موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد العام للقوات المسلحة خلال مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط جامعات الجيش:

ليضع المخلصون في العراق ولبنان علاج الأوضاع الأمنية في أولوياتهم

 

رعى القائد العام للقوات المسلحة المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الاربعاء:2019/10/30) المراسم المشتركة للدورة السابعة عشرة لتخرج وأداء القسم وأعطاء رتبة التخرج للخريجين من ضباط كلية العلوم العسكرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية في جامعة خاتم الانبياء (ص) للدفاع الجوي.

وفي بداية حضوره إلى ساحة الإستعراض زار سماحته مراقد الشهداء وقرأ سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة مخلداً ذكرى المدافعين المضحين عن الإسلام والوطن، ثم إستعرض سماحته الوحدات المتواجدة في الساحة. كما تفقد سماحته عن قرب عدد من المضحين الأبطال الحاضرين في ساحة الإستعراض.

وفي كلمة لسماحته في المراسم، وصف آية الله الخامنئي الحفاظ على الأمن، مسؤولية مقدسة وحساسة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، وبالإشارة إلى مخططات الأعداء لنشر الفوضى وزعزعة الأمن في بعض البلدان بالمنطقة، قال: أن على المخلصين والحريصين في العراق ولبنان أن يضعوا علاج انعدام الأمن في اولياتهم، وأن شعوب هذه الدول عليها ان تدرك أيضا أن مطالبهم المشروعة لا يمكن تلبيتها إلا في إطار الأليات القانونية.

وحث قائد الثورة الإسلامية المعظم مرة أخرى المسؤولين والنخب الفكرية المؤثرة وأبناء الشعب على التحلي باليقظة مقابل المحاولات الهادفة لارباك حساباتهم، معتبرا أن البصيرة هي الأداة الوحيدة للمواجهة، كما أشار إلى نقاط مهمة أخرى وقال: لابد من الثقة بالمستقبل وتحقق الوعود الإلهية، ولا ينبغي الوثوق بالعدو وأن لا نغفل عن تحركاته لحظة واحدة، ولا نغتر بالانتصارات، كما ان على القوات المسلحة ان تتحلى بالجهوزية اللازمة لمواجهة الفتنة.

واعتبر سماحته اكبر ضربة يمكن ان توجه لبلد ما هو تقويض امنه واشار الى مخططات الاعداء لاثارة الفوضى وتقويض الامن في بعض دول المنطقة واضاف: ان الجهات الكامنة وراء هذه الاعمال الخبيثة والاحقاد الخطيرة مكشوفة اذ تكمن وراء هذه القضايا اميركا واجهزة الاستخبارات الغربية وبتمويل من بعض الدول الرجعية في المنطقة.

وخاطب سماحته الحريصين على مصلحة العراق ولبنان قائلا: ان الاولوية الرئيسية هي معالجة اضطراب الامن وليعلم شعبا هذين البلدين بان العدو يسعى لتقويض الاليات القانونية وخلق الفراغ فيهما لذا فان الطريق الوحيد لوصول الشعب الى مطالبه المشروعة هو متابعتها في اطر الاليات القانونية.

وتابع سماحته، ان الاعداء كانوا قد وضعوا هكذا مخططات لبلدنا العزيز ايران ولكن لحسن الحظ جاء الشعب الواعي الى الساحة في الوقت المناسب وكانت القوات المسلحة جاهزة ايضا وتم احباط ذلك المخطط.

وفي جانب آخر من حديثه اشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى الفارق في طبيعة جيوش قوى الاستكبار وجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: ان المسؤولية الرئيسية لجيوش قوى الاستكبار هي العدوان والاحتلال والاضرار بالدول الاخرى الا ان فلسفة ومنطق القوات المسلحة الايرانية هو الدفاع الراسخ والمقتدر ولا مكان للعدوان فيه ابدا.

