أشار قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال استقباله صباح اليوم (الاربعاء: 16/7/2025) رئيس وكبار مسؤولي السلطة القضائية ورؤساء المحاكم القضائية في جميع أنحاء البلاد، في معرض تحليله للعمل العظيم الذي قام به الشعب الإيراني خلال الحرب المفروضة الأخيرة وتبديد مخططات المعتدين وحساباتهم، أشار سماحته إلى الوحدة الوطنية العظيمة للشعب الإيراني بمختلف توجهاتهم والسياسية واختلاف أوزانهم المذهبية، للدفاع عن إيران الحبيبة، مؤكداً: واجب الجميع المحافظة على هذه الوحدة الوطنية.
وقال سماحته: إن العمل العظيم الذي قام به الشعب في حرب الاثني عشر يومًا كان مسألة تصميم وإرادة وثقة وطنية، لأن وجود الروح والاستعداد لمواجهة قوة كأمريكا وكلبها المسعور، الكيان الصهيوني، أمر بالغ الأهمية.
وفي إشارة إلى المذكرات المنشورة لعناصر النظام البهلوي الذين لم يجرؤوا على الاحتجاج على أمريكا حتى في الاجتماعات السرية والخاصة، قال سماحته: لقد وصلت إيران إلى نقطة لم تعد تخشى أمريكا، بل تُرهبها أيضًا، وهذه الروح والإرادة الوطنية هي ما يجعل إيران فخورة وتحقق طموحاتها العظيمة.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا أن الشعب الإيراني لن يظهر بمظهر الضعيف في أي مجال، وأضاف: "لدينا جميع الأدوات اللازمة، كالمنطق والقوة العسكرية، لذا سواء في المجال الدبلوماسي أو العسكري، أينما دخلنا، سندخل بأيدٍ ملآنة، بتوفيق من الله".
وأكد سماحة آية الله السيد الخامنئي: "مع أننا نعتبر الكيان الصهيوني ورمًا خبيثًا وأمريكا مجرمة لدعمها له، إلا أننا لم نرحب بالحرب ولم نبادر بها، مع أن ردنا كان ساحقًا وحازمًا كلما هاجمنا العدو".
واعتبر سماحته رد إيران القوي والحازم على الكيان الصهيوني بأنه اضطره للجوء الى اميركا لطلب وقف اطلاق النار، وقال: لو لم ينحن الكيان الصهيوني ويلتصق بالارض ولو كان قادرا على الدفاع عن نفسه، لما اضطر للجوء الى أمريكا بهذه الطريقة، لكنه أدرك بأنه لا يستطيع الصمود امام الجمهورية الإسلامية.
كما وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم الهجومَ الإيراني المضاد على الهجوم الأمريكي بأنه كان ضربةٌ بالغة الحساسية، مضيفًا: "المركز الذي هاجمته إيران كان مركزًا أمريكيًا بالغ الحساسية في المنطقة، وعندما تُرفع الرقابة عن الأخبار، سيتضح حجم الضربة التي وجهتها إيران. وبالطبع، يمكن توجيه ضربة أكبر لاميركا وغيرها".
واعتبر آية الله السيد الخامنئي بروز القضية الوطنية في الحرب الأخيرة أمرًا بالغ الأهمية وعائقًا أمام تحقيق مخطط العدو، مضيفًا: "كانت حسابات المعتدين ومخططاتهم أنه من خلال مهاجمة بعض الشخصيات والمراكز الحساسة في إيران، سيتم إضعاف الدولة، ومن ثم إخراج الخلايا النائمة لعملائهم، من المنافقين وانصار الملكية إلى البلطجية، ليتمكنوا من القضاء على الدولة بتحريض الشعب وإخراجه إلى الشوارع".
وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى أن "الواقع العملي جرى عكس مخطط العدو تمامًا، وتبين أن كثيرًا من حسابات بعض الافراد في المجال السياسي وما شابهه كانت خاطئة أيضًا".
وفي إشارة إلى انكشاف وجه العدو المعتدي ومخططه وأهدافه الخفية للشعب، قال: لقد أحبط الله مخططهم، وهبّ الشعب إلى ساحة المعركة لدعم الحكومة والدولة، وهبّ الشعب، خلافًا لاوهام العدو، لدعم الدولة ماديًا ومعنويًا.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن وقوف أبناء الشعب، بمختلف توجهاتهم الدينية والسياسية، وحتى المتعارضة، ادى الى بناء وحدة وطنية عظيمة، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على هذه الوحدة العظيمة، وقال: "على الجميع، بمن فيهم الصحفيون والقضاة والمسؤولون الحكوميون وعلماء الدين وأئمة الجمعة، حماية الوحدة الوطنية والحفاظ عليها".
