موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

القائد يسمّي العام الإيراني الجديد عام النبي الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)

وجه قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم الاثنين نداء إلى أبناء الشعب الإيراني بمناسبة حلول العام الجديد.
وفي ما يلي نص نداء القائد:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال.
هذا العام تقارن رأس السنة الجديدة مع أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). الأربعين أيضاً فروردين [أول شهور السنة الشمسية] وربيع آخر، فأول براعم عاشوراء تفتقت في الأربعين وأول فورة لينبوع محبة الحسين الجاري ـ الذي أسال نهر الزياره الأبدي على مر القرون ـ انطلقت يوم الأربعين.
إن مغنطيس الحسين القوي اجتذب أول القلوب إليه في يوم الإربعين. ذهاب جابربن عبد الله وعطية إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعين شكل انطلاقه مباركة، على مر القرون وحتى يومنا هذا، لحركة تشهد كل يوم عظمة وحيوية وجذابية أكثر فأكثر والتي جعلت اسم وذكر عاشوراء يزداد حياة في العالم يوماً بعد يوم.
إن تقارن أول فروردين [أول شهور السنة الشمسية وأول الربيع] مع أربعينية الحسين هو في الحقيقه تقارن بين فروردينين وربيعين، وأنا إذ أقدّم تعازيّ إلى جميع المؤمنين والشيعة والمسلمين بمناسبة أربعينية الإمام الحسين، أهنيء جميع الإيرانيين والشعوب التي تحتفي بعيد النيروز بهذه المناسبة وأخص بذلك المضحين والعوائل المجاهدة والمضحية التي جعلت كل وجودها وطاقاتها وقفاً لإعلاء كلمة الإسلام وسموّ إيران.
من حسن الحظ إن البلاد، وبغض النظر عن ربيع الطبيعة، يكتنفها ربيع الأمل والنشاط والحيوية. إن مجيء حكومة شعبية وانطلاق نهضة الخدمة وحيوية ونشاط الشباب في مختلف المجالات جعلت البلاد في فروردين مفعم بالأمل والحيوية، وهكذا وضع يمثل عيداً حقيقياً لأي أمّة. إن هذا كلّه من بركات المشاركة العامة والتضامن الوطني الذي وضعه الشعب نصب عينيه وفي مقدمة جدول اعماله وجهوده خلال العام الماضي.
إن نجاحات الشعب سواء على صعيد الحضور الجماهيري والمشاركة العامة أو على صعيد إظهار مؤشرات التضامن الوطني خلال العام الماضي كان لامعاً ووضاءً. فالانتخابات الملحمية والحضور الجماهيري الواسع وتشكيل حكومة منبثقة من الشعب تعهدت لتقديم الخدمات إلى المواطنين والتطورات والنجاحات التي أحرزتها البلاد في شتى المجالات هي من جملة النجاحات البارزة التي حققتها الأمة خلال العام الماضي.
صحيح إننا، إلى جانب هذه النجاحات الجبارة، شهدنا أحداثاً مريرة وجفاءً وظلماً بحقنا. فالإساءة إلى النبي الأكرم(صلّى الله عليه وآله) وانتهاك حرمة المرقد الطاهر للإمامين العسكريين(عليهما السلام) وشهدائنا الأعزاء أو المساس بكرامة شعبنا كلّها مما ابتلي به الشعب الإيراني في العام المنصرم، إلا أن الإرادة الثورية مصممة بالاتكال على حول الباري تعالى وقوته على اتخاذ هذه الأحداث المريرة سلماً للوصول إلى حلاوة العيش وتذليل الصعاب عبر بذل المزيد من الجهود، وهذا هو درس الإسلام ونبيه العظيم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
في هذه الحقبة من الزمان نرى أن اسم الرسول الأعظم وذكره أصبح أكثر حياة من ذي قبل وهذه واحدة من تدبيرات الحكمة الإلهية وألطافها الخفية. إن الأمّة الإسلامية وأمتنا اليوم هي أحوج ما تكون إلى نبيها الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فهي بحاجه إلى هدايته؛ بحاجة إلى تبشيره وإنذاره؛ بحاجة إلى رسالته ومعنوياته؛ بحاجة إلى رحمته التي علمها للبشرية. إن درس نبيّ الإسلام لأمّته ولجميع البشرية في وقتنا الراهن هو درس التحلي بالعلم والاقتدار؛ درس الأخلاق والكرامة؛ درس الرحمة؛ درس الجهاد والعزة؛ درس المقاومة. لذا فمن الطبيعي أن يتّخذ العام الجديد الإسم المبارك للنبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إسماً له. في ظل هذا الإسم وهذه الذكرى على الشعب الإيراني أن يستلهم دروس النبي الأعظم ويطبقها عملياً في حياته وبرنامجه اليومي.
إن شعبنا يعتبر التتلمذ في المدرسة النبوية المحمدية (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مفخرة له. لقد حمل شعبنا بكل صمود ومقاومة راية الإسلام الخفاقة بين الأمم الإسلامية وتحمّل الصعاب وتذوق موفقية الحضور في ميدان الشرف والفخار هذا وبفضل الباري تعالى فإن موفقيات أكثر على الأثر.
يجب علينا وضع الدروس التي علمنا إياها النبي الأعظم، كدرسه في الأخلاق والعزة والتعليم والرحمة والكرامة والوحدة والحياة، ضمن برنامج حياتنا اليومي.
لقد استلمت دفة الحكم اليوم حكومة عازمة وخدومة إلى جانبها شعب بكامل جهوزيته مفعم بالأمل وشباب كلّهم حيوية وإبداع وهذه بارقة أمل عظيم لمستقبل بلادنا وشعبنا.
نسال الباري تعالى أن يمن علينا برضا النبيّ الأعظم وينزل المزيد المزيد من رحمته على هذا النبيّ، نبي الرحمة والعزة، وعلى أمته ويرضي إمام عصرنا (أرواحنا فداه) عنّا ويوفقنا ويؤيّدنا في طي هذا الطريق الصعب ويجعل أرواح شهدائنا الأعزاء وروح إمامنا الراحل المطهرة غارقة بنعمته مع أوليائه وعباده الصالحين.
والسّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته
700 /