موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال مراسم تخرج دفعة جديدة من ضباط جامعات القوات المسلحة:

السبيل لحل الحوادث الجارية في دول الجوار الشمالي الغربي، هي بمنع تدخل الجيوش الأجنبية

 

أكد القائد العام المعظم للقوات المسلحة سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال كلمة ألقاها سماحته صباح اليوم (الأحد:2021/10/3) عبر إتصال مرئي مع المراسم المشتركة لتخريج دفعة من الطلبة الجامعيين لجامعات الضباط في القوات المسلحة والتي جرت في جامعة "الامام الحسين (ع)" للضباط ، أكد بأن القوات المسلحة الايرانية المؤلفة من الجيش والحرس الثوري وقوى الامن الداخلي والتعبئة، تعد اليوم الدرع الدفاعي للبلاد بالمعنى الحقيقي للكلمة أمام التهديدات العسكرية للاعداء في الخارج والداخل.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم، القوات المسلحة الزاخرة بالفخر "قلعة حصينة لأمن الشعب الايراني الشامخ والوطن العزيز المقتدر" وأضاف: إن تدخلات الاجانب في المنطقة تفضي الى الخلافات وإلحاق الاضرار، وإن جميع الاحداث يجب حلها من دون تدخلات الاجانب، وفي ظل اقتداء دول المنطقة باقتدار وعقلانية الجمهورية الاسلامية الايرانية وقواتها المسلحة.

وتمنى سماحته التوفيق للخريجين، وارتقاء شباب القوات المسلحة في المدرسة والجامعة الحسينية، وهنأ الشعب الايراني لامتلاكه الشباب المؤمن والصالح والشجاع وصاحب العزم والارادة والوعي، واضاف: إن القادة الاعزاء الذين يقومون بإعداد شباب الوطن هكذا، جديرون بالفخر والتقدير.

وأشار سماحته الى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) "فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ‏ اللَّهِ‏ حُصُونُ‏ الرَّعِیَّة" وهو الامر الذي تحقق في الجمهورية الاسلامية الايرانية بالمعنى الحقيقي للكلمة، وأضاف: بفضل الله تعالى فان القوات المسلحة الايرانية اليوم تشكل الدرع الدفاعي للشعب والبلاد بالمعنى الحقيقي للكلمة أمام التهديدات العسكرية للاعداء الخارجيين والداخليين.

واعتبر سماحته خدمة الشعب الايراني في القوات المسلحة، مبعث الرفعة والعزة، واضاف: ان الاستعداد للدفاع عن الشعب الايراني وهوية البلاد الاسلامية والوطنية والثورية، يُعد فخراً كبيراً للقوات المسلحة.

ووصف سماحته الأمن بأنه يُشكل البنية التحتية لجميع الانشطة الضرورية لتقدم البلاد، ووصف بالمهم تحقق أمن البلاد من دون الاعتماد على الاجانب، واضاف: بطبيعة الحال فان هذه القضية طبيعية للشعب الايراني، إلا أن الدول المختلفة وحتى الدول الاوروبية تعاني من هذه المشكلة.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى السجالات الاخيرة بين اوروبا واميركا، وقال: إن بعض الدول الاوروبية وصفت الخطوة الاميركية بالطعنة في الظهر وقالت بصورة ما أنه على اوروبا ان تقوم بتوفير أمنها بصورة مستقلة دون الاعتماد على الناتو، وفي الواقع أميركا.

واضاف سماحته: حينما تشعر الدول الاوروبية بسبب الاعتماد على اميركا التي هي غير معارضة لاوروبا، بالنقص في تحقيق أمنها المستديم، يُصبح معلوماً حساب الدول الاخرى التي جعلت قواتها المسلحة تحت سيطرة اميركا وسائر الدول الاجنبية.

واعتبر القائد العام للقوات المسلحة توفير الأمن بالاعتماد على الاخرين، مجرد وهم وأضاف: ان المصابين بهذا الوهم سيتلقون صفعته قريباً، ذلك لأن التدخل المباشر وغير المباشر من قبل الاجانب في قضايا الامن والحرب والسلم لأي دولة كانت، يعد كارثة مأساوية.

وأشاد سماحته باقتدار وشموخ القوات المسلحة في الاختبارات وخاصة أبان حرب الاعوام الثماني المفروضة (1980-1988) وقال: ان اقتدار القوات المسلحة رهن بقضايا مثل التدريبات والابداعات والانجازات العلمية والمعدات والانضباط الوظيفي، إلا أن العنصر الاهم لاقتدار القوات المسلحة هو الروح المعنوية والقيم الروحية والقضايا الدينية والاخلاقية.

