1 00:00:08,400 --> 00:00:10,400 بسم‌الله‌الرّحمن‌الرّحيم‌ 2 00:00:10,750 --> 00:00:17,080 و الحمدلله ربّ العالمين و صلّي الله علي محمّد وءاله الطّاهرين‌ 3 00:00:25,920 --> 00:00:29,920 أرحب بالأخوة والأخوات الأعزاء 4 00:00:31,800 --> 00:00:36,360 وأبارك لجميع الأخوة والأخوات 5 00:00:38,200 --> 00:00:48,080 هذه الأيام المباركة من شهر شعبان 6 00:00:48,400 --> 00:00:52,320 وعموم هذا الشهر الذي هو شهر الذِكر والعبادة والتوجّه والخشوع 7 00:00:55,240 --> 00:01:05,440 تعتبر هذه الفرص - فرصة شهر شعبان وشهر رمضان وشهر رجب 8 00:01:07,200 --> 00:01:17,920 فرصٌ مغتنمة، سيما بالنسبة لنا ولكم نحن المسؤولين 9 00:01:20,600 --> 00:01:38,840 إن الجوهر الأساس للمجتمع الإسلامي في النظام الإسلامي عبارة عن التعبّد والإيمان والعمل الصالح لأبناء الشعب 10 00:01:39,200 --> 00:01:49,040 كما لاحظتم في الآيات التي تلاها علينا مقرئنا البارع 11 00:01:53,000 --> 00:02:05,140 هذا هو أساس القضية، فإن الأمر الذي يجعل ملائكة الله تخاطب الناس قائلة 12 00:02:05,140 --> 00:02:08,290 نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ 13 00:02:10,880 --> 00:02:17,370 نحن نؤازركم ونعاضدكم في الدنيا والآخرة 14 00:02:18,720 --> 00:02:33,400 وهو أمرٌ بالغ الأهمية، هو: الإيمان والعبودية والعمل الصالح لدى أفراد الشعب 15 00:02:33,600 --> 00:02:41,270 غير أن المسؤولين قد خوطبوا بهذا الخطاب بصورة مضاعفة 16 00:02:42,070 --> 00:02:49,520 كلما ثقلت المسؤولية، يزداد الخطاب للمسؤولين شدة وصعوبة وثُقلا 17 00:02:51,370 --> 00:02:58,700 وهذا ما ينبغي علينا إيجاده في نفوسنا. فإن نيابة المجلس، والمسؤولية في الحكومة 18 00:02:59,720 --> 00:03:04,170 وفي القوات المسلحة وفي السلطة القضائية 19 00:03:05,350 --> 00:03:12,000 [تضع على عواتقنا مسؤوليات وواجبات] وأول هذه الواجبات 20 00:03:12,720 --> 00:03:19,270 هو تمتين العلاقة والاتصال بالله تعالى 21 00:03:23,700 --> 00:03:31,620 والمزيد من الإخلاص في العبودية وعلى نحو أفضل، وهذا ما ينبغي عدم الغفلة عنه 22 00:03:32,870 --> 00:03:35,470 أجل، عندما يتم تكليفنا بمسؤولية 23 00:03:36,450 --> 00:03:42,870 فإن مجال واجبنا الأساس هو العمل ضمن إطار هذه المسؤولية، وعلينا في هذا المجال المثابرة ومتابعة الأمور 24 00:03:44,500 --> 00:03:49,150 لكن الأمر الهام الذي لا بد لنا منه ويجب ان يكون نصب أعيننا 25 00:03:50,470 --> 00:03:55,420 قبل [تحملنا] للمسؤولية وأثناءها وفي نهايتها 26 00:03:56,850 --> 00:04:02,570 هو ماذا نفعل لنكون قد عملِنا بواجبنا الإلهي؟ 27 00:04:03,000 --> 00:04:14,020 وهذا ما يضمن لنا عبوديتنا وإخلاصنا وأفعالنا وأعمالنا الصالحة 28 00:04:16,120 --> 00:04:21,550 هذا هو الواجب الذي لا بد أن يوليه المسؤولون اهتماماً بالغاً 29 00:04:21,720 --> 00:04:29,420 حسنٌ، هذه الأشهر هي فرصة كبيرة، شهر شعبان وشهر رمضان من الفرص الكبرى 30 00:04:29,950 --> 00:04:37,150 إنّ الأدعية الواردة في هذه الأشهر تفتح الطريق أمامنا 31 00:04:38,220 --> 00:04:47,450 إذ لو أردنا، أنا وأنتم، أن نتكلم مع الله ونطالبه بشيء 32 00:04:47,450 --> 00:04:51,500 ونسأله أمراً لما أجدنا ذلك حقاً بصورة صحيحة 33 00:04:52,350 --> 00:05:05,790 غير أن هذه الأدعية تعلّمنا -بأبلغ بيان وأسلوب- ماذا نطلب من الله تعالى وكيف نتحدث إليه 34 00:05:06,140 --> 00:05:13,020 إن هذه المناجاة الشعبانية الشريفة والفقرات المودعة فيها، من البداية إلى النهاية 35 00:05:14,170 --> 00:05:18,600 تمثلُ كل واحدة منها بحراً من المعرفة 36 00:05:20,410 --> 00:05:27,360 بالإضافة إلى أنها تعلّمنا كيفية التحدث إلى الله والطلب منه 37 00:05:28,110 --> 00:05:48,400 اِلهي هَب لي قَلبًا يدنيهِ مِنک