موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله جمعاً غفيراً من أهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضتهم في 9 كانون الثاني/ يناير عام 1978.

هدف الأعداء الأساس القضاء على ديمومة الثورة/ ليشارك الجميع في الإنتخابات حتى الذين يعارضون النظام والقيادة/ القوائم الإنتخابية الموثوقة هي التي تضم مرشحين متدينين ومؤمنين وثوريين يسيرون على نهج الإمام/ العمل بالواجب يضمن ديمومة الثورة ونمو القوى الثورية


أشاد سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الاسلامية المعظم خلال استقباله الحماسي صباح اليوم (السبت: 2016/01/09) جمعاً غفيراً من أهالي مدينة قم المقدسة، بالإنتفاضة التاريخية لأهالي المدينة في التاسع عشر من شهر "دي" عام 1356 المصادف للتاسع من كانون الثاني/يناير عام 1978، واستعرض سماحته أسباب وعوامل "ديمومة الثورة"، مؤكداً: في ظل الحضور العام والواعي، ستتحقق ديمومة الثورة والهدوء والاستقرار للشعب والانتصار على مؤامرات الاعداء.
واشاد قائد الثورة الاسلامية المعظم بانتفاضة اهالي مدينة قم التاريخية ضد نظام الشاه الدكتاتوري، ودعمها للمرجعية الدينية في 9 كانون الثاني/ يناير عام 1978، وصف أهالي مدينة قم بأنهم "طلائع وروّاد الثورة" واضاف: ان اعواماً من نضال وتصريحات الامام الخميني ومكانة المرجعية وعلماء الدين، قد وفرت ارضية مساعدة للكفاح ضد النظام الملكي الظالم ومن ثم بلورت انتفاضة (19 دي) ذلك الكفاح المصيري.
واعتبر سماحته "شجاعة وبصيرة الشعب وشعوره بالواجب حين الدخول الى الساحة" بانها شكلت عناصر اساسية لانتفاضة (19 دي) واضاف: ان تلك الانتفاضة التاريخية قد تبلورت في الدفاع عن الامام (رض) ومن ثم أدّت الاحداث التي تلت ذلك الى انتصار الثورة الاسلامية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم انتصار الثورة الاسلامية في ظروف هيمنة الدكتاتورية العميلة التي كانت تحظى بدعم القوى الاستكبارية، بانه كان غير ممكن ومستحيل وفق الحسابات المادية واضاف: ان هذا الانتصار أثبت وجود سنن الهية اي قوانين في عالم الخلق يعجز الماديون عن ادراكها.
واكد سماحته، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تواجه اليوم جبهة واسعة من الاعداء، سواء اميركا والكيان الصهيوني، وايادي وأذناب الاستكبار والعناصر التكفيرية وداعش، ولو جرى العمل بضرورات السنة الالهية اي "الصمود والبصيرة والعمل في لحظة الحاجة" فمن المؤكد يمكن الانتصار في هذه الجبهة الواسعة كانتصار الثورة الاسلامية.
واستعرض سماحته بعد ذلك موضوع العلل والاسباب الكامنة وراء "ديمومة الثورة الاسلامية" مقارنة مع بعض الاحداث المهمة في تاريخ ايران والعالم المعاصر.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى حادثتي "نهضة تأميم صناعة النفط" و"الثورة الدستورية" قائلاً: في نهضة التأميم، كان مطلب الشعب هو الحد الادني وهو عبارة عن قطع أيادي بريطانيا عن ثروة النفط الوطنية، وفي الثورة الدستورية كان مطلب الشعب هو الحد الادنى ايضا وهو عبارة عن تحديد صلاحيات وسلطة الملك المطلقة.
واضاف سماحته: ان هذين الحدثين فشلا رغم انهما دعيا الى الحد الادنى من المطالب وكان الشعب متواجداً في الساحة ايضاً، الا أن الثورة الاسلامية انتصرت واستمرت رغم انها كانت تحمل الحد الاعلى من المطالب، اي الاستقلال الشامل واسقاط النظام الملكي والاستبدادي.
واكد سماحة آية الله الخامنئي: لو وصل الشباب الى تحليل صائب لهذه الحقيقة فان محاولات البعض لزرع بذور الخوف والرعب واليأس في نفوس الشعب ستفشل وسيتضح الطريق الصحيح لمستقبل البلاد.
