موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي

ولي أمر المسلمين:وكالات استخبارات المحتلين والصهاينة هي التي تقف وراء فاجعة سامراء

قدّم ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في بيان وجّهه يوم الخميس تعازية لمناسبة حادثة انتهاك حرمة المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء معتبراً وكالات الاستخبارات التابعة للمحتلين والصهاينة هم المخططين الرئيسيين لهذه الجريمة الكبرى.
وأكد قائد الثورة الإسلامية قائلاً: على علماء الدين والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي وعامة المسلمين لاسيّما الشعب العراقي شيعة وسنة، ضمن اليقظة حيال سياسة التفرقة التي ينتهجها الأعداء التحلي بالصبر والتضامن فيما بينهم.
وفيما يلي نص خطاب ولي أمر المسلمين:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّا لله وإنّا اليه راجعون
مرة أخرى ظهرت أيادي الفتنة وسددت خنجرها المسموم إلى جسد الأمّة الإسلامية وارتكبت جريمة شنيعة أخرى إن حادثة الإنفجار في سامراء وإنتهاك حرمة المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (عليهما السلام) لم تجرح مشاعر الشيعة وعامّة المسلمين المحبين لآل بيت الرسول المكرمين في العالم فحسب بل وضعت العالم الإسلامي أمام مؤامرة عظيمة هدفها إثارة حرب أهلية في العراق وتوريط الشعوب الإسلامية في أحداث دموية طائفية.
إن وكالات الاستخبارات التابعة للمحتلين والصهاينة هم المخططون الرئيسيون لهذه الجريمة الشنعاء سواء كان المنفذون الأشقياء من أنصار النظام الصدامي البائد أو المتحجرين المغرر بهم من الوهابيين والسلفيين.
إن المحتلين وبغية زعزعة أسس الحكومة العراقية المنبثقة من بين ظهراني الشعب وتبرير وجودهم اللامشروع في هذا البلد أطلقوا أيدي الارهابيين لتأجيج نار الفتنة بين الاخوة المسلمين.
إن المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (عليهما السلام) موجود منذ قرون في سامراء وفي كنف الاخوة السنة ولكن لم يتعرض أي أحد لهذا المرقد الشريف في أي وقت مضى.
هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها هذا المرقد الطاهر والمقدس إلى مثل هذه الجريمة الشنيعة في ظل تواجد المحتلين. لا يمكن للمحتلين التنصل عن مسؤولية هذه الجريمة الكبرى.
على الاخوة في العراق شيعة وسنة اتخاذ الحيطة والحذر لكي لا يقعوا في شراك مؤمرات الأعداء.
كما على المسلمين في كافة أنحاء العالم اتخاذ الحيطة والحذر أكثر من السابق حيال سياسة التفرقة التي ينتهجها أعداء الإسلام.
إن الأعداء يعملون اليوم على إثارة الفتنة في العراق وفلسطين ولبنان وفي أي نقطة من العالم الإسلامي ويحرضون المسلمين لمواجهة بعضهم بعضاً وارتكاب مجازر لأسباب وذرائع مذهبية وقومية وحزبية.
لا ينبغي للمسلمين مساعدة هؤلاء لتحقيق هدفهم المشؤوم والخطير هذا.
على علماء السنة المحترمين إدانة فاجعة سامراء بشكل صريح والإعلان عن برائتهم من مرتكبي هذه الجريمة كما أن على علماء الدين الشيعة دعوة محبي أهل البيت (عليهم السلام) إلى ضبط النفس وكذلك على علماء الدين في العالم الإسلامي دعوة أنصارهم إلى التضامن مع اخوانهم ورعاية المشاعر الدينية لكل جماعة.
أقدم تعازيَّ إلى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه بهذا المصاب الجلل وسائر مصائب المسلمين وأتضرع إلى الباري تعالى أن يقطع دابر المستكبرين الظلمة الكفرة عن الشعوب المسلمة.
والسلام على عباد الله الصالحين
السيد علي الخامنئي
28 جمادى الأولى 1428هـ

700 /