انه بعد نحو 4 عقود من انتصار الثورة، ياتي الشعب بنفسه الى الساحة ويملأ الشوارع ويطلق الشعارات والهتافات ويثبت وجوده ويدافع عن ثورته، وهو ما لا سابق له في اي من ثورات القرون الاخيرة.

واعتبر سماحته المشاركة الشعبية بحماس وفاعلية اكبر في مسيرات هذا العام بانه يعود لبروز مختلف العداوات من الداخل والخارج ومن ضمن ذلك من جانب اميركا وبعض الجيران السيئين وناكثي العهد واضاف: بطبيعة الحال ان للشعب انتقادات في بعض القضايا الجارية في البلاد. نحن مطلعون تماما على عتابات وشكاواى المواطنين، ولكن عندما يتعلق الامر بالثورة والنظام ياتون هكذا الى الساحة ويتحركون.

واعتبر سماحته التواجد الواعي للشعب بانه يعود لوجود "وعيا ثوريا" و"نضجا سياسيا كاملا" لدى الشعب الايراني بحيث يميزون بين "النظام الثوري للشعب والإمام" و"التشكيلات البيروقراطية"، اي ان ينتقدوا امرا ما ويدافعوا في الوقت ذاته بكل وجودهم عن اساس النظام الذي تبلور بواسطة الثورة، وقال سماحته: ان انتقاد الشعب، ليس فقط تجاه الحكومة ومجلس الشورى الاسلامي والسلطة القضائية بل من الممكن ان يكون لهم انتقاد تجاهي انا شخصيا، الا ان هذا الانتقاد لا يتنافى مع الثبات على حفظ النظام الاسلامي والنظام الثوري اللذين تبلورا بتضحيات هذا الشعب الذي قدم مئات آلاف الشهداء.

وتابع سماحته حديثه بالإشارة إلى السوابق البارزة والثورية لأهالي مدينة تبريز، معتبراً هذا اللقاء أفضل فرصة لبيان بعض الأمور الأساسية بخصوص "الثورة وأدائها الرئيسي" و" باثولوجيا الثورة" و"أولويات المرحلة الراهنة" وأخيراً حول"مستقبل الثورة الإسلامية".

ونوه قائد الثورة الإسلامية المعظم بعظمة الثورة ومحاولات الاعداء لانكار ماقدمته الثورة، معتبرا أهم عمل للثورة الاسلامية هو "تحويل نظام الطاغوت الى نظام ديمقراطي لسيادة الشعب"، قائلا: الديمقراطية وسيادة الشعب أي "الشعب" هو الاساس في كل شىء.

واعتبر سماحته، الانتخابات وصوت الشعب في تحديد القائد ورئيس الجمهورية وباقي المسؤولين ليست جزءا من الديمقراطية فحسب، قائلا: الديمقراطية أي "جعل الشعب صاحب الرأي والقرار في جميع الشؤون" وهذا مقابل استبداد السلاطين والطواغيت خلال قرون ماقبل الثورة.

ونوه سماحته الى الاثار الكبيرة للديمقراطية في اعداد طاقات شعبية، قائلا: خلال مرحلة الطاغوت كانت البلاد عاجزة الى درجة انه كان يأتي الى ايران الاطباء من الهند والفلبين لمعالجة المرضى لكن ايران اليوم تحولت الى قطب الصحة ومن بين الدول الاولى في بعض العلوم الحديثة وهذا كله نتيجة الديمقراطية والاعتماد على الشعب ووجود شعور الثقة بالنفس الوطني.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم عزة وعظمة الشعب الايراني "احدى منجزات الثورة الاسلامية الاخرى"، قائلا: اليوم هناك بلد في المنطقة متخلف رغم انتاجه لـ10 ملايين برميل من النفط يوميا وامتلاكه للكثير من الاموال فلا يتم الحديث عن شعب ذلك البلد، بينما نتيجة للديمقراطية الدينية ان الشعب الايراني في الرؤية العامة لايران فهو شعب بارز ومتقدم.

واضاف سماحته: ان العداء للشعب الايراني هو بسبب وجود تلك الحقيقة وليس لعدائهم لشخصي أنا او لعدد من المسؤولين الايرانيين، وذك لان جميع الاعمال التي تغضبهم هي من ثمار الشعب الايراني العظيم، مؤكدا ان تقدم البلاد هو ثمرة الديمقراطية الدينية.

