موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة الجديدة:

ضرورة إجراء إعادة بناء ثورية للمجالات الإدارية، وتنفيذ الوعود لكسب ثقة الشعب

 

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، صباح اليوم السبت (2021/8/28) خلال استقباله رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة الجديدة، ضرورة حاجة الحكومة للاستفادة الكاملة من كل ساعة وفرصة لخدمة الشعب، ودعا سماحته الحكومة إلى ضرورة التركيز على إعادة الإعمار "الثورية والعقلانية والحكيمة" في جميع مجالات إدارة البلاد، وأشار سماحته إلى أولوية القضايا الاقتصادية مبيّنا نقاطا وتوصيات مهمة حول "الطابع الشعبي"، و"إرساء العدالة"، و"محاربة الفساد"، و"استعادة الأمل وكسب ثقة الشعب" و"إنسجام وإقتدار وإشراف الحكومة".

ودعا قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى "السير على نهج الثورة وخلق حراك ثوري في قطاعات الإدارة الاقتصادية والبناء والخدمة والسياسة الخارجية والثقافة والتعليم وغيرها".

وخلال أول لقاء لاعضاء الحكومة الجديدة مع قائد الثورة الاسلامية المعظم والذي تزامن مع ذكرى أيام إستشهاد محمد علي رجائي ومحمد رضا باهنر وأسبوع الحكومة، أشاد سماحته بجهود الشهيدين رجائي وباهنر اللذين كان قد دخلا الساحة باخلاص وكانا يعتزمان الخدمة وكان اسلوبهما اسلاميا وشعبيا، معتبرا هذا الامر درسا لجميع من يتولون المسؤولية.

وبشأن القضية النووية، قال سماحته ان الاميركيين في الحقيقة تجاوزوا حدود الوقاحة في القضية النووية، فرغم انهم خرجوا من الاتفاق النووي امام انظار الجميع الا انهم يتحدثون اليوم ويطالبون بامور وكأن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي التي خرجت من الاتفاق النووي والتزاماتها في حين انه لم يتم اتخاذ اي خطوة من جانب إيران بعد فترة طويلة من خروج اميركا منه ومن ثم وضعت بعض التزاماتها جانبا بعد فترة من ذلك مع الاعلان عن ذلك.

واعتبر سماحته دور الدول الاوروبية مع اميركا في وضع العراقيل واساءة التصرف بانه ليس بأقل من الاميركيين واضاف: انهم كالاميركيين الا انهم يطالبون على الدوام بقضايا عبر التلاعب بالالفاظ واطلاق التصريحات وكأن ايران هي التي سخرت بالمفاوضات وتخلت عنها منذ أمد.

واضاف سماحته: ان الادارة الاميركية الراهنة لا فرق بينها وبين الادارة السابقة لانها تطالب ايران في القضية النووية بذات ما كان ترامب يطالب به ولكن بلغة اخرى وفي ذلك الحين اكد المسؤولون الايرانيون بان تلك المطالب غير عقلانية واعتبروا القبول بها امرا غير ممكن.

ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم، الاميركيين بانهم ذئاب متوحشة ومفترسة وراء كواليس الساحة الدبلوماسية والابتسامات والكلمات التي تدعي جانب الحق واضاف: بطبيعة الحال فانهم احيانا يتصرفون كالثعلب الماكر كما نرى في اوضاع افغانستان اليوم.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي افغانستان بأنها دولة شقيقة وذات مشتركات لغوية ودينية وثقافية مع ايران واعرب عن أسفه العميق للمشاكل الحاصلة للشعب الافغاني ومنها حادثة يوم الخميس في مطار كابول واضاف: ان هذه المشاكل والمصاعب هي من عمل الاميركيين الذين فرضوا 20 عاما من الاحتلال ومختلف انواع الظلم على الشعب الافغاني.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم قصف مراسم الاعراس والمآتم وقتل الشباب وسجن الكثير من المواطنين الافغان بلا مبرر وزيادة انتاج المخدرات عشرات الاضعاف، جانبا من التداعيات السلبية لتواجد الاميركيين في افغانستان واضاف: ان اميركا لم تتخذ حتى خطوة واحدة من اجل تقدم افغانستان اذ ان افغانستان اليوم إن لم تكن اكثر تخلفا من الناحية المدنية والعمرانية مقارنة مع 20 عاما مضى فانها ليست اكثر تقدما.

واشار سماحته الى خروج الاميركيين المخزي ونقل المتعاونين معهم من الافغان الى مناطق اوضاعها اسوأ من افغانستان وقال بشان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية: نحن مع الشعب الافغاني، ذلك لان الحكومات كما في الماضي تأتي وترحل الا ان الشعب هو الذي يبقى وان طبيعة علاقة ايران مع الحكومات متعلقة بطبيعة علاقتها مع ايران، وقال:"اننا ندعو الباري تعالى بالخير والنجاة للشعب الافغاني من هذا الوضع".

