موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه حشداً من الطلبة والمعلمين:

لا تثقوا بالدول الاوروبية الثلاث ولا يمكن الإستمرار دون ضمانات قاطعة

 

بمناسبة اسبوع المعلم، قام قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الأربعاء: 2018/05/09) بزيارة جامعة المعلمين وأكد في كلمة له القاها أمام حشد من الطلبة والمعلمين، على أن الأمور المعيشية للمعلمين مهمة للغاية كما المكانة والدور الرفيع لهم، وهي بحاجة لإهتمام كامل، معتبراً التنفيذ المراحل الزمنية للوثيقة الرصينة والشاملة للتحول في وزارة التربية والتعليم مهمة للغاية وتمهد لتحديث وتطوير هذه المؤسسة العظيمة والمصيرية.

وتطرق سماحته في كلمته الهامة إلى "أميركا" و"الإتفاق النووي" مشيراً إلى إستمرار عزة وعظمة الشعب الإيراني وفشل مؤامرات الأعداء وقال سماحته: لقد قلتُ منذ اليوم الأوّل بأن "لا تثقوا بأمريكا" وهذه هي النتيجة. وحول التفاوض مع الدول الأوروبية الثلاثة فأنا أقول لا يجب الثقة بهؤلاء ايضاً ويجب عليكمك أن تأخذوا ضمانات حقيقية وعملية منهم لأي إتفاق، وإلا لا يمكن الإستمرار في العمل بهذا الشكل.

وأشار سماحته إلى التصريحات السخيفة والواهية لترامب ليلة أمس وقال: سمعتم ليلة أمس تصريحات الرئيس الأمريكي السخيفة والواهية. لربما تضمنت تصريحاته أكثر من عشرة أكاذيب. لقد هدّد النظام الإسلامي في إيران وهدّد الشعب الإيراني أيضاً بأنه سوف يفعل ويفعل. وأنا أردُّ عليه بالنيابة عن الشعب الإيراني: يا سيد ترامب، خسئت!.

وقال سماحة آية الله الخامنئي: ان ما حدث، اي السلوك القبيح والسخيف للرئيس الاميركي لم يكن خلافا لتوقعاتنا. ان هذا السلوك كان قائما في عهد الرؤساء (الاميركيين) السابقين ايضا ولكن كان بصورة ما في كل مرحلة.

وقال سماحته، لقد مضى عامان ونصف العام على توقيع الاتفاق والان يقول هذا التافه الحقير (ترامب) انني ارفض (الاتفاق).

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى عداء اميركا للجمهورية الاسلامية وقال: ان عداء الاميركيين المستمر والعميق والرامي للاطاحة بالنظام هو عداء ليس ضدي انا شخصيا او سائر مسوؤلي البلاد بل هو عداء ضد النظام الاسلامي باكمله والشعب الذي اختار هذا النظام ويتحرك في نهجه، وحتى في عهد حكومة اوباما حيث كانوا يوجهون الرسائل ويطلقون بعض التصريحات كان في الحقيقة يهدفون للاطاحة لكنهم كانوا يقولون كذبا بان هدفهم ليس كذلك.

وتابع سماحته: حينما بدات القضية النووية واجراءات الحظر، كان بعض الشخصيات المعروفة يقولون لي "لماذا تصرون على القضية النووية، اتركوا هذه القضية ليكف الاميركيون عن ممارساتهم الخبيثة والعدائية".

واضاف سماحته: ان هذا الكلام كان خاطئا من عدة زوايا، احداها ان الطاقة النووية هي حاجة حقيقية للبلاد ولبضعة اعوام اخرى تكون البلاد بحاجة الى 20 الف ميغاواط من الطاقة الكهروذرية.

وقال سماحته بان من الخطأ الاعتماد على النفط لانه طاقة ناضبة ولابد من التفكير ببدائل له ومنها الطاقة النووية التي ستكون اجيال المستقبل بحاجة لها، واضاف: لقد قلت لهؤلاء المسؤولين بان الطاقة النووية هي ذريعة ولو تراجعتم فيها سيتجه الاميركيون الى ذريعة اخرى، ولقد حدث بالفعل ما كنا نقوله.

واضاف: ان القضية النووية قبلنا بها بالصورة التي كان المعارضون لايران يريدونها، الا ان عداء اميركا وذرائعها لم تنته.