واشار سماحته الى تأثير الجمهورية الاسلامية الايرانية في القضايا الاقليمية، منوها بتقدم ايران في المجالات الطبية والنووية والنانو والدفاع والمواصلات، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالشباب الايراني المتسعد دائماً.

ونوه قائد الثورة الاسلامية الى ان أبرز الاثار السلبية التي تتعرض لجميع الثورات هي التوقف والعودة الى الاوضاع السابقة، مؤكدا ان جميع الثورات المعروفة في العالم تعرضت تقريباً الى هذه الاثار، واصفا استمرار الشعارات الرئيسية للثورة خلال العقود الاربعة الاخيرة بـ "المنقطة النظير".

واعتبر سماحته الثورة الاسلامية في عام 1979 بداية للتغيير وحركة اصلاحية في المجتمع، قائلا: ان الثورة لم تنتهي في عام 1979 بل بدأت وان هذه الحركة ستستمر بوعي وشمولية اكثر.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم الاعتماد على الطاقات الشعبية هي الطريق الرئيسي لحل مشاكل البلاد الاقتصادية، مؤكدا ضرورة اهتمام المسؤولين بسياسات الاقتصاد المقاوم في الداخل والخارج.

واشار سماحته الى عدم انتفاع البلاد من الاعتماد على الخارج في الاتفاق النووي والمفاوضات النووية، قائلا: شاهدنا نتيجة اعتمادنا على الخارج في قضية الاتفاق النووي واعتمادنا عليهم في المفاوضات النووية لم نحصل على اي منفعة، وبطبيعة الحال فان المسؤولين كان لهم لحسن الحظ موقف جيد تجاه هذه القضية وان وزير الخارجية الذي ينبغي توجيه الشكر له، كان له موقف جيد جدا وقوي تجاه خبث الاميركيين وازدواجية وضبابية الاوروبيين حيث ينبغي مواصلة هذا الطريق.

وقال سماحته: يتوجب الاستفادة من الاجنبي ولكن لا ينبغي الثقة به والاعتماد عليه لانه يسعى عبر مختلف الطرق للهيمنة على مصير البلاد ويجب على جميع المسؤولين جعل هذه القضية في صلب اهتمامهم.

واكد سماحة آية الله الخامنئي، ان عداء الاعداء هو ضد الشعب الايراني واضاف: ان عداء الاميركيين ليس ضدي انا شخصيا او عدد من المسؤولين الحكوميين لان جهود الشعب الايراني تجعلهم يشعرون بالغضب.

واعتبر سماحته تقدم البلاد بانه نتيجة للسيادة الشعبية الدينية واشار الى تسمية العقد الثالث من الثورة باسم "عقد التقدم والعدالة" واضاف: ان التقدم في مختلف المجالات قد تحقق بصورة واقعية بكل معنى الكلمة لكننا نقر باننا تخلفنا في مجال "العدالة".

واكد سماحته ضرورة الاعتذار من الله والشعب بسبب التخلف في مجال العدالة واضاف: سنحقق التقدم ان شاء الله تعالى في هذا المجال ايضا بهمم المسؤولين والرجال والنساء النشطين والمؤمنين.

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى تاثير الجمهورية الاسلامية الايرانية وكونها صاحبة راي يعتد به في قضايا المنطقة، واشار الى منجزات ايران في مختلف المجالات الطبية والنووية والنانو والتكنولوجيا البيئية والدفاعية وطرق المواصلات، مؤكدا ضرورة ايلاء المزيد من الاهتمام بالشباب واتاحة الفرص لهم لابراز طاقاتهم ومواهبهم.

وفي جانب اخر من تصريحاته اشار قائد الثورة الاسلامية الى الظواهر السلبية التي يمكن ان تهدد الثورة واعتبر "الرجعية" بمعنى الضعف والتوقف والعودة الى الاوضاع السابقة واضاف: ان جميع الثورات المعروفة في العالم تقريبا قد اصيبت بهذا الداء بعد اعوام من انطلاقها.

