موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال مراسم تخريج طلاب جامعة الإمام الحسين(ع):

سنعزز تلاحمنا مع الشعب يوما بعد يوم لمواجهة مخططات الأعداء

 

بحضور القائد العام للقوات المسلحة سماحة آية الله السيد علي الخامنئي اقيمت صباح اليوم (السبت:2018/06/30) المراسم السنوية لتخريج دفعة جديدة من ضباط الحرس الثوري في جامعة الإمام الحسين عليه السلام للعلوم العسكرية والتربوية.

وفور حضوره في ساحة الإستعراض توجه قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى أضرحة الشهداء مجهولي الهوية وقرأ سورة الفاتحة المباركة على أرواحهم الطاهرة وحيا الذكرى الخالدة لشهداء فترة الدفاع المقدس، ثم استعرض القائد العام للقوات المسلحة المعظم الوحدات العسكرية المتواجدة في الساحة، كما التقى سماحته بجرحى المحاربين القدماء المتواجدين في الميدان وبعدد من عوائل الشهداء.

وأشار سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال كلمته التي ألقاها في هذه المراسم إلى مؤامرات الأعداء الرامية لإحداث هوة بين النظام الإسلامي والشعب، داعياً الجميع لاسيما المسؤولين إلى اليقظة والمقاومة والحكمة، والتضامن الوطني والابتعاد عن الترف والبذخ، مؤكداً: إذا تم تعزيز مكونات القوة الوطنية ولم نبدي ضعفاً أو استسلاماً أمام الأعداء، سيفشل المتأمرين في تحقيق أهدافهم مرة أخرى.

ولفت سماحته إلى آيات من القرآن الكريم، معتبراً أن أساس دحر الأعداء وهزيمة مخططاتهم، هي التقوى والصبر، مضيفاً: الثورة الإسلامية متجذرة ومستقبلها واعد، ولتحقيق أهدافها الرفيعة يلزم امتلاك الصبر والهدى والرشد.

وتابع سماحته: التقوى تعني مراقبة النفس مقابل الأعداء، وقوام هذه المراقبة هو اليقظة في مواجهة مكائد العدو وعدم الثقة به وامتلاك الحكمة والعقلانية وتجنب الاهمال والتواني.

وأكد سماحته: إذا امتلك الشعب والشبان وكذلك المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والأمنيين والعسكريين هذه الخصال؛ الصبر والتقوى، فبعون الله وتوفيقه لن يطرأ أي طارئ سيء.

كما أشار سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى مسألة مكونات قوة النظام الإسلامي، مستذكراً الهيمنة الإنجليزية والأمريكية على ايران طوال 57 عاماً من الحكومة البهلوية، وأضاف: مع انتصار الثورة الإسلامية تحطمت القيود التي كانت تكبل الشعب، وتَذوّق الناس الطعم الحقيقي للاستقلال والحرية.

كما اعتبر سماحته أن "الثقة الوطنية" و"تأثير الناس في كل مفاصل البلاد وشوؤنها"عوامل أخرى تدخل في قوة نظام الجمهورية الإسلامية، مضيفاً: هذه الثقة الوطنية بالنفس كانت مترافقة مع الإيمان، هذا الإيمان كالروح التي تحرك جسد البلاد وتخلق الأساس لوجود الحياة والأمل والإيثار والتضحية في المجتمع، وشهدنا أمثلة كثيرة بهذا الشأن خلال مرحلة الدفاع المقدس.

واعتبر سماحته أن الشجاعة في اتخاذ القرارات إحدى ثمار الإيمان والثقة الوطنية بالنفس، وأضاف: بهذه الروح المعنوية والشجاعة تَشكّلَ الحرس الثوري وجهاد البناء وقوات التعبئة والحركات العامة في البلاد، وردت الروح مرة أخرى للقوات المسلحة واُنشئت مجموعات تقديم الخدمات والبناء والحركات العلمية الباعثة على الاعتزاز.

واعتبر سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم أن القوة الحقيقية تنبع من داخل الأمة وتقوم على أساس الاستقلال والحرية، مضيفاً: ليس من القوة بشيء أن يقوم البعض بدفع الأموال للأجانب ويبتاعون الأسلحة ويخزنونها، وحتى لا يمكنهم استخدامها، أو أن يأتي هؤلاء الأجانب من أقصى أصقاع الأرض إلى دولة ويبنون قاعدة فيها ويمصون دماء شعبها حتى يحافظوا على حكم عائلة واحدة، هذه أمثلة تدل على الحماقة والمذلة ولا تدل على القوة.

وأكد سماحته على ضرورة أن يحافظ الشعب الإيراني ويعزز عناصر قوته ويستفيد منها في الوقت المناسب، وقال: حرس الثورة الإسلامية يشكل أحد مكونات القوة والتي يتوجب تعزيزها يومياً من الناحية النوعية والاستفادة من الإمكانيات الكثيرة المتاحة.

وأضاف سماحته: البعض يقولون لماذا نبالغ في وصف قوة الشعب الإيراني، نجيب عليهم بالقول؛ هذا ليس إغراقاً بل هو عين الصواب، مضيفاً: أكبر دليل على قوة الشعب الإيراني هو أن أحد أكثر القوى العظمى إجراماً وسفكاً للدماء في العالم يعني أمريكا خلال الأربعين سنة الماضية لم تؤل جهداً ولم توفر سوءاً تقوم به إلا واستخدمته ضد الشعب الإيراني لكنها عجزت عن ارتكاب أية حماقة، وفي المقابل مضى الشعب الإيراني قدماً وحقق تطوراً كبيراً.