شَوقُهُ وَلِسانًا يرفَعُ اِلَيک صِدقُهُ وَ نَظَرًايقَرِّبُهُ مِنک حَقُّه 38 00:05:49,200 --> 00:05:59,340 لاحظوا هذه النقاط الأساسية الثلاث التي جُمعت في فقرة قصيرة من الدعاء 39 00:06:01,560 --> 00:06:08,480 أعطني قلبًا يقربه الشوق منك 40 00:06:10,960 --> 00:06:13,440 شوقٌ لا بد من إيجاده في القلب 41 00:06:15,360 --> 00:06:20,000 إن تلوثنا بالماديات والذنوب 42 00:06:21,920 --> 00:06:30,640 وبحالات الحرص والطمع المتعددة، تُميتُ هذا الشوق في القلب 43 00:06:33,680 --> 00:06:38,840 في المقابل فإن أنسنا بالقرآن والدعاء والنوافل 44 00:06:40,920 --> 00:06:49,480 وتأدية الفرائض بشكل صحيح، يثير هذا الشوق ويُشعِله في القلب 45 00:06:51,960 --> 00:06:58,480 "يدنيهِ مِنك شَوقُهُ"؛ عندها يقوم هذا الشوق بتقريب القلب إلى الله 46 00:07:01,800 --> 00:07:04,720 وَلِسانًا يرفَعُ إِلَيك صِدقُهُ 47 00:07:07,520 --> 00:07:19,840 اللسان الصادق والكلام بصدق ومصداقية يصعد إلى الله 48 00:07:21,400 --> 00:07:27,320 اِلَيهِ يصعَدُ الکلِمُ الطَّيبُ وَ العَمَلُ الصّلِحُ يرفَعُه 49 00:07:30,640 --> 00:07:35,880 فالكلام السليم والصحيح والقول الصادق والحديث الودّي 50 00:07:37,000 --> 00:07:46,560 الذي لا تشوبه شوائب المادة والأنانية وعبادة الهوى، يصعد إلى الله 51 00:07:46,760 --> 00:07:51,200 كلامٌ يصعد إلى الله 52 00:07:53,200 --> 00:07:57,400 وَ نَظَراً يقَرِّبُهُ مِنك حَقُّه 53 00:07:57,400 --> 00:08:06,480 النظرة الحقّة والحقيقية والواقعية للمسائل 54 00:08:08,160 --> 00:08:18,720 لا النظرة الانحيازية والشهوانية والنفعية 55 00:08:19,560 --> 00:08:30,000 فلننظر إلى القضايا من منظار الحق ومناصرة الحق واتباع الحق 56 00:08:32,400 --> 00:08:33,800 عندها سيقترب القلب من الله 57 00:08:34,040 --> 00:08:41,600 انظروا كيف تعلّمنا هذه المناجاة أسلوب الحديث مع الله والطلب منه 58 00:08:42,320 --> 00:08:44,040 المسؤولية ثقيلة 59 00:08:46,200 --> 00:08:55,000 ويتطلّب تحمّلنا وقيامنا بها تمتين هذه العلاقة 60 00:08:55,640 --> 00:09:03,040 وتعزيز هذا الارتباط، وصيانة هذا التواصل يوماً بعد آخر 61 00:09:03,920 --> 00:09:16,520 وهذا هو الهدف من الذكر الدائم، ولهذا كان أداء الصلاة في كل يوم وبصورة دائمة ومستمرة 62 00:09:16,840 --> 00:09:19,560 لئلا نُصابَ بالغفلة 63 00:09:21,000 --> 00:09:26,720 فإن من أكبر النعم الإلهية هي فرض الصلاة علينا 64 00:09:28,320 --> 00:09:36,840 ولو لم تكن الصلاة واجبة علينا لغرقنا في الغفلة 65 00:09:37,640 --> 00:09:42,000 إذ أننا نذكر الله صباحاً حين نستيقظ من النوم 66 00:09:42,440 --> 00:09:47,560 ونذكر الله ظهراً في خضمّ مشاغل الحياة والمعيشة 67 00:09:48,080 --> 00:09:54,120 ونذكر الله ليلاً في نهاية يوم زاخر بالجهد والعمل 68 00:09:54,760 --> 00:10:03,560 بِذكرِ وجهكَ آويتُ إلى فراشي .. وأملاً بلقائك جافيتُ مضجعي 69 00:10:04,160 --> 00:10:10,800 هذا هو البرنامج الذي رُسم لنا 70 00:10:10,920 --> 00:10:18,760 فهل نقوم به ؟ فإن عملنا به سنكون واثقين 71 00:10:18,760 --> 00:10:21,560 من استجابة هذا الدعاء 72 00:10:21,880 --> 00:10:27,080 وسنطمئن بخروجنا من هذه الدار بسلام 73 00:10:27,600 --> 00:10:29,880 وقد ورد في الصحيفة السجادية 74 00:10:29,880 --> 00:10:43,440 اللّهمَّ ... اَمِتنا مُهتَدينَ غَيرَ ضالّينَ طائِعينَ غَيرَ مُستَکرِهينَ تائِبينَ غَيرَ عاصينَ وَ لا مُصِرّين 75 00:10:46,200 --> 00:10:52,800 أمتنا ونحن على هدى. 76 00:10:55,520 --> 00:11:03,680 أمتنا ونحن مُقبلون على ذلك العالم بطوع ورغبة 77 00:11:05,280 --> 00:11:08,560 الكفار والفساق ليسوا على هذه الحالة 78 00:11:09,840 --> 00:11:14,800 حيث تقف الملائكة فوق رؤوسهم قائلين