ولفت سماحته الى بعض الجرائم التي ارتكبتها جيوش بريطانيا وفرنسا واميركا خلال المائة عام الاخيرة في شبه القارة الهندية وشرق وغرب اسيا وشمال ووسط افريقيا واضاف: ان المشكلة الرئيسية لهذه الجيوش هي اعتمادها على انظمة استكبارية، فيما نؤكد نحن دوما على ضرورة ان تعتمد اركان الدولة وعناصرها المختلفة على القرآن والاسلام.

وقال سماحة آية الله الخامنئي: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تثمن قواتها المسلحة سواء الجيش او الحرس الثوري او التعبئة او قوى الامن الداخلي والتي تعتبر ضمن العناصر المؤثرة والمهمة للبلاد.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم التضحية في جميع الساحات والخروج بشموخ من كافة اختبارات الاعوام الاربعين الاخيرة، من الخصائص والميزات الاخرى لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف: ان عددا كبيرا من العناصر المؤمنة في الجيش من امثال الشهداء صياد شيرازي وستاري وبابائي وفلاحي وفكوري وكذلك الفقيد ظهير نجاد والفقيد سليمي قد واكبوا الثورة الاسلامية وجاءوا بقوات الجيش الهائلة معهم في هذا المسار.

واعتبر سماحته احد مجالات شموخ الجيش هو دعم جبهة المقاومة خلال الاعوام الاخيرة واضاف: ان هذا الدور المهم سيتم الاعلان عنه مستقبلا وفي وقته المناسب.

واكد سماحته بان التحول في التنظيم والتكتيكات العملانية وفي الفكر والثقافة والتوجهات، يعد من الخصائص البارزة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "الحفاظ على الامل بالمستقبل" و"الثقة بتحقق الوعود الالهية" عاملان مهمان لمواجهة المؤامرات واضاف: اليوم وفي ظل العناية الالهية ورغم انف الاعداء يزخر شباب البلاد بالامل ووعود الهية تتحقق امام انظارنا لربما كان من الصعب تصديق تحققها في الماضي.

ولفت سماحته الى ان الهزائم المتلاحقة للكيان الصهيوني امام شباب حزب الله المؤمنين والشبان الفلسطينيين الاباة في حروب الـ 33 والـ 22 والـ 7 ايام امثلة عينية لتحقق الوعود الالهية واضاف: ان فشل الاستكبار في منطقة غرب آسيا رغم نفقاتهم الباهظة واعترافهم هم انفسهم بهذا الفشل، يعد من الامثلة الاخرى لتحقق الوعود الالهية.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم بانه وفي ظل العناية الالهية ستتحول مسيرات العودة في غزة يوما الى عودة الفلسطينيين الى ارضهم وديارهم.

وشدد سماحته على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة لمعرفة مخططات الاعداء والتصدي لها واعتبر البصيرة بانها الضرورة لعدم التاثر بممارسات الاعداء الرامية الى تشويه الحسابات لدى المسؤولين والشعب واضاف: من دون الوعي واليقظة لا يمكن تحديد المصالح الحقيقية وطريق الوصول اليها ولا يمكن معرفة الشخص الذي ينبغي ان يحمل هذا العبء الكبير على عاتقه.

وقال سماحته: على جميع ابناء الشعب خاصة القوات المسلحة الشعور بالمسؤولية والواجب وان يكونوا على حذر كي لا يؤثر العدو في حساباتهم الفكرية.

وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم في كلمته على أنه لا ينبغي الثقة بالعدو، ولا ينبغي التفاؤل به بسذاجة. كما لا ينبغي الغفلة لحظة واحدة عن تحركات العدو، ولا ينبغي تصور العدو عاجزا وضئيلا بل ينبغي معرفته على حقيقته والجهوزية لمواجهته، ولا ينبغي الغرور بالانتصارات لان لحظة واحدة من الغفلة يمكنها كحرب اُحد ان تحول انتصارا الى هزيمة ولو كان النبي الاكرم (ص) حاضرا في الميدان.

وبشان الحفاظ على عوامل الانتصار قال سماحته: على القوات المسلحة الحذر من الفتنة وان تكون لها الجهوزية والاستعداد للتصدي للفتنة لانه وفقا لما جاء في القرآن الكريم فان الفتنة أشد من القتل.

 

 

 

700 /