موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه حشداً من المعلمين من أنحاء البلاد:

مؤامرات الأعداء ستعود بالضرر على أنفسهم إذا كان الشعب متحداً

أعرب قائد الثورة الاسلامیة المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم (الأربعاء:١/٥/٢٠١٩) جمعاً غفيراً من المعلمین والمثقفین من أرجاء البلاد بمناسبة حلول يوم المعلم في ايران، عن تقدیره للمعلمین وقدّم سماحته توجیهات هامة بشأن مختلف قضایا التعلیم والتربیة بما فیها تكریم المعلمین والوضع المعیشي لهم موكداً علی ضرورة تنفیذ وثیقة التحول الهامة جداً في التعلیم والتربیة، وقال قائد الثورة الاسلامیة المعظم: إن المعلمین یقومون بتربیة أهم رأس مال للشعب أي الرأسمال الانساني وإرساء دعائم الحضارة الحدیثة، وهم الجهادیون في ساحة مكافحة الجهل والأمیة وصانعو الهویة والثقافة للشعب.

وهنأ سماحته جميع المعلمین بمناسبة حلول الذكرى السنویة لعید المعلم، وأحیى ذكرى الشهيد آیة الله مرتضى المطهري واضاف: إن الشهید مطهري كان بكل ما للكلمة من معنى، معلماً حنوناً یعمل على ترسیخ المعتقدات الإسلامیة العمیقة في أذهان الشباب بفكره الوقّاد وأسلوبه القوي، وإن إستشهاده في هذا الطریق، كان بمثابة التأیید النهائي للباري تعالي على سجله الحافل.

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة المعظم، دور المعلم والتعلیم والتربیة بأنه دور أساسي وأضاف: إن الرصید الأكثر أهمیة للشعوب، یتمثل في الرصید الإنساني، لأن البلد من دون الرصید الإنساني سیكون شأنه شأن بعض الدول الثریة التي وضعوا ثروتهم وبصورة سفیهة في متناول أیاد خائنة للبشریة، كما كانت إیران على بحر من النفط في عهد الطاغوت، لكن الأجانب بسطوا سیطرتهم على هذه المصادر وصنعوا بها حضارتهم وشیدوا مصانعهم واستخدموا النفط في سبیل تحقیق النصر خلال حروبهم.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي، "الهوية القوية" و"الثقافة الغنية" و"الفكر الصحيح" بأنها تشكل الاركان الاساسية لصنع الحضارة، ومن هذه الزاوية ذكّر سماحته المسؤولين ببعض النقاط المهمة فيما يخص وثيقة (اليونسكو) لأفق العام 2030، والسبب الكامن وراء إصرار الاجانب سراً وعلانية لتعميمه على الدول الاخرى ومنها الدول الاسلامية بما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم: خلاصة الكلام أن وثيقة ٢٠٣٠ التي يختص فصلاً مهماً منها بالتربية والتعليم، هي أنّه ينبغي أن يُلقّن نظامنا التعليمي نمط العيش وفلسفة الحياة للطفل بناء على الأسس الغربية، أي يا أيها الأساتذة قوموا بإنشاء جنود للغرب في صفوفكم الدراسيّة. وتابع سماحته موضحاً: يتوقع الغربيون من أساتذتنا المتديّنين والمهتمين لمستقبل البلاد أن يربّوا لهم جنوداً، حتى يصبح تلميذنا جنديّاً ورعيّة عند نفس أولئك المتوحشين أصحاب ربطات العنق الذين يقتلون البشر ويدعمون قاتليهم دون أن يرفّ لهم جفن.