لهم بشدة وغضب: 79 00:11:17,360 --> 00:11:24,560 وأما المؤمنون فقد استقر بالهم من الآخرة ويرحلون إليها بطوع ورغبة 80 00:11:26,560 --> 00:11:32,600 وهم يُغمضون أعينهم عن الدنيا الفانية والزائلة 81 00:11:33,080 --> 00:11:39,000 ويفتحونها على النعم المدهشة التي تُنسيهم دار الدنيا 82 00:11:40,640 --> 00:11:43,200 فإنكم إذا عزمتم على رحلة طيبة 83 00:11:45,200 --> 00:11:55,000 قد يُقلقكم عند موقف السيارات ابنكم أو أخيكم الذي ابتعد عنكم 84 00:11:55,000 --> 00:12:01,570 ولكن بمواصلة السفر ومشاهدة المناظر الخلابة والحياة الجميلة والمتنوعة، يزول عنكم هذا القلق 85 00:12:04,100 --> 00:12:14,120 فإن واجهتم في ذلك العالم رضا الله ورضوانه وجزاءه 86 00:12:14,750 --> 00:12:16,920 نُزُلاً مِن غَفورٍ رَحيم 87 00:12:17,150 --> 00:12:28,000 الآية التي تُليت اليوم وشاهد الإنسان ذلك، ستمحى من ذاكرتنا كل تلك الأمور الموقتة في دار الدنيا 88 00:12:28,040 --> 00:12:32,240 وكل تعلقاتنا التي كنا نرهق أنفسنا من أجل اكتسابها وسننساها كلها 89 00:12:34,350 --> 00:12:39,930 هكذا يجب أن يخرج الإنسان من الدنيا. هذ هو واجبنا 90 00:12:39,930 --> 00:12:45,680 وبالتأكيد فإن هذا الكلام في الدرجة الأولى موجّه لهذا العبد الحقير، لأن مسؤوليتي أكبر منكم 91 00:12:46,030 --> 00:12:51,310 ومشاكلي أكثر، ولكن علينا جميعاً أن ننتبه إلى هذه الأمور ونهتم بها 92 00:12:51,370 --> 00:12:56,060 هذه هي النقطة الأولى التي وددت ذكرها 93 00:12:56,410 --> 00:13:04,720 حسنٌ لقد مضت ثلاثة أعوام على فترة هذه المسؤولية وعلى الفرصة المتاحة لكم 94 00:13:06,920 --> 00:13:13,370 وهذا هو اللقاء الأخير لهذا العبد الحقير معكم أنتم أعضاء المجلس الحالي 95 00:13:15,950 --> 00:13:18,320 اللقاء الرابع والأخير 96 00:13:18,440 --> 00:13:27,630 وهذا يعني أن الوقت والفرصة المؤاتية للخدمة لا تتجاوز السنة 97 00:13:28,840 --> 00:13:32,680 وها هي فرصة الأعوام الثلاثة قد انقضت 98 00:13:34,060 --> 00:13:39,690 وبدأت فترة الجواب وتقديم الحساب 99 00:13:40,810 --> 00:13:47,070 فإنه إذا عُهدت للإنسان مسؤولية وفرغ وخرج منها 100 00:13:47,070 --> 00:13:51,600 عليه أن يقول بعدها ماذا فعل؟ هكذا هي المسؤولية الكبيرة 101 00:13:53,420 --> 00:14:01,280 والسؤال هنا ليس من قبل الناس، لأن الإنسان يمكنه الإجابة عليه بنحو من الأنحاء 102 00:14:01,610 --> 00:14:11,980 بل سؤال الملأ الأعلى، وسؤال من 103 00:14:12,410 --> 00:14:17,790 لا يعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّموتِ ولا فِي الاَرض 104 00:14:19,440 --> 00:14:25,360 وسؤال من هو حاكم على قلوبنا 105 00:14:25,630 --> 00:14:33,660 وعالم بنوايانا فضلاً عن أعمالنا 106 00:14:33,820 --> 00:14:43,500 ولا بد أن يعدّ المرء نفسه وأن نعدّ أنفسنا للإجابة، وأن نبذل جهدنا في ذلك 107 00:14:43,660 --> 00:14:46,490 علماً بأن الله سبحانه وتعالى 108 00:14:47,610 --> 00:14:58,320 غير أن مغفرته ورحمته بعيدة جداً عن أهل الكسل والإهمال واللامبالاة 109 00:14:59,240 --> 00:15:02,080 وقريبة ممن يسعى ويبذل جهده 110 00:15:03,630 --> 00:15:13,310 أن أسيرَ إلى المقصدِ خيرٌ من أن أجلُسَ عاطلاً .. فإن لم أُحقّق المطلوب فقد بذلتُ قصارى جُهديا 111 00:15:16,200 --> 00:15:21,580 اغتنموا هذه السنة المتبقية من هذه الفرصة 112 00:15:23,580 --> 00:15:31,840 إذ أنكم لا تعلمون ولا نعلم أنّ هذه الفرص هل ستتاح لي ولكم ثانية أم لا؟ 