موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم في جامعة الإمام الحسين (ع) للضباط:

لن نسمح بتفتیش أي من مراکزنا العسکریة من قبل الأجانب/ لن أسمح للأجانب بإستجواب علماء هذا الشعب و أبنائه الأعزاء/ على المسؤولين أن يُبرزوا رسالة عظمة الشعب الإيراني في المفاوضات/ رد إیران سیکون قاسياً جداً على أي عدوان.

على أعتاب يوم الحرس الثوري و الثالث من خرداد [22 أيار 1982 م] ذكرى عمليات بيت المقدس و تحرير مدینة خرمشهر، حضر سماحة آية الله الخامنئي القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية صباح اليوم (الأربعاء 20/05/2015 م) مراسم تخرّج الطلبة الجامعيين الضباط و إعداد الحرس الثوري في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام).
و زار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في بداية حضوره في هذه الجامعة مزار الشهداء المجهولين و أهدى لأرواحهم الطاهرة ثواب سورة الفاتحة سائلاً من الله تعالى لشهداء الدفاع المقدس علوّ الدرجات. ثم استعرض سماحته الوحدات العسكرية الحاضرة في الساحة، كما تفقد المعاقين المشاركين في المراسم.
و ألقى القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية في هذه المراسم كلمة أشار فيها إلى «الخطاب الإسلامي الحديث» و «الخطاب الجاهلي» باعتبارهما خطابين رئيسيين في العالم المعاصر، و أكد على تعذّر اقتراب أو تصالح هذين الخطابين، و أشار إلى حالات الجشع و الاستزادة الجديدة في المفاوضات النووية بما في ذلك طلب تفتيش المواقع العسکریة و إجراء حوارات مع العلماء الإيرانيين، مؤكداً: مثل هذه الرخصة لن تمنح مطلقاً، و ليعلم الأعداء بأن شعب إيران و مسؤوليه لن يتنازلوا أبداً حيال جشعهم و تعسفهم.
كما أشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية إلى أخبار تتعلق بمساعي خصوم الشعب الإيراني و بعض المسؤولين في منطقة الخليج الفارسي لجرّ الحروب بالنيابة إلى الحدود الإيرانية قائلاً: إذا حصلت أية أعمال شيطانية فإن ردود فعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون شديدة جداً.
و شدد قائد الثورة الإسلامية في كلمته في هذه المراسم على منحى القيام بأعمال جديدة و مبتكرة و عميقة على كافة الأصعدة، و أشار إلى وجود هذه الخصوصيات في مراسم اليوم في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) ملفتاً: ينبغي تجنب الأعمال السطحية على كل الصعد و في جميع المجالات.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن حرس الثورة الإسلامية شجرة طيبة وصلت إلى مرحلة مقبولة من القدرات و التقدم و النضج الفكري و العملي، مضيفاً: جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) من مؤشرات تكامل الحرس الثوري و مسيرته إلى الأمام.
و أوضح سماحته أن رصيد هذه الجامعة هو العمليات البالغة الأهمية خلال فترة الدفاع المقدس و الجهاد و التضحيات التي أبداها رواد الحرس الثوري و قال مخاطباً طلبة هذه الجامعة: راية مسيرة الثورة الإسلامية العظيمة اليوم، و هي راية الخطاب الإسلامي الحديث، وصلت اليوم إلى أيديكم و ينبغي أن تحملوها و تتقدموا بها إلى الأمام بكل اقتدار و قوة كما فعل السابقون منكم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن راية الخطاب الإسلامي الحديث فيها سعادة للبشرية و جاذبية كبيرة للأجيال الشابة في العالم ملفتاً: انطلقت هذه المسيرة الزاخرة بالمفاخر بقيادة الإمام الخميني الجليل و حمل الشعب الإيراني بتضحياته و جهاده هذه الراية و حرس هذه المسيرة.
