موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه المئات من أهالي محافظة أصفهان:

تطور وإزدهار الجمهورية الإسلامية هو سبب إستياء وعداء الغرب، وأحداث الشغب ستطوى دون شك

 

 

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي لدى استقباله صباح اليوم (السبت: 2022/11/19) المئات من أهالي محافظة اصفهان الايرانية في ذكرى ملحمة 19 تشرين الثاني/ نوفمبر1982 التي شيع خلالها أهالي اصفهان جثامين 370 شهيدا من شهداء الدفاع المقدّس، أن أصفهان هي المدينة الجديرة بالتقدير للعلم والإيمان والفن والجهاد، وشدد سماحته أن التحدي الماثل أمام ايران اليوم هو التطور مقابل "التوقف والركود والرجعية" لأن ايران تواصل التطور لكن القوى الاستكبارية تضطرب وتمتعض وتغتاظ من تقدم ايران الاسلامية، ومن أجل هذا الامتعاض والغيظ ينزل الاميركيون والاوروبيون الساحة بكل قواهم، لكنهم عاجزون عن ارتكاب أية حماقة، كما عجزوا قبل الآن وسيعجزون ايضا في المستقبل .

واضاف سماحة آية الله الخامنئي أن ايران لم تستعمر بشكل مباشر، لكن افغانستان انموذج ماثل أمام أعيينا، ان الاميركيين قدموا وارتكبوا المجازر في افغانستان طوال 20 عاما وارتكبوا انواع الجرائم، وبعد 20 عاما اعتلت تلك الحكومة التي جاؤوا للقضاء عليها، سدة الحكم، وسلموا الحكم لها وخرجوا بمنتهى الفضيحة، والآن اذا نجد هناك حكومة او نظام في العالم يرفض منطق الليبرالية ويمنح الشعب هوية بمنطق حقيقي وواقعي ويحيي هذا الشعب ويوقظه ويقويه ويقف في وجه الليبرالية ويبطل منطق الليبرالية، فهو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأضاف سماحته أن الغربيين نهبوا العالم خلال القرنين الماضيين بالمنطق اللیبرالي للديمقراطية، معتبرا أن أوروبا الفقيرة أصبحت غنية مقابل إلحاقها الضرر بدول ثرية كالهند والصين، وفي إيران لم يتم استعمارها بشكل مباشر إلا أن الغرب فعل فيها ما يحلو له.

وشدد سماحته بالقول إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي التي رفضت المنطق الليبرالي للديمقراطية ومنحت الناس هوية حقيقية والوعي والاقتدار وصمدت أمام الديمقراطية الليبرالية.

واضاف سماحته ان البعض في داخل ايران ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون بان النظام الاسلامي يفتقد الحرية وسيادة الشعب، لكن إبداء هذا الكلام هو نفسه يدل على وجود الحرية، وان توالي حكومات تختلف افكارها السياسية عن بعضها البعض، على الحكم، يدل على وجود حق الانتخاب لدى الشعب وشعبية النظام الاسلامي.

ونوه سماحته انه اذا لو كانت الجمهورية الاسلامية اختارت التراجع أمام اميركا والاستكبار العالمي والرضوخ لتنمرهم وغطرستهم، لتراجعت الضغوطات، لكنهم كانوا يسيطرون على البلاد، واضاف:" طوال هذه السنوات كلما تعالى صوت اقتدار الجمهورية الاسلامية ازدادت محاولات الاعداء لخدش وجه النظام الاسلامي".

