موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية في إجتماع الشعب العظيم في الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض):

لتتخذ منظمة الطاقة الذرية المقدمات اللازمة بسرعة للوصول الى 190 الف سو

 

ألقى قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خطاباً في الإجتماع المهيب والحماسي والزاخر بالمعاني لجموع الشعب الوفي يوم الإثنين (2018/06/04) بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني (رض) وتحدث سماحته عن الخصائص الفردية والإدارية الفريدة لأمير المؤمنين الإمام علي (ع) وأوجه الشبه الباعثة على الفخر بين شخصية الإمام الراحل وبين هذه الميزات الباعثة على النصر والعزة. وعدد سماحة آية الله الخامنئي سبعة صفات رئيسية سلوكية وإدارية مثالية للإمام الخميني الجليل في مواجهة الأعداء ودفع المؤسسة الإسلامية إلى الأمام. وأكد سماحته: بعد الإمام العظيم، تابعنا وسنتابع بدقة نفس الطريق والنموذج وبنعمة الله ومن خلال الاعتماد على إيمان ومثابرة ويقظة الشعب والمسؤولين، سنحبط مؤامرة العدو الراهنة المتمثلة بـ"الضغوط الاقتصادية والنفسية والعملية".

وفي هذه المراسم التي حضرها رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولو البلاد والسفراء وممثلو الدول الأجنبية، وصف سماحته زعيم الثورة الإسلامية الإمام الخميني بـ "رمز الثورة" وأشار إلى تزامن ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي (ع) مع ذكرى رحيل الزعيم العظيم للثورة وأضاف: إن أوجه التشابه بين هذا التابع الصادق الأمين والحقيقى لأمير المؤمنين وبين القائد العظيم والجليل، هو مصدر شرف لشعب الإيراني والأمة الإسلامية، والانتباه إلى أوجه التشابه هذه أمر مهم ومفيدة لمعرفة المسار الصحيح وزيادة المعرفة بالإمام الراحل(رض).

وبين سماحته القواسم المشتركة بين الإمام العظيم والإمام علي (ع) في إطار ثلاثة فصول وقال سماحته في شرح الفصل الأول: كان أمير المؤمنين (ع) له ميزتين متضادتين ظاهرياً، فمن جهة "الصلابة والصمود والشدة" ضد أي تحرك باطل وضد الظالمين والطغاة، ومن ناحية أخرى "الرقة والحنان" في مواجهة التعامل مع ذكر الله وكذلك في مواجهة المظلومين والمحرومين والفقراء .

وأشار سماحته إلى صلابة وشدة الإمام علي (عليه السلام) أمام معاوية، وبعض الأصحاب القدامى وذوي السمعة الحسنة ولكن من دعاة الدنيا والخوارج كأمثلة على صلابة الإمام علي (ع) وأضاف: من جهة أخرى كان أ هذا الولي الكبير لله يظهر كل هذه الرقة واللطافة أمام الأيتام والمحرومين والضعفاء والمستضعفين مما يثير الذهول والحيرة لدى الإنسان.

وربط قائد الثورة الإسلاميّة المعظم أوجه الشبه هذه بالإمام الخميني الراحل قائلاً: هاتان الخصلتان كانتا مشهودتين في الإمام الراحل أيضاً. فكان صلباً مقتدراً صامداً أمام الظالمين وأمام الانحرافات، حيث وقف كالصخرة الصمَّاء أمام النظام الطاغوتي البهلوي المنحط، ووقف كالجبل الأشم أمام أمريكا، ووقف كذلك أمام صدام المعتدي في الحرب التي فرضها على الجمهورية الإسلامية، وتصدّى للفتن الداخلية أيضاً، ووقف أمام تلميذه وصديقه القديم أيضاً بسبب تصرّفه غير السّليم ولم يجامله أبداً.

وتابع سماحته في هذا الجانب من كلمته: نحمد الله على معاصرتنا لإنسانٍ عظيم تحلّى بأوجه الشّبه هذه مع مولى المتّقين وقائد الأحرار على مدى التاريخ - أمير المؤمنين (عليه السلام)- واستطاع أن يورّث الشعب الإيراني حاصلَ عظمته هذه.