وفي جانب آخر من حديثه أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم حول مهام الحكومة الجديدة، الى أن الزمن يمر سريعا، ونصح باستثمار كل فرصة وساعة من هذه الاعوام الاربعة وعدم تضييع هذا الزمن المتعلق بالشعب والاسلام، واكد ضرورة الاستفادة من جميع الامكانيات والطاقات والزمن.

وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: خلال فترة الخدمة والمسؤولية ركزوا هممكم على عملية اعادة بناء ثورية وعقلانية وحكيمة بطبيعة الحال في جميع مجالات الادارة ان شاء الله تعالى.

وأكد سماحته بان الثورية يجب ان تكون مترافقة حتما مع العقلانية باعتباره الاسلوب الصحيح للجمهورية الاسلامية الايرانية منذ اليوم الاول للعمل لغاية الآن بحيث تكون الجهود الثورية مترافقة مع الفكر والعقلانية.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم ضرورة عملية البناء "الثورية والعقلانية والحكيمة" في جميع مجالات ادارة البلاد واشار الى اولوية القضايا الاقتصادية واستعرض نقاطا مهمة حول "الطابع الشعبي" و"ارساء العدالة" و"مكافحة الفساد" و"احياء الامل وكسب ثقة الشعب" و"انسجام واقتدار وإشراف الحكومة".

كما اكد ضرورة التحرك على سكة الثورة وايجاد النهضة الثورية في جميع قطاعات "ادارة الاقتصاد والبناء والخدمة والسياسة الخارجية والثقاقة والتعليم وسائر المجالات" واضاف: ان الثورية يجب ان تترافق بالتاكيد مع العقلانية والحكمة وكان هذا هو اسلوب الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ البداية.

وبشأن الطابع الشعبي، اكد قائد الثورة على ضرورة توجه المسؤولين الى اوساط الشعب والتحدث اليهم بلا وساطة، لافتا الى الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الى خوزستان أمس الجمعة كمثال على ذلك .

كما أكد سماحته ضرورة اتخاذ نمط الحياة البسيطة والسلوك غير المصطنع والابتعاد عن المظاهر الارستقراطية والرؤية الفوقية تجاه الشعب واضاف: ينبغي إطلاع الشعب على المشكلات والحلول وتجنب اطلاق تصريحات غير حقيقية وتيئيس المواطنين والعمل على طلب المساعدة الفكرية والعملية منهم.

واعتبر سماحته "الاعتذار السريع من الشعب عند حصول الخطأ" وتقديم تقارير صادقة ومن دون مبالغة للانشطة الى الشعب بأنها من المظاهر الاخرى للطابع الشعبي للحكومة.

ودعا قائد الثورة الإسلامية المعظم، رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة لدراسة دقيقة للعهد المهم جدا من امير المؤمنين (ع) لمالك الأشتر، وقال: تم في هذا العهد التاريخي تبيين مختلف الابعاد، لأن علاقة الحاكم مع الشعب يجب ان تكن اخوية وودية على اساس الاسلام.

كما اوصى سماحته المسؤولين بالعمل على "ارساء العدالة" و"مكافحة الفساد والتصدي الجاد والدقيق للفساد" و"احياء ثقة وأمل الشعب" واضاف: ينبغي الحذر كثيرا عند اعطاء الوعود واطلاق التصريحات وبذل الجهود للوفاء بها عند اطلاقها لان عدم تنفيذها سيؤدي الى عدم ثقة الشعب.

واعتبر سماحته "إضفاء الطابع الشبابي على الحكومة" أحد المستلزمات الاخرى للتطور، ولفت الى اهمية "الاستفادة من الحكومة الجماعية والعقلانية" واشار الى اولويات عمل الحكومة وقال: ان الاولوية الاهم للبلاد هي الاقتصاد ومن ثم الثقافة والاعلام والعلم وبطبيعة الحال هنالك اولوية عاجلة الان وهي عبارة عن تفشي كورونا وصحة المواطنين.

وأشار سماحته الى الجهود الجيدة المبذولة من قبل الحكومة الماضية في مجال الصحة ومنها اللقاحات ووارداتها واعتبر القضايا المتعلقة بالعلاج والوقاية والكشف عن المصابين والتطعيم العام بانها مهمة جدا واضاف: ان احدى الحالات الضرورية هي الحجر الصحي الذكي والمراقبة الجادة في الجزء المتعلق بالحدود والحيلولة دون دخول اي انواع جديدة للمرض.