وتابع سماحته في هذا الخصوص معتبراً خدمات المعلمین طیلة أعوام ما بعد إنتصار الثورة الإسلامیة بأنها خدمات كبرى ومثمرة، وانتقد الأشخاص الذین یحاولون وبصورة غیر نزیهة ولأغراض سیاسیة، التقلیل من شأن ومكانة التعلیم والتربیة واضاف: إن التعلیم والتربیة لها فاصلة كبرى مع المستوي المأمول. وأكد سماحته على ضرورة تكثیف الجهود لإزالة النقائص والثغرات، وأضاف: إن وضع التعلیم والتربیة، غیر قابل للقیاس مع الوضع المأساوي الذي كان علیه قبل الثورة الإسلامیة.

وذكّر قائد الثورة الإسلامية المعظم بخلاص إيران من سيطرة الحكومة العميلة للأعداء وأضاف: لقد جاء البريطانيون بمؤسس النظام البهلوي وعندما استغنوا عنه أمروه بمغادرة البلاد، وقبِل رضاخان بقمة الذل والهوان وانعدام الغيرة هذا الأمر. هل يمكن أن يكون هناك عاراً وذلاً أكثر من هذا بالنسبة للشعب بحيث أن الأعداء يعيّنون رئيس بلدهم ويعزلونه باستحقار متى شاؤوا ذلك؟

وتابع سماحته: محمد رضا بهلوي أيضاً جاء به الأمريكيون والبريطانيون وهو في المقابل سخّر البلاد لهم، لكنّ الثورة الإسلامية انتشلت إيران العزيزة من تحت أقدام هذه الشخصيات الحقيرة والذليلة والظالمة، حسناً، هل سيسامح الله من يعمل على إضعاف هذه الروحية الثورية؟.

وفي ختام كلمته لفت سماحة آية الله الخامنئي إلى اصطفافات العدو الحربية وهجماتهم في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والتغلغل الاستخباري وتوجيه الضربات من خلال الفضاء الافتراضي وأضاف: أمريكا والصهيونية منشغلون بالتخطيط لإتخاذ الخطوات في الجوانب كافة وطبعاً هذا ليس محصوراً بالحكومة الأمريكية الحالية، بل إن الحكومات السابقة كانت تقدم على نفس هذه الخطوات مرتدية قفازات مخملية، لكن الخدمة التي قدّمها لنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي هي أنه خلع هذه القفازات وكشف عن الأيدي الحديدية المخبأة تحت القفازات الأمريكية.

وشدّد قائد الثورة الإسلامية المعظم قائلاً: في مقابل الاصطفاف الحربي للعدو ضد الشعب الإيراني، ينبغي على الشعب أيضاً أن يشكل اصطفافات حربية وليدخل الساحة جميع المسؤولين، وكل فرد من الشعب والأفراد ذوي القدرة والنخبة في أي مجال عملوا.

وأضاف سماحته قائلاً: يبدو أن العدو لا اصطفافات حربية له في المجال العسكري، لكن قواتنا العسكرية واعية بلا شك ویرصدون الاوضاع بدقة. واعتبر سماحته أن صون الوحدة خاصة في الظروف الراهنة ضروري للغاية وشدد قائلاً في هذا المجال: على الجميع أن يحذروا الوقوف بوجه بعضهم بسبب الاختلافات المزاجية الصغيرة لأن اقتدار الشعب وقوته رهن بوحدته بجمیع فئاته الاجتماعیة والقومیة وكذلك التلاحم بین الشعب والمسؤولین.

وأردف سماحته قائلاً: بفضل الله فإن المؤامرات والتدابير التي يخطط لها العدو رغم دعاياته الواسعة الرامية إلى إلهاء الأذهان سوف تنتهي بتضرره، ولا شك في أن الشباب الإيرانيون الأعزاء والشامخون سوف يشهدون هزيمة أمريكا وتركيع الصهاينة وعزة وعظمة الشعب الإيراني وانتصاره النهائي.

قبل كلمة سماحة آية الله الخامنئي، تحدث في هذا اللقاء السيد بطحائي وزير التعليم والتربية رافعاً تقريره عن أهم إجراءات وبرامج وزارته بخصوص التطبيق العملي لوثيقة التحول الشاملة في نظام التعليم والتربية في البلاد.
 

700 /