واشار سماحته الى تغيير مسار الثورتين الفرنسية والسوفيتية واضمحلالهما، وقال: ان الثورة الاسلامية في ايران هي الثورة الوحيدة التي تمكنت من الحفاظ على ديمومتها على اساس مبادئها واهدافها الاساسية.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بأن الهدف الاساس لمراكز الفكر في عالم الاستكبار، هو القضاء على عناصر ديمومة الثورة الاسلامية، واضاف: ان كل جهود الاعداء خلال الاعوام الماضية سواء الحرب المفروضة، او الحصار الاقتصادي او اجراءات الحظر الواسعة الاخيرة، تهدف للقضاء على ديمومة الثورة الاسلامية وبطبيعة الحال يقومون هم بألاعيب جديدة في كل مرحلة.
وتابع سماحة آية الله الخامنئي: ان الاميركيين سعوا في العام 2009 لتطبيق تجربتهم التي نجحت في عدد من الدول، في ايران بذريعة الانتخابات وعملوا من خلال ابراز اقلية لم تكسب الاصوات ودعمها ماديا وسياسيا لقلب نتيجة الانتخابات، الا ان ثورتهم وانقلابهم الملوّن فشل في ايران في ظل تواجد الشعب.
واشار سماحته الى دعم الرئيس الاميركي للمناوئين للنظام والثورة في احداث الفتنة عام 2009، واضاف: ان الحكومة الاميركية دعمت تلك الاحداث ما استطاعت الى ذلك سبيلا، الا ان تواجد الشعب في الساحة في الوقت المناسب قد أحبط  مخططهم.
وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم: ان الاميركيين يقولون حالياً بان الوقت قد حان الآن بعد المفاوضات النووية للتشدد مع ايران وكأنهم لم يفعلوا ذلك قبل الآن، الا ان الشعب ومنهم الشباب والمسؤولين سيقفون امام الاعداء بوعي ويقظة وأمل ومقاومة وتوكل على الله والاعتماد على نقاط قوة البلاد وهو أمر مهم جداً.
وفي جانب آخر من كلمته، عرّجَ قائد الثورة الإسلامية المعظم على الانتخابات القادمة لمجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة في 26 شباط /فبراير القادم، واعتبر أن من طبيعة الإنتخابات، بث دماء نقية في عروق الشعب، وأضاف:  شعور الشعب بالمسؤولية والذي يتجسد في المشاركة بالانتخابات ويحبط مخطط العدو، يُعد من عناصر "ديمومة الثورة".
واعتبر ان هنالك قضيتين تحظيان باهمية فائقة في الانتخابات: الاولى؛ "مبدأ المشاركة بالانتخابات" والثانية؛ "الانتخاب الصحيح والتصويت للمرشح الاكثر اهلية".
واكد سماحته مجدداً ضرورة مشاركة جميع الناخبين في الانتخابات واضاف: اننا وكما في السابق نصرّ على ان يأتي الجميع الى صناديق الاقتراع حتى اولئك الذين يعارضون النظام والقيادة، لان الانتخابات متعلقة بالشعب وايران ونظام الجمهورية الاسلامية.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي مشاركة الجميع في الانتخابات بانها تؤدي الى ديمومة وترسيخ النظام الاسلامي واستمرار توفير الامن الكامل وتعزيز مكانة وسمعة الشعب الايراني امام أنظار العالم وتفضي الى هيبة الجمهورية الاسلامية الايرانية في أعين الاعداء.
واكد سماحته الاهمية القصوى للتصويت لصالح المرشحين المؤهلين واضاف: ان الآراء والاذواق المختلفة لا اشكالية فيها، الا ان المهم هو ان نراعي الدقة بان يكون انتخابنا صائبا، وأضاف: في حال حصول هذه الدقة، فإن " سعي ودقة الناخب لأنتخاب المرشحين المؤهلين" سيحظى برضا الباري سبحانه وتعالى، حتى وإن تبين لاحقاً أن بعض المنتخبين غير مؤهلين.
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى المكانة الرفيعة لمجلس الشورى الإسلامي على صعيد القضايا الداخلية والدولية، وأضاف: يحظى مجلس الشورى بأهمية فريدة من زوايا عديدة لا سيما من حيث المصادقة على القوانين، تعبيد الطريق لحركة الحكومة وتجسيد صمود وثبات الشعب.    
ووصف سماحته مواقف مجلس الشورى الاسلامي الحالي بانها "جيدة" في القضايا الدولية واضاف: ان المجلس الذي يقف امام الاعداء في القضية النووية وسائر القضايا ويطرح بشجاعة واستقلالية وحرية كلام ومواقف الشعب، يختلف كثيرا عن المجلس الذي يكرر كلام الاعداء في مختلف القضايا.    