113 00:15:33,600 --> 00:15:35,640 فلنغتنم هذه السنة التي تمثل لنا فرصة 114 00:15:35,770 --> 00:15:39,920 بحسب الظاهر هي فرصة؛ الأجل بيد الله 115 00:15:41,840 --> 00:15:45,960 ولنبذل سعينا وجهدنا وجدّنا 116 00:15:47,180 --> 00:15:54,350 بنفس تلك المعايير والموازين، وهي ميزان مراعاة الحق الإلهي 117 00:15:55,370 --> 00:16:04,280 واللسان الصادق، والرؤية الحقة، والقلب المشتاق. فلنتحرك وفق هذه هي الموازين 118 00:16:06,800 --> 00:16:12,220 بحمدالله،لقد تم خلال هذه الأعوام الثلاثة القيام بالعديد من الاعمال الجيدة 119 00:16:12,720 --> 00:16:18,160 والتي ذكرها رئيس المجلس المحترم خلال تقريره 120 00:16:18,160 --> 00:16:22,700 الذي عرضه في كلمته اليوم 121 00:16:22,750 --> 00:16:26,380 وكنت قد شاهدت التقرير المدوّن في هذا الشأن 122 00:16:26,810 --> 00:16:33,630 حيث تم إنجاز أعمال هامة مقرونة إن شاء الله بنية صادقة وصالحة 123 00:16:34,330 --> 00:16:39,710 ونية التقرب إلى الله، وهي دون شك مرضية عند الله سبحانه وتعالى 124 00:16:40,120 --> 00:16:45,610 وكلنا أمل إن شاء الله أن تكون الأعمال التي أنجزتموها، والقرارات التي اتخذتموها 125 00:16:45,720 --> 00:16:54,750 والمعاهدات التي وقّعتموها والقوانين التي وضعتموها لصالح الشعب والبلد والإسلام والمسلمين 126 00:16:56,640 --> 00:17:05,150 وأن تكون قوانين ثابتة قوية، وأن يتم تنفيذها، وأن تترك أثرها في المجتمع 127 00:17:05,400 --> 00:17:10,810 وأن يلمس الناس آثار عملكم إن شاء الله 128 00:17:11,520 --> 00:17:13,710 فإن هذا هو الأمل الذي نحمله 129 00:17:14,600 --> 00:17:18,240 هذه هي النقاط الرئيسية التي وددت أن أعرضها عليكم 130 00:17:18,750 --> 00:17:26,000 وفي الحقيقة فقد نصحت نفسي بلسان نصيحتكم 131 00:17:26,600 --> 00:17:32,080 عسى أن تتأثر قلوبنا بهذه الكلمات إن شاء الله 132 00:17:32,080 --> 00:17:37,520 وأن نوفق للعمل بواجباتنا. وهناك وصايا عدة أطرحها عليكم 133 00:17:37,720 --> 00:17:43,870 الوصية الأولى تتعلق بطريقة سلوك الأصدقاء 134 00:17:44,170 --> 00:17:47,850 من السادة والسيدات في هذه السنة الأخيرة 135 00:17:48,190 --> 00:17:54,540 فاحذروا من أن يؤثر عامل الانتخابات القادمة في آخر هذه السنة 136 00:17:56,160 --> 00:18:04,600 على اسلوب عملكم وإنجاز مهامكم خلال هذه السنة، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية 137 00:18:06,880 --> 00:18:13,120 فلا تكونن أعمالكم وأقوالكم وموافقتكم 138 00:18:13,840 --> 00:18:24,160 ومخالفتكم وخطابكم تحت تأثير الانتخابات التي تُجرى في آخر السنة 139 00:18:26,320 --> 00:18:29,680 بل افترضوا عدم وجود مثل هذه الانتخابات 140 00:18:29,920 --> 00:18:41,840 واجعلوا الحق معياراً لكم في هذه السنة المتبقية؛ هذه هي النقطة الأولى 141 00:18:44,560 --> 00:18:48,720 والوصية الثانية ترتبط بالخطة السادسة 142 00:18:49,200 --> 00:18:55,640 فلابد من إيلاء بالغ الاهتمام والتدقيق بهذه الخطة التي تمر سياساتها في المراحل النهائية 143 00:18:55,640 --> 00:19:13,120 وسيتم إبلاغها قريباً إلى الأجهزة المختلفة إن شاء الله 144 00:19:14,600 --> 00:19:26,920 السنة الأخيرة من المسؤولية غالباً ما تبتلى بآفة الملل والتبرم 145 00:19:28,680 --> 00:19:32,440 وهذا لا يختص بكم بل يشمل الحكومة أيضاً 146 00:19:33,600 --> 00:19:38,240 حيث يصاب المرء في آخر عمله بحالة من الفتور والملل 147 00:19:39,320 --> 00:19:47,040 فلا ينبغي أن تطال هذه الآفة الخطة السادسة، لأنها خطة مهمة 148 00:19:49,240 --> 00:19:55,640 وأنتم تشرّعون القوانين فيها لخمس سنوات قادمة في البلد 149 00:19:56,360 --> 00:19:59,840 وقد تكونون حينها نوابا أو لا تكونون 150 00:20:00,880 --> 00:20:13,400 غير أن قانونكم سيكون باقياً، والحكومات مكلّفة باتباع هذا القانون، وحياة الناس تتأثر به 151 00:20:13,680 --> 00:20:19,760 فاعمدوا إلى تدوين هذا القانون بهذه النظرة في جميع القطاعات 152 00:20:20,360 --> 00:20:24,800 القطاعات الاقتصادية والثقافية والخدماتية 153 00:20:24,800 --> 