واعتبر سماحته وجود الاختلافات في الأذواق السياسية والعقائد المذهبية بانه لا يتعارض مع الوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن حقيقة مشتركة هي الدفاع عن إيران الحبيبة والنظام الإسلامي، وفي معرض بيانه لمقتضيات الحفاظ على الوحدة الوطنية، قال: إن تبيين ودحض المغالطات أمر ضروري، لكن إثارة الاعتراضات غير الضرورية ومناقشتها والجدال في مسائل صغيرة أمر مضر، وحتى دحض المغالطات ينبغي أن يتم بأفضل طريقة ممكنة حتى لا يُسبب مشاكل للبلاد.
وأكد سماحته أن التعبير عن الولاء للدولة ودعم السياسات العامة أمر ضروري ومفيد، مضيفًا: "مع ذلك، يجب ألا نُفاقم الخلافات والانقسامات الموجودة، فهذا امر مضر".
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على مواصلة عمل الأجهزة العسكرية والدبلوماسية المسؤولة بقوة واتجاه صحيح، وقال: "بالتأكيد، عليهم مراعاة التوجيهات، لأن التوجيه، لا سيما في المجال الدبلوماسي، بالغ الأهمية ويجب العمل عليه بدقة وحرص".
وفي إشارة إلى إمكانية اعتراض فرد على مسؤول في قضية عسكرية أو دبلوماسية، أضاف: "لا نقول إنه لا ينبغي عليهم الاعتراض، ولكن يجب أن يكون الاعتراض والنقد بأسلوب مقبول وبعد بحث وتقصٍّ، لأن بعض التصريحات والاعتراضات التي تُنشر في وسائل الإعلام تكون أحيانًا نتيجة جهل".
وأكد سماحته على ضرورة مواصلة المسؤولين عملهم بكل قوة وحماس، قائلاً: "ليعلم الجميع أن الله تعالى، وفقًا للآية الكريمة «وَ لَیَنصُرَنَّ اللهُ مَن یَنصُرُه»، قد ضمن نصره للشعب الإيراني في ظل الجمهورية الإسلامية ومظلة القرآن والإسلام، وأن هذا الشعب سينتصر لا محالة".
وفي هذا اللقاء، أشاد قائد الثورة الإسلامية المعظم برئيس السلطة القضائية وجميع عناصرها الفاعلة، ووصف الإجراءات المتخذة في هذا المجال بأنها جيدة ومُرضية، وأضاف: "بالطبع، بالإضافة إلى العمل المنجز، يجب الاهتمام دائمًا بالأعمال الضرورية غير المنجزة ومتابعتها لإكمالها".
ورأى قائد الثورة الإسلامية المعظم ضرورة متابعة الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في الحرب الأخيرة قانونيًا، وقال: كان ينبغي إجراء ملاحقة قانونية في القضايا السابقة أيضًا، الا انه كانت هناك نواقص، ولكن يجب على السلطة القضائية متابعة الجرائم الأخيرة بجدية ودقة ويقظة تامتين، مع مراعاة جميع الجوانب، من خلال المحاكم الدولية والمحلية.
وأكد سماحته أن نتائج جميع التوصيات المُقدمة إلى السلطة القضائية ينبغي أن تنعكس في ثقة الشعب بها، وقال: "لقد أكدنا مرارًا في لقاءاتنا مع المسؤولين القضائيين أنه يجب علينا العمل على أن يعلم كل من يتعرض للظلم والانتهاك في أي بقعة من البلاد أن قضيته قابلة للحل باللجوء إلى القضاء".
واعتبر أنه من الضروري الوصول إلى هذه النقطة المنشودة لمعالجة الفساد ومكافحته داخل السلطة القضائية وخارجها، مضيفًا: "مكافحة الفساد تُولّد الأمل والثقة لدى الشعب".
في بداية هذا اللقاء، عزا حجة الإسلام والمسلمان محسني إيجئي، رئيس السلطة القضائية، خلال كلمته، فشل العدو في تحقيق أهدافه إلى يقظة الشعب وقيادة قائد الثورة الإسلامية المعظم، وقال: لقد اُضيفت ورقة ذهبية أخرى إلى سجل الشرف الوطني، وقد رأى العالم أجمع عدم موثوقية خصومنا.
وأشار رئيس السلطة القضائية إلى "تحديث وثيقة تحوّل السلطة والتقدم الجيد في تحقيق أهداف الوثيقة"، و"إعداد التدابير اللازمة لتطبيق قانون الوثائق غير المنقولة"، و"التفاعل الأفضل مع الأجهزة التنفيذية لمراقبة التنفيذ السليم للقوانين"، و"تقليص وقت معالجة الدعاوى القضائية"، و"زيادة حل النزاعات من خلال السلام والمصالحة"، و"الحضور الفعّال للمسؤولين القضائيين بين الشعب والمساجد"، و"تقديم أكثر من مليوني استشارة قانونية مجانية للشعب" كأبرز الإجراءات التي اتخذتها السلطة القضائية العام الماضي، وأضاف: "يجري العمل الفعّال بالتعاون مع وزارة الخارجية وأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي فيما يتعلق بالإجراءات القانونية ضد المجرمين والنظام الصهيوني الشرير في المحكمة الجنائية الدولية".