موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله منشدي مدائح ومراثي أهل البيت (ع) :

ان العصر هو عصر كل شيء، المفاوضات وكذلك الصواريخ، وحان وقت المبادرة والعمل لتحسين معيشة الشعب.

أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال إستقباله صباح اليوم (الأربعاء: 2016/03/30) لفيفا من شعراء وذاكري أهل البيت (ع) بمناسبة الذكرى العطرة لميلاد بضعة المصطفى الصديقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، أن تبيان الجوانب العملية لحياة أهل البيت عليهم السلام الزاخرة بالزهد والتقوى والطهر والعطاء، من شأنه أن يؤدي للمزيد من تعميق وتأثير ذكر أهل البيت عليهم السلام.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى استخدام الأعداء لجميع الأدوات لمواجهة الشعب الايراني ونظام الجمهورية الاسلامية وأكد قائلاً: في عالم اليوم والغد المعقد، يجب أن نستخدم جميع الادوات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية لتعزيز مكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

يجب أن نستخدم جميع الادوات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية لتعزيز مكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفي مستهل كلمته هنأ قائد الثورة الإسلامية المعظم ذكرى ولادة الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، واعتبر أن مدح وذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام يعتبر فخراً وقال: إن ظاهرة ذكر ومدح أهل البيت عليهم السلام وإنشاد الأشعار التي تتسم بهذه العمومية وعمق المعاني، هي من خصوصيات المجتمع الشيعي والجدير بالطلبة الجامعيين والباحثين العمل على السبل العملية لتنمية وتعميق هذه الظاهرة.  

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي أن فهم وبيان المقام الشامخ والوضّاء للسيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها أمراً مستحيلاً حقاً وأضاف: ورغم ذلك، هنالك نقاط جمّة للبيان وتعلم الدروس من سيرة وسلوك بضعة الرسول الأكرم (ص).

وأكد سماحته أن "بضعة الرسول الأكرم (ص)" و" زوجة ولي الله أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (ع)" دليل على رفعة مقام وشأن وجلال الصديقة الكبرى سلام الله عليها وأضاف: " تربية سيدَي شباب أهل الجنة"وطهارة "روح وباطن الحياة"و "الورع وطهارة القلب" هي من جملة خصائص السيدة فاطمة الزهراء (س) والتي يمكن تحقيقها في حياة الإنسان الفردية والإجتماعية بالتقوى والمراقبة الدائمة.   

وأوصى سماحته مادحي وشعراء أهل البيت عليهم السلام لتضمين هذه النقاط والحقائق العملية في "أشعارهم ومدائحهم ومراثيهم" وأضاف: ذكر المقامات المعنوية، يجلب المحبة وينوّر القلوب بيد أنه غير كاف وعديم التأثير ومن الضروري في كل منبر، التفنن في تبيان دروس عملية من حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام والتمهيد للولاية والتبعية العملية لأهل البيت (ع).  

الاعداء يعملون دوما على تعزيز قدراتهم العسكرية والصاروخية، وفي مثل هذه الظروف كيف يمكننا القول بأن عهد الصواريخ قد مضى؟.

واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم على ضرورة الاهتمام بالقضايا المعاصرة في القصائد الشعرية للمدائح والمراثي وأضاف: النظام الاستكباري الذي يعتمد "الغطرسة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية" لا يتوانى عن القيام بأي محاولة للإضرار بالجمهورية الاسلامية  والشعب الايراني ولا ينبغي تجاهل هذه الحقيقة.

واشار سماحته الى استخدام أعداء الثورة لجميع الادوات القديمة والمتقدمة للعداء ضد ايران وأكد قائلا: انهم يستخدمون "الحوار والتبادل الاقتصادي والحظر والتهديد العسكري وكل أداة اخرى" للمضي بمآربهم الى الامام ونحن أيضا يجب أن نمتلك القدرة على المواجهة والدفاع في جميع المجالات.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم، القوة العسكرية بأنها الركيزة الاكبر للمستكبرين للتصرف بغطرسة ضد الشعب الايراني وطرح سماحته السؤال الأساسي التالي: في مثل هذه الاوضاع العالمية المهيمنة عليها شريعة الغاب، لو سعت الجمهورية الاسلامية الايرانية فقط وراء الحوار والتبادل الاقتصادي وحتى العلم والتكنولوجيا ولم تمتلك القدرة الدفاعية، ألا تسمح حتى الدول الصغيرة لنفسها بأن تهدد الشعب الايراني؟.