وقال سماحة آية الله الخامنئي الى ذرائع اميركا حول القدرات الدفاعية والتواجد الاقليمي لايران واكد قائلا: لو اعلنتم غدا باننا سوف لن نصنع الصواريخ او اننا سنحدد مدياتها ستنتهي هذه القضية، ولكن من المؤكد انهم سيطرحون ذريعة وقضية اخرى لان عداءهم لنا بنيوي وان اميركا تعارض الجمهورية الاسلامية الايرانية من الاساس.

واعتبر سماحته ان السبب الاساس لهذا العداء الشديد هو انتصار الثورة الاسلامية وتاسيس الجمهورية الاسلامية وقطع يد اميركا عن ايران واضاف، انهم يريدون تدمير النظام والهيمنة من جديد على ايران ذات الاحتياطيات المهمة والموقع الاستراتيجي.

واضاف قائد الثورة الاسلامية المعظم: ان الاميركيين يريدون حكاماً في الدول ليأخذوا اموالهم وينفذون اوامرهم، ومن ثم تبديلهم متى ارادوا، مثلما ازاحوا رضا خان وجلبوا إبنه؛ مثل الحالة الموجودة في دول الخليج الفارسي، كعبد ذليل لامريكا.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى رسالة وجهها ترامب قبل عدة ايام الى بعض حكام دول الخليج الفارسي واضاف: بعث ترامب منذ عدة ايام رسالة الى دول الخليج الفارسي حصلنا عليها يقول فيها"انفقت لاجلكم 7 تريليونات دولار وعليكم ان تقوموا بهذا العمل"، حسناً قمت بالانفاق في سوريا والعراق لتهيمن عليهما ولم تتمكن، اذن، اذهب الى الجحيم!.. انهم يريدون ان يتعاملوا مع الجمهورية الاسلامية بهذه الصورة لكنهم لا يستطيعون لانها حولت ذل شعبها وبلادها في العهدين القاجاري والبهلوي الى العزة والاستقلال والصمود ولا تتنازل عن مصالحها الوطنية.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم خطاب ترامب المستهجن والسخيف بانه كان متوقعا وأضاف : ان الجمهورية الاسلامية ستبقى شامخة رغم عداوات الحكومات الاميركية المتلاحقة.

وتطرق سماحته الى الاتفاق النووي واشار الى تنبيهاته المكررة للمسؤولين في الاجتماعات الخاصة والعامة حول الحذر من الثقة باميركا واضاف: لقد قلنا للمسؤولين بانه عليكم ان تاخذوا ضمانات حقيقية من الطرف الاخر قبل ابرام اي اتفاق ولا تثقوا بكلامهم.

ونوه سماحته الى شروطه التي طرحها في حينها للقبول بالاتفاق النووي من جانب ايران واضاف: ان احد هذه الشروط كان اخذ الضمانة الخطية وتوقيع الرئيس الاميركي في حينه بازالة الحظر، وبطبيعة الحال فان المسؤولين المعنيين بذلوا جهودهم لكنهم لم يستطيعوا وافضت النتيجة الى انه بعد عامين ونصف العام من تنفيذ ايران لالتزامتها اعلن الرئيس الاميركي الخروج من الاتفاق النووي واضحى يهدد الشعب الايراني.

واشار سماحته الى بعض الحديث حول الاتفاق النووي مع الدول الاوروبية الثلاث قائلا: انني لا ثقة لي بهذه الدول الثلاث ايضا واقول لا تثقوا بهم. إن اردتم التوقيع على اتفاق فاحصلوا منهم على ضمانات حقيقية وعملية ودون ذلك سيفعل هؤلاء غدا ما فعلت اميركا اليوم ولكن باسلوب آخر.

واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان هؤلاء يسددون طعنة الخنجر في صدر الطرف المقابل والابتسامة مرسومة على شفاههم، ويقومون بالاشادة الظاهرية ويتابعون مآربهم بالقول اننا نعلم بانكم لا تقوضون الاتفاق النووي.

وحول العمل مع الاوروبيين قال سماحته: ان هذه القضية حساسة جدا، فان استطعتم ان تحصلوا على ضمانات حقيقية وقابلة للثقة وهو بالطبع امر مستبعد جدا، فلا اشكالية في ذلك واستمروا في التحرك ودون ذلك لا تواصلوا بهذه الصورة الحالية.

واعتبر سماحته مسؤولي البلاد بانهم امام اختبار كبير واكد قائلا: ان المسؤولين اليوم امام اختبار كبير، هل سيحفظون عزة واقتدار هذا الشعب ام لا. يجب صون عزة ومصالح الشعب بصورة حقيقية.