00:20:28,760 والصحية والعلاجية والدفاعية والأمنية وأمثالها 154 00:20:29,190 --> 00:20:36,300 ولا يستوليّن عليكم الضجر والملل في تدوين قوانين الخطة السادسة 155 00:20:36,770 --> 00:20:49,410 والوصية الأخرى هي قضية التعامل مع السلطات الاخرى ولاسيما مع الحكومة 156 00:20:49,650 --> 00:20:55,500 التي تتولى مسؤولية ودور من يقف وسط الحلبة 157 00:20:56,520 --> 00:21:01,700 والذين يعرفون الرياضة التراثية (الفتوة) يجب أن ينتبهوا بدقة إلى ما نقول 158 00:21:01,950 --> 00:21:09,980 حسن،الجميع يمارسون الرياضة ويشاركون في اللعبة، لكن أنظارهم متجهة نحو من يقف في وسط الحلبة 159 00:21:12,090 --> 00:21:20,700 فإذا كان أداء الحكومة قوياً وجيداً وناجحاً 160 00:21:21,260 --> 00:21:26,450 ستتحرك سائر الأجهزة –بشكل إختياري او عفوي - في المسار الصحيح بصورة تلقائية 161 00:21:27,100 --> 00:21:34,330 هذا هو وضع وموقع الحكومة. ومن هنا فإن التعامل الإيجابي مع الحكومة باعتقادنا هو أمرٌ ضروري 162 00:21:34,850 --> 00:21:42,500 بل مع جميع السلطات و الأجهزة المختلفة في البلد، لا سيما مع السلطة التنفيذية ومع الحكومة 163 00:21:43,000 --> 00:21:47,120 فإن هذا التعامل يجسّد حقيقة 164 00:21:47,220 --> 00:21:53,020 ما ذكرناه في بداية السنة لجميع أبناء الشعب ولكم : 165 00:21:55,370 --> 00:22:00,300 علماً بأن هذه الوصية لا تختص بكم، بل أوصي الحكومة 166 00:22:01,220 --> 00:22:07,020 ورئيس الجمهورية المحترم والوزراء بها أيضاً 167 00:22:08,070 --> 00:22:11,170 لكن هذا التعامل الإيجابي واجب و ضروري لكم بالتأكيد 168 00:22:11,300 --> 00:22:14,800 حسنٌ، إن أردنا تحقيق هذا النوع التعامل من العلاقة 169 00:22:15,150 --> 00:22:20,270 فإن هذا الامر يستلزم مراعاة بعض النقاط التي أطرحها عليكم 170 00:22:22,070 --> 00:22:25,820 النقطة الأولى هي أن هذا التعامل مرهون بحُسن الظن 171 00:22:26,500 --> 00:22:31,470 ولو ساد سوء الظن في ما بين الطرفين لما تحقق التعامل المطلوب 172 00:22:32,550 --> 00:22:38,700 فلو أراد شخصان أن يتعاونا في ما بينهما 173 00:22:39,920 --> 00:22:47,020 وبنى أحدهما هذا التعاون من البداية على أساس أن الطرف الآخر يريد طعنه من الخلف، لا يمكنهما الاستمرار 174 00:22:50,200 --> 00:22:55,070 فإن التعامل القائم على أساس سوء الظن تعامل غير ممكن وغير مثمر 175 00:22:57,600 --> 00:23:00,720 يجب أن يترافق مع حسن الظن 176 00:23:00,820 --> 00:23:11,050 ومن دونه يتعذر تحققه 177 00:23:11,050 --> 00:23:17,120 علماً بأن حسن الظن لا يعني سرعة التصديق والانخداع 178 00:23:18,720 --> 00:23:24,550 بل لابد أن نتوخى الحيطة والحذر، وهذا هو واجب في عنق الإنسان باستمرار وفي كل مكان وفي كل شيء 179 00:23:27,420 --> 00:23:33,170 فإني لا أوصي أحداً بسرعة التصديق والسذاجة مثلا 180 00:23:33,550 --> 00:23:36,220 لكن لا ينبغي في الوقت ذاته قيام العمل على أساس سوء الظن 181 00:23:37,620 --> 00:23:46,300 فلا يمكننا أن نتهم الطرف الآخر منذ البداية بالمخالفة 182 00:23:46,970 --> 00:23:51,870 أو المساومة أو الخيانة 183 00:23:51,870 --> 00:23:55,600 أو سوء الأداء أو الاستغلال الشخصي 184 00:23:55,950 --> 00:24:01,250 لا يمكن انجاح التعامل من خلال هذه النظرة 185 00:24:01,800 --> 00:24:07,850 بل لابد أن تكون النظرة إيجابية. هذه هي النقطة الأولى في باب التعامل 186 00:24:11,550 --> 00:24:18,520 والنقطة التالية هي أن لا يكون التعامل بمعنى الابتزاز 187 00:24:20,170 --> 00:24:23,220 فالحدّ الفاصل بينهما حدّ ضيق 188 00:24:23,900 --> 00:24:27,200 وتعلمون أني كنت نائباً في المجلس أيضاً 189 00:24:27,900 --> 00:24:32,570 وأحمل تجربتكم نفسها 190 00:24:35,750 --> 00:24:39,470 وكنت في الحكومة أيضا وأحمل