واعتبر سماحته خروج الجيش الاميركي المجهز بالمعدات ولكن بلا قيم معنوية واخلاقية، من افغانستان مثالا لنتائج الاقتدار الظاهري وليس الحقيقي واضاف: إن الاميركيين جاءوا بقواتهم الى افغانستان قبل 20 عاما لاسقاط طالبان وارتكبوا خلال فترة الاحتلال الطويلة هذه المجازر والجرائم والحقوا الكثير من الاضرار، إلا انه وبعد كل هذه النفقات المادية والبشرية، سلّموا الحكم لطالبان وخرجوا، وهو ما يُعد درسا لجميع الدول.

واعتبر القائد العام للقوات المسلحة أوضاع الجيش الاميركي حين الخروج من افغانستان، مؤشراً لطابعه الحقيقي، وقال: ان تلك الصورة الهوليوودية المرسومة عن الجيش الاميركي وجيوش الدول من أمثالها، هي مجرد استعراضات لأن طابعها الحقيقي هو ما شوهد على أرض الواقع في افغانستان.

وأشار سماحته الى كراهية شعوب شرق آسيا للجيش الاميركي، واضاف: إن الاميركيين اينما يتدخلون يكونون مكروهين من قبل الشعوب.

واعتبر سماحته تواجد القوات العسكرية الاجنبية في المنطقة بأنه يؤدي الى الخلافات والحاق الاضرار والدمار واضاف: إن مصلحة المنطقة تقتضي أن تحظى جميع الدول بجيوش مستقلة ومعتمدة على شعوبها ومتعاضدة مع جيوش الدول الجارة.

وأضاف سماحته: إن جيوش المنطقة قادرة على توفير أمن المنطقة، ولا ينبغي ان تسمح للجيوش الأجنبية بالتواجد في المنطقة للتدخل أو التواجد من أجل الحفاظ على مصالحها.

وتابع سماحته: ان الحوادث الجارية في بعض الدول الجارة في شمال غرب ايران يجب حلها بمنطق تجنب السماح بتواجد الأجانب.

وقال سماحته: إن القوات المسلحة لبلادنا العزيزة تعمل على الدوام باقتدار مترافق مع العقلانية، وإن هذه العقلانية يجب ان تشكل انموذجا للدول الاخرى وعنصرا لحل القضايا القائمة، وأن يعلم الجميع بأن من يحفر بئراً لأخيه سيقع فيها هو نفسه أولا.

وقدّم سماحته توصية مؤكدة للقوات المسلحة بمواصلة فخر الخدمة للشعب والبلاد وتعزيز القدرات المادية والمعنوية.

قبيل كلمة القائد العام المعظم للقوات المسلحة، قدّم اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تقريراً عن القدرات القتالية والدفاعية والأمنية للقوات المسلحة، وكذلك الخدمات الاجتماعية لهذه القوى للشعب، وقال مشيراً إلى الهزيمة الأمريكية في أفغانستان:"هذا الانهيار الذليل وإخلاء جزء كبير من المعدات وقواعدها في المنطقة، وهزيمة الكيان الصهيوني في معركة الـ 12 يوماً في قطاع غزة والتي أطلق عليها إسم سيف القدس، إنما هي علائم على التدهور المتسارع للولايات المتحدة.

وفي هذه المراسم التي أقيمت بالتزامن في جامعات ضباط القوات المسلحة عبر الإتصال المرئي، قام كل من العميد القائد غلامي قائد جامعة الامام الحسين (ع)، والعميد الطيار رودباري قائد جامعة الشهيد ستاري، والعميد بختياري قائد جامعة الأمين لعلوم الأمن الداخلي، بتقديم تقارير عن أنشطة وتدابير ومناهج هذه الجامعات.

كما تضمنت مراسم الحفل المشترك لتخرج ضباط القوات المسلحة، برامج أخرى كقراءة القسم، ومنح الأعلام من قبل الطلاب القدامى إلى الطلاب الجدد، وقراءة نشيد مشترك من قبل الطلاب المتواجدين في ساحة العرضات. كما قام رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بمنح درجات لعدد من النخب المختارة من الجامعات العسكرية، بالنيابة عن القائد العام للقوات المسلحة.

700 /