موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة الإسلامية في لقاء الحاصلين على الميداليات الرياضية والعلمية،مخطاباً رئيس أمريكا:

من أنتم أساساً ؟! حتى ترسموا ما يجب وما لا يجب للدول التي تملك الصناعة النووية

 

 

اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي، في لقائه صباح اليوم (الإثنين: 20/10/2025) بمئات الأبطال في مختلف المجالات الرياضية والحاصلين على ميداليات الأولمبيادات العلمية العالمية، اعتبر سماحته صنّاع المجد مظهر النمو وتجلي الاقتدار الوطني، وأكد سماحته قائلاً: لقد أثبتم أن الشباب الباعث على الأمل في إيران العزيزة كـ"رمز للأمة"، يمتلكون القدرة على الوقوف على القمم وتوجيه أذهان وأعين العالم نحو الأجواء المشرقة لإيران.

 

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى الغطرسة والهراءات الأخيرة لرئيس أمريكا، وقال: هذا الشخص حاول من خلال سلوكه السخيف والأكاذيب الكثيرة حول المنطقة وإيران والأمة الإيرانية، أن يرفع معنويات الصهاينة ويظهر نفسه قوياً، لكن إذا كان يمتلك القوة، فليذهب ليهدّئ الملايين من الأشخاص الذين يتظاهرون ضده في جميع ولايات أمريكا.

وأعرب سماحته عن سروره بتواجده بين هذه المجموعة من الشباب الأقوياء الذين أدخلوا الفرحة على الأمة وألهموا الشباب بعزيمتهم وجهدهم وحصولهم على الميداليات في الساحات الرياضية والعلمية، وقال سماحته: ميدالياتكم لها ميزة إضافية على ميداليات الفترات الزمنية الأخرى، لأنكم حققتموها في وضع يحاول فيه العدو، في الحرب الناعمة، إحباط الأمة وجعلها غافلة عن قدراتها أو يائسة، لكنكم بإظهار قدرة وقوة الأمة في ميدان العمل، قدّمتم له أقوى رد.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم بعض الوساوس حول يأس شباب البلاد، مجرد كلام غير مدروس، وأكد قائلاً: إيراننا العزيزة وشبابها هم "مظهر الأمل"، ويجب إدراك هذه الحقيقة الهامة وهي أن الشاب الإيراني، بشرط العزيمة والجهد، يمتلك القدرة والمهارة للوصول إلى القمم؛ كما اعتليتم أنتم قمم العالم الرياضية والعلمية.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي إلى التقدم النوعي في بعض القطاعات بعد الثورة، وأضاف: أحد الأمثلة هو هذه المجموعة من نجاحاتكم في هذا العام، والتي قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الرياضة في البلاد.

وأشاد سماحته بصعود اليافعين الموهوبين في الوطن إلى القمم العلمية في العالم، وقال: إن أعمالكم هذه تُحسب للأمة الإيرانية وتلفت الأنظار إلى إيران.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم "احترام العَلَم، وسجود ودعاء الرياضيين الفائزين" رمزاً للأمة الإيرانية، وأضاف: الشباب الأعزاء في الأولمبياد هم الآن نجوم ساطعة، ولكن بعد عشر سنوات، بشرط استمرار الجهد، سيصبحون شمساً مشرقة، وهنا تكمن أهمية مسؤولية المعنيين في هذا المجال.

سماحة آية الله الخامنئي، وصف دور الشباب بعد انتصار الثورة بأنه تيار مستمر، وقال: في حرب الثماني سنوات المفروضة، كان الجيل الشاب هو من أظهر، رغم النواقص الكثيرة والأيدي الخاوية، ابتكارات عسكرية بحيث انتصرت إيران في مواجهة عدو مُجهّز جداً كان يتلقى التأييد والدعم من كل جانب.

