موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

الإمام الخامنئي يلتقي أعضاء مجلس خبراء القيادة بعد مؤتمرهم السابع عشر

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الخميس 12/03/2015 م رئيس و أعضاء مجلس خبراء القيادة، و اعتبر تحقيق الإسلام الكامل إرادة الله تعالى و الهدف الأساسي من نظام الجمهورية الإسلامية، و أشار إلى ضرورة عرض الإسلام الأصيل مقابل محاولات المستكبرين إشاعة التخويف من الإسلام بين الشعوب مؤكداً: في دراسة أسباب و حلول التحديات القائمة يجب تحاشي النظرة السطحية و العثور على جذور القضايا لإدارتها منطقياً.
و أشار سماحته إلى شخصية آية الله الشيخ محمد يزدي الرئيس الجديد لمجلس خبراء القيادة و سوابقه و خدماته، و اعتبر انتخابه رئيساً جديداً لمجلس خبراء القيادة انتخاباً مناسباً و في محله منوهاً: هذه الانتخابات أقيمت بصورة رصينة جداً و من دون لغط جانبي، و بوسعها أن تمثل نموذجاً يحتذى لسائر الأجهزة و المؤسسات.
و استشهد آية الله العظمى السيد الخامنئي بآيات متعددة من القرآن الكريم معتبراً الاهتمام بكافة أركان الدين و أحكامه مطلباً إسلامياً، و أضاف مؤكداً: ليس لدينا في المعارف الإسلامية شيئاً اسمه دين الحد الأدنى، و ينبغي أن يكون هدفنا تحقيق كل جوانب الإسلام و جميع مقاصد الدين المبين، و يجب في هذا السياق بذل المساعي و التحركات اللازمة نحو الأمام.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ضرورة الحفاظ على كل أبعاد الإسلام و تعزيزها على مستوى «الشكل» و «المضمون» مردفاً: الحفاظ على مضمون الإسلام بمعنى أن يكون الإسلام هدفاً و مثالاً في كل المجالات، و التي تشكل الحركة العامة للبلاد و الشعب و المسؤولين، و البرمجة لأجل ذلك برمجة نازعة نحو الكمال، كما ينبغي أن يسير الجميع في هذا المسار.
و اعتبر سماحته العتاة العالميين المعارضين الأصليين للتحرك نحو تحقيق الإسلام الكامل مضيفاً: إشاعة التخويف من الإسلام من قبل الأجهزة الإعلامية و السياسية للصهاينة علامة خوفهم من زوال مصالحهم غير المشروعة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى بعض كلمات أعداء النظام الإسلامي حيث يقولون إنهم يسعون إلى تغيير سلوك الجمهورية الإسلامية و ليس إلى تغيير نظام الجمهورية الإسلامية مردفاً: تغيير سلوك النظام الإسلامي معناه أن يتنازل شعب إيران عن اللوازم الحتمية للتحرك نحو تحقيق مثله و مبادئه و تطبيق الإسلام، و هذا هو في الواقع نفس تغيير النظام و القضاء على مضمون الدين في الحركة العامة للنظام الإسلامي، و هو هدف ينشدونه عن ذلك الطريق.
و أكد سماحته على ضرورة تجنب التعامل المنفعل مع ظاهرة «التخويف من الإسلام» مضيفاً: التخويف من الإسلام هو في الحقيقة ترجمة لخوف العتاة الدوليين و اضطرابهم من الإسلام السياسي و الإسلام ذي الدور في حياة الشعوب، و الذي رفع شعب إيران بثورته الإسلامية رايته و عزّزه و كرّسه.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن تبديل التخويف من الإسلام من تهديد إلى فرصة أمر ممكن تماماً، و أضاف يقول: المساعي المستمرة لتخويف الشعوب و الشباب من الإسلام، تطرح هذا السؤال بقوة أمام الرأي العام العالمي: ما هو سبب كل هذه الهجمات على الإسلام؟
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال عن طريق عرض الإسلام الأصيل تنطوي على ما لا نهاية له من البركات و الخيرات، و أردف قائلاً: علينا استخدام كل قدراتنا و طاقاتنا في هذا السبيل.
و لفت سماحته مبيناً مميزات الإسلام الأصيل: عرض الإسلام المناصر للمظلوم و المعادي للظالم يثير بهجة و هياج الشباب في كل أنحاء العالم، و يفهمهم أن للإسلام برامجه العملية لحماية المظلومين و المستضعفين.
و اعتبر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن مناصرة العقلانية و مناهضة السطحية و التحجّر و معارضة الأوهام و الخرافات من الأبعاد الأخرى للإسلام الأصيل مردفاً: ينبغي أن نعرض على العالم الإسلام الملتزم مقابل إسلام اللاأبالية، و الإسلام ذا الدور في حياة الناس مقابل الإسلام العلماني، و إسلام الرحمة بالضعفاء و مجاهدة المستكبرين، و بهذا نبدل مشروع الأعداء الرامي إلى التخويف من الإسلام إلى فرصة للفت انتباه الشعوب إلى الإسلام الأصيل.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه إلى التحديات القائمة بين إيران و أمريكا و بعض البلدان الأوربية، بما في ذلك موضوع الملف النووي، مضيفاً: ينبغي تجنب النظرة السطحية و تمحيص جذور التحديات و المشكلات القائمة، و التوصل بذلك إلى طريق حل منطقي.