قائد الثورة الإسلامية المعظم أكد بأنه في المواجهة الرئيسية بين ايران والاستكبار فان اميركا هي في الخط الامامي وتقف اوروبا خلفها، واضاف: "طوال السنين التي تلت انتصار الثورة الاسلامية فان جميع الرؤساء الاميركيين من كارتر الى كلينتون واوباما الديمقراطي وريغان وبوش وذلك الأرعن الجمهوري السابق، وصولا الى الرئيس الحالي الفاقد للوعي والسيطرة، والذي يريد انقاذ الشعب الايراني، اصطفوا جميعهم أمام الجمهورية الاسلامية الايرانية واستعانوا بكل من استطاعوا ومنهم الكيان الصهيوني، كلبهم المسعور، وبعض دول المنطقة، لكن ومع كل هذه المحاولات اصيب اعداء الشعب الايراني بالخيبة، رغم انهم اوجدوا بعض المشاكل مثل الحظر واغتيال العلماء النوويين واستخدام كافة الحيل السياسية والامنية واعطاء الرشاوى للبعض في الداخل ليتفوه ضد الجمهورية الاسلامية، لكنهم عجزوا عن ايقاف حركة الشعب الايراني، والان ونحن امام هذه المواجهة والتحدي الراهن، فان من واجب افراد الشعب والمسؤولين وكذلك المثقفين والنخب والشباب والاوساط العلمية والجامعية والحوزوية، بذل الجهود لتحقيق التقدم في كافة الجوانب العلمية والفنية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية والروحية.

كما أكد سماحته ان المحركين الاصليين لاحداث الشغب الاخيرة، والذين عجزوا عن جرّ الشعب خلفهم، يريدون عبر إطالة شرورهم، إتعاب المسؤولين، لكن احداث الشغب ستطوى، وان الشعب سيواصل عمله وجهوده وتقدمه بمزيد من النفور والكره لهؤلاء، وبقوة مضاعفة ومعنويات جديدة.

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم ان هذه الاحداث والجرائم واعمال التخريب تتسبب بمشاكل للشعب واصحاب العمل، لكن هؤلاء المتواجدون في الساحة ومن يقف خلف الكواليس ايضا هم أحقر من ان يستطيعوا الاضرار بالنظام الاسلامي.

كما أكد سماحته على ضرورة معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير أو التهديد بإضرام النار في محال وسيارات التجار والأشخاص خلال الأحداث الأخيرة في البلاد ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال حسب ذنوبهم والجرائم التي ارتكبوها.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي أن القدرة على خلق الفرص من التهديدات هي من طباع أي شعب مؤمن، مشيرا الى النماذج التاريخية مثل غزوة الاحزاب والدفاع المقدس، وأضاف: "في غزوة الاحزاب التي قدم فيها كل قبائل المشركين، لم تهتز قلوب المؤمنين بل تذكروا وعد الله تعالى وازدادوا ايمانا وخلقوا من هذا التهديد فرصة، تماما كما فعل شعبنا ايضا في حرب الاحزاب التي شارك فيها كل العالم ودعموا المتعدي، وقد بدّل شعبنا التهديد الى فرصة وأثبت للعالم أجمعه بأنه لن يهزم.

وفي جانب آخر من كلمته أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى التقدم الذي حققته إيران خلال الاسابيع الاخيرة، وأضاف أن العلماء الإيرانيين تمكنوا من الحصول على علاج جديد لمرض سرطان الدم وتوطين أحد أجهزة استخراج النفط والغاز وافتتاح خط سكك الحديد في سيستان وبلوجستان وإزاحة الستار عن صاروخ جديد وغيرها من الإنجازات، وقال إنه كل هذه الانجازات تثبت أن إيران ماضية في التقدم رغم مساعي العدو لمنع هذه الحركة من خلال اثارة اعمال الشغب.

ونوه سماحته إلى أنه بسبب هذه الانجازات التي حققها الشعب الايراني فان الاعداء كلما فكروا بورقة الخيار العسكري يتذكرون بأن الشعب الايراني هو شعب لا يُهزم، وقد اكد شعبنا مرارا وتكرار للاميركيين ولاعدائه بأن "قدومهم هو بيدهم لكن رحيلهم ليس كذلك" وفي حال شن الاعتداء فانهم سيتورطون وسيدمرون.

