موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه الآلاف من الطلبة الجامعيين والتلامذة:

التفاوض مع أميركا لن يحقق أية نتيجة ومن المؤكد أنهم لن يقدموا أي تنازل

 

إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي صباح اليوم (الاحد:2019/11/3) الآلاف من التلاميذ وطلاب الجامعات من مختلف انحاء البلاد وذلك عشية اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي (4 تشرين الثاني/ نوفمبر) واعتبر سماحته جيل الشباب المفعم بالمقدرة والحيوية والنشاط بأنه نعمة كبيرة ورصيد ثمين لإيران، وأشار سماحته إلى إستمرار عداء اميركا العميق للشعب الايراني منذ انقلاب 19 آب/ أغسطس عام 1953 ولغاية الان وأضاف: اميركا ذئبية النزعة وهي اليوم اضعف لكنها اكثر وحشية ووقاحة وبالمقابل فان الجمهورية الاسلامية الايرانية بدفاعها المقتدر وامتناعها المستدل عن التفاوض قد قطعت الطريق أمام تغلغل وتسلل اميركا الى البلاد من جديد.

واعتبر سماحته انقلاب عام 1953 بداية عداء الشيطان الاكبر العلني للشعب الايراني واضاف: ان الاميركيين بانقلابهم ذلك لم يرحموا حتى حكومة مصدّق التي وثقت بهم، وباسقاطهم للحكومة الوطنية جاؤوا بحكومة عميلة وفاسدة ودكتاتورية، وبذلك مارسوا أكبر عداء ممكن بحق الشعب الايراني.

واضاف سماحته بأن الحكومة التي اُسقِطت بالانقلاب كانت قد تلقت في الواقع الضربة لثقتها بالشيطان الاكبر وقد هيمن الاميركيون بواسطة النظام البهلوي على مقدرات البلاد في القوات المسلحة والنفط والسياسة والثقافة والاقتصاد وجميع المجالات الاخرى في البلاد هيمنة كاملة.

واشار سماحته الى ان البعض ومن ضمنهم الاميركيون يسعون عبر تحريف التاريخ لربط عداء اميركا لإيران بقضية السيطرة على وكر التجسس الاميركي (مبنى السفارة الاميركية السابقة في طهران) واضاف: ان الاميركيين ومنذ بداية العلاقات معهم كانوا، عبر مشاريع ودية على الظاهر، يعادون الشعب الايراني إذ برز هذا العداء الى العلن في انقلاب العام 1953، وكانت تلك المرحلة بداية عداء اميركا العلني لإيران.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم انقلاب العام 1953 بانه أدّى لزيادة وعي الشعب الايراني واضاف: بعد 10 اعوام من ذلك أي في العام 1963 حيث انطلق الكفاح الاسلامي والشعبي، بيّن الإمام الخميني بإدراكه الموقع الحقيقي والقلبي للشعب، هذه الحقيقة وهي انه لا شخص اكثر كراهية في اذهان الشعب الايراني من الرئيس الاميركي.

وأكد سماحته بان اميركا ومنذ ذلك اليوم لغاية الان لم تتغير طبيعتها وقال: ان ذات النزعة الشريرة والصفة الذئبية والسعي لايجاد دكتاتورية دولية والهيمنة بلا حدود، موجودة اليوم لدى اميركا وبطبيعة الحال بصورة اكثر وحشية ووقاحة.

واشار سماحته الى بعض الممارسات الاميركية على مدى الاعوام الـ 41 الماضية ضد ايران ومنها التهديد والانقلاب والحظر وتحريض القوميات ونزعة الانفصال وإثارة الفوضى والحصار الاقتصادي والتغلغل وأساليب اخرى واضاف: لقد قاموا خلال كل هذه الفترة بكل مايمكنهم القيام به من مؤامرات وخطوات ضد المؤسسات النابعة من الثورة الاسلامية خاصة ضد مبدأ الجمهورية الاسلامية، ونحن بطبيعة الحال قمنا بكل ما يمكننا القيام به وفي الكثير من الاحيان حصرنا المنافس في زاوية الحلبة.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي "الوقوف أمام التغلغل السياسي والهيمنة الاميركية من جديد على ايران" بأنه الرد الاهم من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية لمواجهة مؤامرات حكّام البيت الابيض واضاف: ان المنع المتكرر للتفاوض مع اميركا يُعد إحدى الادوات المهمة لغلق الطريق أمام تسللهم الى ايران العزيزة.

واعتبر سماحته معارضة الجمهورية الاسلامية الايرانية للاميركيين بأنها تحظى بمنطق رصين واضاف: ان هذا الاسلوب العقلاني يمنع سبيل تغلغل الاميركيين من جديد ويثبت هيبة ايران الحقيقية واقتدارها للعالم ويسقط الهيبة الخاوية للطرف الاخر في العالم.

وأشار سماحته الى تكبّر اميركا ونزعتها الاستكبارية واضاف: ان الاميركيين الذين يمنون على رؤساء الدول الاخرى بموافقتهم على اللقاء معهم، يصرون منذ أعوام على لقاء مع المسؤولين الايرانيين، الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتنع عن ذلك، وان تحمّل هذه المسالة صعب جدا على أعداء الشعب لانها تثبت لدول وشعوب العالم بان هنالك حكومة في العالم ترفض قوة اميركا الغاصبة ودكتاتوريتها الدولية ولا ترضخ لمنطق القوة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم التفاوض مع اميركا بانه لا فائدة منه واضاف: ان البعض الذين يتصورون التفاوض مع اميركا بانه يحل المشاكل مخطئون مائة بالمائة اذ لن تتحقق أية نتيجة من وراء التفاوض مع الاميركيين، لانه من المتيقن والمؤكد انهم سوف لن يقدموا اي تنازل.

