في اليوم الثالث (17/ شوال/1427هـ) من زيارته لمحافظة سمنان أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في اجتماع حماسي وودي مع أهالي مدينة دامغان المتدينين والغيارى أشار إلى إيمان الشعب الإيراني وهمته ومواهبة البشرية العالية وقال: مع وجود رصيد كهذا فإن كافة الأهداف السامية للثورة الإسلامية بما فيها العدالة الإجتماعية وإزالة التمييز يمكن بلوغها وتحقيقها.
وأشار سماحة السيد القائد إلى هدف إرساء العدالة الإسلامية والإجتماعية الذي رفعه نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويسعى لتحقيقه وقال: إنَّ البعض يوحي بأنه نظراً للوضع الراهن في العالم وانعدام العدالة الواسع وكذلك وجود المفسدين اقتصادياً وبعض التمييزات في البلاد فإنه لا يمكن تحقيق العدالة الإجتماعية لكن كما تحقق الكثير من طموحات بداية الثورة التي كان يبدو أنه لا يمكن تحقيقها فإن هذا الهدف سيتحقق أيضاً بهمة الشعب خاصة الشبان.
وأضاف سماحته: في بداية الثورة وخلال فترة الدفاع المقدس حيث كان النظام الإسلامي في ضيق للحصول على أقل كمية من المعدات الدفاعية من جانب القوى الدولية لم يتصور أحد أن يُطلق شبان هذا البلد خلال إحدى المناورات العشرات من الصواريخ والأسلحة المتطورة لكن هذه الأمنية التي يبدو أنه لا يمكن تحقيقها قد تحققت.
وأشار ولي أمر المسلمين أيضا إلى تهديدات القوى السلطوية في مختلف الفترات ضد الشعب الإيراني وحتى التهديد بالغزو في السنوات الماضية وقال: في ذلك الحين لم يتصور الكثير من الناس أن الاستكبار وعلى رأسه أميركا سيفشل في سياساته في المنطقة خاصة ضد الشعب الإيراني لكن اليوم وبعد الفشل الذريع للسياسات الأمريكية في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان فإن التهديدات الأمريكية على المستوى الدولي تعد تهديدات خاوية.
واعتبر سماحته الفشل الأخير للحزب الذي ينتمي اليه الرئيس الأمريكي في انتخابات الكونغرس بمعنى عدم قبول السياسات الحربية الأمريكية في داخل هذا البلد مؤكداً: أنَّ هذا الأمر ليس حدثاً أمريكياً داخلياً محضاً لكنه فشل سياسات بوش الحربية في العالم.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى اعتراف الرئيس الأمريكي المتأخر بفشله وقال: بما أن سياسات واشنطن العدوانية والحربية كانت دوماً ضد الشعب الإيراني فإن هذا الفشل في الحقيقة نصر واضح للشعب الإيراني في هذه المرحلة السياسية.
وأشار سماحته أيضا إلى العدوان الغاشم والظالم للصهاينة الغاصبين على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة. وقال: إنَّ الكيان الصهيوني الذي فقد كبريائه العسكري لخمسين عاماً خلال حرب لبنان على مدى 33 يوماً أمام مجموعة من المؤمنين والمجاهدين الذين لا يمتلكون المعدات المتطورة يسعى للإنتقام من الشعب الفلسطيني المظلوم بسبب فشله.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مفاوضات واتفاقية العام الماضي لانسحاب العسكريين الصهاينة من غزة مؤكداً: إنَّ جرائم الصهاينه الوحشيين اليومية في غزة أثبتت مرة أخرى أنه لا فائدة ولا عاقبة من الحوار مع هذا الكيان الغاصب.
وانتقد ولي أمر المسلمين صمت الأوساط الدولية وأدعياء حقوق الإنسان في الغرب قائلاً: إنَّ صمت الغرب خاصة أوروبا ازاء هذا الظلم الكبير يدل على عدم اهتمام أدعياء حقوق الإنسان بأرواح الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين العزل.
وفي جانب آخر من كلمته أشار قائد الثورة المعظّم إلى ماضي مدينة دامغان العريق والشخصيات الشهيرة لهذه المنطقة في المجالات العلمية والدينية والأدبية والسياسية وتقديم الشهداء الأجلاء في فترة الدفاع المقدس بمن فيهم الشهداء شاهجراغي ومؤمني وقال: إنَّ منطقة دامغان حققت تقدماً كبيراً مقارنة بالماضي لكنها رغم تمتعها بالمواهب البشرية والمصادر الطبيعية القيمة وتمتعها بنعمة مجاورة الصحراء لا زالت تواجه مشاكل متعددة ينبغي ازالتها من خلال التخطيط وهمة الحكومة والمسؤولين وأهالي المنطقة.
وأكد سماحته أنه في نظام الجمهورية الإسلامية فإن المسؤولين هم خدم الشعب قائلاً: إنَّ الحكومة اليوم حكومة نشطة وفعالة ومشفقة وحريصة على مصالح ومطالب الشعب وهي حاضرة في الساحة وستبادر إلى حل مشاكل الشعب بقدر ما تسمح امكانيات البلاد.
وفي مستهل هذا الإجتماع رحب إمام جمعة مدينة دامغان حجة الإسلام والمسلمين السيد محمود ترابي بسماحة آية الله الخامنئي نيابة عن أهالي هذه المنطقة.
كما حضر ولي أمر المسلمين يوم الجمعة في مزار شهداء دامغان ليتلو سورة الفاتحة على أرواح شهداء هذه المنطقة.