وتابع سماحته بالقول: بطبيعة الحال فان المسؤولين صرحوا بمسالة توفير المصالح هذه ولكن من اجل تحقيق هذا الهدف يجب العمل بدقة ويقظة وعقلانية مع الاوروبيين وعدم الثقة بكلام مسؤوليهم ، لانه لا قيمة لمجرد الكلام وهم يتعاملون في عالم الدبلوماسية تماما من دون اخلاق.

وفي جانب اخر من تصريحاته اعتبر سماحته ساحة تربية الشباب المؤمنين ذوي الهمم والعزيمة بانها ساحة حرب حقيقية وكبرى، مؤكدا ضرورة تربية جيل الشباب وفقا لاهداف وطموحات وتوجهات الجمهورية الاسلامية الزاخرة بنماذج كبرى كالشهداء النوويين والشهيد مصطفى جمران والشهيد آويني والشهيد حججي.

وفي ختام حديثه، قال قائد الثورة الإسلامية المعظم بأن مستقبل البلاد مشرق ويعود إلى الشعب ولا سيما الشباب الأعزاء لهذا البلد مؤكداً: مستقبل إيراننا، سيكون دون شك أفضل بكثير من اليوم.

قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية، تحدث كل من السيد حسين خنيفار رئيس جامعة المعلمين والسيدة عادلي رئيسة جامعة نسيبة النسوية والسيدة زهرة إسلامي نيا جامعية معلمة من جامعة المعلمين والدكتور سهراب مروتي الأستاذ المعلم في جامعة المعلمين والسيد رامين ناصري المعلم النموذجي في البلاد، واثاروا مخاوفهم ووجهات نظرهم كممثلين لطلاب وأساتذة جامعة المعلمين والمعلمين في جميع أنحاء البلاد.

وكانت محاور النقاط الرئيسية المطروحة كما يلي:

- الحاجة إلى الدعم الشامل لجامعة المعلمين وترقيتها النوعية والكمية

- الحاجة إلى إضفاء الطابع المؤسسي على العلم والإيمان والمهارة وريادة الأعمال لدى الطلاب

- انتقادات لعدم تنفيذ وثيقة التحول الأساسي لوزارة التربية والتعليم

- الحاجة إلى إيلاء اهتمام جدي لمعيشة المعلمين ومكانتهم الاجتماعية

- الحاجة إلى إصلاح هيكل توظيف أعضاء هيئة التدريس والموارد البشرية في جامعة المعلمين

- الحاجة إلى توظيف وزيادة عدد المدرسين نظراً للزيادة في عدد الطلاب وتقاعد عدد كبير من المعلمين في السنوات القادمة

- الحاجة إلى تحقيق العدالة التعليمية والاهتمام بالطلاب في المناطق المحرومة والبدوية

كما تحدث في اللقاء وزير التربية والتعليم السيد محمد بطحائي واصفاً المعلمين بالمحور الأساسي والأكثر فاعلية في نظام التعليم والدربية وقال: لتخطيط والتحول في وزارة التربية والتعليم بالاعتماد على وثيقة التحول الأساسية، والحد من الأضرار الاجتماعية، وتعزيز جودة المدارس الحكومية وزيادة سلطاتها، جعل امناهج التعليم تطبيقية وتوسيع نطاق المهارات، من أهم التوجهات والتدابير التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم.

ولدى وصوله إلى جامعة المعلمين، حضر قائد الثورة الإسلامية المعظم جمعا من مسؤولي وزارة التربية والتعليم ومجموعة من أساتذة جامعات المعلمين والشهيد رجائي وممثلي المعلمين من المحافظات.

وفي تصريحات مقتضبة، أكد سماحة آية الله الخامنئي على أن استثمار الموارد في قطاع التعليم هو في الواقع استثمار للمستقبل، وأضاف: إذا لم يتم هذا الاستثمار اليوم، فإن الجميع سيعانون من الضرر غدا.

كما انتقد سماحته بعض التعابير الخاطئة عن أجهزة مثل وزارة التربية والتعليم تستهلك ميزانية البلاد، قال: لا يجب أن تصبح هذه الأفكار المنحرفة أساساً لتوفير ميزانية وزارة التربية والتعليم بأساليب مريبة ومشكوكة ومثيرة للمشاكل، لكن يجب على وزارة التربية والتعليم أن تدار من قبل الدولة كما في السابق.

700 /