وعدّد قائد الثورة الإسلامية في كلمته بعضاً من خصائص النموذج العملي للإمام الخميني الجليل حيث رأى سماحته أنّ المواجهة الباسلة والنشيطة والمقتدرة لحالات العِداء وعدم الضعف والانفعال، تجنّب الحالات الهياجية والانفعالية والاتكاء على الحسابات المنطقية، مراعاة الأولويات، الاتكاء على قدرات الناس ولاسيما الشباب، عدم الوثوق بالعدو، التأكيد على تآزر الشعب وتعاضده والابتعاد عن إيجاد قطبية ثنائية والإيمان الراسخ بالنصر الإلهي والوعد الإلهي أهم هذه الخصائص التي تمتع بها نموذج الإمام الراحل العملي.

وقال سماحة آية الله السيد علي الخامنئي: إن إمامنا العظيم إستطاع أن يزيل الحكومة الطاغوتية الموروثة وأن يهزم مؤامرات الأعداء للقضاء على النظام الإسلامي. وأضاف سماحته: إن رؤية الإمام الراحل (رض) وأهدافه تحققت من خلال توطيد أركان النظام الإسلامي وتطوّر النظام وتقدّمه علمياً وسياسياً.

وفي جانب آخر من كلته، أكد سماحته: إن ما نراه من قبل الأعداء تجاه الجمهورية الإسلامية هو نتاج لعصبية الأعداء، مشددا على انهم (الاعداء) لن يستطيعوا الوقوف بوجه تقدّم الشعب الإيراني.

وشدد سماحته على أننا سنقف أمام غطرسة الأعداء وستكون قراراتنا عقلائية فنحن نثق بقدرة شعبنا ولن نثق بالأعداء مطلقاً. وأكد: إننا على بيّنة من خطط الأعداء وشعبنا يدرك بأن ضغوطهم الإقتصادية والنفسية والعملية هدفها السيطرة على بلدنا العزيز إيران. وأضاف: إن هدفهم (الأعداء) من العقوبات الإقتصادية الضغط على الشعب الإيراني حتى يستسلم النظام الإسلامي.

ولفت سماحته الى ان التطور النووي يشكل فخراً للعلم في إيران والأعداء حاولوا وضع الكثير من العراقيل في طريقنا. وشدد على ان القوة الصاروخية للجمهورية الاسلامية الايرانية تؤدي دورا كبيرا في أمن البلا، وأضاف: إنّ إنتاج أنواع الصواريخ والقوّة الصاروخيّة سببٌ لإحلال الأمن داخل البلاد. لا يذكر شبابنا أنّ طهران هذه كانت تحترق بنيران صواريخ الأعداء التي كانت تنهمر عليها ليلاً ونهاراً؛ كانت البيوت تُدمّر، وكان الناس يقتلون؛ لقد كانت تصل صواريخ الأعداء إلى طهران والمدن المحاذية للجبهة مثل دزفول، والأهواز، وشوش وسائر المدن وصولاً إلى المدن البعيدة. لم نكن نملك الصواريخ، لم نكن نملك وسيلة للدفاع، لقد كنا مجبرين على الوقوف والتفرّج. لقد استطاع شبابنا اليوم جعل البلاد القوّة الصاروخيّة الأولى في هذه المنطقة. يعلم العدوّ أنّه سيتلقّى عشر صواريخ في حال أطلق صاروخاً واحداً.

وتابع قائد الثورة الإسلاميّة حديثه قائلاً: فالصواريخ إذاً هي سببٌ لإرساء الأمن ونقطة قوّة. انظروا كيف يركّز العدو على هذه المسألة. يركّز على مسألة المنظومة الصاروخيّة. وللأسف يقوم البعض داخل البلاد بمجاراة العدو بقولهم: وما الفائدة منها. وأردف سماحته: من يساهمون في الحرب النفسية التي يشنها العدو في الداخل يسعون اليوم لفرض شكل معيوب من الاتفاق النووي على البلاد. الحكومات الأجنبية تسعى للايهام بأنّه إذا لم يتم هذا الاتفاق فسوف تندلع الحرب والبعض في داخل البلاد يروِّجون لهذا الأمر. وهذا هو الشيء ذاته الذي يسعى إليه الأعداء.