واشار سماحته الى حقيقة ان الطرف الآخر يعتبر جلوس المسؤولين الايرانيين الى طاولة المفاوضات بمثابة إركاع للجمهورية الاسلامية الايرانية، وهي تهدف من وراء الاصرار على التفاوض لتقول للعالم بان الضغوط القصوى واجراءات الحظر قد أعطت ثمارها وأن الايرانيين قد رضخوا.

واضاف سماحته انه لو تعامل المسؤولون الايرانيون بسذاجة وذهبوا للمفاوضات، لم تكن الضغوط والحظر لتنخفض، بل ان الطريق كان سيفتح رسميا امام توقعات وامور مفروضة جديدة من قبل الاميركيين.

واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى محاولات اميركا العبثية لشطب او تقييد قدرات ايران الصاروخية واضاف: اليوم وبفضل الباري تعالى وهمم شباب الوطن نمتلك صواريخ دقيقة وبمدى 2000 كم يمكنها إصابة اي هدف بهامش خطا متر واحد فقط.

واوضح سماحته بانه لو كنّا قد توجهنا الى التفاوض، لكان الاميركيون قد طرحوا قضية الصواريخ ايضا بان يقولوا ان صواريخ ايران يجب ان لا تتجاوز مدى 150 كم.

واكد سماحته ضرورة الإتعاظ من التجارب كالمفاوضات العبثية بين كوريا الشمالية واميركا واضاف: ان مسؤولي اميركا وكوريا الشمالية كانوا يتحادثون بالود والصداقة الا ان الاميركيين ووفقا لنهجهم في المفاوضات لم يخفضوا أياً من اجراءات حظرهم ولم يقدموا اي تنازل.

واشار سماحته الى اصرار الحكومة الفرنسية على الوساطة بين ايران واميركا وقال: ان الرئيس الفرنسي اعتبر تنظيم لقاء (يجمع روحاني) مع ترامب بأنه يحل كل مشاكل ايران، الا انه ينبغي عليّ القول بان هذا الشخص إما انه ساذج جدا او متواطئ مع اميركا.

وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم: إنني وبغية الاختبار ولكي يتضح الامر للجميع، قلت انه ورغم الخطأ الذي ارتكبه الاميركيون بخروجهم من الاتفاق النووي، يمكنهم لو ازالوا كل اشكال الحظر، أن يشاركوا مع الاطراف الاخرى في اجتماع مجموعة الاتفاق النووي رغم علمي بانهم لا يقبلون بذلك وهو ما حدث بالفعل.

وطرح سماحته السؤال حول المدى الذي يمكن ان تذهب اليه مطالب وتوقعات اميركا من ايران وقال: إنهم يقولون في الوقت الحاضر، لا تنشطوا في المنطقة، لا تدعموا جبهة المقاومة، لا تتواجدوا في بعض الدول واوقفوا قدراتكم الدفاعية وانتاجكم للصواريخ، ومن ثم سيقولون بعد هذه المطالب؛ تخلوا عن القوانين والحدود الدينية ولا تؤكدوا على موضوع الحجاب الاسلامي، لذا فان مطالب اميركا لن تنتهي أبداً.

وأشار سماحته الى ان الاميركيين يسعون لاعادة ايران الى الظروف التي كانت عليها قبل الثورة واضاف: ان الثورة الاسلامية أقوى من مثل هذه الامور وان الارادة الصلبة والعزم الراسخ للجمهورية الاسلامية لن يسمحا ابدا لاميركا بالعودة الى ايران بمثل هذه الاحابيل.

وانتقد قائد الثورة الإسلامية المعظم نهج "انتظار الاجانب" وقال: لقد كنّا فترة ما بانتظار الاتفاق النووي، وفترة اخرى بانتظار قرار الرئيس الاميركي لتمديد مهل الاشهر الثلاثة التي وضعوها للاسف في الاتفاق النووي، وأن نبقى فترة بانتظار ما يفعله الرئيس الفرنسي وبرامج الفرنسيين، في حين أن هذه الانتظارات تؤثر سلبيا على المستثمر والناشط الاقتصادي وتدفع البلاد الى الركود والتخلف.

وشدد سماحته قائلا: اتركوا هذه الانتظارات، لكنني بطبيعة الحال لا اقول اقطعوا العلاقات، بل اقول لا تعقدوا الأمل على الاجانب بل على الداخل فقط.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم "إزدهار الإنتاج" بانه المفتاح لحل مشاكل الشعب الاقتصادية ومنها الغلاء والتضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية واضاف: لا ينبغي علينا الآن انتظار اجراءات الاوروبيين او قضايا اخرى مثلما انتظرنا عبثا الاتفاق النووي لفترة من الوقت، بل علينا عقد الأمل على الداخل وأن نستخدم كل طاقاتنا من أجل إزدهار الإنتاج.

وفي ختام حديثه أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على الإمكانات والطاقات الكبيرة جداً التي تزخر بها البلاد وقال بأن الجمهورية الإسلامية ستخرج مرفوعة الرأس من كافة المشاكل بعون الله وقوته ورغماً على أنف الأعداء.

700 /