موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الاسلامية المعظم خلال لقائه المشاركين في إجتماع المجمع العالمي لأهل البيت (ع):

الجمهورية الاسلامية استلهمت من أهل البيت ودحرت تنين الاستكبار ذي الرؤوس السبعة وتقدمت

 

شدد قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله أعضاء المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام والضيوف المشاركين في الاجتماع السابع للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، اليوم (السبت:2022/9/3) على أن عظمة ومحبوبية أهل بيت العصمة والطهارة (ع) في العالم الاسلامي لا نظير لها، مؤكدا: إن الجمهورية الاسلامية وباعتبارها علماً يرفرف بإسم أهل البيت (ع) في وجه نظام الهيمنة، تؤمن بأن أي حد فاصل مذهبي وقومي وفئوي وعرقي في العالم الإسلامي ليس حقيقياً، وأن الحد الفاصل الوحيد والبارز والحقيقي، هو الحد الفاصل بين العالم الاسلامي وبين جبهة الكفر والاستكبار العالمي.

وأوصى سماحته المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بصورة مؤكدة للاستلهام من عظمة ومحبوبية أهل البيت (ع) في العالم الاسلامي، وأضاف: إن المجمع يجب ان يكون قاعدة ومكانا لاستلهام كافة المسلمين والارواح التواقة الى معارف اهل البيت (ع) ويؤدي عمله بصورة يصبح فيها زيناً لهم .

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي معارف اهل البيت (ع) مجموعة كاملة تحوي جميع احتياجات آحاد البشر والمجتمعات البشرية، واضاف: إن المجتمعات الاسلامية هي اليوم بحاجة ماسة لكافة أبعاد معارف أهل البيت (ع)، وعلى المجمع العالمي أن يقوم بالتخطيط الدقيق والصائب واستخدام الأساليب المعقولة والأدوات المؤثرة، من أجل أداء هذا الواجب العظيم.

وأشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى اللواء المرفوع لنظام الجمهورية الاسلامية أمام نظام الاستكبار، وأكد سماحته: إن أتباع أهل البيت (ع) والشيعة في العالم هم فخورون بقيام النظام الاسلامي بالوقوف وجهاً لوجه أمام تنين نظام الهيمنة "ذي الرؤوس السبعة "، وإفشال مخططاته، كما يعترف المستكبرون بأنفسهم.

واعتبر سماحته أن سر صمود الجمهورية الاسلامية هو الاستلهام من معين أهل البيت (ع)، وأضاف: ان هؤلاء الأنجم الزاهرة (ع) علّمونا بمعارفهم النظرية وسيرتهم العملية كيف نسير في درب الاسلام العزيز بالتدبّر والعمل بالقرآن الكريم.

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي لواء الجمهورية الاسلامية لواء العدالة والروحانية، واضاف: ان عالم الهيمنة الذي تستند كل عقيدته وأعماله على الماديات والمال والقوة، من البديهي ومن الطبيعي ان يناهض هذا اللواء ويعاديه.

ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم، الولايات المتحدة بأنها رأس جبهة الاستكبار، وقال: ان الإمام الخميني إستلهم من منهل القرآن العظيم وقام بتعليم الجميع بنبذ الحدود الفاصلة غير الحقيقية بين المجتمعات الاسلامية والاعتقاد بخط فاصل وحيد وهو الحد بين العالم الاسلامي وبين الكفر والاستكبار.

ونوّه سماحته في هذا الإطار: بسبب هذا الايمان العميق، تم ادراج دعم القضية الفلسطينية على جدول اعمال الثورة الاسلامية منذ الايام الاولى ووقف الإمام الراحل مع القضية الفلسطينية بكل وجوده، وان الجمهورية الاسلامية تعمل وفق هذه الهندسة السياسية التي رسمها الإمام الراحل العظيم وستبقى وفيّة لها في المستقبل ايضا.

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي أن سبب التعاطف المنقطع النظير بين الشعوب الاسلامية كافة وبين الشعب الايراني، هو التزام الشعب الايراني بالاستراتيجية التي رسمها الامام الراحل، أي نبذ خطوط الفصل المذهبية والطائفية والعرقية في العالم الاسلامي ، واضاف: من اجل هذا نادينا باستمرار جميع الدول الاسلامية الى عدم الاكتراث لقضايا مثل "الشيعة والسنة" و"العرب والعجم" وباقي خطوط الفصل ، ودعونا الى العمل بالمبادئ والاصول.

