موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

الإمام الخامنئي يستقبل رئيس الجمهورية و هيئة الوزراء بمناسبة أسبوع الحكومة

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح يوم الأربعاء 27/08/2014 م رئيس الجمهورية و أعضاء هيئة الوزراء، و اعتبر تحقيق و مضاعفة الاستقرار النفسي في المجتمع، و السيطرة على التضخم، و تثبيت سعر العملة الصعبة، و كذلك تطبيق مشروع نظام الصحة، من الخطوات القيمة و الجيدة للحكومة الحادية عشرة على مدى العام الماضي، و أوصى كل رجال الحكومة بالحفاظ على الاتجاهات و الروح الثورية و تعزيزها، و التشديد على الإمكانيات و الإنتاج الداخلي، و التطبيق الدقيق لسياسات الاقتصاد المقاوم، و الاهتمام الخاص بالزراعة و الصناعات التبديلية في القرى، و التركيز على التنمية العلمية و دعم الشركات العلمية المحور، و اتخاذ المواقف الصريحة حيال قضايا المنطقة و العالم و خصوصاً التدخلات الأمريكية، و الحفاظ على الانسجام الداخلي للحكومة، و مراعاة الخطوط الحمراء و الحدود الفاصلة، خصوصاً في موضوع فتنة عام 88، و سعة الصدر و الهدوء مقابل النقود المنصفة.
في هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة أسبوع الحكومة حيّى آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ذكرى الشهيدين رجائي و باهنر، و اعتبر التوجّهات و الروح الثورية و طلب رضا الله من أهم خصوصيات هذين الشهيدين، و أضاف: علينا جميعاً بوصفنا مسؤولين في النظام الإسلامي أن نحافظ على التوجّهات و الروح الثورية و يكون هدفنا تحقيق رضا الله.
و قدّر قائد الثورة الإسلامية تقرير رئيس الجمهورية لأداء الحكومة الحادية عشرة خلال عام واحد، قائلاً: تقرير أداء الحكومة يجب أن يعرض على الرأي العام ليطلع الناس على الخطوات و الأعمال التي تم إنجازها، و كذلك على الأعمال و الخطط المستقبلية.
و نوّه الإمام الخامنئي قائلاً: عرض تقرير العمل يبعث على إفشاء الأمل بالمستقبل في نفوس الشعب. طبعاً يجب التدقيق في أن تكون الإحصائيات و الأرقام في هذه التقارير دقيقة و بعيدة عن المبالغة.
و أكد سماحته على أن من بركات تغيير الحكومات و مجيئ حكومات بشعارات جديدة بثّ الأمل في نفوس الناس، مضيفاً: يجب الحفاظ على هذا الأمل لدى أبناء الشعب و تقويته، و من سبل تقويته إطلاع الرأي العام على الأعمال المنجزة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: طبعاً آمال الناس لا تتكرّس فقط باطلاعهم على التقارير، إنما تنظر الجماهير أيضاً إلى الأعمال و النتائج العملية للكلام.
و تابع آية الله العظمى السيد علي الخامنئي حديثه بتقديم عدة توصيات للحكومة، كان أولها «العمل و النشاط و الخدمة المستمرة للشعب» و «تحاشي اللغط الجانبي».
و كانت التوصية الثانية التي تقدم بها قائد الثورة الإسلامية للحكومة الحفاظ على الانسجام الداخلي و سماع صوت واحد من الحكومة. و قال آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: يجب التدقيق و الحذر من وقوع تعارض بين كلمات المسؤولين الحكوميين، و هذا هو مبرّر تعيين ناطق رسمي باسم الحكومة، حتى يسمع صوت واحد من الحكومة في مختلف القضايا.
و في توصيته الثالثة أكد قائد الثورة الإسلامية على أعضاء الحكومة بتجنّب جعل المجتمع ذا قطبين عن طريق الشعارات و المعارك السياسية، و قال: لا إشكال في وجود تيارات و اصطفافات سياسية، و لكن يجب عدم جعل المجتمع ذا قطبين، فهذا مما يبعث على يأس الناس و تعبهم و ضعف البيئة الاجتماعية.
و كانت التوصية الرابعة التي تقدم بها آية الله العظمى السيد الخامنئي للحكومة تجاوزها للاصطفافات و التيارات في الشؤون السياسية، حيث أكد قائلاً: لا إشكال في ميول بعض أعضاء الحكومة لبعض التيارات السياسية، لكن الحكومة و أعضاءها يجب أن لا يكونوا أسرى بيد هذه التيارات.