و أشار آية الله العظمى السيد علي الخامنئي إلى وجود خطاب آخر هو «الخطاب الجاهلي» مردفاً: خطاب الجاهلية اليوم و هو خطاب ظالم و تعسفي و متكبر و أناني تطلقه قوى الهيمنة في العالم، يقف مقابل الخطاب الإسلامي الذي ينادي بالعدالة و حرية البشرية و إلغاء الأرضيات المساعدة على الاستغلال و الاستعمار و القضاء على نظام الهيمنة.
و أكد سماحته على أن الأعين الثاقبة للشعوب قادرة على التمييز بين هذين الخطابين و معرفة التحركات المنافقة و المرائية للخطاب الجاهلي بأقنعة من الكلام المعسول من قبيل «حقوق الإنسان» و «عدم العنف» قائلاً: لن يمكن أبداً المصالحة و التقارب بين هذين الخطابين، لأن أحد الخاطبين ينادي بالظلم و العدوان ضد الشعوب و الخطاب الآخر ينادي بحماية المظلومين و مواجهة الظالمين.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى دعايات الأعداء بخصوص عزلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية موضحاً: لقد كان للنظام الإسلامي مكانته منذ البداية و دائماً في قلوب الشعوب، و المؤشر البارز على ذلك إبداء شعوب البلدان المختلفة حبهم و إعجابهم برؤساء الجمهورية الإسلامية الإيرانية طوال الـ 36 عاماً الماضية.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن اسم الشعب الإيراني بين الشعوب و حتى بين الساسة المنصفين و المستقلين و الأحرار في العالم اسم سام و مجيد، مؤكداً: المعزولون هم الذين لا يستطيعون إلّا استقطاب بعض الأفراد و بواسطة الدولارات و التعسف.
و أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى أن شعب إيران اكتسب عزته بفضل الإسلام و الحركة و المبادئ الثورية، و لفت إلى وجود بعض التحديات مقابل النظام الإسلامي قائلاً: إننا لا نخشى هذه التحديات أبداً لأن وجود التحديات علامة التحرك و الحيوية و النشاط و المسيرة التقدمية نحو النمو و الرشد.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: سوف يتجاوز شعب إيران هذه التحديات باقتدار و بالتوكل على الله و الاعتماد على الذات. و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن أحد هذه التحديات هو تعسف الطرف المقابل في المفاوضات النووية و جشعه و استزادته ملفتاً: لا يزال الأعداء لا يعرفون شعب إيران و مسؤوليه جيداً لذلك يتحدثون بمنطق القوة، فشعب إيران و حكومته النابعة من هذا الشعب لا يستسلمان مطلقاً لمنطق القوة.
و لفت سماحته إلى أنه مهما تم التنازل أمام جشع الطرف المقابل فإنه سوف يتقدم و يطالب بالأكثر و الأكثر، موضحاً: ينبغي بناء جدار قوي من العزيمة و التوكل و الاقتدار الوطني بوجه هذا الجشع و التمادي.
و ذكر قائد الثورة الإسلامية أن من نماذج جشع الطرف المقابل في المفاوضات النووية طلبه تفتيش المواقع العسكرية و التحاور مع العلماء و الباحثين الإيرانيين، مردفاً: كما سبق أن قيل لن يُسمح بأيّ تفتيش لأيّ موقع عسكري، و كذلك بإجراء حوارات مع العلماء النوويین و علماء سائر الحقول العلمية الحساسة، و توجيه الإهانات إلى ساحتهم.
و أكد آية الله العظمى الخامنئي: لن أسمح للأجانب بأن يأتوا و يجروا محادثات و حوارات مع علماء هذا الشعب و أبنائه الأعزاء المميزين و يستجوبوهم.
و شدد سماحته على أنه ما من شعب أو حكومة عاقلة تسمح بمثل هذا الشيء قائلاً: العدو الوقح الصلف يتوقع بأن نسمح لهم بالتحاور مع علمائنا و باحثينا حول تقدم أساسي محلي و وطني، لكن مثل هذا الشيء لن يُسمح به على الإطلاق. و لفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: ليتنبه أعداء النظام الإسلامي و كل الذين ينتظرون قراره لهذا الشيء بوضوح.
