موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء إيران في الخارج:

تجنّب دبلوماسية الإستجداء، وضرورة التعامل الحكيم والمرونة مع الحفاظ على المبادئ

 

 

شرح قائد الثورة الاسلامية المعظم خلال إستقباله صباح اليوم (السبت:2023/5/20) مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معايير ومؤشرات السياسة الخارجية الناجحة، واعتبر سماحته "العزة" تعني تجنّب دبلوماسية الاستجداء، و"الحكمة" تعني التعاملات والأنشطة الحكيمة والمدروسة، و"المصلحة" بمعنى المرونة لتجاوز العقبات الصعبة ومواصلة المسار الأساسي في دبلوماسية البلاد.

ودعا سماحته خلال اللقاء الذي جرى على أعتاب عقد التجمع الوطني لرؤساء المكاتب التمثيلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج، دعا مسؤولي الجهاز الدبلوماسي في البلاد إلى المراقبة المستمرة للتطورات والأحداث المؤثرة في النظام الدولي من أجل الوصول الى المكانة اللائقة بإيران العزيزة في النظام العالمي المستقبلي.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي أن السياسة الخارجية الجيدة والنظام الدبلوماسي الفعّال، ركيزة أساسية للإدارة الناجحة للبلاد، موضحاً 6 قواعد إلزامية في السياسة الخارجية، وقال سماحته: الامتثال لهذه المؤشرات هو علامة على سياسة خارجية ناجحة، وإذا لم يتم مراعاة هذه القواعد، فإنه ستكون لدينا مشاكل إما في نظرية السياسة الخارجية، أو في أداء وعمل الدبلوماسية.

واوضح قائد الثورة الإسلامية المعظم، أن قدرة الاقناع على شرح منطق مقاربات البلاد حيال القضايا المختلفة، هي أول قاعدة لسياسة خارجية ناجحة.

واعتبر سماحته أن "التواجد الفعّال والموجّه في مختلف الظواهر والأحداث والتيارات السياسية والاقتصادية في العالم" ، و"إزالة وتقليل السياسات والقرارات المهددة ضد إيران" ، و"إضعاف المراكز الخطرة" ، و"تعزيز الحكومات والجماعات المتحالفة مع إيران وتطويرها، وتوسعة العمق الاستراتيجي للبلاد" و"القدرة على التعرف على الطبقات الخفية في القرارات والإجراءات الإقليمية والعالمية"، بأنها خمسة مبادئ أخرى في اتخاذ سياسة خارجية ناجحة ومشرفة.

كما أوضح سماحة آية الله الخامنئي معنى المبادئ الرئيسية الثلاث "العزة والحكمة والمصلحة" في مجال السياسة الخارجية، وأضاف سماحته: "العزة"، تنفي "دبلوماسية الاستجداء، قولًا ومضمونا" وتجنّب الالتفات إلى اقوال وقرارات مسؤولي الدول الاخرى.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن عدم الاعتماد على المبادئ في السياسة الخارجية، يتعارض مع العزّة ويثير التردد، وأضاف: في جميع القضايا العالمية نتصرف بعزة ونعتمد على المبادئ في أقوالنا وأفعالنا ونواجه تصرفات الآخرين.

واشار سماحته الى المعنى الحقيقي لـ "الحكمة"، على أنه سلوك وكلام "حكيم ومدروس ومحسوب"، وأضاف: كل خطوة في السياسة الخارجية يجب أن تكون منطقية ومدروسة، وقد أضرت القرارات والأفعال المتهورة وغير الخاضعة للمساءلة، بالبلاد في بعض الأحيان.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن عدم الثقة بالاطراف الأخرى، يُعد مفهوما آخر لـ "الحكمة" وقال: طبعا كل كلمة في عالم السياسة يجب عدم اعتبارها كذبة، لأن هناك كلمات صادقة ومقبولة، ولكن لا ينبغي الوثوق بكل الكلمات.

وبيّن سماحته أن "المصلحة" بمعنى المرونة في الحالات الضرورية لتجاوز العقبات الصعبة والعسيرة ومواصلة المسار.

وتابع سماحته في هذا الجانب: الحفاظ على المبادئ، لا يتعارض مع المصلحة، بالطبع قبل بضع سنوات عندما تم اقتراح مفهوم "المرونة البطولية"، أسيء فهمه في الخارج ومن قبل البعض في الداخل، لأن المصلحة تعني إيجاد طريق للتغلب على العقبات الصعبة ومواصلة الطريق للوصول الى الهدف.

واكد سماحته على أهمية المبادرات الشخصية "الجيدة والمناسبة والمدروسة جيدا"، لا سيما في تعاملات السفراء.

كما اشار سماحته الى موضوع "نوعية وكمية الموارد البشرية في وزارة الخارجية وتوظيف عناصر كفوءة وموثوقة".

وعبّر سماحة آية الله الخامنئي عن ارتياحه لخطة وزارة الخارجية لاستقطاب العناصر الشابة، وأكد على الاهتمام بحافز وإيمان وإرادة الكوادر بوزارة الخارجية.

ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم، رؤساء البعثات الدبلوماسية الايرانية في الخارج بأنهم يمثلون الشعب، وسلوكهم يعكس هوية وطبيعة الشعب الايراني، وأضاف: يجب أن يكون الدبلوماسي الإيراني رمزا للإيمان والمحبة لإيران العزيزة والغيرة والعزيمة والارادة والنشاط والعمل الدؤوب، وأن يكون كلامهم وسلوكهم يجلب الإحترام للشعب الإيراني.

وفي جانب آخر من كلمته، تطرّق سماحة آية الله الخامنئي الى حدود إيران الطويلة مع دول عديدة وأحيانا مهمة ومؤثرة، واعتبر سياسة الحكومة الحالية للعلاقات مع دول الجوار بأنها مهمة وصحيحة للغاية، وأضاف: الأيادي الأجنبية تعمل على الوقيعة وايجاد المشاكل بين إيران والدول المجاورة، وينبغي عدم السماح بتحقيق اهداف سياستهم هذه.

واعتبر سماحته سياسة التواصل مع الدول الإسلامية، حتى لو كانت بعيدة، وكذلك سياسة التواصل مع الدول التي لها نفس الاتجاه بأنها مهمة، وقال: في الوقت الحاضر فان تعاون وتقارب بعض الدول الكبرى والمهمة في العالم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيال بعض التيارات والخطوط الأساسية للسياسة الدولية، تعد ظاهرة غير مسبوقة، وعلينا تقدير هذه الفرصة وتعزيز علاقاتنا مع تلك الدول.

 

واشار قائد الثورة الإسلامية المعظم الى موضوع اجتماع السفراء بشأن التحول في النظام العالمي الحالي وتكرار هذه القضية في الأدب العالمي، وأضاف: إن التحول في النظام العالمي هو عملية طويلة الأمد مع العديد من التقلبات والمتأثرة بأحداث غير متوقعة ومحتملة، والبلدان المختلفة لديهم آراء وتوجهات مختلفة ومتضاربة حيال ذلك.

وشدد سماحته على ضرورة متابعة وتقييم التطورات العالمية ومعرفة الجانب الدقيق وخلف الكواليس للأحداث، وقال: بناءً على هذه الملاحظة والتقييم ينبغي استخلاص اقتراحات عملية، وفي هذا المجال يؤدي السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية دورا مهما خاصة في البلدان المؤثرة.

وفي ختام كلمته، أكد سماحة آية الله الخامنئي مرة أخرى على أهمية السياسة الخارجية ودورها المهم في إدارة البلاد وتعزيزها، وأضاف: على الرغم من الاهتمام بالعوامل الاقتصادية والثقافية في تحليل الوضع الحالي للبلاد، فإنه غالبا ما يتم إهمال عامل السياسة الخارجية في المناقشات، في حين أن السياسة الخارجية الجيدة والناجحة ستعمل بالتأكيد على تحسين وضع البلاد، ومن ناحية أخرى فإن الاضطرابات والمشاكل في السياسة الخارجية ستسبب مشاكل في الوضع العام للبلاد، حيث هناك العديد من الأمثلة في هذا الشأن.

وفي بداية هذا اللقاء، قدّم وزير الخارجية تقريراً عن إجراءات وبرامج وأولويات جهاز السياسة الخارجية في الحكومة الايرانية الحالية لإحداث التحول.

واعتبر السيد أمير عبداللهيان، الانسحاب من السياسة الاحادية المتعلقة بالاتفاق النووي بهدف خلق توازن في السياسة الخارجية، وإعطاء الأولوية للدبلوماسية الاقتصادية، والتركيز على تنمية الصادرات غير النفطية وامكانيات الترانزيت الفريدة في البلاد، والنظر على وجه التحديد إلى آسيا، مع الأولوية للدول المجاورة والدول الإسلامية، ودعم محور المقاومة، والنشاط الدؤوب من خلال المشاركة في التحالفات الإقليمية المفيدة مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة شنغهاي وبريكس، وفي الوقت نفسه تعزيز استراتيجية "تحييد الحظر" والتفاوض على "رفع الحظر"، بأنها من بين أهم استراتيجيات وزارة الخارجية الايرانية.

ولفت وزير الخارجية إلى 11 زيارة خارجية لرئيس الجمهورية و 14 زيارة لرؤساء دول أخرى إلى إيران خلال العشرين شهرا الماضية، وتوقيع مذكرات تفاهم شاملة وطويلة الأجل مع دول مثل الصين وروسيا وتركيا، واعتبرها من بين الإجراءات المتخذة لزيادة تعاملات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وزيادة التبادلات التجارية للبلاد.

واشار امير عبداللهيان لوجود أكثر من 5 ملايين إيراني في الخارج، مؤكدا على اهتمام الحكومة الايرانية بتقديم الخدمات لهذه الفئة من المواطنين، واعتبرها أحد مهام وزارة الخارجية.

700 /