وفند قائد الثورة قول القائلين بأن الحرب هي البديل عن الاتفاق النووي، وقال: هذا ليس صحيحاً وهذه دعاية الأعداء، مبينا: نحن نعرف خطة العدو بالكامل، وهي اليوم تتمثل في فرض الضغط الاقتصادي والضغط النفسي والضغط العملي. والهدف من وراء هذه الخطة هو أن يفرض العدو هيمنته على بلدنا العزيز، كما فرض هيمنته وسيطرته على بعض الدول البائسة والتعيسة في المنطقة.. إنهم يفرضون الضغوط والعقوبات الاقتصادية، ولا يهدفون من ذلك الضغط على الجهاز الحاكم وحسب، وإنما يريدون أن يطفح الكيل بالشعب الإيراني في سبيل أن يُرغم النظام الإسلامي على الاستسلام لغطرستهم.

وحذّر الإمام الخامنئي أبناء الشعب الإيراني من التمزّق والتفرّق ودعاهم إلى الثقة بنصر الله تعالى وأضاف سماحته: إننا لا نشكُّ في أنَّ الشعب الإيراني بهذه المحفزات وبهذا الشعور وبهذا الإيمان وبهذا الأمل بتوفيق الله، سيحقق النصر بحول الله وقوته.

وقال السيد الخامنئي: نستشف من بعض تصريحات بعض الحكومات الاوروبية انهم يتوقعون من الشعب الايراني ان يتحمل الحظر، وان يجمد نشاطاته النووية التي تعد حاجة ماسة لمستقبل البلاد، وان يواصل الالتزام بهذه القيود.

وأكد سماحته: إنني أقول لهذه الحكومات، لتعلم ان ما تحلم به لن يتحقق.. وان الشعب والحكومة الايرانية لن يتحملا أن يفرض الحظر وأيضا ان تخضع لقيود نووية.

وأوعز قائد الثورة الاسلامية الى منظمة الطاقة الذرية الايرانية أن توفر الاستعدادات والمقدمات اللازمة بسرعة للوصول الى 190 الف سو (وحدة فصل في تخصيب اليورانيوم)، في إطار الاتفاق النووي، وان يتم البدء من يوم غد ببعض المقدمات التي أوعز بها رئيس الجمهورية.

وفي جانب من كلمته، وجه سماحة قائد الثورة خطابه الى الشباب العربي، قائلا: إن شعوبكم اليوم تعقد الأمل عليكم فأعدّوا أنفسكم ليوم تنعم فيه بلادكم بالحرية والإستقلال، وأضاف: "إن عدم إتخاذ موقف حازم وحاسم من الكيان الصهيوني وهذه المواقف العدائية من الأخوة والتزلف للأعداء كل ذلك جعل من بعض الحكومات العربية عدوّة لشعوبها، وأنتم أيها الشباب تتحملون مسؤولية إلغاء هذه المعادلة الباطلة، وأدعوكم أن تكون مفعمين بالأمل والإبتكار والعمل وبناء شخصياتكم، فالمستقبل يكون لكم إن كنتم أنتم من يبنيه، وثقوا بالله عز وجل ولا تهابوا تكاثر الأعداء عليكم، فالذين كفروا هم المكيدون".

وتابع سماحته: يوم الجمعة هو يوم القدس والدفاع فيه عن الشعب الفلسطيني المقاوم والمجاهد والمضحي هو خطوة رحبة على هذا الطريق. ادعوا الله تعالى لكم ولتوفيقكم ولبقاء صمودكم على هذا الطريق الواضح. والسلام عليكم ورحمة الله.

 

700 /