موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال مراسم تخريج طلاب الجامعات العسكرية للقوات المسلحة:

تخرصات الأراذل المتسلطين على أمريكا لا ينبغي أن تشغل بال أحد، والمشاكل حلها داخلي

 

أكد قائد الثورة الإسلامية القائد العام المعظم للقوات المسلحة سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، خلال مشاركته عبر الفيديو كنفرانس صباح اليوم (الإثنين:12/10/2020) في مراسم تخريج دفعة جديدة من طلاب جامعات الضباط الإيرانية، في جامعة الإمام علي (ع)، أن تأمين المصالح الوطنية والحفاظ على الوجود والهوية الوطنية، يستلزم أن تكون هناك حسابات دقيقة ومنطقية للحجم الحقيقي للتهديدات والطاقات في الأمور المتعلقة بـ "القدرة الدفاعية" و"الصلابة والاستقرار الاقتصاديين" و"القدرة والقوام الثقافي" وشدد سماحته:

المشاكل الإقتصادية والمعيشية للشعب قابلة للحل شريطة "السعي الدؤوب للمسؤولين" و"الإدارة القوية والشاملة والصبورة" و"التركيز على الإنتاج الداخلي وعدم التعويل على الخارج" وضوضاء الأراذل المتسلّطين على الشعب الأمريكي لا ينبغي أن تشغل بال أحد أيضاً.

وأكد سماحة القائد العام للقوات المسلحة، أن التعلیم فی الجامعات العسکریة التابعة للقوات المسلحة من أكثر الاعمال قيمة وكرامة، لأن شبابنا بعد التعليم في هذه الجامعات ينضم الى القوات المسلحة التي تتولى مسؤولية ضمان الأمن في البلاد والتي تحظى ببالغ الاهمية وذات قيمة عالية وعنصراً حيوياً، لأن جميع القيم بما فيها العدالة والرخاء والتعليم وغيرها ستواجه الخلل في حال انعدام الامن.

وأضاف سماحته: ان القوات المسلّحة والى جانب تحمّلها مسؤولية ضمان الامن، تتولى مسؤوليات كبيرة اخرى، ومن أبرزها تقديم الخدمات للشعب في مجال البنى التحتية بما فيها بناء السدود والمصافي وتشييد الطرق، وكذلك في مجال الصحة والعلاج ومنها حملة التلقيح ضد شلل الاطفال، كما ان القوات المسلحة سجلت حضورها في مجال مكافحة فيروس كورونا وقدّمت خدمات جيدة جداً على صعيد المساعدات الانسانية وتعزيز التلاحم في المجتمع.

واوضح قائد الثورة الاسلامية المعظم، أن القدرة الدفاعية، ركن من أركان الاقتدار الوطني، إذا أخذنا في الإعتبار ثلاث ركائز أساسية على الأقل للسيادة الوطنية، فإن هذه الركائز الثلاث هي "الصلابة والاستقرار الاقتصادي" و"القدرة والقوام الثقافي" و"القدرة الدفاعية".

واضاف سماحته: القدرة الدفاعية أمرٌ حيوي لإقتدار الشعب، إذا لم تمتلك الشعوب لهذه القدرة الدفاعية، فإن أولئك المعتدين والمسيئين والمستغلين والذين يتدخلون ويعتدون على الدول والشعوب الأخرى، مثل اميركا وبعض الدول الأخرى، لن يتركوهم لحالهم، وسيعتدون عليهم، واليوم نرى ما يحدث لبعض البلدان من إعتداءات.

وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم: من أجل ضمان المصالح الوطنية والحفاظ على الوجود والهوية الوطنية، يجب أن تكون هناك حسابات دقيقة ومنطقية للحجم الفعلي للتهديدات، وكذلك القدرات والامكانيات الحقيقية للبلاد.

وأوضح سماحته: القدرة الدفاعية التي تأتي من مثل هذه الحسابات العقلانية تسمح للمسؤولين والشعب بالقيام بالمهام الأساسية بثقة وهدوء، معتبراً أن العقلانية تعني الحساب الصحيح، وأضاف: يسمّيها البعض العقلانية والعقل، لكنهم يقصدون الخوف والسلبية والهروب من أمام العدو، والهرب والخوف ليس عقلانية.

وتابع سماحته قائلا: إن الجبناء ليس لديهم الحق في إطلاق العقلانية على أنفسهم، لأن العقلانية تعني الحساب الصحيح، بالطبع العدو يحاول تكريس المعنى الخاطئ للعقلانية، والبعض يكرر دون علم نفس كلمة العدو في داخل البلاد.

واعتبر سماحته إن سبب ضجيج وهراء الحمقى في اميركا حول القدرات الدفاعية والصاروخية والإقليمية الإيرانية، هو الحسابات الدقيقة والمنطقية للجمهورية الإسلامية لتحقيق هذه القدرات.

