موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

نداء القائد

    • فلسطين
      • أساس القضية الفلسطينية
      • أهداف الكيان الصهيونية
      • أهمية القضية الفلسطينية
      • الموقف الإسلامي والإنساني في القضية الفلسطينية
        سهلة الطبع  ;  PDF
        الموقف الإسلامي والإنساني في القضية الفلسطينية

        أما رأينا في هذا المجال فهو أن القضية الفلسطينية تعتبر من وجهة النظر الإسلامية قضية مركزية وفريضة على جميع المسلمين ومن جملتهم نحن؛ فجميع علماء الدين الشيعة والسنّة الماضون منهم والحاضرون يصرحون أن أرض الإسلام إذا وقع أي جزء منها تحت سيطرة أعداء الإسلام يجب على الجميع الجهاد لاستعادتها. فكل مسلم مكلف إزاء القضية الفلسطينية بواجب يجب عليه أداؤه حسب استطاعته وبأي نحو يتيسر له، وذلك بناءً على:
        أولاً: أن هذه الأرض تعتبر من وجهة النظر الإسلامية، أرضاً إسلامية مغتصبة من قبل أعداء الإسلام، وتجب استعادتها منهم.
        ثانياً: هناك ثمانية ملايين مسلم؛ بعضهم مشردون، وبعضهم الآخر يعيشون في ظل الاحتلال ظروفاً أسوأ من ظروف المشرّدين، ولا يستطيعون ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، ولا يُسمح لهم بالإدلاء بآرائهم، ولا يحق لهم انتخاب ممثل عنهم لإدارة شؤون بلدهم، وفي الكثير من الحالات يمنعون من أداء صلاتهم. وقد أحرقوا في السنوات الماضية المسجد الأقصى وهو أول قبلة للمسلمين، ثم أخذوا لاحقاً يحفرون أرضه، ويريدون أساساً تغيير طابعه الإسلامي. وهذا ما يوجب على كل مسلم تكليفاً لا يمكنه التنصّل عنه، ويجب عليه العمل بما يستطيع منه.
        إن ما يستطيع الشعب الإيراني القيام به في الوقت الراهن وهو أهم من كل الأعمال الأخرى هو التظاهرات كتظاهرات هذا اليوم، وهو عمل في غاية الأهمية. فهدف الصهاينة هو أن توضع القضية الفلسطينية في أدراج النسيان، بحيث ينسى الناس أن قضية كهذه كان لها وجود في يوم ما. إلاّ أنكم بعملكم هذا لا تسمحون لهم بتحقيق هذا الهدف، ويوم القدس لا يسمح لهم بذلك، وإمامنا الراحل بحكمته وتدبيره لم يسمح لهم بذلك. وهذا عمل كبير طبعاً.
        أمّا من الوجهة الإنسانية فإن مظلومية العوائل الفلسطينية تلقي على كاهل كل إنسان واجباً؛ فالظلم الذي يتعرض لهم الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين، وهو ما شاهدتهم جانباً منه في الأشرطة والأفلام التي عرضت في التلفزيون هذه الأيام، ظلم مرير. ومن العجيب أن منظمات حقوق الإنسان تبدو وكأنها ميّتة لا تحرك ساكناً إزاء هذا الظلم الفاحش، كما أن الأمريكيين وبعض الغربيين الذين يزعمون أن رسالتهم هي نشر الديمقراطية في العالم، قد فضحوا أنفسهم في هذه القضية؛ وذلك لأن هناك اليوم شعباً ليس بيده شيء من التأثير في مقدرات بلده ووطنه ولا يُسمع رأيه في أي مكان، وذلك هو الشعب الفلسطيني. فمن الوجهة الإنسانية هناك شعب مظلوم، وهناك على الجانب الآخر حكومة عنصرية. ورغم وجود كل هذا الظلم، نلاحظ هناك الكذب والزيف الفاضح من قبل أمريكا والمنظمات الدولية والمفكرين الغربيين الذين يدّعون مناصرة الديمقراطية!