واعتبر سماحته ميدان معركة العلم من الساحات الأخرى التي تجلّت فيها إنجازات شباب البلاد، وأشار إلى تواجد إيران ضمن المراتب العشر الأولى عالمياً في البحوث والعلوم في مختلف التخصصات، بما في ذلك "النانو"، "الليزر"، "النووي"، "الصناعات العسكرية المتنوعة" و "التقدم الطبي"، وقال سماحته: منذ أيام قليلة فقط، سمعت خبراً في غاية الأهمية مفاده أن أحد المراكز البحثية في البلاد نجح في إيجاد علاج لمرض مستعصٍ.

وتابع سماحة آية الله الخامنئي خطابه مستذكراً نشاط العدو لمنع مختلف التطورات العلمية الإيرانية، وأضاف: إن أعداء الشعب الإيراني يحاولون أيضاً "بإنكار أو تجاهل بعض الإنجازات"، و"خلط الحق بالباطل"، و"تضخيم بعض العيوب"، و"البروباغاندا الموجّهة"، إظهار الأجواء في إيران مظلمة وكئيبة، لكنكم بالوقوف على قمم الرياضة والعلم، بيّنتم الأجواء المشرقة للبلاد للجميع.

واعتبر سماحته فقدان الإيمان بالقدرات إحدى طرق العدو الأخرى لإحباط الأمة وجيل الشباب، وأكد قائلاً: في مقابل هذه الأنشطة، يجب على الشباب، بالاعتماد على الطاقة الشبابية التي لا تنضب، أن يزيدوا من سعيهم وجهدهم نحو النجاح وبث الأمل وتجلي اقتدار الأمة.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أهمية اهتمام الشباب بتسخير مواهبهم لخدمة الشعب الإيراني، وأضاف: قد يرغب البعض في العيش في بلد آخر، لكن يجب على هؤلاء أن يعلموا أنهم مهما تقدموا في بلدان أخرى، سيبقون غرباء؛ في حين أن إيران ملك لكم ولجيلكم وهي "ترابكم وبيتكم".

وفي جانب آخر من كلمته، أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى الهراءات الأخيرة لرئيس أمريكا حول المنطقة وإيران العزيزة، فقال: رئيس أمريكا، بزيارته لفلسطين المحتلة وتلفظه بحفنة من الكلام الفارغ المصحوب بالبجاحة، حاول أن يُبقي على أمل الصهاينة اليائسين وأن يرفع من معنوياتهم.

واعتبر سماحته الصفعة التي لا تُصدّق من قِبَل الجمهورية الإسلامية الإيرانية للكيان الصهيوني في حرب الـ 12 يوماً هي سبب يأسهم، وأضاف: لم يتوقع الصهاينة أن يتمكن صاروخ إيراني بلهبه وناره من اختراق عمق مراكزهم الحساسة والمهمة وتدمير هذه المراكز وتحويلها إلى رماد.

وشدد سماحته على أن إيران لم تشترِ أو تستأجر الصواريخ من أي مكان، بل هي من صُنع و"هوية الشاب الإيراني"، وقال سماحته: الشاب الإيراني، عندما يدخل الميدان ويسعى ويعمل على توفير البنى التحتية العلمية، يكون قادراً على القيام بمثل هذه الأعمال العظيمة.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: هذه الصواريخ كانت قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية قد جهزتها واستخدمتها، وما زالت تمتلكها، وإذا لزم الأمر سيتم استخدامها في وقت آخر.

وبعد تلخيص سبب هراءات ترامب في إطار كلام خفيف وسلوكيات سوقية لرفع معنويات الصهاينة، تطرّق سماحته إلى عدة نقاط بخصوص ادعاءاته، وقال: في حرب غزة، أمريكا هي بلا شك الشريك الرئيسي في جرائم الكيان الصهيوني، كما اعترف رئيس أمريكا نفسه بأننا كنا نعمل مع هذا الكيان في غزة، وبالطبع حتى لو لم يقل ذلك، لكان الأمر واضحاً، لأن الإمكانيات والأسلحة التي أُلقيت على رؤوس أهالي غزة العزّل طوال هذه الحرب، كانت أمريكية.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي ادعاء ترامب الآخر بشأن حرب أمريكا على الإرهاب مثالاً آخر على كلامه الكاذب، وأضاف: استُشهد أكثر من 20 ألف طفل ورضيع في حرب غزة. هل كانوا إرهابيين؟ الإرهابي هو أمريكا التي تنشئ داعش وتطلقه على المنطقة، واليوم تحتجز عدداً من أفراده في منطقة لاستخدامهم الخاص.