واعتبر سماحته جميع ممثلي المجلس دخلاء في بلورة حركة ومواقف بيت الشعب (المجلس)، وأضاف: ولهذا السبب، فإن أهالي كافة المحافظات والمدن يجب أن يدققوا بشكل كامل في إنتخاب ممثليهم وأن يحرزوا الإطمئنان عن صحة إختيارهم.
واضاف سماحته في هذا المجال: بالطبع يصعب حقاً التعرف على المرشحين فرداً فرداً، ولكنه يمكن من خلال التدقيق في سوابق ومواقف الذين يقدمون القوائم الإنتخابية، وإتخاذ القرار بشأن القوائم.       واوضح سماحته: اذا كان هنالك من يقدم قائمة انتخابية تضم مرشحين متدينين ومؤمنين وثوريين ويسيرون على نهج الامام الخميني (رض) فعلينا ان نثق بما يقولون ونصوت لهم، واذا رأينا أنهم لا يهتمون كثيرا بقضايا الثورة والدين واستقلال البلاد ويتابعون ما تقوله أميركا وغير أميركا فلا ينبغي أن نثق بما يقولونه.
واعتبر سماحته مجلس خبراء القيادة بأنه على جانب كبير من الأهمية واوضح: خلافاً لبعض التصورات، فإن مجلس خبراء القيادة لا يُعقد مرة أو مرتين في السنة لمجرد الإجتماع وإلقاء الخطب، بل أنن يريد إختيار "قائد" أي من يمسك بسكان البلاد وحركة الثورة، حينما لا يكون القائد الراهن على قيد الحياة، وهذه القضية على جانب كبير من الأهمية.
وأكد سماحته على ضرورة الدقة الكاملة في اختيار مرشحي مجلس خبراء القيادة، وأضاف: بحسب تركيبة مجلس الخبراء، ربما يختاروا في وقت الضرورة شخصاً لتسلم مهام القيادة يقف بشجاعة وبالتوكل على الله بوجه الأعداء ويواصل طريق الإمام الخميني، ولكن الإحتمال قائماً أيضاً في إختيارهم لقائد بخصوصيات مختلفة، ومن هنا ينبغي التحقق والدقة والمعرفة والإطمئنان في منح الأصوات لأعضاء مجلس الخبراء.   
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن المشاركة في الإنتخابات لا سيما الدقة في إختيار "المرشحين الصالحين أو الأصلح" يؤدي إلى تحقيق هدفين ساميين: ديمومة الثورة وإستقرار وسكينة الشعب.    
وفي معرض بيان سماحته لتأثير الإختيار الصحيح على ديمومة الثورة أضاف: منذ بداية الثورة كانت لدينا حالات سقوط ونمو كثيرة، فبعض الأشخاص الثوريين وبسبب" الظلم الفردي المحتمل" الذي جرى عليهم، أداروا ظهورهم لأساس الثورة دون حق والبعض الآخر إتخذ مواقف أخرى بسبب أمور شخصية وعائلية، لكن المهم هو أن حالات نمو الثورة في مختلف الأصعدة ومنها وجود قوى"مؤمنة، ثورية، متخصصة، ومتعلمة وتقنية وكفوءة" كانت أكثر بكثير من حالات السقوط.
وأضاف سماحته: إذا ما قام الشعب بواجباته بشكل صحيح في المرحلة الراهنة لإختيار المرشحين المؤهلين لمجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، فإن" نمو الثورة الزاهر والمفعم بالحيوية" سيزداد وتتوفر ديمومة الثورة.   
واعتبر سماحة ية الله الخامنئي، إيجاد السكينة والهدوء في قلوب الشعب، الخصوصية الثانية للعمل بالواجب فيما يتعلق بديمومة الثورة واستدل سماحته بالآيات القرآنية حول نزول السكينة والهدوء على قلوب الذين بايعوا النبي الأكرم (ص) وأضاف: كل من يبايع اليوم الثورة والامام الخميني (رض) ونهجه فكأنما يبايع النبي الأكرم (ص)، ومكافأة لهذه البيعة سيزيل الباري تعالى الهاجس والقلق واليأس من قلوب الشعب ويمنحه بدلاً عن ذلك السكينة والطمانينة.
 واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم في ختام حديثه: إن ديمومة الثورة وثبات الشعب الزاخر بالأمل والمفعم بالطمانينة، سيؤديان بالتاكيد الى انتصار الشعب على اميركا ومؤامرات الاعداء.
 

700 /