موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه مسؤولي النظام وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية:

صمدنا وتقدمنا، ويخسأ من يفكر بإجتثاث شجرة الجمهورية الإسلامية القوية

 

 

تزامنا مع السابع عشر من ربيع الأول، ذكرى ميلاد نبي الإسلام (ص) وحفيده والإمام الصادق (ع)، إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الجمعة:2022/10/14) رؤساء السلطات الثلاث وعددا من كبار المسؤولين والضيوف الأجانب المشاركين في المؤتمر الدولي الـ 36 للوحدة الاسلامية، واعتبر سماحته الوحدة والتماسك أهم حاجة للأمة الإسلامية للعب دور وتحقق مكانة عالية في الهندسة الجديدة للقدرة، وأشار سماحته إلى المكانة البالغة الأهمية للحكماء والخواص والشباب المستنير في العالم الإسلامي لتحقيق هذا الأمر الهام، وأضاف سماحته: إن "الوحدة الإسلامية" والتواجد المؤثر في العالم الجديد أمر ممكن وقابل للتحقق، بشرط الجهود العملية والوقوف في مواجهة الصعوبات والضغوط، والمثال الواضح لذلك نظام الجمهورية الإسلامية الذي لم يستسلم ووقف أمام القوى العالمية وأصبح اليوم شجرة قوية لا يمكن حتى تخيل "إقتلاعها".

واوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم أن يوم مولد النبي الاعظم (ص) ليس يوما طبيعيا، بل انه يوم مهم وكبير للغاية حيث ان تكريم هذا العيد ليس للاحتفال فقط، مؤكدا أن شخصية نبي الرحمة (ص) خاصة به في عالم الوجود ولا يدانيه أحد في الخصوصيات التي كان يتميز بها خاتم الانبياء (ص).

وأشار سماحته الى الحوادث النادرة التي وقعت عند مولد الرسول الاكرم (ص) والتي تعتبر من معجزات هذه المناسبة العظيمة، بينها سقوط الأوثان التي كانت في داخل الكعبة وانهيار طاق كسرى وغيرها من الامور التي تعني سقوط طواغيت العصر مهما كان حجمهم.

وشدد سماحة آية الله الخامنئي على أن المتاعب التي تعاني منها الامة الاسلامية في الوقت الحاضر هي نتيجة عدم التضامن بين المسلمين وقال: ان المقصود من الوحدة هي وحدة الحفاظ على مصالح الامة الاسلامية والعمل المشترك فيما بينها ضد المؤامرات التي يحوكها الاستكبار العالمي.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الآية الكريمة "لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُم بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَّحِیمٌ" وأكد على كلمة "عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ" التي تعني أن النبي الاكرم (ص) يعاني مما يعانيه المسلمون، وأوضح سماحته: ان مما لاشك فيه أن الله تعالى لايعني المسلمين في عهد الرسول (ص) فقط.

واضاف قائلا: بل ان المقصود من ذلك هو المؤمنين على مر التاريخ، أي ان ما يعانيه المسلمون اليوم في فلسطين وميانمار و... يعاني منه النبي الاكرم (ص)، وفي المقابل يفرح الاعداء بتلك المعاناة.

واعتبر سماحته أهم المشاكل التي يواجهها المسلمون في الوقت الحاضر هي نتيجة الفرقة فيما بينهم، وقال: عندما نبتعد عن بعضنا البعض ونصبح متفرقين، من الطبيعي آنذاك أن لانريد الخير لبعضنا.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى الآية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" وقوله تعالى "فتفشلوا" مؤكدا أن الخلافات تتسبب في الابتعاد عن بعض وتضرب عليهم الذلة والمسكنة، وبالتالي سيصبح المسلمون أذلاء صاغرين والتسبب بتسلط الآخرين عليهم.

