موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

قائد الثورة يوجه نداء شكر للشعب يشيد فيه بحضوره الملحمي في الانتخابات

وجه قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمی السيد علي الخامنئي نداء شكر للشعب الإيراني أعرب فيه عن تقديره وشكره للشعب الإيراني بمشاركته المكثفة والواسعة في الانتخابات الأخيرة.
وهذا نص النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله العلي القدير علی أن مَنّ علی الشعب الإيراني بالخروج مرفوع الرأس من امتحان عظيم آخر وأسبغ علی هذه البلاد التي تفتخر برفع راية الإسلام العظمة والرفعة ثانية. لقد أفهم يوم الخامس عشر من كانون الأول الشكاكين والحاقدين مرة أخری المعنی الحقيقي لحاكمية الشعب المنبثقة من الدين وانقلب التواجد الملحمي الحاشد للجماهير الغفيرة عند صناديق الاقتراع إلی استعراض لقدرة الشعب الإيراني وثقته بالنفس وحضوره الواعي في الميدان. لم تتمكن لا رداءة الطقس في يوم الانتخابات ولا الحرب النفسية الرامية إلی تثبيط العزائم والتي أثارها الأعداء بوسائل مختلفة لأسابيع سبقت الانتخابات من أن توهن العزيمة الوطنية. إن الإرادة الإلهية بتأثيرها في وعي الجماهير ردّت كيد الكائدين إلی نحورهم لتضاف صفحة أخری إلی السجل الذهبي لهذا الشعب المؤمن الثوري. التصرف الرصين والحكيم للجماهير وقيام المسؤولين والمعنيين بوظائفهم بصدق جعلا هذه المرة أيضاً حكم الشعب المستند إلی الدين أسلم من أسلم ديمقراطيات العالم ونسبة المشاركة تتخطی أعلی حد للمشاركة في الديمقراطيات الغربية.
إن نتائج الانتخابات التي أظهرت تمسك الناخبين بأصول الثورة وارتفاع نسبة المشاركة كدليل علی الحضور الشعبي الفاعل في الميادين الحساسة قد وجّها رسالة واضحة وجلية لكل أصدقاء الشعب الإيراني وأعدائه في جميع أنحاء العالم. هذه الرسالة كانت رداً شفافاً لكل الشكوك والوساوس مفاده أن الشعب الإيراني شعب حي، مفعم بالحيوية والأمل، مازال يسعی لتحقيق أهدافه السامية ويخوض غمار الميدان تلو الميدان. هذا الشعب لن يهدأ له بال حتی ينال حقوقه المشروعة وسيسعی يوماً بعد يوم لتوثيق ارتباطه بالنظام الإسلامي الذي هدفه العدالة والعزة والاقتدار الوطني.
إنني لا يسعني هنا إلا أن أخرّ ساجداً شكراً لله العزيز الحكيم وأقدم من أعماق قلبي شكري وامتناني للشعب الإيراني العظيم. كما ولابدّ من الإعراب عن شكري الجزيل لكل شخص أوجهة كان لهم دوراً في هذا الامتحان الكبير.. لعلماء الدين الأعلام والمراجع العظام.. للعلماء والنخبة في الحوزات والجامعات.. للناشطين سياسياً واجتماعياً.. للجهات المسؤولة عن إقامة الانتخابات والاشراف عليها لا سيما مجلس صيانة الدستور ووزارة الداخلية ومبعوثي مجلس الشوری الإسلامي.. لوسائل الإعلام الوطنية التي قامت بدور ينم عن فن ومسؤولية... لقوی الأمن والتعبئة التي أخذت علی عاتقها حماية المراكز الانتخابية.. ولكل من أسهم من خلال الترشيح أو تأييد المرشحين في إضفاء المزيد من الحماسة والحيوية للانتخابات.
أسأل الله جل وعلا أن يمن علی منتَخبي الشعب بالتوفيق في تحمل مسؤولياتهم وشكر الشعب علی ثقتهم والعمل المخلص الخالي من المنّة وأن يسبغ علی شعب إيران المزيد المزيد من العزة. وسلام من أعماق القلب علی بقية الله (عج) أرواحنا فداه الذي كان نصر الشعب الإيراني سبباً في إدخال البهجة إلی قلبه المبارك.
والسلام علی عباد الله الصالحين
سيد علي الخامنئي
19/ كانون الأول/ 2006

700 /