        أما من الجانب الأمني فإن إسرائيل تشكّل تهديداً أمنياً ليس لشعبها فحسب، بل لكل المنطقة؛ وذلك لأنها تملك في الوقت الحاضر ترسانة نووية وهي لازالت عاكفة على انتاج هذا السلاح. وقد وجّهت لها منظمة الأمم المتّحدة تحذيرات عديدة ولكنها لم تعرها أي اهتمام. ولاشك أن السبب الأساسي الكامن وراء هذا التمادي هو الدعم الأمريكي. أي أن قسطاً كبيراً من آثام الصهاينة يلقى على عاتق أمريكا. اعلموا أن مجلس الأمن أصدر طوال الخمسين سنة التي ظهر فيها الكيان الصهيوني، تسعة وعشرين قراراً ضد إسرائيل، وقد استخدمت أمريكا حق النقض (الفيتو) إزاء كل تلك القرارات التسعة والعشرين. أما في الوقت الحاضر، فهي لا تسمح منذ حوالي عشر سنوات أي من بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بصدور أي قرار من مجلس الأمن ضد اسرائيل! إذاً فإثم كل هذه الجرائم يقع على عاتق أمريكا. فأمريكا التي تتظاهر بمظهر المحب للسلام وتبدي لجميع الشعوب ـ ومنها شعبنا الشريف المظلوم ـ ابتسامات مسمومة، هي المجرم الأوّل في القضية الفلسطينية، وإحدى جرائمها هي أن يديها ملطّختان حتى المرفق بدماء الفلسطينيين.
        إنّ الكيان الصهيوني يشكل تهديداً لدول المنطقة. وحكومات سوريا ولبنان والدول الأخرى الموجودة هناك تواجه بعض المصاعب والمتاعب. وأمر الحكومات في معزل عن أمر الشعوب؛ فالشعوب في كل مكان قلوبها مليئة غيضاً. أما الحكومات فهي مضطرة تحت وطأة بعض الضغوط إلى الإدلاء بتصريحات ما، والدخول في المفاوضات واتخاذ بعض المواقف.
        أما على الصعيد الاقتصادي فإنّ إسرائيل تشكل خطراً على المنطقة. فالصهاينة المتسلطون على فلسطين طرحوا قبل مدّة مشروعاً تحت عنوان “مشروع الشرق الأوسط الجديد”. فماذا يعني الشرق الأوسط الجديد؟ معناه الشرق الأوسط الذي يتشكّل حول محور إسرائيل ويتسنى لإسرائيل من خلاله بسط سيطرتها الاقتصادية تدريجياً على الدول العربية ودول المنطقة والمناطق النفطية في الخليج الفارسي. وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه الإسرائيليون. وبعض الدول غافلة، وعندما تواجه بالاحتجاجات تعلن أنها لا تقيم علاقات معهم ولكنها سمحت لتجاّرهم بالمجيء! والحقيقة هي أن غايتهم هذه، فهم يريدون استغلال غفلة بعض الحكومات والدخول إلى هناك بحماية أمريكا وبدعم من ترسانتها الرهيبة، لغرض الاستيلاء على المراكز الاقتصادية والمصادر المالية. وهذا خطر جسيم على المنطقة، ويفوق في أهميته سائر الأخطار. عسى أن لا يأتي الله بذلك اليوم، ولن يأتي به، كما أن الشعوب المسلمة لن تسمح بذلك. إلاّ أن الخطة الصهيونية ترمي من خلال الاعتماد على الاقتصاد، الاستيلاء على جميع مراكز القوّة في هذه الدول. وهذا يعني أن وجود إسرائيل يشكل اليوم خطراً بالغاً على شعوب ودول المنطقة إسلامياً وإنسانياً وإقتصادياً وأمنياً وسياسياً.
        خطب صلاة الجمعة في طهران في يوم القدس العالمي، 22/9/1420


      • سبيل الحل للقضية الفلسطينية
    • الثورة الإسلامية
    • العراق
    • الحج العبادي و السياسي
    • الوحدة الوطنية والإنسجام الإسلامي
    • الرسول الأعظم(ص)
700 /