موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه المسؤولين عن شؤون الحج وجمعاً من زوّار بيت الله الحرام:

حج هذا العام هو حج البراءة من العدو الصهيوني المجرم وحماته

 

 

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال إستقباله صباح اليوم (الإثنين: 2024/5/6) المسؤولين والقائمين على شؤون الحج وحشداً من زوّار بيت الله الحرام، أن ذكر الباري تعالى و"الوحدة والتواصل بين المسلمين" من أهم العناصر الروحية والإجتماعية في فريضة الحج، وأشار سماحته إلى حادثة غزة العظيمة وجرائم الكيان الصهيوني السفّاك وأضاف: في ظل الآيات القرآنية وتعاليم واسم النبي إبراهيم المبارك (ع)، فإن حج هذا العام يجب أن يكون حج البراءة من عدو المسلمين المجرم ومن حماته، أكثر مما كان في الأعوام الماضية.

وخلال هذا اللقاء الذي جرى في حسنية الإمام الخميني (رض) على أعتاب بدء موسم الحج، قال سماحة آية الله الخامنئي: الحج فريضة متعددة الأبعاد في الجانب المادي والروحي، حيث في البعد الباطني ان ذكر الله "كمصدر الحياة الحقيقي والعزيمة والقرارات الفردية والاجتماعية والوطنية" هو من أبرز مراحل الحج.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى النقطة البارزة في البعد الاجتماعي للحج وهي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم البعض وأضاف: إن فلسفة دعوة الله لجميع الناس للتواجد في مكان محدد وفي أيام محددة هي تعرّف المسلمين على بعضهم البعض والتفكير معا واتخاذ قرارات مشتركة، حتى تنفع نتائج الحج المباركة، العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء، مؤكدا: أن العالم الإسلامي اليوم يعاني من فجوة كبيرة في مجال اتخاذ القرار المشترك".

واعتبر سماحته تجاهل الاختلافات القومية والدينية والعرقية مقدمة ضرورية للوحدة، وأضاف: إن التجمع الضخم والموّحد لأتباع جميع الفرق والمذاهب الإسلامية من جميع الجنسيات، هو مظهر واضح للجانب الاجتماعي والسياسي للحج، وبالطبع، ضرورة التغلب على الخلافات والقضايا الخلافية لا تقتصر على الحج، وقد تم التأكيد على ضرورة وحدة المسلمين وتعاطفهم بينهم في العديد من الآيات القرآنية.

وأشار سماحته إلى أن فريضة الحج يجب أن تحمل إسم النبي إبراهيم المبارك وتعاليم ذلك النبي العظيم، معتبرا البراءة من أعداء دين الله من التعاليم الإبراهيمية القيّمة وأضاف: منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران، أصبحت البراءة، ركيزة أساسية في مراسم الحج، ولكن، نظرا لما يحدث في غزة ووفقا لتعاليم سيدنا ابراهيم، فان حج هذا العام هو حج إعلان البراءة كما كان الحال في الأعوام الماضية، ولكن براءة هذا العام أخص مما كان في الاعوام الماضية.

وأضاف سماحته: إن ما يحدث في غزة، من وحشية الكلب المسعور الصهيوني والكشف عن الوجه المصاص للدماء للحضارة الغربية، إلى جانب مظلومية شعب غزة ومقاومتها، هو مؤشر ضخم سيبقى في التاريخ وسيبيّن الطريق لمستقبل البشرية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: النبي إبراهيم(ع) الذي كان رحيما ورؤوفا ويستشفع لقوم لوط، ويستغفر للعاصين، ويؤمن بالإحسان إلى الكفار الذين لا يحاربون، يقف في مكان آخر بشكل حاسم ويُعلن عن براءته ويقول في القرآن: "إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ" و"وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ" مَن المقصود في هذا الكلام، الذين يقومون بالمحاربة.

وأشار سماحته إلى قوله تعالى في القرآن الكريم "إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ"، وأوضح سماحته: ينهانا الله تبارك وتعالي في هذه الآية الكريمة عن إقامة أية علاقة وصداقة مع هؤلاء المجرمين، وهذا يعني يجب ان تكون بيننا وبينهم العداوة.

وقال سماحة آية الله الخامنئي: مَن في العالم اليوم يعادي المسلمين ويحاربهم ويقتلهم، مَن الذي يُخرج المسلمين من الرجال والنساء والأطفال من منزله وبلده، فهل يمكن وصف العدو الصهيوني في القرآن بشكل أوضح من هذا؟ العدو ليس فقط الصهاينة، بل "وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ" أي أولئك الذين يساعدونه، مَن يُساعد الصهاينة اليوم، لولا مساعدة أمريكا، هل كان لدى الكيان الصهيوني القوة والجرءة على معاملة المسلمين، رجالاً ونساءً وأطفالاً بهذه الوحشية في هذه المساحة المحدودة... فإذن لا يمكن التعامل بلطف مع القاتل وداعميه ومن يؤيد القتل، ومَن يهدم البيوت، قوله تعالى: "وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".

وشدد سماحته: إن من يمد يد الصداقة إلى هؤلاء هم الظالمون، وقوله تعالى "أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" يصدُق عليهم. هذا هو نص القرآن وآياته الكريمة، فإذن إن براءة هذا العام أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى، وحج هذا العام هو حج البراءة، ويجب على الحجاج ان يكونوا قادرين على نقل المنطق القرآني للبراءة إلى العالم الإسلامي بأكمله، مؤكدا: بالطبع الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر الآخرين، ولكن إذا جاءت الأيادي القوية للدول والحكومات الإسلامية للمساعدة والمرافقة، فإن حالة الشعب الفلسطيني المؤسفة لن تستمر.

وأعرب سماحته عن شكره وتقديره لخدمات وأنشطة البعثة ومنظمة الحج وسائر الأجهزة الداعمة لأداء فريضة الحج، مؤكداً في خطابه لهم: قوموا بالتخطيط لراحة الحجاج الإيرانيين وتنفيذ فريضة الحج المبرور والمقبول بطريقة تسد الفجوة بين الوضع القائم والمطلوب.

وفي بداية هذا اللقاء، تحدّث حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الفتاح نوّاب، ممثل ولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة ورئيس بعثة الحجاج الإيرانيين، مؤكداً أن شعار حج هذا العام هو "الحج؛ القرآن المحور، تآلف واقتدار الأمة الإسلامية والدفاع عن فلسطين المضطهدة"، وأضاف: الحج الإبراهيمي يشكّل أرضية لتعليم التربية الذاتية وكذلك محاربة الطواغيت والدفاع عن المظلومين.

كما أشار السيد عبّاس حسيني، رئيس منظمة الحج والزيارة إلى تشرّف 87550 حاجاً إيرانياً هذا العام، وتحدّث عن برامج وأنشطة المنظمة في مجال تحسين جودة الخدمات الصحية والإسكان والتغذية والنقل، فضلاً عن إطلاق زيارات العمرة المفردة بعد 9 سنوات من التوقف، ما يوفر للمشتاقين امكانية زيارة بيت الله الحرام.

700 /