و أضاف آية الله العظمى الخامنئي: ليعلم مسؤولو البلاد الأعزاء الذين يعملون في هذا الميدان بشجاعة بأن الطريق الوحيد لمواجهة العدو الوقح هو العزيمة الراسخة و عدم الانفعال. و أكد سماحته: على المسؤولين و المفاوضين أن يبرزوا رسالة عظمة الشعب الإيراني في المفاوضات.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن جميع المسؤولين تولوا مسؤولياتهم بفضل الثورة الإسلامية منوهاً: كلنا خدم للشعب و واجبنا أن نقف بكل ثبات أمام منطق القوة و الوقاحة و التوقعات غير المبررة و المؤامرات.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بالإشارة إلى بعض الأخبار المتعلقة بالمساعي المشتركة للأعداء و بعض المسؤولين السفهاء في منطقة الخليج الفارسي لجرّ الحروب بالنيابة إلى قرب الحدود الإيرانية مؤكداً: حرس الثورة الإسلامية و كل حراس حرم الأمن الوطني في القوات المسلحة يقظون و واعون، و إذا حصلت ممارسات شيطانية فإن ردّ فعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون شديداً جداً.
و أكد سماحته على أن شعب إيران سيواصل مسيرته نحو الأفق المشرق بكل تفاؤل، منوهاً: السير في الطريق نحو المبادئ و الأهداف السامية تصحبه بلا شك تكاليف، و على مرّ التاريخ نالت ميداليات اللياقة تلك الشعوب التي لم تركع أمام التحديات، و شيدت أسواراً قوية من العزم و الاقتدار الوطني قبال أيّ عدوان صلد أو ناعم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الشعب الإيراني في عداد مثل هذه الشعوب و أبدى أمله في أن يحمل الشباب الأعزاء و الجيل الصاعد الأعباء الجسيمة للأمانة التي وصلتهم عن الجيل السابق أفضل و أقوى من ذي قبل.
و تحدث في هذه المراسم أيضاً اللواء محمد علي جعفري القائد العام لحرس الثورة الإسلامية معتبراً الهدف من رفع مستوى الجاهزية الشاملة للحرس الثوري الدفاع عن الثورة الإسلامية و صيانة مكتسباتها و أكد قائلاً: حرس الثورة الإسلامية بوعيه للظروف المحيطة بالثورة الإسلامية و المواجهة بين جبهتي المستضعفين و المستكبرين، يرنو إلى إنتاج اقتدار داخلي مطرد بالاعتماد على المعنوية و الإيمان و العقلانية و الوعي و الاستفادة من التقنيات الدفاعية و الأمنية و تحديث تكتيكات الحروب غير المتكافئة.
و أكد اللواء جعفري على أن البسالة جزء من الحرس مردفاً: حراسة الثورة الإسلامية أمام الأعداء في ظل بريق سيوفنا و قوة إيماننا و التقنيات التي تكرس توازن الرعب و الخطر أمام الأعداء.
و أوضح القائد العام للحرس الثوري أن الأعداء يعرفون لغة السلاح أفضل من غيرها و نحن بدورنا نروم مواجهتهم بهذه اللغة مؤكداً: سلاح الحرس الثوري يستخدم لتحقيق العدالة و محاربة الظلم.
و تحدث في المراسم أيضاً أمير البحر اللواء مرتضى صفاري آمر جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) رافعاً تقريراً عن البرامج و الفعاليات العلمية و الثقافية في هذه الجامعة.
و استلم في هذه المراسم إثنان من القادة و إثنان من الأساتذة و الباحثين و ممثل المتخرجين و الطلبة النموذجيين في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) هداياهم من يد القائد العام للقوات المسلحة، کما استلم ممثل الطلبة الجامعيين الملتحقين بجامعة الإمام الحسين (عليه السلام) رتبته العسكرية من الإمام الخامنئي.
و كان تنفيذ أطروحة «الشجرة الطيبة» من جملة فقرات مراسم ميثاق حراسة الطلبة الجامعيين في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) للضباط.
كما أدى طلبة جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) للضباط في هذه المراسم استعراضاً قتالياً بعنوان «الثقة بالذات». و قامت الوحدات المتواجدة في الساحة بتقديم استعراض عسكري أمام القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية.

700 /