واعتبر سماحته "التحرك نحو الارستقراطية" و"الاعتماد على الطبقات الثرية بدلا عن الاهتمام بالمستضعفين والشرائح الفقيرة" و"الاعتماد على الاجانب بدلا من الاعتماد على الشعب"، امثلة للتحركات الرجعية.

وانتقد سماحة آية الله الخامنئي، من يستنبط سلبا من كلمة "الثورة" واضاف: ان نظام ادارة البلاد ومبادئ الدستور يجب احترامها ولا ينبغي ان يتصور احد امكانية تحقق الثورة بدون وجود النظام.

واكد سماحته انه بفضل الله تعالى فان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت لغاية الان بعيدة عن النظرة الطاغوتية تجاه الشعب وستكون كذلك من الان فصاعدا بجهود الشعب والمسؤولين.

وفي حديثه حول "اولويات البلاد الراهنة" اعتبر قضية "الاقتصاد" امرا مهما جدا واعتبر الاعتماد على الطاقات الكامنة للشعب بانه السبيل الاساس لحل المشاكل الاقتصادية واضاف: ان الاقتصاد المقاوم مثلما قلت مرارا وصادق جميع المسؤولين على سياساته، لا يعني الانغلاق على الداخل لكنه منتج في الداخل وذو رؤية للخارج لذا لا ينبغي ان يقولن احد يجب ان نقيم علاقات مع العالم لان هذه العلاقات قائمة في الاقتصاد المقاوم الا ان الاعتماد والثقة يجب ان يكون على الشعب وليس على الاجانب.

وقال سماحته: ان ازدهار الاقتصاد الداخلي بحاجة الى الصادرات الجيدة والواردات في مستوى الحاجة واستقطاب الاستثمارات الاجنبية الا ان ادارة وتدبير العمل يجب ان يكون بيد المدراء في الداخل وليس بيد الاجانب، واعتبر سماحته الزلزال الاقتصادي والضربة الهائلة جدا التي لحقت ببعض الدول المتقدمة في شرق اسيا قبل نحو عقد من الزمن عبرة كبرى وقال: ان تلك الضربة فرضت الفقر والتعاسة على هذه الدول بين ليلة وضحاها بسبب التبعية للرساميل الاجنبية.

وفي تبيينه للاولويات الاقتصادية اكد سماحته على مسالة فرص العمل والانتاج وقال: بالطبع تم انجاز بعض الاعمال في هذا المجال وهنالك احصائيات قدمت الا ان الامر يتطلب بذل المزيد من العمل والجهد لتحقيق المنشود.

وأكد سماحته ان الاولوية الكاملة في مجال الدفاع هي الاستمرار وتحديث الطرق والادوات والمعدات الضرورية للوقت الراهن والمستقبل، قائلا: من دون شك يجب ان تتحرك البلاد نحو اي شىء بحاجته للدفاع حتى ولو كانت الدنيا معارضة بأكملها.

وانتقد قائد الثورة الإسلامية المعظم، الاعداء الذين يهددون البشرية باسلحتهم بينما يعارضون قدرة ايران الصاروخية، قائلا: ماعلاقتكم بهذا الامر؟ انتم تريدون ان لايملك الشعب الايراني الصواريخ وباقي الامكانات الدفاعية، بالتاكيد نحن نعتبر قضايا كالقنبلة النووية واسلحة الدمار الشامل "حراماً"، لكن سنتابع بقوة أي شىء آخر يلزمنا.

وشدد سماحته على ان "استمرار النظام الاسلامي وقوته رغم اربعين عاما من المؤامرات الاستكبارية هو اهم سبب لاقتدار الجمهورية الاسلامية"، مؤكدا ان "نعرف تهديدات وتحركات وخطط العدو العلنية والسرية لكن نؤكد ان النظام الاسلامي المعتمد على الشعب سيكون اقوى يوما بعد يوم وكما كان يقول الامام الخميني الراحل "ان امريكا لايمكنها ارتكاب اي حماقة".

قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام والمسلمين آل هاشم ممثل الولي الفقيه في محافظة آذربيجان الشرقية وإمام جمعة مدينة تبريز وأشار إلى تقديم المحافظة 10 آلاف شهيداً بينهم 19 شهيداً من المدافعين عن مراقد أهل البيت عليهم السلام.

 

 

 

700 /