واعتبر سماحته مقتل حوالي 70 ألف إنسان في حرب غزة، وكذلك استشهاد أكثر من ألف إيراني في حرب الـ 12 يوماً، أدلة واضحة على الطبيعة الإرهابية لأمريكا والكيان الصهيوني، وأشار إلى أن: هم، بالإضافة إلى القتل العشوائي للناس، اغتالوا علمائنا مثل طهرانجي وعباسي وافتخروا بهذه الجريمة، لكن يجب أن يعلموا أنهم لا يستطيعون اغتيال العلم.

وفي إشارة إلى كلام رئيس أمريكا الذي افتخر فيه بقصف الصناعة النووية الإيرانية وزعم تدميرها، أضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: لا بأس، استمروا في هذا الخيال، لكن ماذا تكون أنت أصلاً لتفرض شروط "يجب ولا يجب" إذا كان لدى بلد ما صناعة نووية؟ ما علاقة أمريكا بأن يكون لإيران إمكانيات وصناعة نووية أم لا؟ هذا التدخل غير اللائق، والخاطئ، والمتغطرس هو تعسف.

وأشار سماحته إلى المظاهرات الواسعة التي شارك فيها 7 ملايين شخص ضد ترامب في مختلف الولايات والمدن الأمريكية، وقال: إذا كنت قوياً لهذه الدرجة، فبدلاً من نشر الأكاذيب والتدخل في شؤون الدول الأخرى واتخاذ إجراءات مثل بناء قواعد عسكرية فيها، قوموا بتهدئة هؤلاء الملايين وأعيدوهم إلى بيوتهم.

وشدد سماحته على أن الإرهابي والمظهر الحقيقي للإرهاب هو أمريكا، واعتبر سماحته ادعاء ترامب بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني كذبة أيضاً، وأضاف: العقوبات الثانوية الأمريكية، التي ترافقها أعداد كبيرة من الدول خوفاً، هي ضد الشعب الإيراني، لذا فأنتم أعداء الشعب الإيراني ولستم أصدقاءه.

وفي إشارة إلى إبداء ترامب استعداده للتعامل وابرام صفقة، قال: يقول أنا رجل تعامل وصفقات، في حين أن الصفقة إذا كانت مصحوبة بالغطرسة وكانت نتيجتها معلومة سلفاً، فهي ليست صفقة بل فرض وغطرسة. الشعب الإيراني لن يقبل بالفرض.

وفي إشارة إلى قول ترامب الآخر بوجود الموت والحرب في منطقة غرب آسيا، أو كما يسمونها الشرق الأوسط، نوّه قائد الثورة الإسلامية المعظم: أنتم من تُشعلون الحروب. أمريكا هي صانعة الحروب، وبالإضافة إلى الإرهاب، هي تُشعل الحروب. وإلا فما الهدف من كل هذه القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة؟ ما الذي تفعله هنا؟ ما علاقة هذه المنطقة بكم؟ المنطقة ملك لشعوبها، والحرب والموت في هذه المنطقة ناتج عن الوجود الأمريكي.

وفي الختام، اعتبر سماحة آية الله الخامنئي مواقف رئيس أمريكا خاطئة وكاذبة في كثير من الحالات ونابعة عن غطرسة، وأكد سماحته: على الرغم من أن الغطرسة تؤثر على بعض الدول، إلا أنها لن تؤثر أبداً على الشعب الإيراني بتوفيق من الله.

وخلال هذه المراسم، قدّم المنتخب الوطني لأشبال الرياضات التقليدية بالبلاد حركات من هذه الرياضة، حيث قوبلت بثناء وإعجاب سماحة قائد الثورة.

 

700 /