موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الاسلامية المعظم في خطابه المتلفز بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني (رض):

الاحباطات وسوء الادارة يجب اصلاحها بالإنتخاب الصحيح وليس بمقاطعة الإنتخابات

 

بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لرحيل الامام الخميني (رض)، ألقى قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، صباح اليوم (الجمعة: 2021/6/4) خطاباً متلفزاً مباشراً، اعتبر فيه إبداع وتحقق نظرية الجمهورية الإسلامية، يعني تشكيل نظام حكم على اساس الإسلام الأصيل ويستند لسيادة الشعب ونابع من أعماق الدين الإسلامي، من أهم إبداعات ومبادرات الإمام الراحل، وأكد سماحته: هذه هي نفس الديمقراطية الدينية التي تم الاعتراف بها على أنها الجمهورية الإسلامية ولقب النظام الناشئ عن فكر وإرادة الأمة الإيرانية وقيادة الإمام العظيم.

وأضاف سماحته: كان العمل العظيم للإمام الخميني(رض) أنه ابتكر هذه الفكرة أي الجمهورية الإسلامية، وأدخلها في مجال النظريات السياسية المختلفة، وفي ذلك الوقت، كانت هناك نظريات سياسية مختلفة في الشرق والغرب. وإن الامام الخميني لم يبتكر نظرية الجمهورية الإسلامية فحسب، بل حققها وخلق نظام الجمهورية الإسلامية، هذا هو العمل العظيم للإمام.

وحول المعارضين الشرسين للجانبين الإسلامي والشعبي للجمهورية الإسلامية، قال سماحته: بعض معارضي الحكم الإسلامي هم العلمانيون غير المتدينون، وهؤلاء يعتقدون أن الدين ليس لديه شأن في تشكيل نظام سياسي وإدارة البلاد، وإنما ينحصر في المسائل الفردية والعبادات، وبعض العلمانيين كانوا يعتقدون أصلاً أن الدين مضرّ أساساً وأنه أفيون المجتمع. وتابع سماحته: تؤمن فئة أخرى من معارضي الحكم الإسلامي بالدين لكنهم يقولون إن الإسلام لا ينبغي أن يُلوّثَ بالسياسة، وهؤلاء في الواقع هم علمانيون متدينون لا يؤمنون بتدخل الدين وحاكميته في شؤون الحياة السياسية والاجتماعية.

أما المعارضون لمبدأ شعبية الجمهورية الإسلامية، فهم فئتان أيضاً في رأي سماحته، إذ يرى بعض هؤلاء المعارضين، وهم ليبراليون علمانيون، أنّ الديموقراطية والسيادة الشعبية يجب أنْ يصنعها الليبراليون والتكنوقراط، وأنّ هذه المسألة لا علاقة لها بالدين، مضيفاً: المجموعة الثانية من معارضي السيادة الشعبية الدينية يؤمنون بالدين لكنهم يقولون إنّ الناس لا شأن لهم في الحكم الديني وإنّ الدين يجب أنْ يشكّل حكومة دون الاستناد إلى الناس ودورهم، وظهر النموذج الإفراطيّ لهذه الوجهة في السنوات الأخيرة عبر تشكّل "داعش". ومقابل ذلك كله، وصف سماحته حاكمية الدين استناداً على الناس بأنها استنباط ونظرية علمية لا عاطفية، فالسيادة الشعبية الدينية نشأت من قلب الإسلام، ومن ينكر ذلك، لم يطالع القرآن ولم يتدبّر فيه.

وحول شخصية الإمام الخميني (رض) قال سماحته: كان الإمام رضوان الله تعالى عليه رجلاً عظيماً من عدة جهات؛ بما في ذلك من حيث المعرفة الدينية. وكان أساس إنشاء هذه النظرية وتحقيقها هو معرفته العميقة بالإسلام. حيث كان ملماً بالإسلام ويعرف أن السيادة الإسلامية مرتبطة برسالة الإسلام الرئيسية، وكان له إيمان عميق بالناس. وكان الإمام الخميني العظيم يؤمن بالناس وقدرات الشعب وتصميمه.

وتابع سماحته: في عام 1962، في بداية الحركة، تطرّق الإمام الخميني إلى القضايا السياسية الراهنة في ذلك الوقت، مشيرا إلى "صحراء مدينة قم" وقال إننا إذا قمنا بدعوة الناس، فسوف يملأون هذه الصحراء. وما كان يتصور أحد في ذلك الوقت مواكبة الشعب لمثل هذه الحركة .

وأشار سماحته إلى أن من بين أنظمة الحكم في العالم والأنظمة الثورية والأنظمة التي تشكلت في القرن أو القرنين الماضيين، لا أعرف نظاما يُتوقع انهياره أكثر من الجمهورية الإسلامية. فمنذ اليوم الأول لتشكيل الجمهورية الإسلامية، كان الأعداء والذين عجزوا عن استيعاب هذه الظاهرة العظيمة وتحملها، وكانوا يقولون ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستزول في غضون شهرين، وبعضهم كان يقول انها تزول بعد ستة أشهر أو بعد سنة أخرى وسيتم انهيارها.