وتابع سماحته قائلا: علينا أن نسير نحو الطريق الذي يقودنا الى تنفيذ أسبوع الوحدة حيث لا تعني هذه الكلمة وحدة المذهب دون شك والخروج من مذهب والدخول في آخر، ولاتعني الوحدة الجغرافية كما حدث في الستينات اذ اعلنت بعض الدول العربية اتحادها، الا ان ذلك لم يتحقق.

وشدد سماحته على أن مثل هذا الاتحاد لن يحصل ولايمكن أن يتحقق، موضحاً أن الوحدة هي الحفاظ على مصالح الامة الاسلامية وماهي احتياجاتها التي يجب توفيرها، وتتفق فيما بينها على من يجب أن تتخذه صديقا أو عدوا، وكيفية توحيد المواقف في المفاوضات بينها وتحديد كيفية مقارعة الاستكبار العالمي.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن الخارطة السياسية في العالم تشهد يوما بعد آخر المزيد من التغيير، مشيرا الى يقظة الشعوب في مواجهة العالم احادي القطب الذي بات مرفوضا من قبل هذه الشعوب.

وتابع سماحته قائلا: ان الاستكبار العالمي الذي حشد قواه، يخطط لكيفية الاستحواذ على الدول والشعوب ومختلف المناطق، فيما يتعين على الامة الاسلامية تحديد موقعها في الخارطة العالمية الحالية وتوحيد صفوفها كي تصبح أسوة وقدوة يحتذى بها.

ورأى سماحته أن الشرط في تبوء العالم الاسلامي مكانته على الصعيد العالمي هو توحيد صفوفه والخلاص من المؤامرات والمكائد الاميركية والصهيونية والشركات العميلة لها التي تعلن عنها بصراحة وصلافة أو تخفيها ولا تشير اليها.

ووصف سماحته، الفرقة بين المسلمين من العناصر التي تجلب لهم الذلة والابتعاد عن العزة، داعيا الشخصيات المؤثرة في العالم الاسلامي الى التركيز على توفير السبل والمجالات العملية لتوحيد الامة الاسلامية، وذلك لأن العدو ركز كل جهوده لزرع الغدة السرطانية في المنطقة وفلسطين بالذات ونشر الصهاينة المجرمين في هذه المنطقة، وبالتالي زرع بذور الفرقة والنفاق بين المسلمين والدول الاسلامية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن تحقيق الوحدة الاسلامية يتطلب الحيلولة دون تحويل الخلافات المذهبية الى نزاع واشتباك، وأضاف: ان الساسة الاميركان والبريطانيين الذين يعارضون أساس الاسلام باتوا يتناولون في محافلهم الخاصة قضية الشيعة والسنة وهو أمر خطير للغاية.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى مفردته السابقة بـ "التشیع البريطاني" و"التسنّن الاميرکي" ومحاولة البعض لتحريف هذه المفردة وقال: لقد طرحت سابقا مصطلح التشيع البريطاني والتسنن الامريكي ، وتصور البعض بل أشاعوا ان التشيع البريطاني يعني الشيعة الساكنين في بريطانيا، وهذا كذب محض ، فالتشيع البريطاني يمكن ان يتواجد في دولة اسلامية، المقصود هو الاستلهام من البريطانيين ، وصنع شيعة أو سنة مهمتهم ايجاد الخلاف كمثل داعش والوهابية وامثالها، والتكفيريين الذين يطلق عليهم لقب مسلمين ، وقد يكونون ملتزمين بالاحكام الاسلامية الفردية، لكنهم يعملون لخدمة العدو، كل من يوجد الخلاف والنزاع يخدم العدو، ولافرق ان يكون من أي مكان أو في اي منصب أو من اي بلد.