تجربتهم 191 00:24:40,970 --> 00:24:49,220 والتعامل الذي نتحدث عنه، لا يعني أن يجري بين النائب والوزير نوع من الابتزاز 192 00:24:50,450 --> 00:24:56,920 فلا يقول أحدهما للآخر مثلاً: 193 00:24:57,270 --> 00:25:08,850 بل على كلا الطرفين - النائب والوزير - أن ينظرا إلى الوظيفة القانونية وإلى مصالح البلد 194 00:25:09,820 --> 00:25:13,020 وإلى أنهما في محضر الله 195 00:25:13,920 --> 00:25:22,820 فلابد أن يكون التعامل مبنيّاً على هذا الأساس. وهذه نقطة أخرى، فلا ينبغي الخلط بين التعامل وبين الابتزاز 196 00:25:25,550 --> 00:25:29,700 والنقطة التي تليها في باب التعامل هي 197 00:25:30,650 --> 00:25:37,600 تجنّب الإساءة للوزراء وإهانتهم في المجلس ولا سيما في اللجان النيابية 198 00:25:37,870 --> 00:25:44,550 فإن بعض الوزراء المحترمين يشتكون إليّ 199 00:25:44,550 --> 00:25:51,720 بأننا حين نذهب إلى اللجان يواجهوننا بلهجة مهينة! 200 00:25:54,320 --> 00:25:57,450 وإني أعتقد بالطبع أن الجميع إخوة 201 00:25:57,670 --> 00:26:03,900 فلا ينبغي من ذلك الجانب أن تسود النظرة السلطوية 202 00:26:04,520 --> 00:26:11,320 بأن نقول إننا أعضاء الحكومة ولنا مكانتنا وعلى الجميع أن يخضع ويخشع أمامنا 203 00:26:11,720 --> 00:26:18,750 وهذا مرفوض بالتأكيد، ولكن في المقابل أيضاً لا ينبغي أن تسود نظرة التحقير والإهانة 204 00:26:20,070 --> 00:26:23,620 وأنّ "أمرك بيدي" وإني "أُذيقك الأمرّين" 205 00:26:24,620 --> 00:26:30,420 فإن هذه النظرة أيضاً خاطئة، ولا بد أن يقوم التعامل على أساس الاحترام والأدب 206 00:26:31,850 --> 00:26:37,420 والأدب ضروري في جميع المراحل 207 00:26:40,300 --> 00:26:46,470 وهذه أيضاً نقطة أخرى. إذن فالوصية الثالثة تختص بمسألة التعامل 208 00:26:48,270 --> 00:26:52,550 والوصية الرابعة هي قضية الاقتصاد المقاوم الهامة 209 00:26:55,720 --> 00:27:01,720 ولحسن الحظ يوجد هناك وحدة في اللسان والبيان على قضية الاقتصاد المقاوم في البلد 210 00:27:02,200 --> 00:27:09,750 غير أن المشكلة تكمن في اتحاد القلوب، إن وجود وحدة اللسان واللغة المشتركة وفقدان وحدة القلوب مسألة تثير القلق 211 00:27:12,020 --> 00:27:19,770 إنّ لغة القلوب هي لغة أخرى، وحدة القلب خيرٌ من وحدة اللسان 212 00:27:22,150 --> 00:27:31,350 ربّ هندي وتركي متحدان ... وربّ تُركيين متباعدان 213 00:27:32,500 --> 00:27:37,670 إنّ لغة القلوب هي لغة أخرى، وحدة القلب خيرٌ من وحدة اللسان 214 00:27:38,000 --> 00:27:43,170 حسناً؛ فإن وحدة اللسان متوفرة ولكن لابد من توحيد القلوب أيضاً 215 00:27:43,300 --> 00:27:50,000 أي لابد من الإيمان بقضية الاقتصاد المقاوم بكل قوة 216 00:27:50,650 --> 00:27:58,150 فلنؤمن بأن مفتاح حلّ مشاكل البلد يكمن في الداخل 217 00:27:59,300 --> 00:28:05,670 وعموده الفقري هو تعزيز الإنتاج المحلي. والخطوة التي بادرتم إليها 218 00:28:05,770 --> 00:28:10,470 من وضع قانون رفع موانع الإنتاج؛ لهي خطوة جيدة 219 00:28:11,700 --> 00:28:16,170 وسمعتُ - كما أفاد التقرير الذي بلغني - بأن عملكم هذا مبني على دراسة علمية جيدة 220 00:28:17,870 --> 00:28:21,720 لابد من متابعة هذه الأمور، وعلى الجميع أن يؤمنوا بهذه القضية 221 00:28:21,850 --> 00:28:32,070 إني أعتقد بأننا لو استطعنا تعزيز الإنتاج في الداخل 222 00:28:32,370 --> 00:28:38,220 وتوظيف الطاقات الذاتية بكل ما للكلمة من معنى 223 00:28:38,920 --> 00:28:44,170 لسهلت معالجة القضايا الخارجية، وتيسّر حلّ قضية الملف النووي 224 00:28:45,200 --> 00:28:49,770 حسنٌ، لقد أضحى هذا الملف معقداً 225 00:28:51,300 --> 00:29:00,200 هناك طرقٌ لمعالجته وهي مرهونة بتعزيز قوتنا الذاتية الداخلية 226 00:29:01,000 --> 00:29:05,470 فلو تم إرساء الدعائم الداخلية لتيسّرت معالجة تلك القضية 227 00:29:07,470 --> 00:29:11,170 بالإضافة إلى القضية النووية هناك مسلسلات أخرى بانتظارنا! 