موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال المراسم المشتركة لتخرج طلبة جامعات ضباط القوات المسلحة:

طوفان 7 تشرين الأول؛ هزيمة استخباراتية وعسكرية للكيان الصهيوني لا يمكنه ترميمها

 

 

اعتبر قائد الثورة الإسلامية والقائد العام المعظم للقوات المسلحة سماحة آية الله الخامنئي، في كلمته صباح اليوم (الثلاثاء:2023/10/10) خلال الحفل المشترك لتخرج دفعة جديدة من طلبة جامعات الضباط التابعة للقوات المسلحة في البلاد والتي جرت في جامعة "الامام علي (ع)" بطهران، اعتبر القوات المسلحة الحصن الفولاذي للأمن والعزة والهوية الوطنية، وأضاف: الأمن الوطني هو البنية التحتية لكل البرمجيات المهمة التي تلعب دوراً في تقدم البلاد، بحيث أنه إذا لم يكن هناك أمن، فلن يكون هناك شيء.

وأشار سماحته إلى الأحداث الأخيرة غير المسبوقة التي شهدتها فلسطين، ووصف عملية "طوفان الاقصى" بالزلزال المدمر الذي مني فيه الكيان الصهيوني بهزيمة استخباراتية وعسكرية لا يمكنه ترميمها، وقال إن هذا الزلزال المدمر نجح في تدمير بعض الهياكل الأساسية للكيان الغاصب، والتي لا يمكنه إعادة بنائها بهذه السهولة.

واعتبر سماحته موقف المسؤولين في البلاد من هذا الموضوع السياسي العسكري المهم بأنه صحيح وجيد، ونوه إلى اعتراف العالم بهزيمة الكيان الصهيوني في هذا الأمر، وقال: إن هذه الهزيمة من الجوانب العسكرية والاستخباراتية هزيمة لا يمكن ترميمها وهي زلزال مدمر، ومن المستبعد أن يتمكن الكيان الغاصب من ترميم الضربات العميقة لهياكله السيادية في هذه الحادثة رغم كل المساعدات التي يتلقاها من الغربيين.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن الكيان الصهيوني بعد يوم السبت 7 تشرين الاول /اكتوبر، يوم بسالة الشباب الفلسططيني، لن يكون الكيان الصهيوني السابق، وأضاف: إن سبب هذه الكارثة الكبرى التي حلت بالكيان الصهيوني هو أفعال الصهاينة أنفسهم، لأنه عندما تتجاوز حد الافتراس والوحشية، عليك انتظار "الطوفان".

واعتبر سماحته العمل الشجاع والتضحوي للمجاهدين الفلسطينيين كرد على جرائم المحتلين لسنوات طويلة وتصاعد حدتها في الأشهر الأخيرة، وأضاف: إن المسبب في الحالة الأخيرة هو الحكومة الحالية التي تحكم الكيان الغاصب، والتي لم تتوان عن اتخاذ أي إجراء وحشي ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.

وقال سماحة آية الله الخامنئي في إشارة إلى الممارسات الشريرة والخبيثة لكيان الاحتلال: لم يواجه أي شعب مسلم في التاريخ الحديث عدوا اكثر وقاحة وقسوة من الكيان الصهيوني، ولم يتعرض اي شعب لضغوط وحصار وقمع مثلما يتعرض له الشعب الفلسطيني، كما ان أميركا وبريطانيا لم تدعما أي نظام ظالم بقدر ما دعمتا هذا الكيان المزيف.

واعتبر سماحته قتل الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وتدنيس المسجد الأقصى وقمع المصلين وقتل الشعب الفلسطيني على يد المستوطنين المسلحين، من ضمن جرائم الكيان الصهيوني وتساءل سماحته: هل كان امام الشعب الفلسطيني الأبي الممتدة حضارته آلاف الاعوام في التاريخ، مخرجاً أمام كل هذا الظلم والاجرام إلا خلق "الطوفان"؟.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى محاولة الكيان الشرير اظهار المظلومية ومبادرة وسائل إعلام عالم الاستكبار للايحاء بهذا الامر في اذهان الرأي العام العالمي، وقال: هذه المظلومية "كاذبة وغير صحيحة 100%" ولا يمكن لأحد أن يصنع من هذا الوحش الكاسر صورة مظلوم.

واعتبر سماحته أن الهدف من تظلم الكيان الصهيوني هو تبرير جرائمه في هجماته المستمرة على غزة وارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني المظلوم فيها واضاف: أن حساب الكيان المزيف وداعميه في هذه القضية خاطئ ايضا، وليعلم قادة وصناع القرار في الكيان وداعميه أن هذه التصرفات ستجلب عليهم مصيبة أكبر، وسيوجه الشعب الفلسطيني بعزيمة اقوى صفعة أشدّ لوجوههم القبيحة ردا على هذه الجرائم.