وقال سماحته: إن هذه التخرصات ناتجة عن خوفهم وكذلك تخلّفهم في هذا المجال، لكن بغض النظر عن هذا الضجيج، يجب الحفاظ على النظام الحسابي العقلاني، والحمد لله ستستمر الجمهورية الإسلامية في التطور في كل هذه المجالات.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن العقلانية ضرورية لكل الأمور، موضحاً أن مناهضة الظلم ونشر العدالة والنضال الاجتماعي يجب أن تقوم على العقلانية، وينبغي عدم الخلط بين المبادئ والقضايا الثانوية.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي القضايا الثقافية ركيزة أخرى للاقتدار الوطني، وأضاف: عندما أثيرَ موضوع مكافحة الغزو الثقافي، سارع العدو بدعايته لمواجهة هذه القضية لأنه يخشى صحوة الشعب ومواجهة الغزو الثقافي.

وأشار سماحته إلى "الصلابة والاستقرار الاقتصادي" كركيزة ثالثة للاقتدار الوطني، وقال: اقتصاد البلاد يواجه ضغوطاً، والشعب يواجه مشاكل في سبل العيش، لكن كل هذه المشاكل يمكن حلها.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: لا أعتقد أن المسؤولين لا يبذلون جهودهم في مجال القضايا الاقتصادية، وقد تم بذل الكثير من الجهود الجيدة في بعض القطاعات، على الرغم من ضعف الإدارة في بعض القطاعات الاقتصادية، وهناك أيضا قرارات جيدة يجب متابعتها.

وأشار سماحته إلى أنه من متطلبات الحفاظ على الاقتدار الوطني، إمتلاك نظرة شاملة وصحيحة للدفاع، والقضايا الاقتصادية والثقافية، ووجود مدراء أقوياء ونشطين لا يكلون، وأضاف: في كل مجال حيث كانت لدينا إدارة لا تكل ونشطة وحيوية، تقدمت الأمور.

وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم قائلا: لقد تم التأكيد مراراً إن علاج المشاكل الاقتصادية يعتمد على التركيز على قضية الإنتاج، ومنع انخفاض قيمة العملة الوطنية، وسد الثغرات مثل التهريب والواردات غير الضرورية والفساد المالي.

وتطرّق سماحة آية الله الخامنئي إلى وجود مدراء جيدين، وضرورة بذل جهود لا تكل على مدار الساعة، وقال: طبعاً في المشاكل الاقتصادية ينبغي علينا أن لا نتجاهل الدور الخبيث للأميركيين واجراءات الحظر التي هي فعلا جريمة، وسنواصل المقاومة وستكون نهاية هذه الضغوط القصوى إن شاء الله، هو ندم أميركا ولحوق العار بها بحده الأقصى.

وأشار سماحته الى فرح الرئيس الأميركي حيال الإخلال بإقتصاد البلاد والجريمة ضد الشعب الإيراني، وقال موجهاً خطابه الى ترامب: إن التباهي بهذه الجريمة لا يأتي إلا من أناس أراذل أمثالكم.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم: بطبيعة الحال، فإن وضع اميركا اليوم مع عجز الموازنة بآلاف المليارات من الدولارات وعشرات الملايين من الجياع والأشخاص تحت خط الفقر، سيء للغاية، وسوف يتغلب الشعب الإيراني بتوفيق من الله على المشاكل بقوة الإيمان والعزيمة الوطنية، رغماً عن أنف المسؤولين الأميركيين الحقراء والخونة والمجرمين. وسيستخدم الحظر كوسيلة لتحصين اقتصاد البلاد.

وفي جانب آخر من حديثه، أشار سماحة آية الله الخامنئي الى التغيير في التهديدات، مؤكدا إن التعامل معها يتطلب برامج جديدة، وأضاف: يجب أن تولي الأبحاث في جامعات القوات المسلحة اهتماما جادا لتوقع التهديدات الجديدة وتحديد أساليب التعامل معها.

ووصف سماحته، تجارب القوات المسلحة خلال فترة الدفاع المقدّس بأنها رصيد ثمين، وشدد على ضرورة تحويل تلك التجارب المتميزة إلى نظريات دفاعية وتطويرها وتكميلها، وأوصى سماحته في هذا الجانب، بإيلاء إهتمام خاص للتربية الأخلاقية في الجامعات العسكرية.

وفي ختام كلمته، أعرب قائد الثورة الاسلامية المعظم عن شكره مرة أخرى للمسؤولين في مجال الصحة والعلاج والاطباء والممرضين المضحّين، واصفا ضحايا الموجة الثالثة من تفشي كورونا بأنه أمر مؤلم جداً، وقال: كما أكدت منذ فترة طويلة لرئيس الجمهورية والمسؤولين المحترمين، يجب أن تكون تعليمات مكافحة مرض كورونا ملزمة ومن موقع السيادة.

وأضاف سماحته: كما في قضية زيارة الأربعين، لم يذهب المتديّنون الى الحدود، وفي مراسم العزاء خلال شهر محرم إلتزموا بتعليمات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، ويجب على عامة المواطنين أن يهتموا بجدية بأمور مثل عدم السفر وإتباع التعليمات للتخلص من هذا المرض.

وفي مستهل المراسم، قدّم رئيس هيئة اركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، تقريراً عن قدرات وانشطة القوات المسلحة والجامعات العسكرية، وقال: إن الإخفاقات الأخيرة لاميركا ليست سوى جزء من هزائم العدو، وإن غضب الشيطان الأكبر والتحركات العسكرية الواسعة للأعداء هي جوفاء، وتطبيع العلاقات الخيانية لبعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني لن يثير الشكوك في تفوق جبهة الحق.

700 /