و استطرد سماحته يقول: في موضوع التيارات و الاصطفافات السياسية جرى التأكيد دوماً على الصداقة و الرفقة و العلاقات الودّية، و لكن الأمر مختلف في بعض الحالات، إذ يجب بالتأكيد مراعاة الخطوط الحمراء و الحدود الفاصلة.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: قضية الفتنة و رجال الفتنة من القضايا المهمة و من الخطوط الحمراء، و على السادة الوزراء كما أكّدوا في جلسات حيازة ثقة مجلس الشورى الإسلامية أن يبقوا ملتزمين بحدودهم الفاصلة عنهم.
و كانت التوصية الخامسة للإمام السيد علي الخامنئي للحكومة العمل بسعة الصدر و الهدوء حيال النقود المنصفة، حيث قال: السيد رئيس الجمهورية منزعج من بعض النقود، و الحق معه طبعاً في بعض الحالات، فبعض النقود حادة و غير منصفة أحياناً.
و أضاف سماحته: لا ضرورة لأن يجيب الإنسان و يرد على أي شيء أو نقد، فالصمت في بعض الأحيان أفضل، هذا بالإضافة إلى أن كل كلام يطلق ضدنا لن يؤثر حتمياً في أذهان المجتمع و يقع موقع القبول عند الناس.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: يجب أن تكون هناك ممارسة نقدية، لكن النقد يجب أن يكون بلهجة جيدة و منصفة، و لا يكون الهدف منه تشويه سمعة الطرف المقابل و الحط من قدره، فهذا المنهج خاطئ بالتأكيد. و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: الردّ على النقود أيضاً ينبغي أن يكون منطقياً و بهدوء و برود.
و شدّد سماحته على أن النقود المنصفة ليست بعداء بل هي مساعدة للحكومة مضيفاً: من الأمور المهمة جداً حالياً الهدوء السائد في المجتمع و هو ما ينبغي الحفاظ عليه.
و كانت مراعاة الإنصاف في نقد ممارسات الحكومات السابقة و سياساتها التوصية السادسة التي قدّمها قائد الثورة الإسلامية لأعضاء الحكومة.
و أكد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: كانت الحكومات دوماً تنتقد الحكومات التي سبقتها، و لا مؤاخذة على هذا، لكن هذه النقود ينبغي أن لا تتخذ لوناً من المبالغة و التخريب، لأن ذلك يترك تأثيراً سلبياً في معنويات الجماهير و يجعلهم غير واثقين من المستقبل.
و أشار سماحته إلى بعض التصريحات المبالغة و غير المنصفة بخصوص الحكومات السابقة مردفاً: إذا كان هناك عدم إنصاف في هذه التصريحات فسوف يكون هناك بالتأكيد عدم إنصاف في التصريحات المستقبلية بشأن أدائنا. إذا كنا لا نوافق بعض السياسات و الأعمال في الدورة الماضية فأفضل أسلوب هو إصلاحها عملياً، و هذا المنهج أفضل من التصريحات.
و كانت توصية قائد الثورة الإسلامية السابعة لأعضاء الحكومة هي اتخاذ المواقف الصريح و الحاسمة حيال قضايا المنطقة و العالم.
و وصف آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مواقف الحكومة خلال العام المنصرم بأنها جيدة مضيفاً: المواقف الصريحة و القاطعة بخصوص قضايا مثل فلسطين و الكيان الصهيوني و غزة و سورية و العراق و التكفيريين و التدخلات الأمريكية، هي لصالح نظام الجمهورية الإسلامية، و لا تتعارض مع اللغة الدبلوماسية و المفاوضات.
و أكد سماحته قائلاً: المواقف الصريحة و الواضحة بخصوص هذه القضايا هي النهج العام للنظام الإسلامي و تحافظ على السند الاستراتيجي للنظام الإسلامي بين الشعوب.
و كانت توصية قائد الثورة الإسلامية الثامنة التأكيد على مواصلة التنمية العلمية للبلاد بسرعة كبيرة و دعم الشركات العلمية المحور و الدور الحاسم للبحوث التطبيقية و الأساسية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي مشروع نظام الصحة من الخطوات الجيدة جداً للحكومة الحادية عشرة، و قال في توصيته التاسعة: يجب دعم هذا المشروع و استمراره، و ينبغي في الوقت نفسه الحذر من أن تحوّل بعض القرارات هذا المشروع إلى ضده.