وفي نقطة مهمة أشار سماحته الى ما يتداوله بعض افراد الكيان الصهيوني وداعميه من تدخل غير الفلسطينيين ومنهم إيران في الأحداث الأخيرة وقال: طبعا نحن نقبّل جباه وسواعد الشباب الفلسطيني والمخططين ذوي الدراية والاذكياء الفلسطينيين ونفتخر بهم، لكن هذه التخرصات خاطئة وهذا الحساب خاطئ، ومن يقول إن الضربة الأخيرة للفلسطينيين وراءها غير الفلسطينيين، لم يعرفوا الشعب الفلسطيني العظيم حق المعرفة وقللوا من شأنه.

وأشار سماحته إلى ضرورة رد فعل العالم الإسلامي على جرائم الصهاينة، وأضاف: بالطبع العالم الإسلامي كله ملزم بدعم الشعب الفلسطيني، لكن هذه الملحمة كانت من عمل مخططين أذكياء والشباب والناشطين الفلسطينيين المضحين، وإن شاء الله، ستكون هذه الملحمة الشجاعة خطوة كبيرة على طريق خلاص الفلسطينيين.

وفي مستهل كلمته وصف القائد العام للقوات المسلحة، العمل في القوات المسلحة بأنه شرف عظيم ومن أهم الوظائف الحيوية في إدارة وتسيير امور أرض إيران الحبيبة، مشيراً إلى أن حرمان كل دولة من قوة الدفاع والأمن القومي هو سبب التبعية للأجانب وجعل العزة الوطنية لذلك البلد رهينة، وأضاف: بفضل الله خرجت قواتنا المسلحة من مختلف الميادين بكل فخر، وهذه الأوسمة الذهبية تزيّن صدور أبناء القوات المسلحة.

ووصف سماحة القائد العام للقوات المسلحة، حرب السنوات الثماني المفروضة (حرب نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية خلال الفترة 1980-1988) بأنها كانت حرب عالمية بالمعنى الحرفي للكلمة، وقال: في ذلك الاختبار الصعب دافعت القوات المسلحة عن أرض الوطن شبرا شبرا وسيادة الإسلام المقدس والعزيز، وأحبطت المؤامرة الجماعية لمستكبري الشرق والغرب في الدفاع عن صدام المعتدي.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي فتنة داعش بأنها آخر اختبار للقوات المسلحة وأضاف: أميركا خلقت داعش في خطة شريرة لزعزعة استقرار المنطقة، وكان الهدف النهائي لهذه المؤامرة هو جمهورية إيران الإسلامية، لكن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، بمعية القوات المسلحة لدول أخرى، أحبطت تلك الفتنة أيضا.

واعتبر سماحة القائد العام للقوات المسلحة، جامعات الضباط بأنها مراكز قيمة لتربية الموارد البشرية الواعية والشجاعة والكفوءة، ودعا سماحته إلى أهمية التعزيز المستمر للمعرفة والأبحاث، ورفع مستوى الروح الإيمانية والأخلاق، وتنظيم البيئة التعليمية، والاهتمام بالمستوى المعرفي للطلبة الجدد في هذه الجامعات.

وفي بداية هذه المراسم التي اقيمت في جامعة الامام علي (عليه السلام) زار سماحة آية الله الخامنئي ضريح الشهداء المجهولين وقرأ سورة الفاتحة إجلالا لمقامهم الشامخ، ثم تفقد سماحته الوحدات المتواجدة في ساحة العرضات.

كما بارك اللواء محمد باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة بعملية "طوفان الأقصى" للمقاتلين الفلسطينيين وأشار إلى تعزيز الروح المعنوية والبصيرة السياسية وزيادة الجاهزية الدفاعية والقتالية والتنمية الذاتية وتعزيز الإشراف والسيطرة الاستخباراتية واليقظة الثورية إطار عمل القوات المسلحة للبلاد، رافعاً تقريراً عن العام الدراسي الماضي في جامعات الضباط في البلاد، موضحاً برنامج هذه الجامعات للعام الدراسي الحالي.

كما شارك في هذا الحفل العميد أمير علي مهدوي قائد جامعة الإمام علي (عليه السلام) للضابط، والعميد برويز آهي قائد جامعة الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) للضابط واعداد قوات الشرطة، والعميد الركن نعمان غلامي قائد جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) للضباط ، وقدموا تقارير عن أهم الأنشطة والبرامج التعليمية في هذه الجامعات.

وفي بداية حفل التخرج المشترك لطلبة جامعات ضباط القوات المسلحة في جامعة الامام علي (عليه السلام)، قام الطلبة بأداء النشيد الوطني، كما قامت الوحدات المتواجدة في الميدان بإستعراض عسكري أمام سماحة القائد العام للقوات المسلحة.

700 /