موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

بمرسوم من قائد الثورة الإسلامية المعظم:

تنصيب حجة الإسلام والمسلمين السيد إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية

 

أصدر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي يوم الخميس (2019/3/7) مرسوما عيّن بموجبه حجة الاسلام والمسلمين السيد ابراهيم رئيسي، رئيسا للسلطة القضائية في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم في هذا المرسوم، ضرورة التغيير والتطور في السلطة القضائية، وبداية مرحلة جديدة بكل قوة، بما يتناسب مع الخطوة الثانية للثورة الاسلامية للاربعين عاما القادمة.

واعتبر سماحته أن المستوى الفقهي والمعرفي وتجربة ونزاهة حجة الاسلام رئيسي وامانته وفاعليته في مختلف المواقع والمناصب التي قدّم فيها الخدمة، وسابقته المديدة في السلطة القضائية ومعرفته التامة بكل زواياها، هي من الاسباب لهذا التعيين.

ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم وثيقة تحقيق التغيير في السلطة القضائية، والتي اقترحها حجة الاسلام رئيسي، بأنها مفيدة وفاعلة بناء على المشورات وآراء الخبراء، وقدّم سماحته بعض التوجيهات في هذه المناسبة، كتحديد جدول زمني لكل فصول هذه الوثيقة، وإلزام المدراء والاقسام بمراعاة هذا الجدول الزمني، ومراعاة التوجه الشعبي والثوري ومكافحة الفساد في عملية التغيير، وأن يكون العنصر الانساني الصالح على رأس الامور وعوامل التغيير، وأن يكون نشر العدل واحياء الحقوق العامة والحريات المشروعة والاشراف على تطبيق القانون في أولويات البرامج، والاستفادة من جيل الشباب الصالح والثوري في مسؤوليات السلطة القضائية، وايلاء الاحترام اللازم للقضاة والمحاكم، والتعاون مع السلطتين التنفيذية والتشرعية والتعاضد معهما.

وأشاد قائد الثورة الاسلامية المعظم بجهود الرئيس السابق للسلطة القضائية، آية الله آملي لاريجاني، وتمنى التوفيق لرئيس السلطة القضائية الجديد.

فيما يلي نص حكم قائد الثورة الإسلامية المعظم:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفضيلة حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيّد إبراهيم رئيسي دامت بركاته

      إنّ بداية العقد الخامس للثورة الإسلامية وانقضاء أربعين عاماً على تأسيس الجهاز القضائي المبني على الفقه والقوانين الإسلامية يستوجب، بالاستناد إلى التجارب والإنجازات والإرشادات والتوجيهات المتراكمة خلال هذه الفترة الزمنية، إحداث تغيير يتلائم مع الحاجات والصعوبات والتطوّر في السلطة القضائية، وأن تبدأ سلطة العدالة [هذه]، بقوّة وجديّة، مرحلة جديدة تليق بالخطوة الثانية للثورة الإسلامية وذلك أيضاً، بروحيّة جديدة ودوافع كبيرة ونظمٍ وتدبيرٍ حكيم.

    إنّني ومن أجل بلوغ هذا الهدف المصيري والحيويّ، اخترت جنابكم وأنتم من له باع طويل في المجالات المختلفة للسلطة القضائيّة، والعارف بكلّ تفاصيلها وزواياها، ومن ناحية أخرى فإنّكم مضافاً إلى الفقاهة تتمتّعون بدراسة الحقوق وبالعلم والتجربة في هذا الميدان المهمّ، وقد أثبتّم سلامة النفس والأمانة والأهليّة في مراحل خدمتكم المختلفة.

    لقد اطّلعت على وثيقة التحوّل القضائي المقترحة من قبلكم، وإنّني أعتبرها مفيدة ومثمرة بناء على الاستشارات والآراء التخصّصية. ومع ذلك فإنّني أوصي سماحتكم ببضع نقاط وأؤكّد عليها.

أوّلاً، فلتحدّدوا مهلة زمنيّة لإنجاز كافّة فصول هذه الوثيقة والفقرات المندرجة تحتها، ولتُلزموا أنفسكم وزملاءكم ومعاونيكم بالتقيّد بإنجاز هذا البرنامج. ولا الاستعجال ولا الماطلة في تحديد المهل الزمنيّة.

ثانياً، لتراعوا في كافّة فصول [وثيقة] التحوّل شعبيّتها وثوريّتها ومناهضتها للفساد.

ثالثاً، لتنظروا إلى عنصر الطاقات البشرية الصالحة على أنّه يقع ضمن أهمّ أسباب تحوّل السلطة [القضائيّة] وتطوّرها. والشرط الأوّل والضروري لكلّ نجاحاتكم وتوفيقاتكم يتمثّل في سلامة القضاة وتنزّههم عن أيّ نوع من أنواع الفساد. ولا تتردّدوا ولا تتريّثوا أبداً في اجتثاث الفساد من داخل السلطة الذي هو مبعث فخر لكم، ومصدر عزّة وشموخ لغالبيّة قضاة المحاكم.

رابعاً، لتضعوا على رأس برامجكم بسط العدل وإحياء الحقوق العامّة والحريّات المشروعة والإشراف على تطبيق القانون، والتي كلّها تقع ضمن أهداف السلطة القضائيّة في الدستور. فهذا سيُكسب السلطة القضائية ثقة النّاس وانعقاد آمالهم عليها في المشاكل والنّزاعات.

خامساً لا تُراعوا هذا وذاك في طريقة التعاطي القضائيّ واتّخاذ الإجراءات القضائيّة.

سادساً فلتستفيدوا من الشباب الصالح والثوري والفاضل في مسؤوليات السلطة [القضائية] ومناصبها.

سابعاً، فلتقدّروا القضاة والمحاكم. فإنّ شعور القاضي بالعزّة والشّرف يشكّل سدّاً منيعاً أمام أسباب النّفوذ والانحراف ودوافعهما.

ثامناً، لتأخذوا بعين الاعتبار مسألة التعاون مع السلطتين التنفيذيّة والتشريعيّة ومؤازرتهما حيث إنّني أوصي بذلك دائماً. وهما أيضاً مكلّفتان بالتعاون معكم ومؤازرتكم.

       في الختام، أرى من الواجب أن أتوجّه بالشكر والتقدير لآية الله آملي على ما بذله سماحته من جهود قيّمة، وأرفع يد التوسّل والدّعاء للباري عزّوجل من أجل أن ينيلكم وزملاءكم التوفيق التامّ، وأسأله تعالى أن يجعلكم من المشمولين بعناية بقيّة الله الأعظم أرواحنا فداه ودعائه.

والسلام عليكم ورحمة الله

 

السيّد علي الخامنئي

١٦ اسفند ١٣٩٧هـ.ش

٧ آذار ٢٠١٩م

700 /