و كانت التوصيات الأخرى لقائد الثورة الإسلامية للحكومة توصيات اقتصادية في غالبها، فقد أشار آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في توصيته العاشرة إلى ضرورة الاعتماد على القدرات و الطاقات الداخلية و دعم الإنتاج، مردفاً: الإنتاج هو مفتاح الازدهار الاقتصادي الذي يشدّد عليه رئيس الجمهورية المحترم أيضاً. يجب الاستفادة من الإمكانيات الداخلية الكبيرة لتفعيل الإنتاج و تحقيق الازدهار الاقتصادي و زيادة الصادرات غير النفطية.
و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أهمية تطبيق سياسات الاقتصاد المقاوم من أجل تفعيل الطاقات و القدرات الداخلية و الإنتاج، منوّهاً: على الحكومة أن تطابق رزمة سياساتها الاقتصادية مع سياسات الاقتصاد المقاوم، و تحذف الأمور غير المتطابقة مع سياسات الاقتصاد المقاوم.
و عدّ سماحته تثبيت سعر العملة الصعبة، و السيطرة على التضخم، من الخطوات القيّمة للحكومة على مدى العام المنصرم مردفاً: ينبغي عدم الاكتفاء بهذه الخطوات فهي بمثابة الخطوات الأولى على الطريق.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من المشكلات الجدية في البلاد راهناً عمل البنوك بغير اختصاصها مؤكداً: على الحكومة أن تتابع هذا الموضوع بشكل جدي و تعالجه، فالبنوك يجب أن تعمل لخدمة الإنتاج، و إذا عملت لخدمة الإنتاج لتم علاج الكثير من المشكلات.
و كان الاهتمام الخاص بقطاع الزراعة و الصناعات التبديلية في القرى التوصية الحادية عشرة لسماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي للحكومة، حيث أكد قائلاً: صناعات قطاع الزراعة من القطاعات الاستراتيجية التي تحظى في كل البلدان بمساعدات خاصة، و على الحكومة تقديم مساعدات خاصة لقطاع الزراعة.
كما لفت آية الله العظمى الخامنئي: السبيل إلى تنمية القرى هو إيجاد صناعات تبديلية فيها.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الأهمية البالغة لقطاع المعادن و قدرته على توفير فرص عمل و تحقیق فائدة اقتصادیة كتوصية أخرى للحكومة. ثم ألمح إلى أضرار و خسائر حالات الاستيراد المنفلتة و تأثيراتها السلبية على الإنتاج الداخلي، حيث خصّص توصيته الثالثة عشرة لهذا الموضوع.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن قضية الاستيراد لن تعالج عن طريق الرسوم فقط، مضيفاً: على الحكومة أن تتشدّد أكثر بخصوص استيراد البضائع غير الضرورية و الكمالية.
و كانت التوصية الرابعة عشرة لقائد الثورة الإسلامية حول المياه الزراعية حيث أيّد سماحته سياسات وزارة الطاقة بخصوص المياه قائلاً: من سبل العلاج الأساسية لمشكلة المياه في البلاد الاقتصاد في استهلاك المياه الزراعية عن طريق استخدام أساليب حديثة في الرّي، و خصوصاً الرّي المتدفّق.
و كانت التوصية الخامسة عشرة و الأخيرة للإمام الخامنئي في لقائه بأعضاء هيئة الحكومة الاهتمام الجاد لاستكمال مشروع «مسكن مهر».
و قال آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: إذا كان ثمة اعتراض على أساس مشروع «مسكن مهر» أو طريقة إمداده بالاعتمادات المصرفية، فيجب أن نعلم أيضاً أن هناك الآن عدة ملايين من الناس ينتظرون استكمال مسكن مهر، و ينبغي متابعة هذا المشروع بكل جد و إتمامه.
و خاطب قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته أعضاء مجلس الوزراء قائلاً: اعتمدوا و توكلوا على الله. إذا كنتم راجين لعون الله فإن الله سوف يعينكم بلا شك، و اعلموا أن نجاحكم هو نجاح النظام الإسلامي و شموخه.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث حجة الإسلام و المسلمين الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية رافعاً تقريراً عن أداء حكومته لمدة سنة.
700 /