وأكد سماحته واجب المواطنين في مكافحة المرض والتي تتمثل بأربعة امور وهي ارتداء الكمامة والتزام التباعد الاجتماعي واهمية التهوية وغسل اليدين بالصابون واضاف: من المؤكد ان التزام هذه الامور سيكون مؤثرا في خفض الاضرار الكبيرة الراهنة.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي الاقتصاد إحدى الاولويات الاساسية للبلاد وقال: ان التضخم المرتفع وعجز الموازنة والقضايا المعيشية للمواطنين وانخفاض قيمة العملة الوطنية وانخفاض القدرة الشرائية وقضايا العمل والنظام البنكي، من المشاكل المهمة لاقتصاد البلاد واضاف: ينبغي التخطيط لحل كل من هذه المشاكل ومن ثم يعمل المسؤولون الاقتصاديون في الحكومة بصورة منسقة في مرحلة لاحقة حيث ان هذا التنسيق يعد أحد مصاديق انسجام الحكومة.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على الضرورة الملحة جدا في الاهتمام بمحركات الدفع الاقتصادية وتفعيلها مثل قطاع السكن وصناعة الصلب والسيارات وقطاعات الطاقة والبتروكيمياويات، مشددا على ضرورة التنسيق بين مسؤولي هذه القطاعات.

وأكد سماحته على قضيتين مهمتين هما؛ السعي وراء حلول أساسية وليست موقتة للمشاكل الاقتصادية؛ وعدم ربط حل المشاكل الاقتصادية برفع الحظر والعمل على التخطيط لرفع المشاكل مع افتراض وجود الحظر.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أهمية قضية "الثقافة والاعلام" واعتبر البنية الثقافية في البلاد بأنها ذات إشكاليات وبحاجة الى اعادة بناء ثورية وقال: ان الحركة الثورية تعني الحركة البنيوية والحكيمة والعقلانية والنابعة من الفكر والحكمة وليست الحركة الاعتباطية وغير المدروسة.

وأعرب سماحته عن سروره لنمو الجيش العظيم للشباب المهتم والمولع بقطاع الثقافة، وأكد مسؤولية الحكومة في تقديم الدعم الذكي لهؤلاء الشباب والمشاريع المبدعة، داعيا للعمل على كشف الطاقات الشبابية وضمان الحرية لهم في اطار القانون والتصدي للفساد الاخلاقي والفساد في مجال الثقافة من دون أي محاباة.

واضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: إن السبيل الرئيس لمواجهة الحرب الناعمة هو دعم الانشطة الصحيحة في مجال الثقافة وتشجيعها والوقوف أمام الانشطة الخاطئة ذلك لان ساحة الثقافة والاعلام هي ساحة الصراع بين الصلاح والفساد وبين الحق والباطل وساحة الحرب الثقافية ضد مروجي الفساد في العالم.

وفي جانب آخر من حديثه أشار سماحته الى التاثير المهم للسياسة الخارجية واكد ضرورة التحرك المضاعف في هذا المجال وقال: يجب تقوية الجانب الاقتصادي في الدبلوماسية ومثلما يقوم رئيس الجمهورية بمتابعة الدبلوماسية الاقتصادية في الكثير من الدول فانه يجب تقوية الدبلوماسية الاقتصادية في بلدنا وفق هذه الرؤية.

واعتبر سماحته توسيع التجارة الخارجية مع الدول الـ 15 الجارة لايران وكذلك الكثير من دول العالم الاخرى امرا ضروريا وممكنا وأضاف: ان الدبلوماسية لا ينبغي ان ترتبط او تقع تحت تاثير القضية النووية لانها قضية منفصلة ينبغي حلها بصورة مناسبة ولائقة.

وقبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم، تحدّث في اللقاء رئيس الجمهورية شاكراً مجلس الشورى الإسلامي على تعاونه مع الحكومة في دراسة مؤهلات الوزراء المقترحين، واعتبر موضوع "جائحة كورونا" و"حل المشاكل الاقتصادية والمعيشية" الأولويات الرئيسية للحكومة الثالثة عشر.

واعتبر حجة الإسلام والمسلمين رئيسي تسريع عملية التلقيح العامة وتوفير الأدوية التي يحتاجها الناس، من أهم برامج الحكومة، وأشار إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة، ومنها عجز الموازنة المرتفع للغاية، وقال: إن حل مشكلة التضخم وتوفير السلع الأساسية المطلوبة، هما أولويتان أخريان للحكومة في مجال القضايا الاقتصادية.

وفي إشارة إلى تجربة الحكومات السابقة، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة التعرف على نقاط ضعف الحكومات السابقة والتعلم منها، بما في ذلك ضرورة تجنب تعليق الآمال على الأجانب، داعياً في الوقت نفسه للاستفادة من التجارب الإيجابية والمفيدة للحكومات السابقة.

700 /