228 00:29:12,350 --> 00:29:18,450 فإن قضايانا مع الغرب ومع أمريكا ومع الصهيونية 229 00:29:19,170 --> 00:29:24,420 ومع مستبدي الاقتصاد في العالم لا تتلخص في القضية النووية 230 00:29:24,420 --> 00:29:30,020 وهذه ليست قضيتنا الوحيدة، بل ستتبعها قضايا أخرى من قبيل حقوق الإنسان وأمثالها 231 00:29:31,520 --> 00:29:37,250 العديد من الذرائع. وستتيسر معالجة كل هذه القضايا، ولا أقول بصورة تلقائية 232 00:29:37,300 --> 00:29:42,750 بل تحتاج إلى عمل دؤوب، ولكن سيسهل حلّ تلك القضايا 233 00:29:43,170 --> 00:29:49,870 إذا ما استطعنا تمتين قوانا الذاتية وقدراتنا الداخلية 234 00:29:50,850 --> 00:29:57,100 عليكم أن تلحظوا قضية الاقتصاد المقاوم بشكل كامل خلال إعداد قانون الخطة السادسة 235 00:29:58,520 --> 00:30:03,270 وقانون ميزانية العام الإيراني المقبل 1395هـ.ش (2016) 236 00:30:04,370 --> 00:30:08,670 لقد تم إبلاغ سياسات الاقتصاد المقاوم، وأنجزت الأجهزة الحكومية أعمالاً كثيرة 237 00:30:09,470 --> 00:30:18,120 وقُطعت بعض الخطوات، ولكن انظروا أين يكمن الفراغ في هذا الجدول 238 00:30:19,120 --> 00:30:26,950 فإنكم بالتالي إذا ما أردتم أن تصفوا دواءً كعلاج شاف للمرض الفلاني 239 00:30:27,100 --> 00:30:32,820 وكان هذا الدواء يتكوّن مثلاً من خمسة أجزاء، وفُقد جزءٌ واحدٌ من تلك الأجزاء الخمسة 240 00:30:32,820 --> 00:30:40,020 فقد فَقَدَ الدواء تأثيره بأكمله رغم وجود الأجزاء الأربعة الأخرى 241 00:30:42,050 --> 00:30:44,900 إذ لابد أن تتوافر جميع هذه الأجزاء ليتمكن الإنسان من توقع الشفاء والنتيجة المرجوّة 242 00:30:45,150 --> 00:30:49,620 فابحثوا عن الخانات الفارغة في هذا الجدول 243 00:30:50,470 --> 00:30:58,950 والقطعة الناقصة - من هذه "البازل" كما يقول المتغربون - لملئها 244 00:31:00,200 --> 00:31:10,020 تابعوا هذه المسألة في مناقشة قانون الخطة السادسة وميزانية العام المقبل ودققوا فيها بالكامل 245 00:31:10,400 --> 00:31:16,650 حسنٌ، إنني أعرف ما يكرره إخواننا في الحكومة 246 00:31:17,320 --> 00:31:22,170 قائلين إنكم تطالبوننا بكذا وكذا ولكننا نعاني من نقص في المصادر والموارد 247 00:31:22,620 --> 00:31:26,420 أجل، أنا أعرف أننا نعاني من قلة المصادر 248 00:31:27,800 --> 00:31:33,620 وقد ترك الحظر أثره في هذا المجال دون شك 249 00:31:33,800 --> 00:31:37,470 ولكن إذا واجه الإنسان نقصاً في المصادر ما الذي عليه أن يفعل؟ 250 00:31:38,820 --> 00:31:45,300 هل يضرب بيديه على رأسه ويرفع صوته بالأنين والنحيب؟ كلا، بل ابحثوا عن الحلّ والعلاج 251 00:31:45,300 --> 00:31:50,500 فهناك سبل للحل، ومنها التوفير والاقتصاد، إقتصدوا 252 00:31:51,400 --> 00:31:58,000 ومراعاة الأولويات في تقسيم وتوزيع المصادر الداخلية؛ هذه سبل العلاج 253 00:31:59,320 --> 00:32:08,620 لا يوجد طريق مسدود، فإن نقص المصادر مشكلتنا، وليست تلك العقدة العصية على الحلّ 254 00:32:09,150 --> 00:32:12,900 بل هي مشكلة لابد من حلها، ولها حلول 255 00:32:13,720 --> 00:32:20,270 فإننا أحياناً نقوم بإنفاق الأموال في أماكن لا ينبغي الإنفاق فيها 256 00:32:20,620 --> 00:32:25,820 وأنا أعرف عن كثب بعض الأجهزة والمؤسسات 257 00:32:26,600 --> 00:32:33,970 التي ضاعفت من خدماتها 258 00:32:34,070 --> 00:32:38,600 دون أية زيادة في الميزانية 259 00:32:41,570 --> 00:32:48,000 وذلك من خلال الإدارة الصحيحة، والنظرة السليمة، والحدّ من المصاريف الزائدة 260 00:32:49,000 --> 00:32:54,750 وهذا بالطبع يشمل الحكومة والمجلس والقوات المسلحة 261 00:32:56,050 --> 00:33:01,270 وهذه الحالة موجودة في غير