وأعرب سماحته عن بالغ أسفه للجرائم التي ارتكبتها عصابة داعش في العراق وسوريا وخاصة المجازر التي حصدت ارواح التلاميذ في افغانستان، وقال: ان اشخاصا متطرفين لدى الجانبين الشيعي والسني لا صلة لهم لا بالتشيع ولا بالتسنن، لذا يجب التصدي لكل من يريد الاساءة الى مشاعر الآخرين في كلا الطرفين.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم تطبيع علاقات بعض الدول الاسلامية مع الكيان الصهيوني أحد أكبر أنواع الخيانة وقال: قد يقول البعض ان تحقيق الوحدة في الظروف الراهنة مستحيل بوجود بعض رؤساء الدول الاسلامية، لكن المثقفين والعلماء والحكماء والنخب في العالم الإسلامي يستطيعون أن يجعلوا الأجواء مختلفة عن إرادة العدو، وفي هذه الحالة يكون من الأسهل تحقيق الوحدة.

وتابع سماحته قائلا: كان العالم في يوم ما ، مقسما بين القوتين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق وكانتا متفقتان على معاداة الجمهورية الاسلامية وكانتا تتصوران أن بإمكانهما اجتثاث جذور هذه الشجرة التي تحولت اليوم الى شجرة متينة ويخطئ من يتصور أن بإمكانه اجتثاثها.

وأشار سماحته الى مايتعرض له الفلسطينيون اليوم من صعوبات وضغوط وعمليات قتل يومية على يد الكيان الصهيوني، معتبرا ان مايحدث في فلسطين هو نتيجة تشتت الأمة الاسلامية.

وحول وجود المشتركات بين المسلمين، أوضح سماحته: ان الجمهورية الاسلامية بذلت كل ماتستطيع لتحقيق الوحدة الاسلامية على أرض الواقع ، ومن امثلة ذلك الدعم الكامل للاخوة السَنة في فلسطين، وسنواصل هذا الدعم بكل قوة.

كما أكد سماحته أن جبهة المقاومة التي ولدت في العالم الاسلامي هي مورد دعم الجمهورية الاسلامية، وقال: إننا مؤمنون بلطف الله وعنايته ويحدونا الأمل للتحقق العملي للأمنيات الكبيرة بالوحدة الاسلامية.

وفي بداية هذا اللقاء تحدّث رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي واصفاً النبي الأعظم (ص) أفضل داعية للبشرية إلى العدالة والعقلانية والروحانية والأخلاق، مشيراً إلى جهود أعداء الحركة النبوية لاغتيال شخص وشخصية ودعوة الرسول الأكرم (ص) وأضاف: اليوم تجري نفس الجهود في إصطفاف الجبهة المناهضة للإسلام ضد أتباع النبي الأكرم على شكل إرهاب ثقافي واقتصادي، ولكن مثلما لم يتمكنوا من منع الحركة النبوية من أن تصبح عالمية في ذلك اليوم، لن يكونوا اليوم قادرين على إيقاف حركة الأمة المتمسكة بقيم النبي.

وأوضح أن سبب حقد العدو على الشعب الايراني هو التطورات المذهلة والشاملة التي حققها هذا الشعب، وأضاف أن اعداء ايران ومن خلال اعمال الشغب الاخيرة أرادوا خلق متاعب للبلاد، لكن صبر الشعب وثباته افشل مخططاتهم كما في السابق.

وأشار رئيس الجمهورية الى الاحصاءات في مجال التطور العلمي والنمو الاقتصادي وانخفاض التضخم والتعاون التجاري الدولي لايران، معربا عن تقديره لوقوف الشعب الى جانب الحكومة بخصوص تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية.

وكشف السيد رئيسي انه في زيارته الاخيرة الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات المنظمة الدولية، عقد اجتماعا خاصا مع الأمين العام للأمم المتحدة، وفي هذا الاجتماع قدّم انطونيو غوتيريش اعتذاره لايران وقال: مع ما بذلناه من جهود لم نستطع رفع الحظر المتعلق بجائحة كورونا، واوضح رئيسي انه أجابه بالقول: ان الشعب الايراني دائما يحوّل الحظر والتهديدات الى فرص، وفي موضوع جائحة كورونا تم تفعيل ستة مراكز لانتاج لقاح كورونا، وصرنا نصدر هذا اللقاح الى الدول الاخرى، كما باتت ايران من بين أفضل الدول في مكافحة هذا الفيروس.

700 /