وانتقد سماحة آية الله الخامنئي بشدة من يعتبر عالم الغد بأنه عالم الحوار وليس الصاروخ واضاف: ان العصر هو عصر كل شيء، لانه دون ذلك سيهضمون حق الشعب الايراني بسهولة وبصراحة.
واوضح سماحته قائلا: لو كان هذا الكلام [عالم الغد هو عالم الحوار] قد قِيل من دون قصد ووعي فهذه مسالة، ولكن لو كان قد قِيل عن وعي وقصد فهذه خيانة.

لو قيل أن عالم الغد هو عالم الحوار، عن قصد ووعي فهذه خيانة.

واعتبر قائد الثورة، استعراض صواريخ الحرس الثوري المتطورة والدقيقة بانه يبعث السرور لدى الشعوب الناقمة بشدة على اميركا والكيان الصهيوني لكنها لا تستطيع ان تفعل شيئا، واضاف: ان الاعداء يعملون دوما على تعزيز قدراتهم العسكرية والصاروخية، وفي مثل هذه الظروف كيف يمكننا القول بان عهد الصواريخ قد مضى؟.

واعتبر سماحته هذا الكلام بانه مماثل لما كان يقوله بعض اعضاء الحكومة المؤقتة في بدايات انتصار الثورة الاسلامية، بأن نعيد طائرات "اف-14" التي اشتريناها من اميركا بحجة أنها لا تفيدنا!
واضاف سماحته: لقد صمدنا في ذلك الوقت وكشفنا عن حقائق كامنة ولقد تبين بعد فترة مدى حاجتنا لهذه الادوات الدفاعية حينما شنَّ صدام عدوانه على ايران.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم من جديد تأييده للسبل الدبلوماسية والحوار السياسي ما عدا بعض الاستثناءات، وقال: فلا يروجوا للامر إعلاميا وكأننا معارضون للحوار، بل نقول يجب ان نحاور بقوة ووعي وفطنة كي لا تنطلي علينا الخدع.

يجب ان نحاور بقوة ووعي وفطنة كي لا تنطلي علينا الخدع.

وفيما يتعلق بالاقتصاد المقاوم قال آية الله الخامنئي، ان تكرار العبارات والشعارات يثير الملل لذا فقد حان وقت "المبادرة والعمل" من اجل تحسين الاوضاع الاقتصادية للبلاد والاوضاع المعيشية للشعب.

واوصى قائد الثورة الاسلامية منشدي مدائح ومراثي اهل البيت (ع) مواجهة محاولات الاعداء الرامية لاضعاف معتقدات الشباب واضاف: هنالك محاولات لاضعاف ايمان الشباب بـ"الاسلام وفاعلية النظام الاسلامي" وحتى انه يتم الايحاء باستحالة استمرار حياة الجمهورية الاسلامية.

واضاف قائد الثورة الاسلامية، بطبيعة الحال يسعى الاعداء منذ 37 عاما بموازاة مختلف المؤامرات للقول باستحالة استمرار النظام الاسلامي الا ان هذا النظام الذي اختاره الشعب الايراني قد تحول من شتلة في بداية انتصار الثورة الى شجرة خضراء كبيرة، وهو الامر الذي يثبت بان امكانية النمو والازدهار وتعزيز القدرات كامنة في جوهر النظام الاسلامي، وهو ما يتحقق اكثر فاكثر يوما بعد يوم.

ووصف سماحته آفاق البلاد المستقبلية بأنها مشرقة، داعيا منشدي مدائح ومراثي أهل البيت (ع): إعملوا بقصائدكم الشعرية الغزيرة المعاني وادائكم الفني المميز لبث الأمل لدى المواطنين وجعلهم مثابرين وفاعلين، وان تعتبروا توجيه الشعب وبث اليقظة وتعزيز الوعي والبصيرة أهم مسؤولية لكم.

وفي بداية هذا اللقاء ألقى عدد من المادحين قصائد شعرية في تبيان فضائل ومناقب الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها بحضور سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.

700 /