موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله حشداً من شعراء ومدّاحي أهل البيت عليهم السلام:

خطة العدو الشاملة فشلت بسبب حساباته الخاطئة وقوة إرادة الجمهورية الإسلامية

 

على اعتاب الذكرى السنوية لمولد بضعة الرسول الاكرم (ص) الصديقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، استقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الخميس: 2023/01/12) حشداً من شُعراء ومدّاحي أهل البيت عليهم السلام، وأشار قائد الثورة الإٍسلامية المعظم إلى خطة العدو لزعزعة الأمن في البلاد خلال الفترة الماضية واضاف: خطّة العدو كانت شاملة ولكنه أخطاً في الحسابات ولذلك فَشِل، وفي المستقبل ايضا سيمنى بالفشل.

واعتبر سماحته ان المحبة والولاء للسيدة الزهراء عليها السلام أمر مؤثر جدا في الشؤون الشخصية والعامة موضحا، ان ذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام هو تراث شيعي وفن مركب من عدة جوانب تشمل الصوت الجيد والشعر الجيد والموسيقى الملائمة والمحتوى السامي ويجب أن تكون جميع عناصره جميلة كسائر النصوص الدينية القيمة الأخرى، وأضاف سماحته: الكميت بن زيد الأسدي ودعبل الخزاعي والسيد الحميَري، أنشدوا أشعاراً ونشروا تعاليم أهل البيت.

ورأى سماحة قائد الثورة، ان مواكبة الأحداث العالمية المهمة شرط آخر لمنشدي مناقب اهل البيت عليهم السلام وقال: إن العالم يمر بتغيرات أساسية ولكنها تدريجية ، ونحن نواجه منعطف تأريخي مهم أو نحن فيه، وينبغي عليكم عبر المطالعة والمتابعة ان تطلعوا على هذه التغيرات المهمة في العالم.

واعتبر سماحته أن مواكبة الأحداث العالمية المهمة، شرط آخر للمدّاح المؤثر، قائلاً: إن العالم يمر بتغيرات أساسية ولكنها تدريجية، ونحن في نقطة تحول تاريخية مهمة، وعلينا أن نكون على درجة من الوعي تجاه هذا المنعطف التاريخي.

وخاطب سماحته المنشدين والمداحين بالقول: اعلموا أين تقفون، وأدّوا دوراً عبر ظاهرة المديح العظيمة والجذابة في خدمة الثورة الإسلامية، أي التحول المتنامي للبلاد واتساع نطاق مقارعة الطاغوت والظالم والاستكبار والفساد، ورأى قائد الثورة الإسلامية المعظم أن بناء الثقافة مَهمة أخرى ومُهمة للمداحين، وأضاف: الثبات أمام العدو أو الهجوم عليه، والتقدم العلمي، وقضية الأسرة والإنجاب، والبصيرة وبثّ الأمل، والوقوف أمام أساليب العدو التي تبثّ اليأس في أذهان الشباب، هي بين المفاهيم التي تتطلب البناء الثقافي والتوجيه الفكري والعملي للمخاطبين.

وبين سماحته أن سبب اخفاق مخطط العدو الشامل في القضايا الاخيرة التي شهدتها البلاد، هي حسابته الخاطئة تجاه رد فعل ابناء الشعب والشباب والمسؤولين، مؤكدا ان تعزيز قوة ايران يُعد السبيل لادخال اليأس الى نفوس من يضمرون السوء، لوقف عداءهم .

وشدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أن العدو استخدم كل العوامل الضرورية لتعطيل وتدمير البلاد، لافتاً إلى أن العامل الاقتصادي والوضع المعيشي غير الجيد للشعب كان من الأدوات التي استخدمها العدو في فتنته الأخيرة، حيث وفرت مشكلة معيشة الشعب أرضية لاستغلاله.

ولفت سماحته إلى أن العامل الأمني وتغلغل فرق التجسس وإثارة موضوع "إيران فوبيا" من قبل قوى الاستكبار في العالم بطرق وأساليب مختلفة، واستدراجهم لبعض العناصر الداخلية، واللعب على الوتر العرقي والديني والسياسي والشخصي، والدعاية القوية. جميعها تندرج تحت العوامل التي استخدمها العدو في أحداثه الأخيرة وعمل على إثارتها منذ أشهرٍ سابقة.

وقال سماحة آية الله الخامنئي: بصفتي مراقب للأحداث، قلتُ في قلبي لِمُهندسي الأحداث الأخيرة من الأعداء "أحسنتم" وذلك لأنهم أحكموا الخطة وكان كلُ شئ في مكانه ومُوفّر بالقدر الكافي، ولكن على الرغم من وجود هذه الخطّة المُحكمة والتي لاقت أثراً في دولٍ أخرى، لم تكن ناجعة في بلادنا وذلك لأن حساباتهم كانت خاطئة.

وطرح قائد الثورة الإسلامية المعظم بعض الأمثلة التي تُبرز حسابات العدو الخاطئة في الأحداث الأخير قائلاً: ظنوا أن الشعب الإيراني سيدعم خطتهم التخريبية والانفصالية بسبب المشاكل الاقتصادية، واعتقدوا أنهم يمكنهم أن يُحبطوا مسؤولي الدولة ويخرجوهم من الميدان باستخدام الشتائم والألفاظ السيئة والإهانات المُختلفة، و اعتقدوا أنهم يمكنهم أن يتسببوا بخلافاتٍ بين كبار المسؤولين في البلاد عن طريق الوسوسة وإثارة الاضطرابات، واعتقدوا أن بإمكانهم التأثير على إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدولارات النفط لبعض الدول التابعة لأمريكا، وظنّوا أن شبابنا سيصابون بخيبة أمل من خلال تشجيع بعض الخونة في الداخل على اللجوء إلى دولة أخرى، ولكنهم على خطاً وأحداً لم يأخذ بكلامهم.

وتابع سماحته: لقد أخطأوا لأن إرادة وتصميم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت أقوى من كل عوامل قوتهم، إنهم يحاولون ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ 40 عاما وبكل الطرق، لكن لأن حساباتهم كانت خاطئة، فقد فشلوا حتى الآن، وسيفشلون في المستقبل.

وشدد سماحته على أن سوء تقدير العدو لا ينبغي أن يتسبب بالإهمال من قبل الإيرانيين، مضيفاً: يجب أن نكون حذرين، ولا يجب أن نُبتلى بالغفلة والغرور ونقول إن القضايا انتهت. يجب أن نبقى في الميدان ونعلم أن الأمل والوحدة الوطنية هما العامل الأساسي لحفظ الشعب.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن القوة هي العامل الأساسي في إضعاف معنويات العدو وأضاف: عندما نصبح أقوياء لدرجة أن يصاب العدو بالإحباط، يمكننا حينها أن نهناً وترتاح أذهاننا، وهذا هو سبب التأكيد المتكرر على أهمية تقوية إيران.

وأشار سماحته إلى نشيد "سلام فرمانده" معتبراً إياه صورة جميلة عن بركات الثورة الإسلامية خارج الحدود الإيرانية، وأشاد سماحته بالدمج بين النشيد والمديح من أجل إيصال مفاهيم مهمة، وانتشار النشيد في بلدان أخرى وأداؤه بلغات مختلفة، وحتى بالفارسية أيضاً، معتبرا هذه العوامل تساهم في اقتدار البلد.

وفي بداية هذا اللقاء تلا ثمانية من القُراء أشعاراً ومديحاً بفضائل السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

700 /