وتابع سماحته: إن الثورة الاسلامية لم تسقط وتضمحل خلال العقود الماضية بل أصبحت أكثر قوة وتقدماً يوما بعد يوم.

وأشار سماحته إلى سر صمود الثورة الإسلامية، وأضاف: إن سر صمود الثورة الإسلامية يكمن في تلازم الجمهورية والإسلامية، أي حكم الشعب والإسلام و إن صمود الإمام الخميني (رض) وانتصارات الشعب الايراني خلال الحرب المفروضة أبطل جميع التكهنات بشأن فشل الثورة الاسلامية، منوها الى أن الإمام الخميني(رض) كان يؤمن بقوة الشعب وقدراته وصموده ووفائه.

واضاف قائد الثورة الإسلامية: ان الامام الخميني (رض) كان مُلمّا بكل تفاصيل إسلامية النظام وسيادة الشعب الدينية، ولذلك كان له معارضون أشداء يعارضون حاكمية الاسلام.

وأكد سماحته: ان حاكمية الإسلام تتجلى بوضوح في القرآن الكريم والإمام الخميني (قدس سره) قد سار على هذا النهج في تأسيس الجمهورية الإسلامية.

وقال قائد الثورة الاسلامية : ان الامام الخميني (رض) كان يعتقد بان حاكمية الاسلام تعتمد على أهل المعارف الدينية، وان مسؤولية الشعب تنبع من تعاليم الاسلام.

واضاف: ان مشروع الامام الراحل (رض) استطاع أن يجعل من الشعب الايراني حاكما وسيّدا لمصيره وواثقا بنفسه بعد الدكتاتورية المطلقة، وأنقذ الشعب ووثق به وبقدراته وجاء به الى الساحة.

واضاف سماحته: ان الثورة الاسلامية اليوم شجرة ضخمة وصلبة وليس بوسع أي إعصار اقتلاعها، واعتبر سماحته كلمتي "الجمهورية" و"الاسلامية" فاتحة لحلّ مشاكل البلاد، مؤكدا ان الاسلام يدعو الى العدالة ومكافحة الاستكبار والفساد.

وتابع: ان سيادة الشعب تطبق اليوم في الانتخابات، وان الامام الخميني (رض) كان يعتبر أن للتقصير في المشاركة في الانتخابات تداعيات دنيوية.

وأكد سماحته ان الشعب الإيراني أفشل المؤامرات التي كانت تُحاك ضدّه، مشيرا الى أن أعداء الشعب مارسوا مؤامرات أمنية وسياسية واقتصادية وباءوا بالفشل.

واشار قائد الثورة الإسلامية الى ان الدستور الايراني أوضح أن السياسيين هم من يجب أن يتسلّموا السلطة التنفيذية.

وأضاف: نعيش اليوم في اجواء الانتخابات وهناك من يريد ان يثبط عزيمة الشعب في المشاركة، منوها الى ان الاحباطات وسوء الادارة يجب اصلاحها عبر المشاركة في الانتخابات وليس في التخلي عنها.

واكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على اهمية مشاركة الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة لتصحيح بعض الأمور وانتخاب إدارة إسلامية وحكيمة قائلا: يتعين على جميع افراد الشعب ان يعتبروا انفسهم مسؤولين عبر التواصي بالحق.

واضاف سماحته: أتوقّع من المرشحين ألا يطلقوا الوعود التي لا يمكن تحقيقها ولا ينبغي الوثوق بمجرد الوعود والشعارات في الانتخابات، ويجب محاسبة المرشح الذي لا يفي بوعوده، وأضاف: على مرشحي الانتخابات أن يكونوا صادقين مع الشعب وألا يطلقوا شعارات لا تنسجم مع معتقداتهم.

وأكد سماحته أن الخبراء الاقتصاديين يعتبرون إن محور إنقاذ اقتصاد البلاد يتم من خلال تعزيز الإنتاج المحلي، ومكافحة التهريب والاستيراد الواسع ومحاربة من يملأ جيوبهم بالواردات، مضيفا: على مرشحي الانتخابات أن يعتبروا أنفسهم ملتزمين لمكافحة الفساد والتهريب والاستيراد الواسع.

وفي ختام خطابه أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى تعرّض بعض الأشخاص الذين لم تُحرَز أهليتهم، للظلم والجفاء، حيث نُسبت أشياء مخالفة للواقع لهم أو لعائلاتهم، وهي عائلات محترمة وعفيفة، ثم ثبت أن تلك التقارير مخالفة وغير صحيحة. وجراء نشر هذه الأمور بين الناس وفي الفضاء المجازي، رأى سماحته أن حفظ الكرامة من أسمى حقوق الإنسان، مطالباً الجهات المسؤولة بالتعويض عن الحالات التي أُبلغ فيها تقرير مخالف للواقع عن ابن شخص أو عائلته.

ودعا قائد الثورة الاسلامية إلى أن تكون هذه الانتخابات مباركة ووسيلة لهزيمة الأعداء.

 

700 /