كما أشار سماحته الى مراسم تشييع شهداء احداث الشغب الاخيرة وقال: ان هذه الاحداث أماطت اللثام عن وجه من يقفون خلف الكواليس ويدّعون الدفاع عن الشعب الايراني، وان العداء لمطالب ومقدسات الشعب الايراني أي العداء للاسلام وحرق المصاحف والمساجد والعداء لايران وحرق علم البلاد وإهانة النشيد الوطني قد كشف الوجه الحقيقي لمن هم خلف الكواليس.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي ان العدو قد تلقى الهزيمة حتى هذه اللحظة بفضل الله تعالى، لكنه يأتي كل يوم بكيد ومكر جديد، وبعد هزيمة اليوم يمكن ان يتوجه نحو تحريض فئة العمال والنساء، لكن رفعة شأن نسائنا وعمالنا هي اكبر بكثير من ان يرضخوا لضامري السوء وينخدعوا بهم .

وأشار سماحته إلى امكانيات العدو الواسعة في مجال الاعلام، وأضاف أن العدو يسعى من خلال استخدام القنوات الفضائية والتلفزيون لزرع اليأس بين الشعب، إلا أن الأمل والنشاط مازال متوفران في المجتمع الايراني، كما أشار الى أساليب الاعداء مثل "التجييش الكاذب" و"سيل الاكاذيب" في وسائل الإعلام المعادية بهدف التأثير على المغفلين، مؤكدا: "ان الحقيقة هي الحضور المكثف للشعب في سوح الدفاع عن الثورة وصفعتهم لضامري السوء".

كما اعتبر سماحته وجود المشاكل الاقتصادية، حقيقة، معتبرا العقد الماضي فترة غير جيدة على صعيد الاقتصاد بسبب تقاعس بعض المسؤولين عن العمل بالتوصيات والقيام بواجباتهم، وان تسمية السنوات الاخيرة بأسماء تحمل الطابع الاقتصادي والتأكيد على ضرورة حل هذه المشاكل جاء تأكيدا على أهمية الاقتصاد، مضيفا بأن الحظر ايضا قد ترك تأثيرا في هذه المشاكل. لكن سماحته أكد بأن قيام المؤسسات المعنية ببذل المزيد من الجهود والتضامن والتآزر والتظافر بين الشعب والمسؤولين، يُمهد لحل المشاكل الموجودة، وسيتم توجيه صفعة جديدة للاعداء في هذا المجال ايضا.

واعتبر سماحته آية الله الخامنئي قضية المياه في أصفهان بأنها قضية هامة، وأضاف: أنصح المسؤولين الحكوميين المحترمين الذين يجاهدون ويعملون حقا، العمل بجد في هذا المجال قدر الإمكان والعمل بأسرع ما يمكن، هذا يعني أن أهل أصفهان يستحقون حقا ألا نعرف الليل والنهار.

واعتبر سماحته التضحية والجهاد لأهالي مدن البلاد الأخرى، إلى جانب تضحيات أهالي أصفهان، سبباً لتحقيق الانتصار الكامل والباهر لإيران في حقبة الدفاع المقدس، وأضاف: إن الشباب لا يعرفون حقائق ذلك الاختبار الفريد، وكيف أن الشعب الإيراني صمد وانتصر دون أي دعم، أمام العالم كله والمساعدات الشاملة لحلف شمال الأطلسي ووارسو وأمريكا والاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا لصدام.

وفي بداية هذا اللقاء، اعتبر ممثل الولي الفقيه وإمام جمعة أصفهان، أهالي أصفهان روّاد ميادين التضحية من أجل الثورة والخدمات الاجتماعية، وقال: الجمهورية الإسلامية قدمت بالمقابل خدمات واسعة النطاق في قطاعات البنية التحتية مثل شق الطرق وربط المدن والقرى في المحافظة بشبكات المياه والكهرباء والغاز، وبالطبع فإن مشكلة المياه في اصفهان وخاصة في القطاع الزراعي لم تحل بعد ونأمل ان تحل هذه المشكلة بجهود الحكومة الجديدة.

700 /