موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي
تحميل:

نداء القائد

  • فلسطين
    • أساس القضية الفلسطينية
    • أهداف الكيان الصهيونية
    • أهمية القضية الفلسطينية
      سهلة الطبع  ;  PDF
      أهمية القضية الفلسطينية

      أولاً يجب القول أن القضية الفلسطينية واحدة من وصمات العار الكبرى في هذا القرن الذي شارف على نهايته. إن وصمات العار على جبين هذا القرن كثيرة، ومنها أنه وقعت فيه حربان طاحنتان، ونُصبت فيه حكومات كثيرة على أيدي مستعمري الأمس ومن جملتها بلدنا. وفي هذا القرن ظهرت حكومة القمع والجور والاضطهاد البهلوية الفاسدة العميلة. ومن جملة القبائح التي وقعت في هذا القرن الذي اتّسم أيضاً بمحاسن ولكنها ليست موضع بحثنا حالياً أو ربّما يمكن القول إن أقبحها هي القضية الفلسطينية؛ وذلك لأنهم طردوا شعباً من بلده أرجو من الشباب الذين ليس لديهم اطلاع مسبق بالقضية الفلسطينية التأمل والتمعّن في هذه الكلمات وجمعوا حفنة من الناس من أرجاء العالم وأحلّوهم محلّ أبناء ذلك الشعب، بدعوى أن الشرذمة التي جمعوها من أكناف العالم تعود إلى عنصر واحد وهو العنصر الاسرائيلي، أو العنصر اليهودي! أي أن هذا العمل عمل عنصري قبيح. وهذا العمل فيه خزي وعار على كل من يقوم به في أي مكان في العالم حتى وإن كان على نطاق أضيق. في حين أنهم مارسوا هذا العمل على نطاق بلد كامل. فمن هي الجهة التي قامت بهذه الفعلة؟ في الحقيقة إنها بريطانيا ومن بعدها أمريكا.
      يلاحظ اليوم إن البعض يتوجّه باللائمة إلينا بسبب بحثنا للقضية الفلسطينية على اعتبار أنها قد انتهت وأغلق ملفّها. وأنا أقول إن هذه القضية لم تنته قط ولن يبقى الفلسطينيون أصحاب الأرض وأولادهم خارج أرضهم إلى الأبد، كما يتوهمون، أو إذا كانوا في داخل أرضهم يعيشون كأقلية مقهورة ومضطهدة، ويبقى أولئك الغاصبون الأجانب فيها. فهذا شيء غير ممكن. فحتى البلدان التي اخضعت مائة سنة لتسلط قوّة أخرى كما هو الحال بالنسبة لقزاخستان وجورجيا وهما من بلدان آسيا الوسطى التي استقلت حديثاً كان بعضها خاضعاً للاتحاد السوفيتي، وبعضها الآخر كان خاضعاً لروسيا قبل ظهور الاتحاد السوفيتي. فهذه البلدان نالت استقلالها من جديد وعادت إلى أهاليها وشعوبها. ولهذا فلا يُستبعد بل من المحتم أن فلسطين ستعود للشعب الفلسطيني وسيقع هذا الأمر بإذن الله. ومعنى هذا أن القضية الفلسطينية لم يُغلق ملفها، والتصور بأنها انتهت وختمت، تصور خاطئ.
      إن من جملة الأساليب التي يستخدمها الصهاينة وحماتهم وعلى رأسهم أمريكا، هو استغلال مصطلح «السلام» الجميل. فهم يدعون إلى السلام ويشيدون به كثيراً. ولكن أين هو السلام، ومع من؟ فالذي يدخل دارك بالعنف ويضربك وينكل بزوجتك وأطفالك ويحتل غرفتين ونصف من مجموع الغرف الثلاثة التي في دارك، ثم يتوجّه إليك باللوم على معارضته أو التشكّي منه، ويدعوك إلى التصالح معه وإقرار السلام. فهل هذا سلام؟ السلام هو أن يخرج المحتل من الدار المغصوبة وإذا بقيت بين الجانبين حرب، يمكن التصالح بعدئذ. أما إذا بقي الغاصب جاثماً في الدار وبعد كل الجرائم التي ارتكبها، ولو كان بمقدوره لما تورّع عن أية جريمة أخرى؛ فها هو العدو الصهيوني يهاجم في كل يوم جنوب لبنان، وهو لا يغير على المقاتلين اللبنانيين، وإنما يستهدف قراه ومدارسه، كما حدث قبل عدّة أيام حين هجم على مدرسة هناك وقتل عدداً من الأطفال؛ وهؤلاء لم يحملوا السلام ولم يقوموا بأي عمل عسكري. ولكن هذه هي طبائع المعتدي. فالصهاينة حينما دخلوا لبنان ارتكبوا فيها المجازر، وهكذا فعلوا أيضاً في دير ياسين وغيرها من الأماكن الأخرى، وقتلوا أناساً لم يقوموا بأي عمل ضدّهم، أو أن أولئك الضحايا على الأقل لم يقوموا بأي عمل ضدهم. إلاّ أن الشباب العربي الغيارى هبّوا لمحاربتهم بسبب احتلالهم لأرضهم وما ارتكبوه من أعمال اجرامية. أما الناس الذين لاقوا كل ذلك الاضطهاد والظلم منهم وذبحوهم وأخرجوهم من ديارهم ومزارعهم فإنهم لم يكونوا قد مارسوا أي عمل عسكري ضدّهم. ومعنى هذا أن طبيعة هذا النظام طبيعة عدوانية.
      لقد أقيم الكيان الصهيوني أساساً على العنف والقهر والقسوة، وبدون هذه الأساليب لم ولن يكون قادراً على البقاء. فأي سلام هذا الذي يدعون إليه؟ إذا اقتنعوا بحقّهم وأعادوا فلسطين إلى أصحابها وذهبوا على سبيل حالهم، أو استأذنوا من الحكومة الفلسطينية بالعيش على هذه الأرض، كلهم أو بعضهم، فلن يحاربهم أحد. أما الحرب الحالية فهي لأنهم اقتحموا دار غيرهم واستولوا عليها بالعنف وشرّدوا منها أهلها ولازالوا يضطهدونهم ويمارسون عدوانهم ضد دول المنطقة ويشكلون تهديداً لها. وعلى هذا فهم يدعون الى السلام من أجل اتخاذه كمقدمة لعدوان لاحق يشنّونه على نحو آخر.
      خطب صلاة الجمعة في طهران في يوم القدس العالمي، 22/9/1420

    • الموقف الإسلامي والإنساني في القضية الفلسطينية
    • سبيل الحل للقضية الفلسطينية
  • الثورة الإسلامية
  • العراق
  • الحج العبادي و السياسي
  • الوحدة الوطنية والإنسجام الإسلامي
  • الرسول الأعظم(ص)
700 /