وأكد سماحته أن الأعداء الخارجيين، والأعداء الداخليين أيضاً كانوا منهمكين طوال تلك السنوات في التحريض وإحاكة المؤامرات، قائلاً: منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية، كانت هناك ثلاث تيارات معارضة داخل البلاد "التيار الذي يطلق عليه ليبرالي المرتبط بأمريكا والغرب" و"الشيوعيين المسلحين الذين لم يتوانوا عن فعل أي شيء" و"المنافقين المتظاهرين بالاسلام وهم في الباطن أشرار لا انتماء لهم" الذين تحالفوا مع صدام سيء السمعة، وفي الوقت الراهن هم منشغلين بتقديم خدمات التجسس والتخابر لحكومات دول مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا. وأكد سماحته أن الثورة الإسلامية قامت بهزيمة ودحر التيارات الثلاثة.

كما اعتبر سماحته أن أحد أسباب قوة واقتدار الشعب الإيراني يكمن في قيام أمريكا بتشكيل تحالفات إقليمية بهدف مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية، مضيفاً: لو استطاعت أمريكا أن تحقق أهدافها منفردةً لما لجأت إلى إنشاء تحالفات مع دول الخزي والرجعية في المنطقة.

وأعرب سماحة آية الله الخامنئي أنه وبسبب قوة وتطور نظام الجمهورية الإسلامية تصاعدت عداوة أمريكا، ودون أدنى شك في المقابل تضاعفت كراهية الشعب الإيراني أيضاً لأمريكا يوماً بعد يوم.

وأشار سماحته إلى المخططات التي يعمل العدو على تنفيذها في الوقت الراهن، قائلاً: يتمثل مخطط الأعداء في خلق هوة وقطيعة بين النظام والشعب وهذا المخطط يحمل مؤشر على حماقتهم لأنهم لا يدركون أن نظام الجمهورية الإسلامية ليس سوى الشعب الإيراني وهما كالعروة الوثقى لا ينفصلان عن بعضهما البعض.

ولفت سماحته إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نظام يستند على أفراد الشعب وعلى ايمان الناس ومحبتهم وعواطفهم، ونوه سماحته إلى الهزائم التي منيت بها مساع رؤساء أمريكا السابقين لمواجهة الجمهورية الإسلامية، مضيفاً: الهدف من فرض العقوبات الاقتصادية الحالية هو دفع الناس لليأس والاستضعاف، لكن بحول الله وقوته، سنحكم ميثاقنا بالناس ونعزز أواصرنا بهم يوماً بعد يوم، وعبر المحافظة على التعاضد الذي يهزم الأعداء، سنعزز قوة الشبان المؤمنيين المتحمسين وأهل العمل والجد.

وخاطب سماحته جيل الشباب أصحاب الحمية الغيارى على البلاد، قائلاً: العدو يعارض استقلالكم وإبائكم وتطوركم وتواجدكم في ميادين العلم والسياسة ورفعة البلاد وارتقائها، مؤكداً: أن العدو سيستمر في مساعيه الرامية لإحداث الأذى وإنزال الضرر بقدر ما يستطيع، وأضاف: إذا استمر مسار حركة الصبر والتقوى المترافق مع اليقظة والحكمة والتعاضد الوطني بوتيرة عالية، كونوا على يقين أن كل تلك المساعي ستبوء بالفشل ولن تصل إلى أية نتيجة.

ولفت سماحته إلى تسويغ البعض للاستلام للأعداء، مضيفاً: إن تكلفة الاذعان والاستسلام يفوق بدرجات تكلفة المقاومة والصمود، كما أن الفوائد والمنجزات التي تتحقق عبر الصمود تفوق بمئات المرات فوائد الاستسلام، مؤكداً: أن الإنقياد والاستسلام للعدو الحاقد والمعاند لن يحمل سوى ضياع الحقوق وفقدان الانتماء. وأشار سماحته إلى القانون الإلهي الذي لا يتخلَّف بقوله: إذا لم تضعفوا ولم تستسلموا أمام العدو، فإنَّ الله تعالى لن يُضيع صبركم وجهادكم وسوف يوليكم أجركم كاملاً.

وختم سماحة القائد العام للقوات المسلحة داعياً جماهير الشعب الإيراني والمسؤولين إلى اليقظة ومراقبة أعمالهم، وأضاف: على المسؤولين أن ينتبهوا من الاهمال والتواني ومظاهر البذخ والترف والتكبر على الناس، ويتجنبوا الركون إلى مقام المسؤولية والرئاسة الذي لا يدوم سوى أيام معدودة، مضيفاً: في ذلك الوقت سيتبوء الشعب الإيراني مقاماً رفيعاً سيمنع العدو من امتلاك الجرئة على شن هجوم عسكري واقتصادي وأمني وسياسي، وسنشهد تحقق هذا الأمر قريباً، والشباب سوف يدركون هذا اليوم أيضاً.

وتحدث في هذه المراسم اللواء جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري مشيراً إلى المواجهة القائمة بين معسكر المستضعفين ومعسكر الهيمنة والاستكبار، قائلاً: يقف الشعب الإيراني الثائر اليوم على عتبة اختبار تاريخي عظيم ستحدد نتائجه تبلور حقبة جديدة من حقب عدم الثقة بأمريكا، وتحشيد القدرات والطاقات بهدف مواجهة مختلف مؤامرات الاستبكار والهيمنة.

وأضاف اللواء جعفري: شباب الحرس الثوري المؤمنون والثائرون على أهبة الاستعداد والجاهزية لمواجهة مخططات الأعداء، وبوسع الجميع أن يتنبؤا بسقوط هذه الأمبراطورية التي تبدو أنها قوية بالظاهر من خلال امتلاك هؤلاء الشبان الغيارى الشجعان لرؤية عميقة.

 

700 /