و كمثال ملموس أشار سماحته إلى الأضرار الناجمة عن الحظر ملفتاً: التدقيق و التمحيص يدلنا على أن سبب هذه الأضرار التي أصبنا بها هو تبعية البلد للنفط و الاقتصاد الحكومي و عدم مشاركة الناس في الاقتصاد.
و طرح قائد الثورة الإسلامية أسئلة مهمة مضيفاً: لو لم نجعل اقتصاد البلد و حياة الشعب مرتبطين بعائدات النفط، و لو تجنبنا مواصلة خطأ بدايات الثورة بجعل كل الأمور حكومية، و لو أشركنا الناس حقاً في النشاطات الاقتصادية، هل كان العدو سيستطيع إلحاق هذه الأضرار بنا عن طريق الحظر النفطي و الحظر المفروض على الأجهزة الحكومية؟
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: لو محصنا القضايا و عالجناها بهذه الطريقة لتمت معالجة الأمور و لما سمّرنا أعيننا على مودة الأعداء.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كفاءة هذه النظرة العميقة و المنطقية في إدارة التحديات العلنية و الخفية مع الجشعين في العالم، بما في ذلك تحدي الملف النووي، مردفاً: أعضاء الفريق النووي الذي اختاره رئيس الجمهورية المحترم هم للإنصاف جيدون و أمناء و مقبولون و مخلصون و يعملون و يسعون، و لكن مع وجود هؤلاء الإخوة الجيدين فإني قلق لأن الطرف المقابل محتال و مخادع و يطعن بخنجره من الخلف.
و أشار سماحته إلى خطأ شائع فحواه أن الأقوياء لا يحتاجون إلى الحيل و المخادعات، مضيفاً: يتصور البعض أن أمريكا بما لها من قدرة سياسية و اقتصادية و عسكرية لا تحتاج إلى الخداع و الخبث و الإيذاء، و لكن خلافاً لهذا التصور فإن الأمريكان يحتاجون إلى كثير من الحيل و الخداع، و هم يعملون الآن أيضاً بهذه الطريقة، و هذه الحقيقة تقلقنا.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على مراقبة الأساليب الأمريكية ملفتاً: يعمل الأمريكان دوماً على أعتاب نهاية المدة المقررة للمفاوضات على تشديد لهجتهم و زيادة عنفها و حدتها من أجل أن يحققوا أهدافهم، و ينبغي التفطن إلى حيلتهم هذه.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تصريحات الأمريكيين الهابطة و المقززة في الأسابيع و الأيام الأخيرة مردفاً: قال مهرّج صهيوني هناك بعض أشياء، و قال المسؤولون الأمريكان أشياء من أجل أن يتنحّوا بأنفسهم جانباً، لكنهم في نفس هذه الكلمات اتهموا إيران بالإرهاب، و هو كلام مضحك حقاً.
و استطرد سماحته يقول: لقد أوجد الأمريكان و حلفاؤهم أخبث و أخطر الإرهابيين في المنطقة، و أعني بهم «داعش» و أمثالهم، و لا زالوا يدعمونهم، ثم نراهم ينسبون مثل هذه الأعمال لشعب إيران و النظام الإسلامي!
و ذكّر قائد الثورة الإسلامية بدعم الحكومة الأمريكية الصريح للحكومة الصهيونية الزائفة موضحاً: واشنطن تدعم، كأقبح ما يكون الدعم، حكومة تعترف رسمياً بأعمالها الإرهابية، و في الوقت نفسه توجّه التهم للجمهورية الإسلامية.
و اعتبر الإمام السيد علي الخامنئي رسالة أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الأخيرة حاوية على العديد من مؤشرات الانهيار الأخلاقي السياسي في النظام الأمريكي مردفاً: كل بلدان العالم و طبقاً للمقررات الدولية المقبولة تبقى ملتزمة بتعهداتها و التزاماتها بعد تغيّر حكوماتها، لكن الشيوخ الأمريكان يعلنون رسمياً بأنه لو ذهبت هذه الحكومة فإن التزاماتها ستكون في حكم العدم، أليس هذا منتهى الانهيار الأخلاقي سياسياً، و تفسخاً داخلياً في النظام الأمريكي؟
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: مسؤولو الجمهورية الإسلامية يجيدون ما يقومون به، و يعلمون كيف يجب أن نعمل بحيث لا تتنصل أمريكا من التزاماتها لاحقاً في ما لو توصلنا إلى اتفاق.
و حيّى قائد الثورة الإسلامية ذكرى آية الله المرحوم الشيخ مهدوي كني، و اعتبره عالماً عاملاً و صاحب جهاد مؤثر و سأل الله له الغفران و الرحمة.
قبل كلمة الإمام الخامنئي تحدث في هذا اللقاء آية الله الشيخ محمد يزدي رئيس مجلس خبراء القيادة رافعاً تقريراً عن إقامة المؤتمر السابع عشر لهذا المجلس.
و أوضح آية الله يزدي أن من أهم محاور النقاشات و الكلمات التي دارت في هذا المؤتمر دراسة سياق المفاوضات النووية و قضايا البلاد الداخلية، و التأكيد على ضرورة تحقيق الاقتصاد المقاوم عملياً و اجتناب النزعة الشعاراتية، و عرض تقرير من منطلق الإسلام في الظروف الراهنة للعالم، و قضية التخويف من الإسلام في الغرب، و القلق من بعض القضايا الثقافية.
700 /