موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

لقد أظهرت الجمهورية الإسلامية للعالم المتانة المنقطعة النظير لأركان النظام والبلاد

 

 

بمناسبة أربعينية شهداء الحرب المفروضة على الشعب الإيراني والتي استمرت 12 يوما من قبل الكيان الصهيوني، أقيمت اليوم (الثلاثاء: 29/7/2025) مراسم إحياء ذكرى هؤلاء الشهداء من قبل قائد الثورة الإسلامية المعظم في حسينية الإمام الخميني (رض) بحضور عوائل الشهداء ومختلف شرائح الشعب وجمع من المسؤولين.

وفي كلمة ألقاها خلال هذه المراسم، وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم هذه الحرب بأنها تجلٍّ لإرادة الجمهورية الإسلامية وقوتها، وإثباتٌ لمتانة أركانها التي لا مثيل لها. وأكد سماحته أن السبب الرئيسي للعداء هو معارضة أصحاب النوايا السيئة لإيمان الشعب الإيراني ومعرفته ووحدته، قائلاً: بعون الله، لن يتخلى شعبنا عن طريق ترسيخ الإيمان وتوسيع آفاق المعرفة، وسنتمكن من إيصال إيران إلى قمة التقدم والعزّ رغم أنف الاعداء.

وخلال تقديمه التعازي لشهداء الحرب الأخيرة من القادة العسكريين والعلماء والمواطنين الاعزاء، قال سماحة آية الله الخامنئي: بالإضافة إلى الشرف العظيم الذي حققه خلال هذه الأيام الاثني عشر، والذي يشهد له العالم أجمع اليوم، فقد استطاع الشعب الإيراني أن يظهر للعالم قوته وصموده وعزيمته وإرادته، بحيث شعر الجميع بقوة الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر.

واعتبر سماحته أن تبلور القوة الفريدة لأسس الجمهورية الإسلامية ميزة أخرى من ميزات الحرب الأخيرة، مضيفا: لم تكن هذه الأحداث غير مسبوقة بالنسبة لنا، فعلى مدى السنوات الست والأربعين الماضية، بالإضافة إلى الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات، واجهت الجمهورية الإسلامية مرارا وتكرارا أحداثا مثل الانقلابات والمؤامرات العسكرية والسياسية والأمنية المختلفة، وإجبار ضعفاء النفوس على العمل ضد الشعب، وأحبطت جميع مؤامرات العدو.

ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم أسس الجمهورية الإسلامية بأنها تقوم على ركيزتين: "الدين" و"العلم"، مؤكدا: الشعب الإيراني وشبابه، بالاعتماد على هذين الأساسين، أجبروا العدو على التراجع في مختلف الساحات، وسيواصلون نفس النهج مستقبلا.

وأوضح سماحته أن السبب الجوهري لمعارضة الاستكبار العالمي - وعلى رأسه أميركا المجرمة - للجمهورية الإسلامية يعود إلى "الدين والعلم ووحدة الإيرانيين تحت ظل القرآن والإسلام"، قائلًا: إن ادعاءاتهم حول الملف النووي والتخصيب وحقوق الإنسان ليست سوى ذرائع واهية، أما السبب الحقيقي لاستيائهم ومعارضتهم فهو ظهور رؤية جديدة وتنامي قدرات الجمهورية الإسلامية في المجالات العلمية والإنسانية والتقنية والدينية.

وأضاف سماحة آية الله الخامنئي، أن الشعب الإيراني لن يتخلى - بتوفيق من الله - عن دينه وعلمه، وقال: سنخطو خطوات كبيرة في طريق تعزيز الدين ونشر وتعميق مختلف العلوم، وبإذن الله سنتمكن - رغم أنف الأعداء - من ايصال إيران إلى قمة التقدم والمجد.

وفي هذا اللقاء، تلا عدد من قراء القرآن آيات من الذكر الحكيم، كما تحدث حجة الإسلام رفيعي في كلمته مستشهدا بالخطبة 182 من نهج البلاغة، حيث سلّط الضوء على خصائص شهداء معركة صفين، معتبرا أن هذه الصفات تنطبق تماما على شهداء الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما.

الثبات على الطريق، والسير على درب الحق، وتلاوة القرآن والعمل به، وأداء الفرائض، وإحياء السنن الإلهية، ومواجهة البدع، والمشاركة في الجهاد، واتباع القيادة، هي ثمانية خصائص ذكرها حجة الإسلام رفيعي، وقال: وفقا للقرآن الكريم، فإن الإيمان والتوكل هما العاملان الرئيسيان للنصر الإلهي، وقد تجلّى هذان العنصران بوضوح في حرب الاثني عشر يوما المفروضة، ومهدا الطريق لمقاومة الشعب الإيراني وانتصاره.

وفي هذا اللقاء، ألقى السيد محمد رضا بذري أيضا قصائد شعرية احتفاءً بالملحمة الخالدة لشهداء الحرب ضد العدو الصهيوني، ورثى معاناة ومصائب أهل البيت عليهم السلام.

700 /