موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

صلاة الجمعة بالعاصمة طهران بإمامة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي

عشية ليالي القدر المباركة، أمّ ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مئات الآلاف من المؤمنين الصائمين في صلاة الجمعة بالعاصمة طهران. في الخطبة الأولى للصلاة دعا سماحة القائد المؤمنين إلى الإنتهال من معين ليالي القدر واصفاً الدعاء بأنه من أفضل الأعمال في هذه الليالي المباركة. وقال سماحته بأن الدعاء لب وروح العبادة وأنه يحيي ذكر الباري عزوجل في القلوب ويزيل الغفلة التي هي مصدر كل الإنحرافات كما أن الدعاء يرسخ الإيمان في قلب الإنسان. وفي معرض إشارته إلى دور الدعاء وانعكاساته في تزكية النفس قال سماحة قائد الثورة أن بث روح الأمل والإخلاص وبناء النفس وتزكيتها والتحلي بالأخلاق السامية والإرتباط بالباري وحبه بالإضافة إلى استجابته سبحانه لحاجات الإنسان ما هي إلا من ثمرات الدعاء. كما وأشار آية الله الخامنئي إلى شروط استجابة الله تعالى للدعاء قائلاً: إن هناك عدة شروط لاستجابة الدعاء منها صفاء النفس وخلوها من الشوائب معتبراً أن وجود هذه الصفات في نفوس الشباب يحتمل أن يكون سبباً لاستجابة دعاء الشريحة الشبابية أسرع من غيرهم. كما اعتبر ولي أمر المسلمين معرفة الإنسان للباري سبحانه وخشوع القلب وصدق الدعاء واليقين بالاستجابة من العوامل الأخرى لاستجابة الدعاء. وفي خطبته الثانية أشار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى جدية واستعداد الحكومة للنهوض بواجباتها القانونية موكداً بأن الحكومة عازمة على خدمة المواطنين . ودعا سماحته إلى عدم الضغط على الحكومة لإنجاز الأعمال مبكراً موكداً ضرورة إعطائها الفرصة ومساعدتها لترجمة شعاراتها على أرض الواقع . كما شدد القائد على ضرورة أن يثق الشعب ومجلس الشورى بالحكومة بهدف إنجاز الأعمال بدقة وبجدية منوهاً إلى أن سماحته سيكون أول المسائلين في حالة وجود تقصير في عمل الحكومة لا سمح الله. وفي جانب آخر من خطبته قال سماحة ولي أمر المسلمين: إن الشعب الإيراني شعب موهوب وعظيم وصاحب ثقافة وقوة وحيوية وفتيّ وقد استطاع بهذه الصفات التوصل إلى التقنية النووية السلمية ولكن الإستكبار يحاول وضع العراقيل أمامه. وقال سماحته: لا يجب التصرف بانتقائية في العلاقات الدولية لأجل حرمان بعض الأمم من حقها في امتلاك التقنية النووية. واعتبر آيه الله الخامنئي الإداره الامريكية المعارض الرئيسي لامتلاك الشعب الإيراني للتقنية النووية السلمية مضيفاً: إن هذا الأمر تتفهمه شعوب العالم ولكن الحكومة الامريكية المتشددة وبعض الحكومات الأوروبية مثل بريطانيا والتي تتحرك في دائره أمريكا تتخذ مواقف معارضة لحق الشعب الإيراني المشروع في هذا الشأن. وفي هذا الصدد أضاف ولي أمر المسلمين: إن موقف بريطانيا السيّئ من الشعب الإيراني لايقتصر على مواقفها الحالية ولكنه يرجع لعهود ماضية واليوم تتخذ الإدارة البريطانية أسوأ المواقف تجاه الشعب الإيراني. كما أشار آية الله الخامنئي إلى مزاعم إمريكا الواهية حول سعي إيران لصنع أسلحه نووية قائلاً: إن هذه المزاعم تشابه ادعاءات أمريكا حول حقوق الإنسان وما تمشدقهم بحقوق الإنسان إلا من أجل أن يبلغوا مأربهم وإن إعصار أمريكا الأخير أظهر بأن حقوق الإنسان لا معنى لها بالنسبة إليهم كما أن تعاملهم مع سجناء غوانتانامو وأبو غريب والحالات الأخرى يظهر بأنهم لا يعيرون اهتماماً لحقوق الإنسان. وأكد قائد الثورة الإسلامية: كما قال مسؤولو النظام مراراً فإن نشاطات إيران للإستفادة من الطاقة النووية لا تمت بصلة اطلاقاً بالسلاح النووي وليس ثمة أي انحراف عن هذا التحرك العلمي بالإضافه إلى أن الشعب الإيراني الشاب الثوري الصامد المفعم بالأمل لن يتخلى عن حقوقه في الإستفاده من التقنية النووية بهذه الضغوط ولن يخضع للاملاءات الجائرة الأمريكيه وغير الأمريكيه. واعتبر سماحته حاجة الحكومة الأمريكية لحرف اهتمام الشعب الأمريكي بالمشاكل الداخلية إلى القضايا الخارجية ومساعي هذه الدولة للسيطرة على العالم بأنهما السببان الرئيسيان للحكومة الأمريكية المتشدده والمثيرة للحروب لخلق الأزمات وقال: إن معارضة الجمهورية الإسلامية الصريحة للهيمنة الامريكية خاصة في منطقه الشرق الاوسط الحساسة جداً والثرية هو السبب الرئيسي لعداء الحكومة الامريكية لإيران . واعتبر قائد الثورة الإسلامية ـ في جانب آخر من الخطبة الثانية لصلاة الجمعة ـ يوم القدس العالمي يوم اختبار عظيم للشعوب المسلمة وأضاف: إن ليوم القدس هذا العام أهمية بالغة ونأمل أن تنظم مسيراته بحماس أكبر. وأشار آية الله الخامنئي إلى هزيمة وانسحاب الكيان الصهيوني من قطاع غزة وقال: إن أمريكا والصهاينة ومن أجل التعويض عن هذه الهزيمة الكبرى بادروا إلى مؤامرة بغيضة لتطبيع علاقات البلدان الإسلامية مع الكيان الصهيوني. لذلك فإن مشاركة الشعوب في مسيرات يوم القدس تحظى بأهمية بالغة هذا العام. وتطرق سماحته في الجزء الأخير من الخطبة الثانية إلى القضية العراقية وقال: إن الإستفتاء على الدستور إنجاز كبير ومبارك يتعارض تماماً مع مطالب المحتلين وإن ما يحظى بأهمية بالغة هذا اليوم هو الإنتخابات البرلمانية المقبلة في العراق حيث يسعى المحتلون للتأثير عليها من الآن. وعلى الشعب والمجموعات العراقية توخي اليقظة الكاملة في هذا المجال. واعتبر سماحة آية الله الخامنئي الخلاف بين الشيعة والسنة في العراق من المحاور الرئيسة لنشاطات المحتلين مستنكراً بشدة هجمات مجموعة متشددة وبعيدة عن الإسلام على شيعة هذا البلد وقال: إن هذه المجموعة التي تعمل كصدام وتتابع هدف المحتلين المتمثل في إيجاد الخلاف بين الشيعة والسنة، هي في الحقيقة ليست سنية ولا شيعية بل هي عدوة الشيعة والسنة وعدوة الإسلام. واعتبر سماحته توصيات كبار الشيعة في العراق بضرورة ضبط النفس إزاء هذه الهجمات بأنها حكيمة وجيدة وقال: إن على كافة الفصائل العراقية ادانة هذه التحركات كي يفشل المحتلون في تحقيق أهدافهم.
700 /