موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه كبار المسؤولين وكوادر النظام الإسلامي:

لن تقع حرب، والتفاوض مع أميركا سم، والمقاومة هي الخيار الحاسم للشعب

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي، خلال إستقباله عصر اليوم الثلاثاء (2019/5/14) رؤساء السلطات الثلاث وجمعاً من كبار المسؤولين والمدراء ونواب مجلس الشورى الاسلامي، على ضرورة تقوى المسؤولين وخاصة في "متابعة شؤون الشعب ومراعات بيت المال وتجنب مظاهر الحياة الفارهة" مبيناً سماحته الوظائف الرئيسية لمسؤولي السلطات الثلاث من أجل حل المشاكل الإقتصادية وإزدهار الإنتاج، مشيراً إلى الإجراءات الخبيثة لأميركا بهدف "تغيير حسابات المسؤولين وإستسلامهم" وكذلك "إبتعاد الشعب عن النظام" وأضاف: الخيار الحاسم للشعب الإيراني في مواجهة العدو، هو المقاومة في كافة المجالات، لأن التفاوض مع الحكومة الأميركية الحالية يعتبر سمّاً مضاعفاً، وبالطبع لن تقع حرب بل أن الصراع هو صراع الإرادات، وفي هذا المجال فإن إرادة الشعب الإيراني والنظام الإسلامي أقوى من العدو، وبفضل الله سوف ننتصر هذه المرة أيضاً.

واضاف سماحته: ان هذا الصراع ليس عسكريا، لانه من المفترض ان لا تقع حرب، لا نحن نسعى للحرب، ولا الاميركيين لانهم يدركون انها ليست بمصلحتهم، وهذا الصراع هو صراع الارادات، وارادتنا اقوى، لانه فضلا عن ارادتنا فاننا نتوكل على الله.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي، فكرة التفاوض مع أميركا بأنها كالسم، مضيفاً: طالما أن اميركا تتصرف هكذا، فإن التفاوض مع الادارة الأمريكية الحالية هو سم زعاف، التفاوض يعني التعامل، ولكن من وجهة نظر أميركا، التفاوض حول نقاط قوتنا.

وأشار سماحته الى أن الاميركان يريدون التفاوض حول القدرة الدفاعية الايرانية وتقليل مدى الصواريخ كي لا تتمكن ايران من الرد عليهم اذا قاموا بالاعتداء عليها، لافتاً الى أن أي مواطن ايراني غيور وشجاع يرفض المساومة حول نقاط قوته، وعمق ايران الاستراتيجي في المنطقة.

وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم قائلا: إذن، مبدأ التفاوض خاطئ، حتى مع شخص محترم، هؤلاء (الاميركان) أشخاص غير محترمين ولا يلتزمون بأي شيء، وبطيعة الحال فإن أياً من العقلاء الايرانيين لا يسعى الى التفاوض.

وأردف سماحته قائلا: ليس من شك من أن اميركا ناصبت العداء منذ بداية الثورة، واليوم أصبح هذا العداء بشكل واضح، في السابق كان هذا العدء موجوداً ولكن ليس بهذا الشكل السافر، وحالياً هم يصرحون بالعداء لإيران ويوجهون التهديدات، وينبغي للمرء أن يعرف أن الشخص الذي يهدد بصوت عال لا يملك قوة كافية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: هؤلاء (المسؤولون الاميركيون) يولون أهمية لمصالح الكيان الصهيوني أكثر من أي دولة اخرى، وقيادة العديد من الأمور في أميركا بيد المجتمع الصهيوني، واضاف سماحته: ان الاميركيين بحاجة الى الضجيج، ويدّعون ان ايران غيّرت سلوكهم، نعم هذا صحيح، والتغيير هو ان كراهية الشعب الايراني لاميركا زادت عشرة أضعاف، واصبح وصولهم الى مصالح الجمهورية الاسلامية بعيد المنال، وشبابنا اصبحوا اكثر استعدادا للحفاظ على مصالح البلاد، وأصبحت قواتنا العسكرية والأمنية في حالة تأهب أكثر.

ولفت سماحته إلى أن ترامب أخذ يتخبط في ادعاءاته حول ايران، وأضاف: انظرو الى أي مدى حسابات العدو خاطئة، فرئيسهم (ترامب) يدعي انه كل يوم جمعة في طهران هناك مسيرات ضد الدولة، اولا انه ليس يوم جمعة بل هو يوم السبت، وثانيا ليست طهران وانما باريس.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى ان اميركا تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية كثيرة، وان المسؤولين الاميركيين يتناقضون فيما بينهم وهذا مؤشر على الارتباك داخل الحكومة الاميركية.

وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم مشيراً إلى إحصاءات تدل على الواقع الأمريكي قائلاً: ورد في تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية أن ٤١ مليون أمريكي يعانون من الجوع. وفي الشأن الاجتماعي فإن ٤٠٪؜ من الولادات غير شرعية كما يقول تقرير المركز الوطني للإحصاءات الحياتية في أمريكا. كما لا يزال لديهم مليونان و٢٠٠ ألف يقبعون في السجون، ولديهم أكبر نسبة في الادمان على المخدرات و٣١٪؜ من إطلاق الرصاص الجماعي يحدث في أمريكا. هذه هي أوضاعهم الاجتماعية.
واستطرد الإمام الخامنئي قائلاً: لذلك فليتجنّب البعض تهويل العدو وتضخيمه كثيراً. طبعاً ينبغي عدم استصغار العدو والاستخفاف به، لكنه لا يتمتع بقوة فائقة ويعاني من مشاكل جمّة.

وقال سماحته في هذا المجال: ان سياسات المسؤولين الاميركيين أضرّت بهم من الناحيتين السياسية والامنية، كما ان سياساتهم تجاه الدول الاوروبية والآسيوية انتهت بضرر اميركا، وفي سياسة المواجهة مع الجمهورية الاسلامية فانها ستهزم بالتأكيد ايضا وتنتهي لصالح ايران، والآن يُحذر المراقبون الأميركيون في الصحف من أن هذا الضغط سيؤدي الى إيجاد قفزة اقتصادية في ايران.

وأشار سماحته الى أن القوى المتغطرسة تسعى الى تحقيق مصالحها عبر إثارة الضجيج، مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية لا تهاب قوة اميركا ولا من ثروات مشيخات الخليج الفارسي، لانهم لن يتمكنوا من ارتكاب أي حماقة، فقد أنفقوا مليارات الدولارات ضد ايران ولم يحققوا أي شيء.

واعتبر سماحته قضیة الاقتصاد بانها مشكلة رئیسیة وتسبب الضغط على الطبقات الضعیفة وحتي المتوسطة واضاف: حینما یواجه اقتصاد بلد مشكلة ما فان العدو یطمع وتنخفض مكانة ذلك البلد، لذا یتوجب معالجة قضیة الاقتصاد بجدیة ولا یوجد اي طریق مغلق في البلاد.

وأشار سماحته الى ان الاعداء زادوا اجراءات الحظر لضرب الجمهوریة الاسلامیة واضاف: ان بعض المراقبین الدولیین یقولون بان اجراءات الحظر هذه لو كانت في اي مكان اخر لوقعت تغییرات مهمة، إلا ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مترسخة اعتماداً على الشعب وهمم المسؤولین.

وفي جانب آخر من حدیثه أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بأن حل القضایا والمشاكل الاقتصادیة یجب ان یوضع في جدول اعمال المسؤولین بصورة جدیة وقال: ان اقتدار وسمعة البلاد یكمنان في الاكتفاء الذاتي ولابد ان نبادر الى انتاج وتوفیر حاجات البلاد المهمة بأنفسنا.

قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدّث في اللقاء السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية مؤكداً أن ايران قادرة على العبور من المشاكل في ظل التضحية والوحدة، وأشار إلى أننا قادرون على التعويض عن العوائد النفطية بعوائد صادرات السلع غير النفطية وقال: ان الاميركيين بحساباتهم الخاطئة تصوروا بانهم يمكنهم اخضاع الشعب الايراني العظيم في غضون اشهر وحددوا لهذا الامر مواعيد، إلا ان هذا الشعب بصموده وثباته ومقاومته قد سطر اياما وساعات ذهبية في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأكد الرئيس روحاني بان الشعب والقيادة والحكومة والبرلمان احبطوا مخطط العدو واضاف: ان العدو اليوم يمارس الخداع، اذ انه يرسل سفنه الحربية صباحا ويعطي رقم هاتفه ليلا، وبطبيعة الحال فان عندنا الكثير من ارقام هواتفهم، ففي كل يوم ارتكبوا جريمة ضد الشعب الايراني فهو يمثل رقم هاتفهم الحقيقي.

واضاف رئيس الجمهورية مخاطباً الإدارة الأميركية: ان الفرق بيننا هو في ظلمكم وعدوانكم على الشعوب والشعب الايراني، توبوا وعودوا عن نهجكم الخاطئ فالسبيل مفتوح، لربما يصفح الشعب الايراني عن ظلمكم وجريمتكم التاريخية.

وأشار الرئيس حسن روحاني الى المهلة التي حددتها ايران للاطراف الاوروبية للعمل بتعهداتها خلال 60 يوما وقال: ان ايران اوقفت الالتزام بتعهدين لها في اطار الاتفاق النووي منذ يوم بدء المهلة ( 8 أيار/مايو) وستوقف العمل بتعهدين آخرين بعد انقضاء هذه المهلة فيما لو لم تنفذ الاطراف الاوروبية تعهداتها.

واكد رئيس الجمهورية بأن الجمهورية الإسلامية وفي ظل مشاركة الشعب والتعاطف مع بعض والمقاومة، قادرة على تحقيق النصر وقال: نحن اليوم في اختبار الهي كبير ولاشك اننا سنعبر هذه المرحلة بالصمود والمقاومة.

700 /