موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين يحذّر من مخاطر إدارة التطورات العالمية بيد الصهيونية والاستكبار العالمي

اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن التطور سنة الهية مستعرضاً أطر التحول المؤدية إلى التقدم مضيفاً أن إدارة تحولات البلاد يجب أن تتم بواسطة النخب الجامعية والحوزوية.
وتابع القائد المعظّم عقب الاستقبال الحافل الذي واجهه من قبل آلاف الجامعيين في اليوم الثاني من زيارته لمحافظة سمنان (16/شوال/1427هـ) تابع قائلاً: وفي هذا السياق علينا الأخذ بنظر الاعتبار معايير التطور العالمية فضلاً عن المعايير الجديدة الخاصة بالجمهورية الإسلامية.
واعتبر قائد الثورة خصائص الشريحة الجامعية ومنها بالحيوية والنشاط والطاقات الوافرة والأمل بالمستقبل والاستعداد للعمل وبذل الجهد بأنها بشارة عظيمة وأضاف: يجب أن تكون هذه موائمة مع معرفة الطريق للوصول إلى الأهداف والتخطيط الدقيق وبعد النظر والهمة والعمل الدؤوب وعدم التقليل من الأهداف لكي يتم تمهيد الطريق للوصول إلى قمم التقدم والمفاخر.
وفي معرض تبيينه لتأثير أبناء البشر على تطورات المجتمع استند إلى الآيات القرآنية وقال: وفقاً للسنن الإلهية فإن تطورات أي مجتمع تتم بيد أفراد ذلك المجتمع وإرادة وسلوك أي فرد هي مؤثرة في إيجاد سلسلة التطورات الإيجابية أو السلبية التي تطرأ على المجتمع.
ورأى سماحته أن التطور هو سرّ ديمومة وكمال البشرية مؤكداً على ضرورة الترحيب بالتطور وتجنب الركود، وأضاف: أن التطور يختلف عن الفوضى والخروج عن التقاليد كما أن الركود أيضاً يختلف عن الركود الإجتماعي وما يجب أن يكون مستهدفاً هو مجتمع مستقر وحيوي يتمتع بسمات التطور السريع والصحيح.
وأشار قائد الثورة إلى ضرورة التوجه الصحيح في التحولات مشيراً إلى مسألة إدارة التحولات في البلاد وأضاف: كما لا يمكن تحقق التقدم عبر الفوضى الثقافية والسياسية والإقتصادية والعقائدية فإن التوقف عند الماضي ورفض التحديث لا يحقق التقدم ولذلك فإن الطريق الصحيح هو المضي قدماً في مسار الإبداع وحرية الفكر والتفكير وإدارة هذا الطريق.
وفي معرض إشارته إلى ضرورة التطور في المجتمعات البشرية حذر ولي أمر المسلمين من خطر إدارة التطورات العالمية بيد الصهيونية والرأسمالية العالمية وأضاف: إنَّ مركز السلطة الدولية التي شكلت في يوم ما حلف الناتو العسكري للهيمنة على مصالح الشعوب هي الآن بصدد تشكيل ناتو ثقافي لتدمير الهوية الوطنية للمجتمعات البشرية لكي تتمكن من خلال استغلال سلسلة الإمكانات الإعلامية المتنوعة والواسعة إدارة دفة التطورات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية للدول والشعوب وهذا ما يفرض علينا التحلي باليقظة حيال هذا الموضوع.
واعتبر سماحة السيد القائد أن النخبة الحوزوية والجامعية هي التي يجب أن تتصدى لإدارة تطورات البلاد وقال: إنَّ المسؤولين أيضاً يضطلعون بواجبات في هذا المجال ولكن إدارة التطورات وتوجيه النشاطات التي تؤدي إلى الترميم والكمال والتقدم يجب أن تكون بيد النخبة الحوزوية والجامعية.
ورأى سماحته أن التقدم هو غاية كل تحول مشيراً إلى التعاريف والمعايير المختلفة وأحياناً المضللة الموجودة في هذا المجال وأضاف: إننا ومن أجل معرفة النسخة الصحيحة علينا الخوض في الأبحاث النظرية المستندة إلى الحقائق ومن ثم التحرك على هذا الأساس عبر تحديد نماذج التطور والتخطيط وتحديد أولويات الإستثمار.
وفي معرض إشارته إلى معايير التقدم لفت إلى المؤشرات العالمية مثل الصناعات المتقدمة والإكتفاء الذاتي في الحاجات الأساسية والزيادة الإنتاجية والنهوض بمستوى التعليم والخدمات المقدمة إلى المواطنين ورفع مستوى الأمل بالحياة ونموّ الإتصالات، وتابع قائلاً: إنَّ هذه المؤشرات المقبولة تكون مؤثرة في مسيرة التطور والتقدم الحقيقي إذا ما تم العمل بها وفقاً لعناصر الهوية الدينية والأهداف الأساسية.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أنه في غير هذه الحالة فإن النهوض بمستوى مؤشرات ومعايير التقدم الرائجة التي يجري العمل بها في بعض الدول الغربية تؤدي عملياً إلى إنعدام العدالة والغطرسة تجاه الشعوب الأخرى وصناعة واستخدام الأسلحة المدمرة مثل القنابل النووية وترويج الفساد الأخلاقي وتدمير المشاعر والأواصر الإجتماعية والشعب الإيراني لا يريد ولا يقبل تطوراً مبنياً على مثل هذه الأسس.
وشرح سماحته أسس التحول والتطور الصحيح وقال: إنَّ نظرة النظام الإسلامي إلى التحول والتطور الحقيقي وفضلاً عن المعايير العالمية فإنها تستند إلى زيادة الثروة الوطنية والعدالة والإقتدار العلمي والنمو الأخلاقي والمعنوي والمشاعر الإنسانية والكرامة الوطنية ومكافحة الفقر والفساد والبطالة والتمييز ومواجهة الجهل والفوضى والنهوض بالمستوى العلمي للإدارة والإنضباط الإجتماعي وتعزيز الشعور بالمسؤولية الإجتماعية والإستقلال الثقافي.

700 /