القوات المسلحة أيضاً،غير أن بعض قطاعات القوات المسلحة 262 00:33:02,000 --> 00:33:08,170 ضاعفت من قدراتها وأدائها دون أن يضاف شيء إلى ميزانيتها 263 00:33:09,300 --> 00:33:10,770 وهذا يدل على أنه أمرٌ ممكن التحقق 264 00:33:12,820 --> 00:33:22,870 فلا ينبغي أن تصبح قلّة المصادر ونقصها ذريعة لأن نقول: لا يوجد إمكانية للعمل؛ كلا 265 00:33:23,620 --> 00:33:28,020 فلو تمّ مراعاة الانضباط المالي لأمكن معالجة كل شيء 266 00:33:28,370 --> 00:33:33,750 ومنها قلة المصادر. وأكرر بالطبع أن الانضباط المالي هذا لا يختص بالحكومة 267 00:33:33,750 --> 00:33:40,370 بل يشمل المجلس وسائر الأجهزة أيضاً، فعلى الجميع مراعاة هذه المسألة 268 00:33:42,420 --> 00:33:51,520 والمسألة الأخرى التي أتطرق لها، ترتبط بالمواقف المبدئية لمجلس الشورى الإسلامي 269 00:33:51,900 --> 00:33:55,900 فإن مواقف المجلس المبدئية جيدة ولله الحمد 270 00:33:56,700 --> 00:34:00,820 وقد أشار رئيس المجلس المحترم إلى هذه القضية، وهو كذلك بالفعل 271 00:34:00,820 --> 00:34:09,570 فإني أسمع وأرى وأشاهد أن المواقف التي تُتخذ في المجلس بشأن القضايا الأساسية والمبدئية 272 00:34:10,220 --> 00:34:17,200 والتي تدخل في المباني الرئيسية للنظام والثورة الإسلامية 273 00:34:18,120 --> 00:34:25,900 مواقف مقبولة وإيجابية ومتقدمة بالكامل في بعض المواطن 274 00:34:26,120 --> 00:34:28,650 وهذا ما ينبغي أن تتسم به جميع المجالس 275 00:34:29,320 --> 00:34:37,700 إذ لا بد أن يكون مجلس الشورى الإسلامي صرحاً مشيداً لعرض المواقف المبدئية 276 00:34:37,700 --> 00:34:46,520 والمعيار في ذلك كلمات الإمام الخميني ووصيته وأقواله المجموعة ضمن عشرين جزءاً ونيّف 277 00:34:46,900 --> 00:34:56,870 فلننظر ما هو السلوك والتوجه الذي ترسمه لنا أقوال الإمام 278 00:34:57,200 --> 00:35:04,320 تجاه الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية 279 00:35:05,150 --> 00:35:10,270 ولنثبت على هذه المواقف؛ هذا هو النهج الذي لا بد أن ينتهجه المجلس 280 00:35:12,670 --> 00:35:28,050 فإذا ما تحقّق فلن نبتلى أبدا بالانزلاق في الهاوية السحيقة لنظام الهيمنة 281 00:35:30,200 --> 00:35:37,420 ولن نسقط في مثل هذا المزلق المهلك 282 00:35:38,020 --> 00:35:43,000 وإلا فالأخطار كثيرة في هذا المجال 283 00:35:44,150 --> 00:35:49,600 النقطة الأخيرة هي أن مواقفنا بشأن القضايا النووية 284 00:35:50,100 --> 00:35:57,170 هي ذاتها التي أعلنّاها وذكرناها على الملأ العام 285 00:35:57,270 --> 00:36:04,500 علماً بأن هناك مسائل لا يُفصح المرء عنها علانية، وإنما يذكرها بشكل خاص 286 00:36:04,720 --> 00:36:07,670 وثمة مواردٌ من هذا القبيل، فإنه 287 00:36:08,400 --> 00:36:10,470 " ليس كل ما يُعلم يُقال" 288 00:36:10,720 --> 00:36:13,620 بيد أن الأمور التي ذُكرت في العلن 289 00:36:13,620 --> 00:36:18,070 هي نفسها التي تم إبلاغها بحذافيرها للمسؤولين 290 00:36:19,450 --> 00:36:27,000 بصورة شفهية ومكتوبة، وهي مواقف النظام الأساسية 291 00:36:27,900 --> 00:36:33,670 ونحن نعتقد بأن إخواننا يبذلون جهودهم ومساعيهم ويتعرّق جبينهم من العمل في هذا المجال 292 00:36:34,620 --> 00:36:41,220 ويجب عليهم بمشيئة الله وبعقد الأمل والتوكل عليه 293 00:36:41,550 --> 00:36:43,470 أن يثبتوا على هذه المواقف 294 00:36:45,070 --> 00:36:52,150 وأن يتمكنوا من تحقيق ما هو مصلحة البلد ومصلحة النظام إن شاء الله 295 00:36:52,320 --> 00:36:57,550 نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقكم 296 00:36:58,050 --> 00:37:04,850 لاغتنام هذه الفرصة الجيدة من أجل نيل مرضاته 297 00:37:05,100 --> 00:37:07,670 والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته‌