واعتبر سماحته قيام ايران بتشجيع الشعوب الاخرى على الصمود أمام الغطرسة، بأنه من أسباب غيظ نظام الهيمنة وعداوته لايران، مؤكداً : ان إفشال المخططات الاميركية المجرمة في مختلف البلدان، والذي كان داعش نموذجا منها، هو سبب بث الدعايات الهائلة للتخويف من ايران والتخويف من الشيعة واتهام ايران بالتدخل في الدول الاخرى.

وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على عدم تدخل ايران في شؤون الدول الاخرى، معتبرا ان سبب التهم التي يكيلها المتغطرسون، هو ضعفهم وعجزهم عن ايقاف التطور اللافت للنظام الاسلامي، وأضاف: بالطبع، يجب على الجميع ان يتحلوا باليقظة حيال السياسات الاستكبارية وعدم التماشي معها.

وشدد سماحة آية الله العظمى الخامنئي على أن السياسة الحالية للاستكبار هي تضخيم الفوارق وخطوط الفصل غير الحقيقية في العالم الاسلامي، وأضاف : ان التحريض والتخطيط للحرب الشيعية السنية والسنية السنية والتي نراها اليوم في بعض البلدان، هو سياسة الشيطان الاكبر أي اميركا ويجب اليقظة حيالها .

ودعا سماحته أتباع اهل البيت عليهم السلام الى ان يكونوا روّاد التظافر والتعاضد، واضاف: كما قلنا منذ اليوم الاول، إن إنشاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع) لا يعني مواجهة غير الشيعة ومعاداتهم، ونحن قد مشينا منذ البداية حتى مع إخواننا من غير الشيعة الذين ساروا في الدرب الصحيح.

ورداً على السؤال المطروح حول وجود القدرة على مواجهة عداوة اعداء العالم الاسلامي، أكد سماحته: إن القدرة على ايقاف ودحر الاستكبار هي موجودة بكل تأكيد، نظرا للامكانيات المادية والمعنوية المتوفرة لدى العالم الاسلامي.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم "الحقائق والمعارف الاسلامية، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والنظرة التفاؤلية حيال التاريخ، وقضية المهدوية" من جملة الطاقات المعنوية لدى العالم الاسلامي، واشار الى الانسداد الفكري لدى الغرب والنظام الليبرالي، مؤكدا: بالطبع في المجال المادي فان المستكبرين قاموا بتعزيز قدراتهم بانتهاج الاستعمار واستغلال موارد العالم الاسلامي واللجوء الى كافة الحيل والخدع، لكن الامكانيات الطبيعية المتوفرة لدى العالم الاسلامي من اجل التطور هي كثيرة جدا وان اهمية نموذج واحد من هذه الامكانيات وهو النفط والغاز قد ظهرت جليا امام الجميع اليوم.

وشدد قائد الثورة الاسلامية المعظم على أن إزدهار الطاقات ترتبط بالعزم الراسخ ومعرفة الأعداء ووجود قيادة كقيادة الإمام الجليل ونبذ التقاعس، وأضاف: إن الجمهورية الاسلامية وكأنموذج وواقع حي، استطاعت اليوم الصمود امام انواع العداوات والهجمات، وحوّلت تلك النبتة حديثة الزرع الى شجرة متجذرة، موضحا: إن القصد من الانموذج ليس استنساخ النظام السياسي، بل التمسك بالمبادئ والقيم التي سنها الإمام الراحل.

وفي الختام شدد سماحة آية الله العظمى الخامنئي على أن مستقبل العالم الاسلامي هو مستقبل زاهر وبامكان المسلمين الشيعة القيام بدور كبير وهام فيه.

وفي بداية اللقاء تحدّث حجة الإسلام والمسلمين رمضاني الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، رافعاً تقريراً عن الإجتماع السابع للجمعية العامة للمجمع بمشاركة شخصيات من 117 بلد، تحت شعار " أهل البيت عليهم السلام محور العقلانية والعدالة والكرامة".

700 /